أستغفر الله العظيم واتوب اليه 

⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁

 

في وقت الغداء العادي، كنت أنا وهانس نسير على الممشى.

 

كان السبب أن هانس، الذي قابلته خلال صف تخصصي، أراد قول شيء وطلب مني أن أفرغ بعض الوقت بعد الغداء.

 

لقد مر حوالي شهرين منذ أن أعطيت هانس مزيل العرق الذي صنعته بمساعدة كون وكارسون.

 

ويبدو أن الأمر قد يكون مرتبطًا بذلك.

 

“لماذا طلبت مني اللقاء؟”

 

ما كنت أود معرفته هو هذا. كان بإمكانه أن يخبرني في الصف، فلماذا اضطر إلى اللقاء منفردًا؟

 

عندما سألت، نظر هانس حوله عدة مرات ليتأكد من عدم وجود أحد، ثم خفض صوته.

 

“الأمر يتعلق بمزيل العرق الذي سلّمتِه لأفضل شخص لدينا.”

 

“أعرف. ألم يكن من الأفضل أن تقول ذلك عندما جلسنا لحضور الصف سابقًا؟”

 

أنا واثقة أنني لن أتضرر حتى لو فشلت. ومع ذلك، كان هو من قال إن الأمور تسير على ما يرام حتى أثناء استفساره عن التقدم قبل حوالي أسبوع.

 

عندما نظرت إلى هانس ببرود، هز رأسه.

 

“لم أستطع أن أخبرك هناك، لأنه إذا سمع الأطفال الآخرون أن صانعتهِ أنتِ، سيكون هناك ضجة.”

 

“…هل وضعت السم سرًا في الدواء دون علمي؟”

 

امتلأت عينيَّ بالشك عندما رأيته.

 

“لن أفعل شيئًا كهذا! لم أقل ذلك، لكني كنت أحاول فقط أن أخبرك أن مزيل العرق الذي صنعته أصبح شيئًا لا يستطيع أحد الحصول عليه.”

 

نسي هانس أنه خفّض صوته حتى الآن، وصرخ مرة أخرى.

 

“حقًا؟ لكن لماذا؟”

 

“حقًا؟ لين؟ أظن أنك لا تعرفين الوضع بعد. أحاول حمايتك من هنا وهناك! هل تعتقدين أنهم سيتركونك وحدك إذا تبين أن الصانعة هي أنتِ؟ إنهم جنّوا يطلبون مني بيعه سرًا.”

 

“حسنًا. لا أعرف.”

 

كان من الصعب عليّ فهم رد فعل هانس. لأنني اعتقدت أنه لم ينجح بما يكفي ليشعر بالحماس.

 

إذا حدث أي شيء كبير، ستنتشر الشائعات. بالإضافة إلى ذلك، الشائعات عن أكاديمية الأرينا كانت سريعة.

 

إذن، ألا يجب أن تكون مشهورة بما يكفي ليعرفها الجميع؟ بالطبع، ليس عبر فيورد أو جاين، الذين يعرفون كل أنواع النميمة، بل عبر طريق مختلف.

 

ومع ذلك، لم أسمع أي شائعات تتعلق بمزيل العرق. لكن يجب أن أكون قد أغفلت شيئًا. التقيت بعيني هانس ووجهه يسأل إن كنت حقًا لا أعلم.

 

“لا، لين. فكّري في استخدام الدواء. يمكنك أيضًا التفكير في المنطقة التي سيُطبق فيها الدواء.”

 

“أوه.”

 

صحيح!

 

لا أنا ولا هانس فكرنا أن مزيلات العرق ستُشترى فقط من قبل أشخاص مثل كون الذين يريدون علاج فرط التعرق.

 

العملاء الذين نستهدفهم… الناس الذين يريدون فقط إبقاء إبطهم جافًا.

 

ربما هو جزء مختلف… إذا كان الأمر كذلك، فإنه يستحق أن تنتشر شائعات عنه سرًا.

 

ضحك هانس بخفة في تلك اللحظة. “هل فهمتِ الآن؟ لم يظهر ذلك من الخارج، لكننا أنجزنا عملًا رائعًا! أنتِ عبقرية في عمرنا، لين! لم أكن لأفكر حتى في التحكم في عرقي!”

 

خدشت وجنتي بخجل. صنعت هذا لأنني لم أحب رائحة عرق والدي… بالطبع، لاحقًا وجدت أنه مفيد.

 

كان والدي دائمًا يحاول احتضاني عندما كنت صغيرة، ولم يكن هناك استثناء عندما كان يتعرق بغزارة بسبب تدريبات السيف.

 

كنت أخاف أن يصاب والدي بأذى، فلم أستطع رفض احتضانه علنًا، لذا صنعت له بعض الدواء.

 

عندما كنت صغيرة، لم أكن أعلم أهمية العرق، لذلك تمكنت من ابتكار فكرة سد جميع المسام، لكنني الآن أعلم أن هذه لم تكن طريقة جيدة جدًا.

 

ومع ذلك، على حساب والدي، تمكنت من اكتشاف الآثار الجانبية لمزيل العرق الذي صنعته.

 

العرق الذي لا يخرج بعد تطبيق الدواء يخرج بطريقة ما إلى منطقة أخرى.

 

باستخدام هذا المبدأ تمكنت من علاج كون. كان يتعرق في أي مكان ما عدا يديه، فحوّلت العرق من يديه إلى منطقة أخرى للتوازن.

 

والدي، الذي طبق مزيل العرق على جسده بالكامل، كان يتعرق فقط على أخمص قدميه لفترة. والدي الطيب لم يتردد في استخدام ما صنعته ابنته الصغيرة…

 

بينما كنت أحاول تذكر طفولتي، تحدث هانس كثيرًا.

 

“هناك حد للكميات، لذلك نبيع بعدد محدد لكل يوم، لكن لأن العرض لم يواكب الطلب، يُباع بسعر أعلى عدة مرات في السوق السوداء. إنها علامة جيدة لنا كموردين. حتى لو ارتفع السعر إلى هذا الحد، فهذا يعني أن هناك من يريد شرائه.”

 

“واو، يجب أن تتنفس أثناء الكلام.”

 

صورة هانس في رأسي كانت لشخص ساذج ولطيف. ومع ذلك، بدا مختلفًا قليلًا عندما رأيته يتحدث بتسلسل منطقي.

 

كان مناسبًا لهذا العمل أكثر من الأعشاب بالتأكيد.

 

“سيكون من الجيد إطلاق الكميات ببطء أكثر لزيادة قيمتها.”

 

كنت أومئ أحيانًا وأدع الشرح يمر من أذن إلى أخرى. ثم عندما قيل لي إن الكمية ستُطلق ببطء أكثر، ردت برد فعل متردد…

 

“أم… هل يجب أن نفعل ذلك حتى؟”

 

على حد علمي، السعر الأول الذي قُيس لم يكن مبلغًا صغيرًا.

 

رمش هانس بسرعة وأجاب. “لين، أنتِ التي طلبت مني بيعه بأعلى سعر ممكن، أليس كذلك؟”

 

“هذا صحيح، لكن أخاف أن أنزف إذا كنت جشعة جدًا.”

 

ربت هانس على ظهري وابتسم ابتسامة مشرقة حتى أني رأيت أسنانه.

 

“لن تضطري للقلق بشأن ذلك. مزيل العرق الذي صنعته كان يستحق. بالإضافة إلى ذلك، قلتِ أنك بحاجة للمال للانتقال لاحقًا؟ وقلتِ أنك لا تريدين أن تقلق عمتك. أليس هذا سبب طلبك مني؟ كنتِ بحاجة للمال.”

 

“…هذا صحيح.”

 

كانت الكلمة المثالية. نظر إليّ هانس وذراعيه متقاطعتان، كما لو أن لديه المزيد ليقوله.

 

“لين. قولي ‘فقيرة’ بالعكس.”

 

“فقيرة؟ هل تقصد… أنا؟”

 

(ملاحظة: 가난 ga-nan = فقيرة، ولكن في الكورية إذا قلبتها تصبح 난가 nan-ga = هل أنا؟، لذلك هذه مزحة هانس على لين.)

 

ابتسم هانس عندما تلعثمت لين ونطقت الكلمة بالعكس.

 

“صحيح. أنت فقيرة. لذا يجب أن تكسبي المال طالما تستطيعين.”

 

…هذا الوغد؟

 

لسبب ما، شعرت أنني سأرفع يدي وأمسك برقبة هانس إذا فعلت ذلك، لأشعر بالارتياح.

 

سقط ظل في السماء، مشيرًا إلى وجود جسم طائر. عبست ورفعت رأسي لأراه.

 

“أوه، الكلب-الطائر هنا.”

 

“آه! ما هذا؟”

 

خاف هانس، لكني لوّحت بلا اكتراث. كان حرفيًا كلبًا أسود له أجنحة.

 

الكلب الطائر، الذي كان يرفرف بأجنحته في دائرة فوقنا لبعض الوقت، هبط على الأرض.

 

أخرجت السجق من جيبي ودلّكت الكلب الطائر باليد الأخرى.

 

“يا فتى جيد.”

 

“كرو، كرونغ!”

 

كما لو كان في مزاج جيد، زمجر قليلًا وفرك وجهه بيدي. كان متحمسًا للقائي، وذيله الممتلئ يهتز مثل الذيل.

 

هانس، الذي سقط على بعد أمتار قليلة قبلي، نادى اسمي بصوت مرتعش.

 

“لي، لين؟”

 

“نعم.”

 

نظرت إلى هانس، وعينيه مثبتتين على الكلب الطائر. بدا وكأنه يحاول فهم ما يحدث.

 

كما لو أنه انتهى من التفكير، ابتلع هانس ريقه وفتح فمه.

 

“مهلا، أليس هذا وحشًا؟”

 

قطعت السجق إلى قطع صغيرة وأطعمت الكلب الطائر، وأجبت هانس.

 

“نعم. إنه وحش.”

 

وجدته في موطن الوحوش، وكان بالتأكيد وحشًا بسبب مظهره الغريب.

 

لكن سبب صدمة هانس لم يكن ظهور الوحش في ممشى الأكاديمية…

 

ربما السبب هو أن الكلب الطائر يلوح بذيله ككلب عادي، معبرًا عن ودّه للبشر.

 

إنها حقيقة قليلة المعرفة، لكنها تظهر أحيانًا. حياة لم تتلوث بالجنون رغم ولادتها في التشوه الناتج عن تركيز المانا.

 

سبب صعوبة رؤية وحش حي مثل الكلب الطائر هو صعوبة بقائه بين الوحوش العادية.

 

كان من الصعب ولادتهم، وليس من الصعب العثور عليهم لأنهم غالبًا يموتون بعد الولادة مباشرة.

 

الذات والعقل ليسا ناقصين، بل لهما حياة كاملة.

 

لم يكن هناك تصنيف لما يُسمى بالوحش، لذا كان طفل مثل الكلب الطائر قريبًا من الحيوان العادي.

 

‘إنه آمن. يمكن التفكير فيه فقط  ككلب مجنح.’

 

“أنت… تريدني أن أصدق ذلك؟”

 

لم يكن هانس يقظًا، فزحف خلف المقعد واختبأ، ضاحكًا بصوت عالٍ. لو كان الشيء الطائر ليس كلبًا طائرًا بل وحشًا، هل كان سيحب فرس الطائر؟

 

“آه، منذ متى بدأت بتربيته؟”

 

“لم أربِه، لكن منذ بضعة أسابيع اكتشفت هذا الطفل وبدأت أطعمُه.”

 

التقينا صدفة عندما صعدت الجبل لحفر الأعشاب للبحث. رغم أنني لم أعبر الحد الأول، وهو موطن الوحوش، اقترب شيء مني، فتساءلت إن كان وحشًا…

 

حسنًا، أليس هو الكلب الطائر الذي رآه كون يقترب مني بفضول، يميل رأسه؟

 

يبدو أن هذا الطفل استطاع الخروج من الحد الأول بالسحر، لكن ليس كوحش. لهذا استطاع البقاء على قيد الحياة.

 

“كان صغيرًا جدًا. لكنه نما كثيرًا الآن.”

 

حتى لو وُلدت الوحوش للتو، أجسامها لم تختلف عن البالغين. هذا يعني أنه لا ينمو مع الوقت.

 

لكن مقارنةً بأول مرة رأيته، نما هذا الطفل بشكل ملحوظ.

 

“ربت على الكلب الطائر لأنني سعدت برؤيته بعد وقت طويل.”

 

“لين، رجاءً تحدثي قليلًا…”

 

“لماذا؟ ليس خطأ.”

 

واصلت بعد أن رددت على اعتراض هانس. “على أي حال، تبعني بعد ذلك، وعندما رفضت بحزم، هبطت أذناه كما لو فهم ما أقول.”

 

كان سرًا أن شخصًا باللون الوردي ذكرني بذلك الشكل.

 

“لذا أعطيته بعض الطعام، وأخبرته أنني سأخرج معه أحيانًا عندما يزورني.”

 

“إلى الكلب الطائر…؟”

 

ابتلعت السؤال عما هو أكثر من رأس طائر.

 

“لم أقصد ذلك لأنني اعتقدت أنك ستفهم. كنت أتحدث مع نفسي فقط لتخفيف شعوري بالذنب.”

 

“لكن كيف حدث هذا؟”

 

“…لكن جاء إلى السكن لرؤيتك؟ كيف عرف؟”

 

بعد ذلك، كما رأى هانس، أصبحنا أصدقاء مقربين يجلب بعضنا للطعام أحيانًا.

 

أعطي أوامر للكلب الطائر مثل ‘اجلس’ و ‘يد’. ثم ينفذ الكلب الطائر الأوامر كما أقول. كان ذكيًا جدًا.

 

ومع ذلك، بدا أن هانس، الذي خاف، ليس لديه أي نية للخروج من وراء المقعد.

 

“ألم يكن قبيحًا؟ حتى لو بدا لطيفًا، ما زال وحشًا.”

 

“همم… ليس حقًا؟”

 

آخر مرة رأيت هذا الطفل كانت في اليوم الذي انهار فيه كارسون بعد أن تم وخزه بإبرة سامة. لكنها كانت صدفة بحتة…

 

أليس من قبيل المصادفة التي لم تكن لتحدث لو لم أكن أمزح؟

 

“لين. ربما سمعت عنها مرة واحدة على الأقل، لكن منذ القدم، لم تُعتمد الحيوانات ذات الشعر الأسود.”

 

“مهلاً، أنت تتحدث بالسوء عن ذوي الشعر الداكن.”

 

رمق هانس شعري الأسود، وعندما رأى شعري، اهتزت حدقة عينيه.

 

Sel

للدعم :

https://ko-fi.com/sel08

أستغفر الله العظيم واتوب اليه