أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
عندما حدّق كارسون بغضب، اندفع دوبي إلى حضني وهو يئنّ ويخفي رأسه.
“يا إلهي. كيف يمكن لذئب أن يكون بهذا الضعف؟”
لم يمض وقت طويل حتى أدركت أن دوبي ذئب وليس كلبًا.
كنت أظنه كلبًا طيلة الوقت، لكن أليس وجه دوبي البريء بدأ يُظهر تدريجيًا ملامح الذئب؟
ومع الأجنحة، من الصعب حتى أن أطلق عليه ذئبًا كاملًا.
أتساءل هل يمكن تزاوجه؟ سأضطر لتعريفه بذئبة حقيقية عندما يكبر. آمل ألا يضطر للتزاوج مع طيور بدلًا من الكلاب…؟
كنت غارقة في أفكاري عديمة الفائدة عندما سمعت صوت كارسون المتحسر.
“لين، أعتذر مرة أخرى. أنا آسف حقًا. من الآن فصاعدًا، لن يكون هناك ما يدعو لقلقك.”
كان الأمر أشبه بالكوميديا من ناحيتي، ودراما جديدة من ناحيته. ربّتُ على كتفه المتدلّي بفضول.
“حسنًا، لنتفق على ذلك.”
أي شخص يرانا سيظن أنه ارتكب خطيئة مميتة.
ꕥ
في اليوم التالي…
حين وصلنا إلى المطعم المتفق عليه، كان الرجل يجلس بأناقة. حتى اليوم كان يضيء بوجوده.
“عمي، لقد جئت.”
أخرج ساعته من جيبه ليتحقق من الوقت، ثم قال على غير المتوقع: “لقد جئتِ مبكرًا.”
“أنا ذاهبة لمقابلة زبون عظيم، لا يمكنني أن أتأخر.”
قلت مازحة، فضحك الرجل وعقد ساقيه الطويلتين.
“أهكذا هو الأمر؟”
ابتسمت وجلست أمامه.
وهو أمامي بدا وكأنه يبتسم قليلًا. في كل مرة أراه يعرج بحزن بسبب زوجته، أشعر وكأنه يشبه والدي الراحل.
لو عرف ما أفكر به ربما انزعج، لكنني سألته عن أحواله بينما ننتظر الطعام.
“ماذا تفعل في البيت هذه الأيام؟”
“أكون مع امرأة جميلة.”
…؟
هذا الرجل… للحظة ظننت أنني طرحت السؤال الخاطئ لأن إجابته كانت وقحة جدًا.
“لا، كنت أقصد إن كان هناك جديد مع زوجتك الجميلة.”
ارتسمت ابتسامة ماكرة على فمه. يا للدهشة، يبدو أن له جانبًا لعوبًا.
“في هذه الأيام نحن بخير بلا خلافات. وهذا كله بفضلك.”
“لا يا سيدي، هذا بفضلك أنت. لقد أحسنتَ التصرف.” (لين)
“طلبت أن نلتقي اليوم لأن لدي شيئًا آخر لأحدثك عنه.”
“موضوع آخر؟”
يا للعجب! العم الذي لا يتحدث إلا عن زوجته…! أصبحت فضولية جدًا. “ما هو؟”
“إنه عن الابن الذي ذكرتِه من قبل.”
“ابني؟”
رمشت بدهشة، ثم تذكرت فجأة ما قلته سابقًا.
حين تخيلت منظر الرجل وهو يخلع مئزره، قلت له مازحة: “هل لديك ابن أعزب؟”
بدا وجهه محمرًا. كنت أحاول الاعتذار بأنني تهت بالكلام، لكنه سبقني بالكلام. شعرت بالحرج قليلًا.
“هل ما زال ذلك قائمًا؟”
“…ماذا؟”
امتلأ عقلي بالأسئلة.
هل حقًا سيعرض ابنه عليّ؟ كنت قد قلتها في لحظة غضب، وكانت نصف مزحة…
ضحكت بخفة وأنا أحك خدي بتوتر.
“أنا لا أحب من هم أصغر مني.” (لين)
كانت طريقة غير مباشرة لرفضه.
“وهذا يعني أنه لا بأس إن لم يكن أصغر منك؟” (الرجل)
يا إلهي، هل لديه ابن بالغ أنجبه في سن مبكرة جدًا؟
أو ربما تبنى ابنًا أكبر سنًا…؟ تلعثمت قائلة أول ما خطر ببالي.
“لا أحب الأكبر سنًا أيضًا.” (لين)
“هذا مطمئن.”
“هاها. أنا آسفة، أنا صعبة الإرضاء قليلًا… ماذا؟ ما الذي يبعث على الاطمئنان؟”
رفع ذقنه وهو يبتسم برضا.
“ابني في نفس عمرك.”
شهقت بدهشة. أمعقول أن لديه ابنًا في مثل سني؟ بل ونفس العمر تمامًا؟
“كم كان عمرك حين أنجبته؟”
عند سؤالي، ارتعشت حاجباه.
“لقد أنجبته حين أصبحتُ بالغًا.”
إذًا، لا بد أن عمره الآن في منتصف الثلاثينيات على الأقل.
تلك الملامح الشابة وهو في منتصف الثلاثينيات؟ بل ربما في أواخرها، أو حتى في الأربعينيات.
إنه خداع—!
كنت أهز رأسي احتجاجًا على ظلم العالم حين خطر ببالي أمر آخر.
هو لم يقل قط إن زوجته أنجبته وهي بالغة… لكنني متأكدة أنه قال إنها أصغر منه.
إذًا…؟
حدقت به بصدمة، ولعله قرأ الشك في عينيّ فسارع إلى القول:
“بالطبع، حين أصبحت زوجتي بالغة أيضًا.”
تنفست الصعداء قليلًا. سعدت أنني لن أضطر لمواجهته. عدت إلى الموضوع الرئيسي وأنا أكثر هدوءًا.
“لا أظن أن ابنك سيحبني حتى لو تجاهلنا كل شيء آخر.”
إن كان من عائلة نبيلة، فلن يقبل بعامة بلا أهل.
أولئك الذين وقعوا في حبي كانوا حالات خاصة. ربما العم يعرف هذا، لذا عقد حاجبيه وضرب لسانه.
“هذه هي المشكلة.”
“بل إنها أهم مشكلة. لا يمكنك تقرير حياة ابنك هكذا.”
“يبدو أنكِ أسأتِ الفهم…”
“سوء فهم؟”
“المشكلة التي قصدتها هي شخصية ابني. أخشى أن ابني هو من لن يرضى بك.”
كان وجهه صادقًا وكأنه يقوله بجدية.
“أنتِ أفضل من أن تتزوجيه.”
م.م: الصراحة راحة 🤣
سألته بدهشة: “لا يا سيدي. وماذا عن الفارق في المكانة؟”
“آه، تعنين هويتي؟”
“أنت نبيل. بل وأظنك ذو مكانة عالية أيضًا.”
حك ذقنه وهو يرمقني بنظرة غامضة.
“حسنًا، كنتِ تعرفين.”
“من الغريب ألا أعرف.” (لين)
المكان الذي نجلس فيه الآن… هو أغلى مطعم في هذه المنطقة التجارية.
المكان ذاته الذي فشلت فيه بشراء طعام لكارسون من قبل. جئتُ اليوم وأنا مستعدة للتكاليف الباهظة، لكنها بالنسبة لك لا شيء.
“الهوية لا تهم إطلاقًا.”
“لكن ماذا عن نظرة بقية النبلاء…؟”
ربما لهذا السبب أبعدت كارسون عني.
بعد التخرج من الأكاديمية، سنضطر إلى الانفصال بسبب اختلاف المكانة.
حتى ريكس بيغونيا نفسه كان يعاني بسبب وضعي الاجتماعي.
من هذه الناحية أظن أنني محظوظة لأنني لست ابنة إيرل، لكن على أية حال…
فكّر الدوق قليلًا، ثم قال:
“هل تفضلين أن تكوني أميرة مملكة منهارة؟ أم ابنة بارون في أرض بعيدة؟ آنسة جاءت للدراسة في الإمبراطورية من مملكة بعيدة… اختاري ما يعجبك.”
كان يتحدث وكأنه يعرض عليّ التنزه في الحديقة! تجمد لساني من الصدمة.
حين لم أستطع الرد طويلًا، بدأ يقنعني.
“منحك مكانة عالية ليس صعبًا، لكنه قد يثير الشبهات. ألا يكفيك هذا؟”
“أوه، لا. أأنت جاد في اختلاق هوية مزيفة فقط لأجل أن أكون كنتك؟”
تزوير الهوية جريمة خطيرة. إن كُشف الأمر فسأُعاقب أنا وهو معًا.
“آه، نسيت أن أوضح.”
“…؟”
“الهوية المزيفة فقط كي لا يحتقرك أبناء العائلات الأخرى لأنك من العامة. كانت مجرد هدية صغيرة.”
هدية صغيرة؟ هوية مزيفة؟
“وفوق ذلك، لا أظن أن ابني سيطيعني في أمر الزواج.”
طبعًا. أكان ليتزوج فتاة عامية لم يرها؟
ابتلعت كلماتي المكدسة في حلقي.
لكن لحظة… هو نفسه قال سابقًا إن ذلك ليس مشكلة…؟
إنها أكثر من مشكلة واحدة…
“لذا فكرت، لين، لمَ لا تكونين ابنتي بدلًا من ذلك؟”
“ماذا؟”
ما هذا…؟
بعد سلسلة من الصدمات، بدأت أشك أنني أحلم. أكمل الرجل كأنه يمزح:
“زوجتي أرادت دائمًا ابنة، ستكون سعيدة لو تبنيناك.”
“هل ناقشت الأمر مع زوجتك؟”
توقف لحظة وحوّل نظره بعيدًا. رمقته بنظرة ضيقة.
“عمي…”
فهمت لماذا كان يتشاجر كثيرًا مع أنه يحب زوجته. بسط ساقيه ببطء وأخذ مظهرًا متعجرفًا.
“يمكنني أن أمنح والديك نفقة شهرية كافية.”
المفاجأة هنا أن كلماته لم تبدُ بغيضة على الإطلاق. بل شعرت أنها تليق به تمامًا.
“لا تقلق بشأن ذلك. والداي قد ماتا. أنا الآن في رعاية عمتي…”
عندما يتبنى النبلاء طفلًا له والدان، يدفعون مبلغًا ضخمًا عادة.
ورغم أن الأمر نادر، إلا أن عرضه بدفع نفقة شهرية كان استثنائيًا.
أن يُعرض عليّ التبني وأنا في هذا العمر كان فخرًا عظيمًا لأي فتاة وأسرتها.
م.م: ذكرتني بأحلامنا كأطفال 🤣🤣
يعني أنني مُعترف بقيمتي. أي شخص كان سيقبل هذا العرض إلا إذا كان لديه سبب خاص.
صحيح أن العامة الذين يُتبنون أحيانًا يُحتقرون من النبلاء الآخرين…
لكن أليس هذا فرصة سهلة للارتقاء بمكانتي؟
“لكنني صرت فضولية جدًا الآن. من تكون أنت حقًا؟”
“أنا…”
بدأ يطرق الطاولة بإيقاع منتظم كمن يفكر.
مكانة لا جدال فيها…؟ انتظرت بصبر. وفي تلك الأثناء، رأيت لوكا يخرج من عربة في الخارج.
بقي القليل قبل انتهاء العطلة. يبدو أنه عاد إلى الأكاديمية قبل أيام.
كنت على وشك مناداته باسمه حين سمعت صوت الرجل:
“سأخبرك إن وعدت أن تكوني ابنتي.”
“…هذا بديهي. لا يجب أن أنخدع بالماء الضحل، أليس كذلك؟”
ابتسم بخبث وهو يضيّق عينيه: “يا للأسف. كنت أظن أنك ستوافقين.”
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 60"