أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
ريكس بيغونيا زارني عدة مرات منذ ذلك الحين.
وبخلاف ذلك، كان يرسل لي رسائل معطّرة باللافندر، ويهديني فساتين ومجوهرات لا أرتديها.
ليت الأمر انتهى عند هذا الحد.
لم يكن يأخذ جدولي بعين الاعتبار، بل كان يزور القصر متى ما طاب له ذلك.
عمّتي دائمًا ما كانت ترسم ابتسامة غريبة على وجهها حين يأتي، وتنشغل على الفور لتفسح له الطريق.
يبدو أنها أساءت الفهم عندما رأت ريكس بيغونيا يأتي لرؤيتي دون إعلان.
اليوم، اضطررت لتحمّل نظراته المثقلة حين كنا وحدنا في الغرفة.
“إلى متى تظنين أنني سأجاري كل نزواتك؟”
“…ماذا؟” (لين)
متى جارى مشاعري أصلًا؟ تساءلت إن كنت قد فوّت الأمر، لكن ذاكرتي لم تحتفظ بشيء كهذا.
“أستطيع أن أمنحك كل شيء. غرفة لا تُقارن بمختبرك الصغير. أثاث فاخر. خادمة تحت أمرك. فساتين؟ مجوهرات؟ ما تشائين.”
“ومقعد الدوقة؟” (لين)
في الحقيقة، مقعد الدوقة لم يثر اهتمامي مطلقًا. لكنني كنت أعلم أنه الشيء الوحيد الذي لا يستطيع ريكس بيغونيا منحي إياه.
“ما عدا ذلك.”
قهقهت ساخرة: “تسارع بالقول إنك تستطيع منحي كل شيء.”
كان لديه إخوة كثر من زوجات مختلفة. صحيح أنه الابن الوحيد المولود من دوقة، لكن والده لم يكن يفضّله.
بالنسبة لدوق بيغونيا، كان مجرد واحد من أولاده الكثيرين.
ورغم كونه الوريث الظاهر الآن، لم يتسلم لقب الدوق بعد. فالدوق الحالي ما زال بصحة جيدة، ولا أحد يعلم كيف ستتغير اللعبة مع نضوج إخوته الآخرين.
لهذا، كان يحتاج إلى الزواج من شابة ذات خلفية قوية ليكسب دعم العائلة.
لم يكن ليستطيع أن يجعلني دوقة أبدًا.
“إن كنتِ قد اكتفيت من وجهي، فأتمنى أن تغادري الآن. لدي أشغالي.” (لين)
“… “
تبادلنا النظرات صامتين، ثم نهضت من مكاني.
لكن ريكس بيغونيا أمسك بذراعي. كان قد تدرب على استخدام السيف.
كان أكبر مني بثلاث سنوات، وقبضته قوية لدرجة أنني لم أستطع الحركة.
“بدأتُ أنزعج قليلًا.”
“ستدفعين الثمن.”
أظنني أدفعه بالفعل. ضربته بعنف باليد الأخرى التي لم يمسك بها.
“…هل صفعتني للتو؟”
للحظة، اختفت ملامح ريكس بيغونيا، وانقلب بصره فجأة.
أوه…؟
لم أستوعب ما الذي حدث بي.
حين عدت لوعيي، كنت ساقطة على الأرض، أضع يدي على خاصرتي، وفي غشاوة ذهني لمحت ظله يقترب أكثر فأكثر.
م.م: ضربها الكلب 🤬!!!!!
مشهد وقوفه أمامي بث الرعب في أوصالي.
لقد نشأتُ دائمًا في جو من المحبة الواسعة، لكنني لم أعرف يومًا شرًّا بهذا العمق.
“لين.”
خفت أن أرى وجهه.
لا، قبل ذلك، لم أعد أملك القوة حتى لرفع رأسي.
كل ما أردته أن أركض، أن أصرخ طلبًا للمساعدة.
لكن الخوف شلّ كل شيء.
“لين. ألا تسمعينني؟ لقد ناديتك للتو.”
وحين لم أجب، سمعت أصوات تحطيم وتكسير من حولي.
كل ما استطعت فعله هو أن أنكمش على نفسي وأرتجف.
وبعد أن هدأت نوبته، اعتذر لي متأخرًا.
“أنا آسف، لقد أخفتك، ربما اندفعت قليلًا.”
ضحك، وعيناه تلمعان كأن الأمر ممتع بالنسبة له.
“أحيانًا يخرج غضبي عن السيطرة. كلنا نمر بهذا، تفهمين ذلك، أليس كذلك؟”
لم أجب. كل ما فعلته أن أحدّق في الفراغ، والدموع تنهمر على وجهي.
مد يده ليمسّد شعري المتناثر على الأرض.
“لا أظنك في مزاج للكلام الآن، لذا سأرحل. لا تقلقي، سأعوّض كل ما حطمته اليوم.”
🍃
منذ ذلك اليوم، تغيّر تعامل ريكس بيغونيا معي بالكامل.
صار يهددني علانية.
اكتشفت أن الروابط بين دوق بيغونيا الحالي وكونت ألميريا أعقد بكثير مما كنت أظن.
وشعب القصر هم كل ما تبقى لي من والديّ. لم أستطع أن أتمرّد.
لذلك قررت أن أدفن هذه المسألة إلى الأبد.
ومع ذلك، لم يتخطَّ ريكس حدودًا تصل بي إلى الدم.
مما يعني أنه لم يكن من الصعب إخفاء الأمر عن رجال الكونت، طالما أبقيت فمي مغلقًا.
أدهشتني تلك السيطرة، حتى حين كانت عيناي تشتعلان غضبًا.
أصبح ريكس يزورني باستمرار بعدها.
كان الأمر صعبًا أول مرة كشف فيها وجهه الحقيقي، أما المرات التالية فباتت سهلة.
يتحول إلى شيطان كلما بدر مني ما لا يرضيه.
لا أعلم كم من الوقت مضى على هذا الحال.
وحدتي ومعاناتي دفعتني لأن أذهب إلى إرهان، بدافع عاطفي أكثر من أي شيء.
لكنها كانت خطوة خاطئة.
كان وجه إرهان باردًا كثلج الشتاء حين سمع اعترافي.
“وما الذي يجعلك تقولين لي هذا؟ هل تبحثين عن انتقام؟”
تجمدت مذهولة.
لم أرد انتقامًا، كل ما أردته أن يصغي لي، أن يواسيني.
لكنه دفع رأسي بإصبعه بقسوة ومنتهى الضجر.
“اسمعي. ريكس هو وريث دوقية بيغونيا، وسيكون الدوق المستقبلي. إنه أرفع من أن يكون مناسبًا لك.”
م.م: امسكوني عليه 🙃
هل نقيس القيمة؟ من؟ أنا؟ العائلة؟ أم ريكس بيغونيا؟
“أتدرين كم عانيت لبناء علاقتي مع ريكس وعائلته؟ أطعمك وألبسك وأمنحك مأوى، وأنتِ الآن مطالبة برد الجميل.”
واصل كلامه، وكأن ما يقوله يريحه:
“تظنين أن والديّ بلطفهم يعتبرانكِ ابنتهم. لكنك مجرد عامية بلا والدين. كيف تجرؤين؟”
الصدمة والخيانة لوّثتا قلبي.
لم يخطر ببالي قط أن إرهان ينظر إليّ بتلك النظرة.
“والآن بعد أن فكرت، أنت تشبهين والدك كثيرًا. يتيم بالفطرة، مثلك تمامًا بلا أبوين.”
ذكْر والدي الراحل من فمه أيقظني فجأة.
برد قلبي الذي كان يخفق بعنف.
“اخرجي، ولا تأتي إليّ بهذا الأمر مجددًا.”
في تلك اللحظة، انحلّ الرباط الذي جمعنا كعائلة.
شيء تحطم ولن يُصلَح أبدًا.
🍃
بدأ إرهان يعذبني بأساليب خفية بعد أن كشفت له الحقيقة.
كأن الأمر يسعده. صار تحطيم قواريري النفيسة عادة يومية.
يكرر فعلًا طفوليًا كل يوم: يسرق واجباتي بعد أن أنجزها.
بل واستغلّ أعشاب سامة كنت أدرسها ليتظاهر بالتسمم.
بالطبع، الكونت وعمتي ظلّا يصدقانني حتى النهاية.
الذي تضرر فقط هو سمعتي بين الناس.
ومقارنة بريكس بيغونيا، كانت تلك مضايقات تافهة. لم يكن لديه حتى ذكاء يكفي لنسج حيلة تؤذيني.
“حسنًا، من الجيد أنه مجرد متنمّر محدود التفكير.”
تساءلت فجأة إن كان بغضه لي بدأ حين احتميت بالكونت، أو ربما قبل ذلك.
ضحكة باهتة أفلتت مني.
“على أي حال، لا فرق.”
لن يغيّر ذلك حقيقة أن إرهان لا يراني عائلة أصلًا.
علمت لاحقًا أنه كان يعرف كل ما جرى بيني وبين ريكس بيغونيا.
وليس هذا فحسب، بل كان يجلس معه ويثرثر عني.
كنت لعبة بيد إرهان الذي اعتبرته أخًا. حياتي كانت كطائر في قفص.
دفعت مالًا لشخص أثق به لأجل قلم تسجيل.
وبمجرد أن أمسكته، غمرتني قشعريرة وعرق بارد.
دائمًا كان ريكس أمامي حين أضغط زر التسجيل.
رغم ذلك، لم يكن هناك سبيل لأن أسمع أحدًا في القصر التسجيلات.
لكنني سجّلت على أي حال، من أجل المستقبل، ولأني أردت بعض العزاء.
يومًا ما…
تمنيت أن أجد شخصًا أبوح له بكل شيء.
شخصًا أستطيع أن أبكي أمامه، وأقص عليه ألمي ومعاناتي.
شخصًا يغطّي على الذكريات الفظيعة.
لم أرد أن أثقل على أخي، لوكا.
عمتي ضعيفة، قد تنهار من الصدمة لو عرفت ما مررت به.
والكونت يحب عائلته فوق كل شيء.
لو سمع التسجيل، لأخذ الأمر رسميًا إلى دوق بيغونيا.
لكن هذا ما لم أكن أريده.
لن يكسب الكونت شيئًا من الصراع مع دوق بيغونيا.
“أنا وحدي كافية لأن أكون مصدر المتاعب.”
إن أبقيت فمي مغلقًا. إن ضحيت بنفسي وحدي، سيحظى الكونت بالسلام الذي ينشده.
في الحقيقة، قتل ريكس بيغونيا كان ليكون سهلًا جدًا.
كان بحوزتي عشرات السموم.
لكن ما منعني هو رغبتي في حماية من تبقى لي: عمتي، الكونت، لوكا… وعائلتي.
🍃
“غيّرت رأيي.”
حدقت في ريكس بيغونيا بصمت. بدا في مزاج جيد على غير العادة.
“جيد. لقد ربحتِ. عنيدة جدًا، يا لين.”
مد يده ليمسّد خدي برفق. ارتجفت، وكأن أفعى تزحف على جسدي.
“أترفضينني هكذا لأنني عرضت عليكِ مقعد عشيقة بدلًا من زوجة حقيقية، صحيح؟”
انحرفت عيناه بقسوة. صوته الخفيض اخترق أذنيّ كخنجر.
“سأجعلك دوقة. لست أكذب، سأضعك بجانبي مهما كلف الأمر. أليس هذا ما أردته؟”
لم أرغب بمقعد الدوقة قط. كل ما أردته أن يبتعد عن حياتي.
لكن كلماته بعثت قشعريرة في ظهري.
لقد كان مستعدًا أن يخاطر بكل شيء ليجعلني إلى جانبه.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 65"