أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
قلبي بدأ يخفق بقوة في صدري بينما تظاهرتُ بالنوم خوفًا من أن أُكتشف.
ثم، عندما اقتربت الظلّة مني حتى صارت أمام وجهي مباشرة، ابتلعت ريقي بصعوبة.
توقف—
الشخص الذي كان يقترب تجمّد في مكانه، كأنه لاحظ حركة بلعي.
حاول فيورد استعادة هدوئه، فأخذ يردد النشيد الوطني لإمبراطورية لاغراث في رأسه.
تظاهرتُ بأنني أغرق في نوم عميق قدر ما أستطيع. طوال سنواتي في التمثيل وراء الأقنعة، لم أقم بدور بهذه البراعة من قبل.
سمعت تنهيدة خفيفة من الظلّة. لحسن الحظ، يبدو أنها انطلت عليها حيلتي.
ارتحت قليلًا، لكن الخطوات اقتربت أكثر… ببطء، شيئًا فشيئًا.
حتى صرنا قريبين لدرجة أنني كنت أسمع أنفاسها. ولم تتوقف.
(هاه؟ هُم…؟)
ذهل عقل فيورد إذ شعر أنها أقرب مما توقع.
ولو كان عليه أن يختار اللحظة المثالية لمفاجأة لين، لكانت هذه.
لكن من فرط توتره، أضاع التوقيت.
شعر ببرودة على وجهه.
وفي الوقت نفسه أحس بحركة وكأن شخصًا يرسم شيئًا ما عليه. كانت حركة مشاكسة جدًا.
آه…
توتر جسده كله تبخر فجأة، كأنه كان يشد عضلاته بلا داعٍ.
تساءل عما كان يتوقعه بالضبط.
غمره إحساس بالإحراج حين أدرك أن لين لم تقترب منه إلا لتشخبط على وجهه.
وبينما كان فيورد يصرخ داخليًا، كانت يد لين منهمكة.
الحماس كان واضحًا لدرجة أن رأس القلم نفسه بدا وكأنه يشاركها شعورها.
وبعد لحظات قليلة، ابتعدت عنه أخيرًا.
قهقهت بخفة وقد بدا عليها الرضا بعملها. ظلّ فيورد يستمع إلى ضحكتها، غير متأكد إن كان يجب أن يشعر بالارتياح أم بخيبة أمل.
نعم، لم يكن منطقيًا أن تلمسه لين وهما مجرد صديقين.
هكذا هو الأمر، وهكذا يجب أن يكون.
فالأصدقاء الذين يعجبون بنفس الفتاة… موضوع متكرر.
أليس كذلك؟
🍃
كانت الأكاديمية تغلي حماسًا مع اقتراب مهرجانها الدراسي.
وبما أنه يُقام في بداية الفصل، لم تكن هناك مشروعات أكاديمية تُعرض، بل مجرد مهرجان للبهجة والاستمتاع.
الأكشاك في المهرجان تُدار من قبل الأندية، لكن السؤال هو…
“ماذا سنفعل هذه المرة؟”
رفع فيورد يده ردًا على سؤالي.
“ماذا عن ساحة قتال؟”
“ساحة قتال؟”
أوه. آمل أنني أسمع بالخطأ.
لم يلاحظ فيورد وجهي الجامد وبدأ يشرح.
“سأكون أنا المبارز، وكارسون سيكون الساحر، وأنتِ يا لين ستكونين الحكم.”
“…ثم؟”
“إذا فزت، تحصلين على ضعف المال لأول واحد، ما رأيك؟”
“مرفوض.”
“من دون حتى التفكير؟”
أطلق فيورد تنهيدة درامية وأشار بإبهامه للأسفل.
“من سيهتم بهذا أصلًا، وبالإضافة… ماذا عن المال إذا فاز الآخر؟”
أجاب فيورد بنظرة واثقة، كأنه حلّ اللغز كله:
“أنا متأكد أن كارسون سيتكفل بالأمر.”
هل كان فقط يُلقي بالمسؤولية على غيره…؟
“لا حاجة لسماع المزيد. القضية مرفوضة.”
تنهدتُ بعمق. الأندية الأخرى عادةً تقوم بأنشطة مرتبطة بتخصصاتها.
فمثلًا، نادي تصميم الأزياء الخاص بجين كان سيعرض ويبيع ملابسه المصنوعة يدويًا…
وسمعت أن نادي “موتو” سيقدّم عرضًا عمليًا لمكافحة البعوض.
أما نادينا، فليس له هدف أصلاً، لذا لم نكن نعرف ماذا نفعل.
“ماذا يجب أن نفعل للحصول على نشاط لائق؟”
تنهدت، وهنا تدخل كارسون لأول مرة في الحوار.
“لين. أظن أننا نعقد الأمر أكثر من اللازم.”
“كيف يعني؟”
“فلنأخذ الأمر ببساطة ونمضي مع اسم نادينا.”
اسم النادي؟
“فجو-تو-كلوب.”
نادي تعذيب فيورد…
حدقتُ به مصدومة: “هل تقصد أن نُعذّب فيورد أمام الجميع؟”
ابتسم كارسون بمكر وهز رأسه.
“نعم. أعتقد أنه بإمكاننا جني ربح جيد من بيع التذاكر. وربما ننظم جلسة عقاب عملي، مثل نادي موتو.”
ظننت أن اقتراح فيورد كان سيئًا، لكن اقتراح كارسون كان أغبى.
قفز فيورد على قدميه، أمسك كارسون من ياقة قميصه، وبدأ يهزه.
“ليس أمام الجمهور، بالتأكيد!”
كارسون تثاءب بكسل، وكأنه لا يقاوم حركات فيورد.
لم أُعر اهتمامًا لمشاجرتهما، وقلت بنبرة نادمة:
“ربما كان علينا إلغاء النادي وتأسيس واحد جديد.”
“من أجل مهرجان يوم واحد؟”
بما أن المهرجان في بداية الفصل، لم يكن على طلاب السنة الأولى المشاركة، بخلاف باقي المستويات.
حتى أولئك الذين انضموا حديثًا للأندية.
أما نحن، فلم نكن سنة أولى، ولم نغير نادينا، لذا كان لزامًا علينا المشاركة.
الخبر الجيد هو أن النشاط لا يجب أن يرتبط بهدف النادي.
أي أن أعضاء نادي المبارزة يمكنهم ببساطة ارتداء أزياء خادمات والتجول لتقديم الشاي.
…واو. الآن بعد أن فكرت بالأمر، قد يكون هذا ناجحًا بالفعل.
كنت أدرس فكرة إرسال اقتراح مجهول لنادي المبارزة.
“لين، في ماذا تفكرين؟” سأل كارسون ببراءة.
هززت رأسي، أشعر بالذنب من نظرته.
“لا أفكر في شيء.”
“…بدوتِ وكأنك تفكرين في شيء بغيض جدًا.”
عضضت شفتاي، متجهمة.
هكذا إذن، هكذا يشعر الرجل.
صفقت يدي لتغيير الجو الذي صار كجلسة تحقيق.
“المهم الآن أن نقرر نشاط نادينا.”
“لدي فكرة، لين.”
“مرفوضة.”
انحنت كتفا كارسون وهو يسمع الرفض بسرعة برق.
آه، عليّ أن أمنع نفسي من قول تعليق غريب آخر.
“كنت أمزح فقط، اهدأ. ما فكرتك؟”
اعتدل كارسون فجأة، وابتسم بخبث.
“لين، أنتِ لا تريدين نشاطًا كبيرًا، فقط شيئًا يكفي كي لا يسخر منا الآخرون، أليس كذلك؟”
أوه…
رغم أنني فكرت بهذا فعلًا، إلا أن سماعه بصوت شخص آخر جعلني أبدو غبية.
“أه… نعم.”
اعترفت متلعثمة، فضحك كارسون.
“ما رأيك في بيت رعب؟”
“بيت رعب؟ لكن تجهيز النادي كله يتطلب جهدًا كبيرًا، وغرفتنا صغيرة جدًا.”
كانت مساحة النادي تحدد بعدد الأعضاء.
وبما أننا ثلاثة فقط، بالكاد نلبي العدد الأدنى، حصلنا على أصغر غرفة.
كافية لثلاثتنا، لكنها ليست لبيت رعب.
كنت على وشك رفض الاقتراح، لكن كارسون ابتسم وكأنه توقع ردي.
“لا حاجة لتزيين الغرفة.”
“حقًا؟”
“نجعل واجهة النادي مقنعة قليلًا، وعندما يدخلون، سأرسم لهم أوهامًا بالسحر.”
“أوه؟”
كانت فكرة جيدة لم تخطر ببالي.
“لكن، هل ستعمل الأوهام حقًا؟”
“هل تريدين أن أجربها عليكِ؟”
رفع يده كأنه سيطلق تعويذة.
“نعم. جرب.”
سحب يده بتوتر، لم يتوقع أن أوافق مباشرة.
“ألستِ خائفة؟”
“أظن أنني أخبرتك من قبل، أنا أخاف من البشر أكثر من الأشباح.”
تغيرت ملامحه فجأة.
“…هل حدث لك شيء في الماضي؟”
ابتسمت، وأفسدت شعره الوردي بيدي.
“فكر فيها. افترض أنك وحدك في غرفة، وتشعر بوجود حركة، فتتأكد بحذر تحت السرير… من سيكون أفظع؟ شبح؟ أم إنسان؟”
“أظن أنني سأبرح الاثنين ضربًا…”
همم. سؤال خاطئ إذن.
“وماذا لو كان الإنسان معجبًا بك بجنون؟”
انعقد حاجباه. لا بد أنه تذكر نفسه وهو يزحف تحت سريري.
“حسنًا، شيء من هذا القبيل.”
كانت تجاعيد وجهه مختلفة عن تجاعيدي.
والآن بعد أن فكرت…
تلك الفتاة المهووسة بكارسون لم تعد تظهر كما كنت أتخيل.
هل فقدت حماسها حين رأته يلاحقني؟
ممكن. فقد رأيتها في ساحة التدريب ولم تلقِ عليه نظرة.
لكن…
هل فتاة أخذت عامًا كاملاً إجازة لتكون في نفس مستواه ستتخلى هكذا بسهولة؟ أو ربما لم تختفِ، بل هناك ما لم أسمع به بعد.
“فيورد، هل تعرف فتاة تُدعى سيرا؟”
“التي انسحبت من الأكاديمية مؤخرًا؟”
“انسحبت؟”
اتسعت عيناي بدهشة.
لماذا…؟
كانت في نفس صف كارسون، بل نفس فصله، وتخلت فجأة؟ بهذه البساطة؟
بينما كنت أغرق في الأسئلة، لوّح فيورد بيده بلا مبالاة.
“أعرف ما يدور في بالك، لين، لكن لا تقلقي.”
“ألا ترَ أنه غريب؟”
إن كان فيورد ثرثارًا، فلا بد أنه يعرف السبب الحقيقي.
“أكاديميتنا تمنح فترة سماح طويلة للانسحاب، ربما أكثر من شهر.”
“وما دخل فترة السماح؟”
ابتسم فيورد بخبث: “إنها فقط تبحث عن الانتباه. إذا تجاهلناها، ستعود عن قرارها.”
“وكيف عرفت هذا؟”
“لأنه حدث من قبل. معي ومع كارسون.”
“حقًا…؟”
أملت رأسي قليلًا، شاكرة على المعلومة.
لكن رغم ذلك، ظل شعور مزعج يلاحقني في مؤخرة رأسي.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 70"