أستغفر الله العظيم واتوب اليه ⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
في إمبراطورية لاغراس، كان هناك تقليد يقضي بإعلان الحمل لأفراد العائلة من خلال عرض حذاء طفل صغير عليهم.
كارسون أخذ هذه الفكرة، ووضع خطة ليخبر لين بأنها حامل. صنع ملابس أطفال لكل مرحلة عمرية، وجهّزها ليقدّمها لها.
ومع بزوغ الفجر، قصد جاين على عجل قبل أن تلاحظ لين أو بقية العائلة الأمر. كانت جاين قد أغلقت بوتيكها وقضت وقتها في المنزل، تنتظر موعد ولادتها القريب. زوجها هانز يدير واحدًا من أكبر المتاجر في الإمبراطورية، أما هي، فقد اعتادت على المال حتى باتت لا تستطيع العيش بدونه. قصرهما بات يفوق في فخامته قصور كبار النبلاء، وكأنهما نسيا ماضيهما المثقل بالديون.
حين أسرعت جاين إلى غرفة الاستقبال بعدما سمعت بزيارة من آل ليسيانثوس، فوجئت برؤية كارسون وحده.
قالت باستغراب: “اللورد كارسون؟ لا أظنك هنا مع لين… ما الذي أتى بك؟”
كان على وشك أن يصرّح بغايته، لكنه توقف عند رؤيته بطنها المنتفخ. تمتم: “بطنك ممتلئ جدًا.”
لم يكن هذا تعليقًا مألوفًا من كارسون، الذي لا يهتم عادةً إلا بلين وحدها. ظنت جاين أنه أصيب بخلل، لكنها تذكرت كيف أن لين كانت قد واجهته وهي حامل، وظفرت به.
ابتسمت بخجل وأجابت: “نعم… دخلت في الشهر الأخير، أليس هذا مثيرًا؟”
قال كارسون: “تبدين متعبة.” فابتسمت: “صحيح، الأمر مرهق… لكن لا أطيق الانتظار لرؤية وجه طفلي.”
ثم مسحت بطنها بحنان، وسألته: “إذن، لم تأت لترى بطني… فما الذي جاء بك؟”
فأجاب بجدية: “أريدك أن تعلّمينني الخياطة.”
“ماذا؟!”
لم تستوعب جاين غرضه من طلب كهذا، وقالت: “لديك من المال ما يكفي لشراء كل ما تحتاج، فلماذا تتعلم؟”
ابتسم كارسون قائلاً: “لأن لين حامل. أريد أن أخيط لها ملابس طفل.”
شهقت جاين: “ماذا؟! حقًا؟!” وضعت يدها على فمها، ثم ازدادت جديّة: “إذا كان الأمر كذلك، فلن أبقى مكتوفة الأيدي. أنا عاطلة بالبيت منذ مدة، إذن هذا سيكون درس اليوم!”
ومنذ ذلك اليوم، بدأ كارسون يتعلّم الخياطة سرًا خلف ظهر لين، يأخذ دروسًا من جاين. ورغم عجزه في البداية، إلا أنه تعلم بسرعة. بدأ بمنديل صغير، ثم تقدّم حتى صار يخيط ملابس كاملة.
كانت ملابس الأطفال صغيرة لدرجة يصعب تصديق أن أحدًا قد يرتديها: ـ بذلة لطيفة لرضيع بدأ يحبو، ـ فستان أنيق لطفلة في الخامسة، ـ وهكذا حتى بلغ عددها خمس مجموعات تناسب الأعمار إلى حدود العاشرة.
ومع أن كارسون كان يحلم بإنجاب صبي، إلا أن كل الملابس التي صنعها كانت للفتيات، كأن قلبه أفصح عمّا يشتهي.
جهّز الملابس في صندوق أنيق، ووضع معه حذاءً صغيرًا. ورغم انشغاله الشديد وخوفه من أن تكتشف لين الأمر قبل الأوان، إلا أنه استمتع بالعمل.
قال لنفسه بابتسامة: “لين ستكون سعيدة، أليس كذلك؟”
كان هو غالبًا من يتعرض للمفاجآت، لذا كان متحمسًا لفكرة أن يفاجئ لين هذه المرة.
❖
في تلك الليلة، دخل غرفتهما متأخرًا. كانت لين على السرير تقرأ كتابًا، فأغلقتْه حين رأت دخوله.
قالت بقلق: “تبدو منشغلًا هذه الأيام… على الأقل نلت بعض النوم اليوم؟”
ابتسم كارسون بتعب: “والدي يحاول أن يُسلّمني لقب الدوق.”
أجابت: “لقد عمل طويلًا بما فيه الكفاية. كان عليك أن ترث اللقب منذ زمن.”
ضحك بخفة: “وماذا لو تركناه يتعذّب سنة أخرى؟”
رفعت لين حاجبًا، متذكرةً وعد الدوق بأن يتقاعد سريعًا ليمضي وقته مع سيلفيا.
قالت: “أتظن حقًا أنه سيتركك وشأنك؟” فأجاب بثقة: “سيضطر.”
نظرت إليه بفضول: “لماذا؟”
عندها أخرج صندوقًا من الفراغ، وقال مبتسمًا: “لأنك حين ترين هذا، فلن يكون أمامه خيار.”
اقتربت لين بفضول، وسألته: “ما هذا؟ هل أفتحه؟”
أجاب: “نعم. ليس لكِ… لكنه هدية لكِ.”
عبست: “كيف لا يكون لي وهو هدية لي؟”
هزّت رأسها، لكنها فتحت الصندوق…
اتسعت عيناها فجأة. أول ما رأته كان حذاء طفل صغير، وتحته رُزم من الملابس الصغيرة.
عانقها كارسون من الخلف وهمس: “مبروك يا لين، أصبحتِ أمًا.”
شهقت: “ماذا؟!”
لم تستوعب ما يحدث. أيعني ذلك أنها حامل؟ كيف عرف وهو لم تخطر على بالها بعد؟
ترددت لحظة، ثم التفتت إليه وقالت: “كاون… ماذا تقصد بقولك إنني أصبحت أمًا؟”
أجاب بحزم: “أي أنك ستصبحين أمًا بالفعل. أشعر بمانا صغيرة في بطنك منذ مدة، منذ ذلك الحلم… هناك حياة تنمو بداخلك.”
وقفت مصدومة، ثم بدأت عيناها تلمعان بالدموع. تمتمت بصوت مرتعش: “أنا… سأصبح أمًا؟”
لم تكن تتوقع قدوم حياة جديدة بهذه السرعة بعد التخطيط، فغلبتها مشاعرها وبكت وهي تحتضن الملابس الصغيرة.
لاحظت أن غرزها غير متقنة، فقالت مترددة: “كاون… لا تخبرني أنك…”
فابتسم بخجل وهو يحكّ وجنته: “بلى. تعلمت من جاين وخطّطتها بنفسي. أعلم أنها ركيكة بعض الشيء…”
ضحكت لين بدموع، وعانقته بحنان: “ستكون أبًا رائعًا لهذا الطفل.”
لكنها بعد لحظة سألت بمكر: “لكن… لماذا كل الملابس للبنات؟”
❖ 🍼 ❖
في اليوم التالي، أعلنت لين خبر حملها بطريقة غير مباشرة على مائدة العشاء. تظاهرت بأعراض الوَحام فجأة، فأسرع الدوق والدوقة بالقلق ظانّين أن الطبّاخ قد قدّم باذنجانًا طعامها المكروه. لكن حين تأكدوا من عدم وجوده، ارتسمت الدهشة على وجوههم.
في تلك اللحظة، أخرجت لين حذاء الطفل وضحكت، فغمرتهما الفرحة وباركا لها الحمل.
كانت تفكر في إخبار خالتها والدوق الأكبر، لكنها آثرت الصمت مؤقتًا لأن الحمل ما زال في بدايته.
❖
منذ أن شاع خبر الحمل وقلب بيت ليسيانثوس رأسًا على عقب، صارت لين تدعو جميع أفراد العائلة إلى جلسة شاي يومية. لكن الغريب أنها لم تكن تركز على الحديث، بل تحدّق مطولًا في وجوه الدوق والدوقة وكارسون.
خصوصًا وجه الدوق، كانت تتأمله بعمق.
وحين سألها أحدهم بفضول: “لين… ما الذي تفعلينه؟”
ابتسمت بخفة وأجابت: “…أحاول أن أضمن أن ملامح طفلي ستشبهكم.”
م.م: لازم يطلع حلو 🥰🫣
Sel للدعم : https://ko-fi.com/sel08 أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 175"