حين اجتمعنا في الوقت المحدد، انطلقنا مباشرة إلى الجبل.
وبعد اجتياز لافتة التحذير الأولى التي تحدد نطاق الوحوش، تكلم كارسن بحذر:
«لين. سندخل أعمق قليلًا. لن نصطاد وحوشًا ضعيفة، بل متوسطة إلى متقدمة.»
«هل سنعبر إلى ما وراء الحدود الثانية؟»
«أجل. النقاط الأعلى تأتي من الوحوش الأقوى.»
كلما توغلنا في الجبل، ظهرت وحوش أشد.
وكانت اللافتات تعمل كحدود، تحيط بها أسلاك شائكة معززة بالسحر حتى تمنع الوحوش من الخروج.
أما اللافتة الثانية فتعني أن الداخل موطن لوحوش متوسطة أو أقوى.
لم يسبق لي أن تجاوزت الحدود الثانية وحدي. فمهما كان السم قويًا، يظل الأمر محفوفًا بالمخاطر.
حتى بخاخ الطرد الذي صنعته بنفسي لم يكن يجدي مع تلك المستويات.
لكن مجرد التفكير بما قد أجده من أعشاب في الداخل جعلني أبتسم.
«يبدو الأمر ممتعًا.»
كارسن، الذي كان يأمل أن أرفض، قال بقلق: «هناك وحوش بشعة حقًا…»
«البشر هم الأكثر رعبًا.» أجبت بازدراء.
لم يجد ردًا. وبعد قليل وصلنا إلى مشارف الحدود الثانية. عندها توقف فيورد وقال:
«رفاقي. هناك شيء أردت فعله منذ زمن… هل يمكنني الآن؟»
«ماذا؟»
أخرج صورة من جيبه وحدّق بها بشجن. صورة له معنا.
«سألقاكما بعد هذه المعركة. فقط انتظرا قليلًا.»
…كلمات لا تُسمع إلا في مشاهد رفع راية الموت.
«أيها الأحمق…!»
اقتربت منه غاضبة، لكن ما إن رأيت الصورة حتى تذكرت أنها صورتنا الثلاثية منذ مدة.
«ولِمَ هذا الحزن وأنت معنا فيها؟»
ابتسم فيورد: «إنها ممتعة.»
ضحكت بخفة، لكن كارسن لم يدع الموقف يمر:
«لا تقلقي يا لين. عادةً من يرفع الراية هو أول من يموت. سنستعمل فيورد كطُعم ونهرب.»
(كما هو متوقع منهم…)
لاحظت أن الصورة ممزقة ومُرقّعة بالغراء.
التفت فيورد سريعًا نحو كارسن ثم أعاد بصره.
«هناك مجنون في سكننا يهوى جمع الصور.»
«حقًا؟ يا للجنون.»
«أجل. لو كنت أغلقت الباب… لنجت صورتي.»
رفع رأسه يائسًا، بينما تجاهله كارسن بابتسامة واسعة وهو يتطلع إليّ:
«لين. هل ندخل؟»
«لننطلق. لقد أضعنا وقتًا كافيًا.»
تركنا فيورد غارقًا في تأملاته، وتوغلنا.
مرت بعض الدقائق دون أن نصادف وحوشًا.
بينما بدا البقية ضجرين، كنت أتأمل الأعشاب المتناثرة بعينين تلمعان شوقًا.
(لين! تذكري، اليوم للمهمة لا لجمع الأعشاب!)
كان جسدي يتقدم لكن عيني تزوغان. ولحظت أن كارسن يراقبني بدقة، وكأنه يعرف بالضبط ما يشدني.
قررت أن أشتت أفكاري بسؤال: «هل تشعران بالذنب عند قتل وحش؟»
«لا.» أجاب الاثنان معًا.
«هذا جيد.»
«وأنتِ يا لين؟ لا أظنك قتلتِ من قبل.»
«بل فعلت. والوحوش لا تُثير شفقتي…»
فالوحوش بلا عقل ولا وعي، لا تولد إلا من انحراف المانا. إما طبيعيًا بتراكمها، أو صناعيًا بفعل البشر، وهو محرم في القارة كلها.
لهذا كان يُنظر للوحوش على أنها شر مطلق.
تحسست جيبي حيث أخفيت علبة الإبر السامة. وفجأة دوّى هدير وحش من بعيد.
اقتربت خطواته الثقيلة… دُب، دُب، دُب…
ابتسمت، وتهيأت لإخراج إحدى الإبر. سيُدهشون حين يسقط الوحش بضربة واحدة مني.
لكن ما إن ظهر الوحش من بين العشب، حتى جمده كارسن بسحر الجليد قبل أن أتحرك.
تصلب مكانه، ثم سقط برنين ثقيل.
…انتهى الأمر قبل أن أبدأ.
شعرت بإحراج يغمرني. لم أتوقع أن يكون بهذا الشكل. قررت أن أساعد في تنظيف الفوضى بدل القتال.
اقتربت لآخذ نواة الوحش كدليل على إنجاز المهمة. لكن فيورد تذمر:
«يا رجل! لا تستخدم الجليد. يصعّب استخراج النواة.»
رد كارسن بثبات: «لا يمكنني السماح لعينَي لين أن تريا دم الوحش القذر.»
كاد رأس فيورد ينفجر من الغضب.
«…أمنيتي الوحيدة أن ألكمك الآن.»
تطلع إليه كارسن ببرود وقال: «افعل.»
«حقًا؟»
أشرق وجه فيورد لحظة، لكنه سرعان ما تجهم حين أضاف كارسن:
«لكن… نتبادل الضربة واحدة بواحدة.»
«هل تسخر مني؟!»
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 40"