⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
قال: «لقد أصبحت إدارة أعمال والدي صعبة، فتأزّم وضع العائلة قليلاً».
أجابه هانس بوجهٍ كان يبتسم لكنه سرعان ما أصبح أكثر جديّة: «آه…».
كان هذا أمراً لا يستطيع أن يساعد فيه، إلا بتعزيةٍ سطحية.
قال بعد لحظة: «الأعمال التجارية هكذا؛ تسير بخير أحياناً وتسوء أحياناً أخرى. السبب هو حالة الركود، لكنها ستتحسن قريباً».
أومأت برأسي: «…نعم، آمل ذلك».
انقطع الحديث بيني وبين هانس، فأعدت فتح الكتاب بهدوء. وفي تلك الأجواء الثقيلة كنت أفكّر هل أغير مقعدي الآن.
عندها سمعت ضحكات أطفال آخرين في الصف:
«هاها! ماذا لو غرقت إبطيك عرقاً؟»
«اسكتوا جميعاً. حين ارتديت الرمادي المرة الماضية رأيت أن إبطيك وحدهما كانا داكنين».
«ماذا؟ هل لديك دليل؟ بل أنت من جلست لتجفف عرقك خلسة! فهاها!»
الطفل الذي كان يُسخَر منه احمرّ وجهه، وألقى الأداة التي كان يمسكها ثم صرخ:
«أتمنى أن يطيل الله عمر والديك، أيها الوغد!»
فرد الآخر: «ها! انتهيت من الكلام؟ أمك هي من قالت لك: عش طويلاً وبصحة جيدة!»
…دهشت للوهلة الأولى وظننتها شتائم، لكن حين أنصتّ جيّداً أدركت أنها كانت دعوات بالخير.
وبينما أراقب جدالهما الحميم، خطر لي خاطر فجأة:
لماذا لم أفكر بهذا من قبل؟ لدي وصفة قد تدرّ ثروة! علاج فرط التعرّق الذي أعطيته لكُن… بمعنى آخر: مُثبِّط العرق!
التفتُّ سريعاً إلى هانس وربّتُ على كتفه:
«هانس».
«ها…؟»
«هل يمكنك أن توزع بعض الأدوية التي طوّرتها؟»
عند سؤالي المفاجئ، حكّ ذقنه قليلاً وفكر، ثم عقد حاجبيه وقال بأسف:
«يمكنني أن أتحدث بشأن التوزيع، لكن لا أستطيع أن أوليه اهتماماً كبيراً لأن وضع الإدارة ليس جيداً حالياً. كالترويج أو التمويل المسبق. وفوق ذلك، ليس مؤكداً إن كان سيباع جيداً…»
ابتسمتُ بمرارة: «سيباع لا محالة. لكن إن نجح دوائي، أعطني حينها عمولة أقل».
«سيباع لا محالة؟»
«بما أنه منتج يدوي، فلن أستطيع توريد كميات كثيرة. لذلك بِعه بأعلى ثمن ممكن».
كان هانس يحدق بي متعجباً من ثقتي، لولا أن فتاة البطاطا وقفت أمامنا بوجهٍ جاد.
«ما الأمر يا فتاة البطاطا؟»
مرّ شهر تقريباً منذ أعطيتها الدواء، وكان لا بد أن تكون قد تخلصت من كل الآثار الجانبية. وفي كل محاضرة رئيسية كنت أتأكد من حالتها، ووصلت إلى هذه القناعة.
قالت وهي تخفض رأسها: «آسفة».
رفعت حاجبي باستغراب، فأردفت والدموع في عينيها:
«لقد سخرت منك بسبب كارسن من قبل. وغضبت منك حين حاولت مساعدتي. أنا آسفة حقاً… وشكراً لك».
آه… حتى لو حاولت أن أكره فتاة البطاطا، هل أستطيع حقاً؟
لكنني فكرت: هذا صعب قليلاً… ليس لأني أكرهها، بل لأني مضطرة أن أقتطع من وقت نومي أو دراستي للأعشاب إن خرجتُ للأكل.
وفوق ذلك، الأكل مع كارسن أمر معقد، إذ دائماً يقول: «لن تكون هذه آخر مرة».
حسناً، ما العذر الذي سينفع؟
قلت أخيراً: «آه، في الحقيقة، أنا لا أمانع، لكن قد يكون الأمر صعباً لأن هناك من سيغار».
«هاه؟»
«آسفة، سأصحح ما قلت. لكنني سأقبل مشاعرك».
تطلعتُ إلى وجهها؛ كان جلدها صافياً كما من قبل.
قلت: «سعيدة لأنك تعافيتِ».
«لين…»
لا أدري هل لأنها فرحت بكلامي أنني قبلت مشاعرها فقط، أم بقول إنني مسرورة لشفائها، لكنها نظرت إليّ بعينين دامعتين قليلاً.
أوه، هذه النظرة مثقلة… لوّحت بيدي الأخرى: «قبلت اعتذارك، فعودي إلى مقعدك الآن. ستبدأ الحصة قريباً».
لكنها لم تعد، بل عضّت شفتها وكأن لديها ما تضيفه:
«هل ثمة ما تريدين قوله؟»
«لين»
«نعم…»
ترددت قليلاً ثم قالت: «أنوي تأسيس نادٍ العام القادم. هل تنضمين إليّ؟»
أجبت مباشرة: «أحب النادي الذي أنتمي إليه الآن».
لا يوجد نادٍ يمكن أن يكون أحلى من هذا.
قالت محبطة: «حقاً؟».
ثم ما لبثت أن أشرقت عيناها من جديد وسألت بترقب: «إذاً، هل يجوز أن أؤسس ناديي الخاص؟»
رفعت حاجبي: «ولمَ تسألينني؟ الأمر يعود إليك».
أضاء وجهها بالفرح: «شكراً لك!»
لكنني شعرت بقلقٍ مباغت:
«لا يكون تنوين تأسيس نادٍ للمعجبين بي؟ لا… من سينضم لنادٍ كهذا؟ صحيح أن فتاة البطاطا هكذا، لكن الشخص الوحيد المهووس بي هو كارسن. وفوق ذلك، كارسن نفسه رئيس نادينا، وعدد الأعضاء الأدنى هو ثلاثة… أجل، لا داعي للقلق».
ꕥ
لماذا يزورني كثير من الناس اليوم؟
…لكنني أنا السبب.
ربّتُّ بلطف على رأس كارسن الجالس بجانبي وهو يزمجر نصف زمجرة. كنت أهدئه. وبالفعل، صار هادئاً بلمستي.
ثم تثاءبت بهدوء ونظرت إلى الزائر الذي دخل غرفة النادي.
«هل جئت لأن دواءك نفد؟»
أجاب الآخر: «لا. لقد جئت بالمكافأة التي وعدتُك بها».
«آه، تلك…»
قال: «الدواء الذي أعطتني إياه لين. في البداية شككت في فعاليته، لكن أثره كان مدهشاً».
ومدّ إليّ كيساً. دون أن أفتحه عرفت أن داخله مليء بالذهب.
«طلبت مالاً إضافياً من بلدي. سيستغرق الأمر وقتاً، لذا جئت بما أملك الآن. تقبليه ولو كان قليلاً».
قلت: «أليس هذا كل ما في جيبك؟»
كان مبلغاً ضخماً بالفعل. ومع أنني أنوي قريباً توزيع مُثبِّط العرق عبر هانس، فإن الذهب في هذا الكيس يفوق بكثير السعر الذي تخيلته له.
لو أخذته، فلن أنام مرتاحة وضميري يؤرقني.
قلت: «كون… آسفة لتغييري كلامي فجأة، لكنني سأرفض مالك، سواء الذي أتيت به من بلدك أو ما تعرضه الآن».
أجاب بحزن: «…هل ترفضينه لأنه مني؟»
فقاطع كارسن: «نعم. لسنا بحاجة إلى مالك القذر».
نظرت إلى كارسن بحدة، لكنه تابع غير مبالٍ.
قال كون موجهاً كلامه لي: «ما رأيك أنتِ، لين؟»
أجبته: «كما قلت، لا أحتاجه».
عقد حاجبيه حائراً، ثم بدت عليه لحظة فهم وقال:
«آه… أتعنين أنك ترغبين بمكانة أعلى من لقب البارون؟ لكن هذا اللقب لأبويك، وسينتقل إليك كاملاً. سيكون مفيداً لك».
قلت بهدوء: «ليس الأمر كذلك. ربما أشبه أمي، لكنني لست مهتمة بالألقاب. ما يهمني أن أعيش سعيدةً وأنا أفعل ما أحب».
وألقيت نظرة جانبية على كارسن. نصف صدقٍ ونصف تورية. هل أستطيع فعلاً أن أعيش كما أريد؟
تدخّل كارسن فجأة: «متى سترحل؟».
ابتسم كون ببرود: «أتيت لأرى لين، لا أنت».
فقال كارسن: «لا يهمني. أنا رئيس النادي. لا نقبل الغرباء. إن أردت الكلام، فاخرج».
عندها أدركت أن كلامه صحيح. مهما كان، هذه غرفة نادي وليست مكاناً خاصاً بي.
قلت معتذرة: «آسفة يا كارسن، لم أفكر أن حضوره قد يكون إزعاجاً لك ول fjord».
«هاه؟»
أشرت إلى كون: «فلنذهب إلى مكان آخر ونتحدث. عليّ أن أتابع حالتك العلاجية. البقاء هنا يرهق».
وافق كون: «حسناً».
نهضت ببطء من مقعدي. عندها لاحظت أن fjord صامت منذ البداية. كان يقرأ بهدوء وكأن ما يجري لا يعنيه.
اقتربت أكثر ورأيت في أذنه سدادة سحرية للنوم العميق وسط الضوضاء.
…إذن الجو كان مزعجاً حقاً. عليّ الخروج بسرعة.
قلت: «فلنذهب يا كون»، وسرت نحو الباب.
لكن كارسن ناداني بلهفة: «لين!»
نظرت إليه متسائلة، فقال: «يمكنكما البقاء هنا. هو مجرد فحص».
إلا أنني أشرت بعيني إلى فيورد الغارق في القراءة بسدادات الأذن:
«حتى لو قلتَ إنه لا بأس، قد لا يكون الأمر مريحاً للآخرين».
فلو اعترض فيورد، فسيعود كارسن للشجار من جديد.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 37"