أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
من الواضح أن الخطأ كان من الطاهي الذي كذب ليتفادى مسؤوليته.
لكن مع ذلك، لم أستطع أن أستوعب كيف انتهى الأمر بتحويل الحادثة إلى قضية رسمية.
بالنسبة له، العامة مجرد ماشية. وما زاد من اهتمامي هو كونه تابعًا لدوق ليسيانثوس.
حاولت أن أواسي نفسي: لا علاقة لي بدوق ليسيانثوس على أي حال.
…لكن قلبي انكسر. كانت مواساة ساذجة لم تترك إلا الندوب.
ꕥ
عند وصولنا إلى قاعة الحفل، أظهرنا جميعًا بطاقات الدعوة ودخلنا.
كانت جاين تنوي الدخول كمرافقة لي، لكنها لسبب ما كانت تملك بطاقة دعوة أيضًا. قالت إنها حصلت عليها صدفة. كان الأمر مفاجئًا أن تتقاطع الدعوتان هكذا.
ما إن دخلنا القاعة حتى مسحت جاين المكان بعينيها بسرعة.
عند نهاية نظراتها، سألها هانس بذكاء: “أين سيكون الأفضل؟”
أشارت إلى مكان ما، متظاهرة بأنها تحرك مروحتها برفق، ثم همست في أذن هانس:
“هل ترى بعض النبلاء الذين حدثتك عنهم؟ حظًا موفقًا.”
“شكرًا لك. سأبذل جهدي كما شجعتِني.” أجاب هانس.
ربما بسبب دعم جاين، بدا مفعمًا بالحيوية. الاثنان كانا يشكلان ثنائيًا أفضل مما توقعت.
…باستثناء أنه يفكر فقط في كيفية استغلال الجميع.
غادر هانس، ثم ابتعدت جاين قليلًا لتحضر بعض الطعام.
بقيت وحدي، أراقب المكان. كان أول حفل أحضره، فظننت أنه سيكون ممتعًا… لكن بعدما أدركت أنه ليس مختلفًا كثيرًا عما تخيلت، تسلّل إليّ الملل بسرعة.
“لين، تبدين ضجرة.”
عادت جاين قريبًا، ولوّحت أمامي بكأس نبيذ أحمر. هممت بالاعتراض على أنها لا يجب أن تشرب، لكن تذكرت أنها أكبر مني.
جاين، رغم كونها صديقة، فهي راشدة. كان ذلك غريبًا بالنسبة لي.
…أو ليس بعد!
“لقد دخلنا عامًا جديدًا، لكن عيد ميلادك لم يأتِ بعد.”
في إمبراطورية لاغراس، يُعترف بالشخص راشدًا في عيد ميلاده الثامن عشر.
صحيح أن جاين ستصبح راشدة هذا العام، لكن عيد ميلادها لم يحل بعد، لذا لا يمكنها أن تشرب علنًا.
ضحكت بخفة ووضعت كأس النبيذ في يدي.
“إنه عصير عنب.”
ماذا؟ خدعتني! ومع تنهيدة ضاحكة، تقبّلت الكأس ورشفت العصير برضا.
في تلك اللحظة، تحوّلت عيناها نحو هانس. كان يتعامل مع النبلاء بسهولة.
كان من المألوف أن يبدأ أبناء النبلاء أعمالهم التجارية في سن مبكرة. لم يكن غريبًا أن يتحدث من هم في مثل سنّي عن التجارة مع الكبار.
لذلك، النبلاء الذين يتحدثون عن التجارة لم يحكموا على عمره باستخفاف. لكن إظهار هذه البراعة دون أي تعليم مسبق، كما يفعل هانس، كان أمرًا لافتًا.
“لا بد أن معلّمه فخور به.”
رفعت جاين كأسها، فالتقت كؤوسنا بصوت رنين خفيف.
“التلميذ كفؤ. أكثر من ذلك، لين… ألا تنوين الرقص؟”
“لا.”
سألت مجددًا بابتسامة ماكرة عند ردي السريع: “ماذا لو طلب منك شاب نبيل وسيم مثل كارسون أن يرقص معك؟”
…واو. هذا شيء يستحق التفكير.
“مع ذلك، لن أرقص.”
فهو ليس كارسون نفسه، صحيح؟
“أظن أن إجابتك جاءت متأخرة قليلًا.”
“هذا محض خيالك.”
رفعت حاجبي بثقة، فسألتني جاين بابتسامة ساخرة: “إذًا لماذا جئتِ إلى الحفل؟ لمساعدة هانس؟”
“لا. طلبت من عمتي أن تعطيني بعض بطاقات الدعوة، وإحدى هذه الدعوات صادفت دعوة هانس. فقلت: لمَ لا؟”
سألت جاين بدهشة وهي تُبعد الكأس عن شفتيها: “أأنتِ من طلب أولًا؟ لم أظنك من محبّي الحفلات.”
“كنت فقط… فضولية.”
“آها! إذًا هي المرة الأولى لكِ هنا؟ طبيعي أن تكوني فضولية. كنت أتساءل لماذا فجأة طلبتِ مني الحضور معكِ.”
“حسنًا، إنه مجرد حفل. لمَ غير ذلك أكون هنا؟”
بصراحة، كان هناك سبب آخر… كي لا ألتقي ريكس بيغونيا. ولأرغم إرهان على تجرّع خيبته.
فهذا الحفل لم يكن من تنظيم دوق بيغونيا. لا بد أن إرهان الآن يغلي غضبًا وهو ينتظر وصولي.
ربما يُفكر بما سيقوله لي ويهددني به بعد الحفل. لكن وماذا في ذلك؟ لن أعود إلى قصر الكونت.
لقد ودّعت عائلة الكونت بالفعل، باستثناء إرهان.
كيف أمسك بي وأنا على وشك الرحيل بعد أسبوع؟ لو رآنا أحد لظن أننا لن نلتقي مجددًا أبدًا.
لقد وضعت أمتعتي كلها في العربة بالفعل… لم يتبقّ سوى أن أستمتع بالحفل وأعود للأكاديمية.
ابتسمتُ من قلبي. كانت ابتسامة عذبة ومنعشة على غير العادة.
بالمناسبة، ألا سيطلب هانس من جاين الرقص؟ سيكون ذلك فرصة جيدة.
سألت جاين بلهجة ملغزة: “وأنتِ، ألا سترقصين؟”
“ألا تظنين أن عليكِ أن تهتمي بهذا أكثر مني؟”
“لن أرقص.”
هل كانت جاين جادّة؟ عندها أشارت برأسها إلى خلفي.
وعند كلماتها التفتُّ. “…كارسون؟”
حين التقت عيناي بعينيه، شعرت بالدوار والغرابة. حتى إن تداخلت دعوة هانس مع دعوتي، فهل يمكن أن يحدث هذا التطابق أيضًا مع جاين وكارسون؟
لكنني سرعان ما هززت رأسي. ربما لأنني كنت أحلم بريكس بيغونيا مؤخرًا، أصبحت أظن كل شيء صدفة مُريبة.
طردت تلك الأفكار، وحدّقت بكارسون.
الآن أراه مرتديًا زيًّا رسميًا يليق بالحفل. اندهشت لرؤيته بهذه الهيئة بعد أن اعتدت على رؤيته بالزي ذاته كل يوم.
حتى في الزي المدرسي، كان النبل يتدفّق منه.
م.م: أخيرا لحظات خاصة فيهم 🥰
أما الآن بعد أن تخلّى عن الزي، فقد بدا كالأمراء. ولم أكن وحدي من انبهر به، فقد لفت انتباهي أيضًا وجهه المتوتر.
“كارسون.”
ناديتُ اسمه، فأدار رأسه بارتباك وأمسك صدره.
“أوه… انتظري لحظة.”
نظرتُ إلى جاين بارتباك، فمالت وهمست في أذني:
“أتدرين؟ في الحقيقة، كارسون كان في الحفل منذ لحظة دخولنا.”
“ماذا؟ لكن لماذا لم يلقِ التحية منذ البداية…”
“كان يراقبكِ بصمت. والآن فقط تمالك نفسه. لكن حين رآك عن قرب… أظنه فقد وعيه مجددًا. أنتِ أجمل من المعتاد اليوم.”
م.م: لا تتزوجين إذا ما فقد الوعي من جمالك 🤣
نظرت جاين إليه وضحكت، تخفي فمها بمروحتها. وحتى عينيها الضاحكتين لم تُخفيا الأمر.
يا إلهي…
تأملت كارسون، الذي ما زال عاجزًا عن النظر في عيني. كان رد فعله خجولًا جدًا… بل مبالغًا فيه.
أتظن أنني سأعجب بك أكثر إذا تصرفت هكذا؟
…بالطبع. لقد قتلتني خجلك!
ساورني الفضول فجأة. ماذا سيحدث لو صببت المزيد من الزيت على النار؟
في الوقت المناسب، أخذت جاين كأس العصير من يدي. عندها ابتسمتُ بخفة، ومددت يدي أمام كارسون بحركة مبالغ فيها:
“هل تمنحني شرف الرقصة؟”
ربما لأنه لم يتوقع ذلك، التفت ببطء نحوي بوجه مُحمر كالجمر.
حدّق بيدي مطولًا. للحظة خشيت أن يرفض.
لكنني كنت مخطئة…
فبعد قليل، أمسك بيدي بحركة طبيعية جدًا.
“إنه لشرف لي، يا سيدتي.”
غير أن حمرة وجهه الفاقعة كشفت عن حالته الذهنية.
قادني كارسون إلى ساحة الرقص. كانت الموسيقى المناسبة لرقصة تتطلب وضع اليد على خصر الشريك.
ابتسمت بسخرية وأنا أفكر في الموقف الطريف المقبل.
“ضع يدك على خصري.”
عند كلماتي، ارتبك قليلًا، ثم ببطء وضع يده على خصري.
كان وجهه ما يزال محمرًا كأنه سينفجر، لكن رد فعله كان أكثر هدوءًا مما توقعت.
شعرت بدهشة وانزعاج في آن واحد. كان في عنقي شيء كالاختناق.
ما هذا الشعور الغريب؟ استوعبت فجأة. إنه… الغيرة.
لا بد أنه بدا طبيعيًا هكذا لأنه اعتاد على الرقص مع سيدات نبيلات كثيرات من قبل.
لم أفهم نفسي، كيف أغار هكذا وأغضب بلا سبب. ولم يكن بوسعي حتى أن أقول ذلك لكارسون.
فالنشاطات الاجتماعية جزء أساسي من حياة النبلاء، والرقص أمر لا مفر منه.
ومع ذلك، هبط قلبي إلى القاع. ما هذا اللمس الطبيعي؟
ظننت أنه سيتردّد أكثر. عندما كنت أتعلّم الرقص في الأكاديمية، كنتُ أنا وسيمون نتلعثم خجلًا أكثر منه الآن.
لا أذكر كم استغرق سيمون ليضع يده على خصري آنذاك.
وبعد التدريب، كنا نتصرف وكأن شيئًا لم يحدث.
على أي حال، حقيقة أنه كان خجولًا لم تتغير.
راقبت كارسون، أحاول كبح مشاعري التي انفجرت داخلي. كان يقودني بمهارة في أول رقصة عملية لي.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 58"