⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
في وقت متأخر من الليل. عندما سمعت أن هناك اضطرابًا بسيطًا في قصر الكونت، أيقنت أن إيرهـان قد وصل.
بما أنني جئت إلى هنا بقدمي، فقد كان لقاء إيرهـان أمرًا متوقعًا. لم يكن أسوأ ما تخيلته، لكنه لم يكن سهلًا أيضًا.
خرجت ببطء من الباب وأنا أسيطر على عقلي المربك. لم يكن عليّ أن أبحث عنه بنفسي.
بمجرد وصوله إلى القصر، كنت واثقة بأنه سيأتي راكضًا ما إن يسمع أنني هنا.
وبالفعل، بعد وقت قصير وقف أمامي بثياب غير مرتبة. كان شعره متشابكًا خلفه، وربطة العنق حول رقبته نصف مفكوكة.
والأهم من ذلك، أن رائحة الكحول القوية كانت تفوح منه وهو يقترب.
كنت متوترة لأننا لم نلتقِ منذ وقت طويل. الغريب أن قلبي كان هادئًا عندما واجهته. تمكنت من النظر إليه بعيون أكثر برودة.
“أنتِ…!”
كان في صوته غضب واضح، لكنه أمسك معصمي وخفّض صوته حتى لا يُسمع.
“أرجوكِ، تكلّمي معي…”
ومع ذلك، بدا أنه لم يستطع السيطرة على مشاعره المتفجرة. كان يحدّق بي وكأنه يريد جري إلى الغرفة فورًا. شعرت بألم من قوة قبضته. فانتزعت يدي وقلت بسخرية:
“هل يمكن أن نتحدث بشكل سليم وأنت سكران؟ آه صحيح… حتى وأنت صاحٍ، لا يختلف الأمر كثيرًا، فأنت تهذي دائمًا.”
“هذا جنون…!”
“اصمت. إلا إذا كنتَ تريد أن يرى الكونت وعمّتي هذا الوجه الحقيقي لك.”
لم يكن هذا مكانًا مناسبًا للنقاش، فهناك آذان وعيون قد تراقب. ومع ذلك، فتحت الباب وأشرت له:
“يبدو أن لديك الكثير لتقوله، تفضل بالدخول. إن أردت أن تنبح، فافعلها هنا.”
قبل سنوات وضع أحدهم سحرًا لعزل الصوت في غرفتي. مهما صرخت داخلها فلن يسمع أحد في الخارج. حتى الصرخات. كان الأمر مرعبًا، لكنه أحيانًا يُفيد.
بزفرة قصيرة ملأها الغيظ، دفعني بخشونة إلى الداخل. جلس على سريري كما لو كان ملكه. أثار ذلك المنظر غضبًا عارمًا في نفسي.
“قذر.”
“ماذا؟ ما الذي قلتِه الآن؟ هل تجرّأتِ عليّ لهذه الدرجة؟”
تجاهلت نظراته الحادة، وواصلت التفكير… عليّ أن أطلب من الخادمة أن تغيّر أغطية السرير قبل النوم. ورائحة أنفاسه البغيضة جعلتني أقرر تهوية الغرفة كلها حال خروجه. ربما حتى تنظيف الأرضية… الأفضل أن أقضي ليلتي في المختبر.
اقتربت منه وأملت رأسي:
“قبل أن نبدأ، سؤال واحد. هل نحن قريبان لدرجة تسمح لك بزيارتي ليلًا؟”
لكنه تجاهل كلامي وقال مباشرة:
“لماذا هربتِ إلى الأكاديمية دون أن تخبريني؟”
كلماته جعلتني أضحك بسخرية. “هربتِ”…؟ نعم كان ذلك صحيحًا، لكن خروجه من فمه بدا وكأنه يعاملني كـمِلكٍ شخصي، أو مجرد طفيلي يعيش في بيته.
غيّرت نبرة صوتي:
“جاوبني بصدق، إيرهـان. هل اعتبرتني يومًا فردًا من العائلة فعلًا؟ هل تصرفت كأخ حقيقي ولو مرة؟”
ابتسم بزاوية فمه:
“ألا تذكرين؟ من الذي أنقذكِ حين كنتِ تبكين وحدكِ في غرفتكِ؟”
نعم… كان هو ولوكـا من مدّا لي يديهما، فتمكنت من الخروج. لكن هذا هو الشيء الوحيد الذي يملكه ليتباهى به.
قلت بمرارة:
“حتى في ذلك الموقف، كنتَ تفكر في صورتك كأخ عطوف أمام الجميع. هل أنا مخطئة؟”
أجاب بوقاحة:
“مهما كانت نيّتي، لا يتغير الواقع أنني أنقذتك.”
ثم تابع متحديًا:
“انظري، والداي يعتبرانكِ مثل ابنتهم. كيف تجرئين على قول إننا لسنا إخوة؟ هذا كلام معيب.”
قهقهت بسخرية:
“أتذكر حين حاولت عمّتي تسجيلي رسميًا كابنة لها؟ من الذي عارض بشدة؟”
تجمّد وجهه قليلًا.
“…كيف عرفتِ؟”
ابتسمت: “ومن أين تظنني عرفت؟”
غضب وكاد يقفز من مكانه، والعروق بارزة في قبضته.
“كفي عن اللعب بالكلمات. أنا جاد.”
“وأنا كذلك جادة.”
جلسنا في مواجهة صامتة لدقائق، حتى قال أخيرًا:
“هل قرأتِ رسائلي؟ لا يمكن ألا تكوني قد قرأتِ أيًا منها. أرسلت عدة رسائل. لا بد أنكِ قرأتِ واحدة على الأقل.”
أجبته ببرود:
“أظننت أنني سأقرأ رسائلك؟ لم أقرأ كلمة واحدة.”
ارتجفت عيناه من الصدمة.
“هل جننتِ؟ ذلك الظرف لم يكن يحوي رسالتي فقط!”
كما توقعت، لقد كان مجرد وسيط لشخص آخر…
منذ أن شممت رائحة اللافندر في الرسالة، عرفت أن الأمر ليس طبيعيًا. تأكدت حين رأيته يرسل رسائل على غير عادته.
كان الأمر مثيرًا للسخرية… حتى لوكـا لم يكتب لي سطرًا واحدًا.
وإيرهـان المسكين لم يكن يدرك حتى سبب طلبهم رش الرسالة بعطر اللافندر… لأنه في يوم لقائي الأول مع ذلك الشخص، أهديته زهور لافندر.
ذلك اليوم كان بداية حبه… وبداية شقائي.
م.م: نرحب بشرير القصة و المهووس فيها 👏
شدّدت على أسناني:
“لذلك لم أقرأها. لو كانت رسالتك وحدك، ربما كنت سأقرأها فقط لأرى الأكاذيب التي ستملؤها.”
ابتسم بخبث:
“أتظنين أن بإمكانكِ الهرب من ريكس بهذا الشكل؟”
تصلّبت أنفاسي. ريكس بيغونيا.
بمجرد سماع اسمه، ارتجف جسدي وخفق قلبي بعنف.
أغمضت عيني وحاولت تهدئة نفسي. ليس هنا. ليس الآن. إنه مجرد إيرهـان أمامي، ذلك الأحمق الذي لا يدري أنه يُستَغَل.
لكن صوته أعادني للواقع:
“لماذا ترفضينه؟ أنتِ تعرفين جيدًا أن علاقتكِ به ستكون في صالحك.”
صرخت:
“أتراني أتمسك بكبريائي؟! مجرد سماع اسمه يجعلني أرتجف. قلبي يتوقف من الخوف. هل تظن أنني ألهو؟!”
لم يكترث لمشاعري، بل تابع حديثه:
“منذ هروبكِ إلى الأكاديمية، وضعي أصبح صعبًا. إن لم تعودي لريكس، فسوف يستعيد استثماره في مشروعي.”
ضحكت بسخرية:
“قلتَ قبل قليل إنني أختك. فهل ما تقوله الآن يختلف عن بيع أختك؟”
ابتسم ببرود:
“حتى لو كان بيعًا، فهو لأجلك. فكّري… ريكس وريث دوق بيغونيا. ستكونين عشيقة دوق. سترفين طوال حياتك.”
م.م: منصب عشيقة يليق بأختك!!!! 🤬 بالجزائرية: بغيت تبيع ختك يا واحد الكلب!!!
تذكرت همسات ريكس عن منحي مقعد الدوقة، وأنا بالكاد أطيق ذلك. فما بالهم يظنون أنني سأرضى بمجرد أن أكون عشيقة؟
م.م: ريكس و اقترح منصب الدوقة وهو يرضى بالعشيقة 🤦🏻♀️
واصل إيرهـان:
“الآن والداي ما زالا يرعيانك، ولهذا أنتِ رافضة. لكن بعد أن أستلم أنا لقب الكونت، ستُطردين من هنا. ستعيشين بلا سند، تجمعين أعشابكِ لا غير. أي حياة هذه؟”
ارتفعت المرارة إلى حلقي. وصفني كأني مجرد… عشبة.
م.م: الأعشاب أحسن منك 🤬
اقترب أكثر وقال بنبرة آمرة:
“عليكِ أن تطيعي الآن بينما ريكس مهووس بكِ. لا تعرفين متى يغيّر رأيه.”
كلماته جعلتني أتذكر شخصًا آخر… شخصًا ورديًا قال إنه وقع في حبي من النظرة الأولى.
أعادني ذلك للواقع البارد.
قال بحماسة:
“هناك حفلة يستضيفها دوق بيغونيا الأسبوع القادم. لا أطلب منك الكثير. فقط احضري.”
حينها أدركت فورًا ما الذي سيحدث.
كنت متعبة لدرجة أنني لم أجد حتى القوة للسخرية.
رفع ذقني بيده:
“سأخبر ريكس أنكِ ستأتين. وإن لم تفعلي، سنُدمر أنا وأنتِ معًا. تفهمين؟”
حدقت به بصمت طويلًا.
ثم قال:
“سنة نحس.”
بصق على الأرض وغادر الغرفة.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 54"