أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
لدهشتي، كانت شخصًا التقيت به من قبل.
(ذلك المجنون الذي اصطدمت به في اليوم الذي كنتُ سأشتري فيه وجبة لكارسون…!)
يبدو أنها في نفس صف كارسون.
ضيّقت عيني وأنا أشعر بانزعاجٍ أكبر. وقفت جين بجانبي وبدأت تشرح ما تعرفه عنها.
“اسمها سيرا. إنها الابنة الثانية لماركيز براندي، ومعروفة بأنها جشعة ووقحة مع الناس.” (جين)
لكنها، في النهاية، أبقت مسافةً بينها وبين كارسون.
جلست تقريبًا مقابلةً له ولم توجه له نظرة واحدة. بدا وكأنها تتجنبه عمدًا.
لكن هذا لم يكن الشيء الغريب الوحيد.
“ما تلك القفازات؟”
تحدثت جين قبلي، مشيرةً إلى الغرابة.
نعم، كانت ترتدي قفازات تغطي معصميها بالكامل.
تصميمها لم يتماشى لا مع الزي المدرسي ولا مع ملابس التدريب.
“صحيح، أي نوع من القفازات هذه؟”
“بالإضافة إلى ذلك، كنت أراقبها منذ قليل، وهي لا تتوقف عن العبث بمعصميها.”
“معصميها؟”
“أجل. هل تلك المفاصل تؤلمها؟”
كان سؤالًا بنبرة استغراب. لكن على عكس ما حصل مع فيورد، تمكنت من صرف نظري بلا مبالاة.
“هذا ليس شيئًا نحتاج لمعرفته.”
🍃
كان ظهيرة عليلة، والنهار لم يكتمل بعد.
التقيتُ بهانس لمناقشة بيع أدوية إضافية.
كان هذا مشروعًا نعمل عليه منذ العطلة، وكنا نتطلع إلى بيعه بالفعل.
“أولًا، هناك الكثير من الوصفات التي أعطيتِني إياها، لذا سأختار بعضًا منها لأصدرها مسبقًا.” (هانس)
“ما الذي ستصدره مسبقًا؟” (لين)
“لماذا، هل هناك شيء تفضلين طرحه أولًا؟” سأل هانس، فأجبت دون تردد:
“مهدئات المانا والمسكنات. لا أعلم بشأن البقية، لكن أريد أن يتوفر هذان أولًا.” (لين)
استُلهمت فكرة مهدئات المانا بعدما رأيت كارسون على وشك أن يفقد السيطرة.
فعندما يتناولها وقت صعوبة التحكم في ماناه، فإنها تخفف من تركيز المانا غير الطبيعي.
فعاليتها تختلف من شخص لآخر، لكنها تقلل من تكرار نوبات الانفجار لدى السحرة.
أما المسكنات، فهي كما يوحي اسمها: لتسكين الألم، لكنها أقل فعالية من المتوفر في السوق حاليًا.
غير أن المسكنات الموجودة أصلًا في السوق كانت مسكنات مخدرة، بآثار جانبية خطيرة.
كما أنها باهظة الثمن بالنسبة لعامة الناس.
أما الوصفة التي أعطيتُها لهانس فكانت ميّزتها أنها لطيفة على الجسد، خفيفة، ورخيصة نسبيًا في الإنتاج.
(إذا كنت سأجني المال، فمن الأفضل أن يكون عبر شيء يساعد الآخرين).
أومأ هانس برضا ظاهر على وجهه: “حسنًا، سأفعل كما قلتِ.”
“تذكّر، سرية الوصفة مهمة. لا أعلم كيف تسرب الأمر في المرة الماضية، لكنني أريدك أن تكون أكثر حذرًا هذه المرة.” (لين)
لا أريد لإرهان أو ريكس بيغونيا أن يعرفا أنني أكسب الكثير.
حكّ هانس وجنته بارتباك وقال:
“آسف. سأكون أكثر حذرًا لاحقًا.”
“حسنًا، حادثة مزيل العرق ربما كانت غلطتي، فلنعتبرها منتهية الآن…” (لين)
سألته بابتسامة باهتة: “كيف تسير الأمور مع جين هذه الأيام؟”
“هيهي، أحييها عندما أراها، ولم تتجاهلني منذ الحفل!”
بدأ هانس يتباهى، وصوته يعلو من فرط الحماس.
“وأحيانًا تبدأ هي الحديث معي!”
“حقًا؟ وما الذي تتحدثان عنه؟” (لين)
لم أسمع شيئًا من جين، فتساءلت إن كان قد حصل تقدم دون أن أعلم.
“أغلبها شائعات وقصص بين النبلاء! آه، صحيح، جين أخبرتني بشيء سابقًا، هل ترغبين أن تسمعيه؟”
ضيّقتُ عيني وأنا أحدّق بهانس.
شعرت بالأسى لأجله. كيف يمكن أن يكون متحمسًا لهذا الحد لمجرد تبادل معلومات، وليس حديثًا شخصيًا، بعد الطريقة التي عاملوه بها؟
سألته وأنا أخفي مشاعري: “ما الخبر؟”
“دوق ودوقة بيغونيا توفيا مؤخرًا.”
“ماذا؟!” (لين)
اتسعت عيناي بذهول، بينما خفض صوته وكأنه ينقل سرًا.
“تقول الشائعات إن الأمر لم يكن مرضًا طويل الأمد، بل جريمة قتل. لا أحد رآهما على فراش الموت… وهناك أمور مريبة في ذلك.”
توقف قلبي لحظة. لم أستطع التفكير في شيء آخر.
مستحيل. هذا غير ممكن.
لا…!
قفزت من مكاني وركضت عائدة إلى السكن.
ما إن وصلت، حتى فتحت الدرج الذي كنت أحتفظ فيه برسائل إرهان.
عندما فتحته، انتشرت رائحة اللافندر، لكنني تجاهلتها وأخذت أول رسالة فوق.
كانت أحدث رسالة من إرهان. لم أظن أن يومًا كهذا سيأتي، حيث أفتح رسالة من إرهان.
بيدين مرتعشتين، فتحت الظرف وسحبت الورقة.
كما توقعت، كان هناك رسالتان داخل الظرف.
فتحت الأولى وتعرفت على خط إرهان المألوف.
لم أقرأها، بل رميتها جانبًا. ثم التقطت الرسالة الأخرى غير المفتوحة…
أخذت نفسًا عميقًا وبطيئًا، وفتحتها.
لكن، بدلًا من فوضى كلمات كنت أتوقعها، كانت الورقة نظيفة بشكل مخيف.
لم أدرِ إن كان علي أن أشعر بالارتياح أم بالخوف لأن لا شيء مكتوب.
إلا أنني رأيت سطرًا صغيرًا في أسفل الزاوية:
<كيف وجدتِ هديتي، لين؟>
أآآه…
قشعريرة سرت في جسدي كله.
ارتخت ساقاي، وجلستُ بقوة على المقعد.
كان هذا الموقف مريعًا.
عقلي فرغ من كل شيء، وكطفلة عاجزة تمنيت لو كان كل هذا حلمًا.
“بسببي، دوقة بيغونيا… بسببي…!”
ثم شعرت بوعيي يغرق في الأعماق.
نعم، كان هذا امتدادًا لكابوس لم أرد يومًا أن أتذكره.
🍃
لم أعرف اسم ذلك الصبي إلا بعد أن رحل.
ريكس بيغونيا.
أحد أفراد عائلة دوق بيغونيا الأصغر سنًا. الوريث المرتقب لدوقية بيغونيا، التي يفترض أن تنتقل عبر عشرة إخوة.
لا بد أنه عاش طفولة مليئة بالصراع والمنافسة.
ذلك كل ما كنت أعرفه عن ريكس بيغونيا.
إلى أن وصلتني رسالته.
عندما تلقيت رسالة من شخص لم ألتقِ به من قبل، لم أصدق أذني.
لماذا يكتب إلي؟
مزقت الظرف سريعًا وقرأت:
<أراك لاحقًا، أفرغي وقتك غدًا.>
“ما هذا…”
لم تكن دعوة، بل أشبه بإشعار.
أصبت بالذهول، لكن لحسن الحظ لم يكن لدي شيء مهم في اليوم التالي.
وهكذا التقيت بريكس بيغونيا.
التقيته في غرفة الاستقبال، فنظر إلي بفضول دون أي تحية أخرى.
“…أيها الدوق الصغير؟” (لين)
“ريكس.”
“آه. نعم، اللورد ريكس.” (لين)
“خففي رسميتك، أفضل أن تُناديني باسمي.”
“حسنًا. ريكس.” (لين)
اتسعت عيناه قليلًا وكأنه لم يتوقع ذلك الجواب المباشر، ثم ارتسمت ابتسامة جانبية على شفتيه.
“أنتِ مضحكة.”
“أنا عامية، لذا لم أتعلم آداب المخاطبة.” (لين)
“ومع ذلك، يبدو أن مستواكِ التعليمي قريب من مستوى إرهان.”
(…كيف يعرف ذلك؟)
هل كان إرهان مقربًا من ريكس إلى حد الحديث معه عن فروق تعليمنا؟
دفعت السؤال إلى الخلف. لم يكن مهمًا الآن.
“ولماذا جئتَ لرؤيتي أنا، لا إرهان؟”
“لم تناديه بالأخ آخر مرة. ماذا حدث لندائك له بالأخ؟”
أوه. نسيت أنني ناديت إرهان بـ”الأخ” المرة الماضية.
فتحت فمي بلامبالاة مصطنعة: “لا تقلب الطاولة.”
ارتشف ريكس شايه بهدوء وحدق بي، وكأن نظراته تقول: (بل أنتِ من تغيّر الموضوع).
“لماذا، ألا ترغبين بوجودي هنا؟”
“لا أكرهه، لكنني أريد معرفة السبب.” (لين)
“السبب…”
أنزل ريكس فنجانه بلا صوت. كانت حركة مرتبة أشبه بآلة.
“لأنني وقعت في حبكِ من النظرة الأولى.”
“…ماذا؟” (لين)
حدقتُ به مذهولة. (ما هذا الهراء؟)
تحولت نبرتي لا شعوريًا إلى رسمية، لأضع مسافة بيننا.
“آسفة يا دوق ريكس. حتى لو كان حبًا من النظرة الأولى، فهذا مفاجئ جدًا بالنسبة لي.” (لين)
حتى لو أحبني الدوق فعلًا، لم أكن ملزمة بشيء.
“أنا عامية كما تعلم، وصغيرة جدًا لمناقشة أمور الحب.” (لين)
“لا يهم أن تكوني عامية، فأبي لم يراعِ المكانة حين اختار المرأة التي أبقاها بجانبه.”
كانت شائعات خيانات الدوق الحالي منتشرة وملطخة بالعار.
لكن مكانته العالية ووسامته كانا كفيلين بستر فضائحه.
ومع ذلك، تزوج من عائلة نبيلة. كان أمرًا معتادًا.
أي أن كلامه عن عدم أهمية منزلتي يعني أنني سأكون خليلة أو محظية.
قال ريكس بنبرة وكأنها منّة: “أنا مستعد للانتظار حتى تصبحي في سن الرشد. فنحن لسنا بعيدين جدًا في العمر.”
كدت أرد بسخرية. (ثلاث سنوات فارق ليس شيئًا يُذكر).
“ولنكن صريحين، أليس شكلي وسيمًا؟”
رفع عينيه بخبث. لكن قلبي، على العكس، ازداد برودة.
“إذا تجرأتُ أنا، العامية، على قول ما أشعر به تجاهك، ريكس…” (لين)
نظرت إليه مباشرة وقلت بحزم: “أنا بالتأكيد لا أحبك.” (لين)
وقاحة تحديد موعد قصير المدى، وغرور إعلان حب من النظرة الأولى في لقائنا الثاني، وطلب أن أكون خليلة له.
وفوق كل ذلك، الثقة المفرطة لرجل يظن نفسه وسيمًا.
بالطبع، كابن لدوق بيغونيا، أنت وسيم.
لكن الرجل الوسيم حقًا هو من لا يدرك وسامته، أو على الأقل لا يتباهى بها.
تصلب تعبير وجهه وهو ينظر إلي.
م.م: ضربة في منتصف الجبهة 🤣🔥
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 64"