«لا أصدق أن مثل هذا الكائن اللطيف هو ابني!» فكرت سيلفيا في نفسها.
“إذن يا كاون، هل ستنام الليلة مع أبي وأمك معًا؟”
حين سمِع الدوق كلامها، شعر بمزيج غريب من الفرح والضيق معًا.
لكن تلك المشاعر سرعان ما أصبحت بلا معنى.
فما إن سمع كارسون أنه سينام بين والديه حتى أجهش بالبكاء وارتمى في أحضان أمه.
هز رأسه وقال بصوت مرتجف:
“أبي مخيف…”
فتذكرت سيلفيا أن الدوق كان قد وبّخه صباحًا، فألقت على زوجها نظرة احتقار.
«كيف تجرؤ أن تؤذي مشاعر الطفل؟»
ثم نهضت حاملة كارسون وقالت ببرود:
“لا مفر… ستنام في غرفة أخرى الليلة.”
كان الأمر كالصاعقة. فمنذ زواجهما، لم يبتعد الدوق عن سيلفيا ليلة واحدة إلا لضرورة.
رأت سيلفيا ملامح الصدمة على وجهه فرفعت حاجبها قائلة:
“أو هل تريدني أن أنام أنا في غرفة أخرى؟”
هز رأسه بسرعة. حتى لو اضطرت للنوم على الأرض، لم يكن ليجرؤ على طردها.
“إذن، أتمنى أنك فهمت قصدي. أريدك أن تنتقل قبل أن أعود. هيا يا كاون، لنغتسل معًا.”
“نعم!”
وفي تلك اللحظة، التقى الدوق بعيني ابنه.
كان كارسون يبتسم له ابتسامة المنتصر وهو بين أحضان أمه.
ومنذ ذلك الحين، صار كارسون يظهر دائمًا كالشبح كلما حاول الدوق وسيلفيا أن يقتربا من بعضهما، ليفسد الأجواء بينهما عمدًا.
ومع مرور الوقت، ومع نموه، أخذت ملامحه تفقد أثر سيلفيا شيئًا فشيئًا، وصارت تشبه الدوق أكثر.
«لو كانت ملامحه تشبه سيلفيا، لما كان غضبي شديدًا.»
لكن العلاقة بين الأب والابن لم تزد إلا سوءًا.
أنهى الدوق ذكرياته، ثم مسح ذقنه الناعمة الخالية من أثر اللحية قائلاً:
“…كما توقعت، أحتاج إلى ابنة. عليَّ أن أطرح رسميًا موضوع التبني في المرة القادمة.”
ꕥ
منذ وقت ما، صار هانس يجلس بجانبي في صف الأعشاب الطبية كما لو كان الأمر طبيعيًا.
لا بأس عندي أن يجلس بجواري. المشكلة أن ملامحه حزينة كئيبة على الدوام! حتى عندما اعترف لجاين عن غير قصد، بدا بخير في اليوم التالي.
“لين، كنت أفكر فيما قلته البارحة… حين قلتِ إنك لا تريدين مواعدة شخص لا تعرفينه… هل يعني ذلك أن هناك احتمالًا إذا تعرّفنا تدريجيًا على بعضنا؟”
كان يفكر بإيجابية مفرطة… فاكتفيت بهز كتفيّ رغم أن الأمر بدا سخيفًا.
حسنًا، حتى لو لم أكن أعرفه جيدًا في البداية، فقد تبين لاحقًا أنه بخير من عدة نواحٍ، ولم يكن لي أن أتدخل في حبه من طرف واحد.
فلو قبلته جاين فليكن، وإن لم تعجبه، فهي ستعرف كيف ترفضه. لكن المشكلة أنه حزين بهذا الشكل منذ أيام… كيف لي ألا أهتم؟
“هانس، ما خطبك؟”
ابتسم هانس ابتسامة مُرة وقال:
“أوه، هل ظهر ذلك على وجهي؟ هاها، الأمر لا يستحق.”
ثم تنهد بعمق وكأن العالم قد تركه.
كان يملك هالة شخص يحمل همًّا كبيرًا. هل يحاول أن يلمّح لي لأسأله عما جرى؟
“تقول إنه لا يستحق، لكنك تتنهد هكذا؟”
“في الحقيقة…”
كما توقعت… إنه تلميح.
راقبت هانس بعينين قلقتين في انتظار أن يتحدث، فقد كنت فضولية لأعرف ما الأمر.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 36"