أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
في النهاية، قرر الشيخ أن يحتفظ بذاكرته كما هي.
ورغم أن الحبوب التي قضيت أسابيع في صنعها أصبحت بلا فائدة، قررت أن أحترم خياره.
فالدواء صُنع بدافع الشعور بالذنب منذ البداية، فإذا كان بخير مع الأمر، فهذا لا يهم.
بعد أن ألقيت وداعي الأخير لشيخ القرية، نظرتُ إلى البيت الفارغ من حولي.
لقد مضى على وجودنا في هذه القرية ثلاثة أسابيع. كنا سننتقل إلى مكان آخر لقضاء ما تبقى من شهر العسل.
“كاون، برأيك أين يجب أن نذهب في شهر عسلنا القادم؟”
“…ليس في أعماق الجبال مثل هذا المكان، بل في مكان سياحي أكثر. مكان فيه الكثير من الناس.”
في البداية، كان متحمسًا لفكرة بلدة بلا سكان، لكنه أدرك لاحقًا أن الأمر لا يشبه الصورة التي رسمها في ذهنه.
“صحيح. لننفق الكثير من المال ونعالج أنفسنا.”
دون تفكير، تشابكت ذراعي مع كارسون.
فبعد كل شيء، لم يتبقَّ سوى جولة واحدة من شهر العسل، وفكرت أن أترك فكرة الأعشاب لزوجي.
💍
مرّ الوقت سريعًا، وها نحن نحتفل بالذكرى السنوية الثانية لزواجنا.
“أنتِ تنتظرين مولودًا قريبًا، صحيح؟”
“نعم. يبدو وكأننا تزوجنا بالأمس فقط. الوقت يمر بسرعة، أليس كذلك؟”
ابتسمت جين ابتسامة خفيفة وهي تربت على بطنها الممتلئ المنتفخ.
“هل ترغبين بلمسه، لين؟”
“…أيمكنني؟”
“بالطبع.”
وضعت يدي ببطء على بطنها، وشعرت بإحساس غريب لوجود طفل حي بداخلها.
“جين، لا أصدق أنني سأصبح خالة.”
“ولا أصدق أنني سأصبح أمًا أنا أيضًا.”
“في الحقيقة، أعتقد أن أغرب ما في الأمر ليس أنك ستصبحين أمًا، بل أن هانز سيصبح أبًا.”
رفع هانز، الذي كان يكتب في دفتر حساباته بصمت بجانبي، حاجبيه بضيق.
“ولمَ ذلك؟”
“هل حقًا لا تعرف السبب؟”
“يقولون إن الأطفال والحيوانات الأليفة وُجدوا ليُحملوا في الحقائب، لذا بهذا المعنى أنا أب ممتاز بدرجة مئة من مئة؟”
“أنت تلتقط أفكارًا غريبة من لا مكان. عليك أن تعمل أقل وتركز على جين والطفل.”
حدقتُ في هانز الذي لم يرفع عينيه عن الدفتر بعد.
“لم تأخذ إجازة منذ أشهر.”
“أنا أجهد نفسي لأكون حاضرًا عند الولادة.”
“أعرف. وإلا لكنتَ في ورطة. كن لطيفًا مع جين.”
“…أنا صديقكِ أيضًا.”
“لكنها حامل.”
فتح هانز فمه وكأنه لا يجد ما يقوله، لكن جين تدخلت ونظرت إليه.
“لا تكوني قاسية عليه يا لين.”
“لكن…”
“إذا أنجبنا أطفالًا وأهملنا، يمكننا الطلاق، هاها.”
تصبب العرق على وجه هانز من شدّة ما قالت.
هذا بالضبط ما تفعله جين دائمًا.
لم تكن تخاف من حكم الناس، وكان لديها ما يكفي من المال لتُعيل طفلها.
م.م: 👏 حبيت قوتها
“لين، فقط لتعلمي، يمكنك دائمًا المجيء إلي إذا أزعجكِ كاون.”
أمسكت جين بيدي ونظرت إلي بجدية، بينما لوّح هانز بيده وكأنها فكرة سخيفة.
“يمكنكِ القدوم إلى منزلي وقتما تشائين، لكن هل تظنين حقًا أن كارسون قد يجرؤ على إزعاج لين؟”
“بل نعم. أنا في مشكلة مع كاون مؤخرًا.”
اتسعت عينا جين وهانز مندهشين بينما تنهدت وبُحتُ بمشكلتي.
لم يكونا يتخيلان أن هناك مشكلة بيننا حقًا.
“حقًا؟ لماذا؟”
“لقد أردت الإنجاب منذ فترة، لكن كاون لا يبدو مهتمًا بالأمر.”
لقد مضى على زواجنا قرابة العامين، ومع ذلك لم يُبدِ كارسون أي نية لإنجاب الأطفال.
أمالت جين رأسها ببطء.
“مفاجئ، كنت أظن أن كارسون مفعم بالطاقة كل ليلة.”
“إنه نشيط جدًا، لكنه يلتزم بتناول أدويته بدقة لدرجة أنه لا يفوّت شيئًا.”
“حسنًا، إن لم تكن هناك مشكلة ليلية، فالأمر بسيط.”
“بسيط؟”
رفعت جين كتفيها وارتشفت من فنجان الشاي.
“حضّري جرعة تُبطل تأثير الدواء، تناوليها، ونامي.”
هززت رأسي.
“لكن الإنجاب ليس قراري وحدي، فكاون سيكون أبًا للطفل أيضًا، وأحتاج إقناعه بالتخطيط معي.”
“أقنعيه إذن. لكن أشك أن تقنعيه بالطريقة المعتادة.”
“على الأقل كاون يميل إلى الاستماع إلي…”
لكن جين هزت رأسها معارضة.
“إنه شخص يرى أن كل شيء بلا قيمة إن لم يكن مرتبطًا بك. بصراحة، أشك أن كارسون سيحب طفلًا حتى لو وُلد لكما.”
“آه…”
شعرت بالذهول وكأن مطرقة ضربتني في مؤخرة رأسي.
كان كلامها صحيحًا.
كارسون لا يهتم بأحد غيري.
حتى طريقة تعامله مع والده، الدوق، كانت كاشفة.
مع الدوقة كان أقل حدّة، لكنه كان يتجاهلها إن لم توافقه الرأي.
فتحت فمي لأدافع.
“لكن كاون كان لطيفًا جدًا معي من قبل عندما اعتقد بالخطأ أنني حامل…”
“ذلك لأنه كان لطيفًا معكِ، لا مع الطفل.”
“وعندما انكشف سوء الفهم، قال إنه سعيد لعدم وجود طفل.”
نظرت إلي جين بجدية ثم قالت بحدة:
“إذا كان هذا ما ترينه، فلا داعي أن أُصدّق أو أقلق. المهم الآن أن تُقنعي كارسون، صحيح؟”
“صحيح…”
شعرت وكأنني أمام جبل عالٍ.
كنت واثقة أنني مستعدة، لكن الإنجاب ليس أمرًا يمكنني القيام به وحدي، وهناك الكثير للتفكير فيه.
ابتسمت جين وربتت على كتفي.
“لا تقلقي كثيرًا. حتى لو تطلّقتِ، هناك الكثير من الرجال الذين يتمنونك، أليس كذلك؟”
“…لن أطلق كاون، حتى لو عشت بلا أطفال بقية حياتي.”
ما زالت جين متطرفة جدًا. كان خطأي أنني بحت إليها.
كتمت تنهيدة خفية. كنت مصممة على التحدث مع كاون الليلة بجدية.
💍
بعد أن استحممت كالمعتاد، ارتميت في السرير.
كان كارسون قد سبقني إليه، فالتقطني بين ذراعيه وعانقني وكأنه كان ينتظرني.
“بالمناسبة، قلتِ إنك زرتِ جين وهانز اليوم، أليس كذلك يا لين؟”
“نعم. لم أتوقع أن ينجبا قبلنا.”
رفعت إصبعي ورسمت دائرة على صدر كارسون.
“كاون، ألا تعتقد أن الوقت قد حان لننجب طفلًا لنا؟”
عند ذكر الأطفال، تصلب وجه كارسون الذي كان يشع بالسعادة.
“لين، أنتِ لا تدركين صعوبة الولادة. إنجاب طفل يدمّر جسدك.”
“هذا الخطر تتحمله جميع النساء. فكّر بالأمر، لا يهمني… لا، أريد أن أرى طفلًا يشبهني ينشأ أمامي.”
لكن كارسون كان مصرًا.
“نحن سعداء بما يكفي الآن، لين. رؤية جين حامل جعلتكِ تفكرين بالأمر، لكن هذا لا يعني أننا بحاجة إلى أطفال.”
م.م: هل يوجد رجل مثله؟؟؟؟؟ دلوني عليه
اعتدلت وجلست أواجهه بنظري.
“لقد أخبرتك أن حلمي هو أن أمتلك عائلة سعيدة أعتمد عليها دائمًا، كاون.”
“نحن بالفعل عائلة كاملة.”
“لكن وجود طفل سيجعلها أجمل.”
“لين، ما زلنا نستمتع بشهر العسل.”
“ولهذا انتظرت عامين دون أن أطلب. أتظن أنني لا أعرف أنك تلتزم بتناول أدويتك بجنون؟”
زمّ كارسون شفتيه بضيق.
“كاون، إنجاب طفل لا يقسم حبي لك، بل يضاعفه.”
“…لكن لين تكره الألم.”
“ذلك الألم لا يُشبه ألم الولادة.”
“لين، لا أريد شيئًا يُعكر صفو حياتنا السعيدة، ولا أريدك أن تعاني بسبب طفل. لماذا عليك أن تتألمي من أجله؟”
“ماذا قلت للتو؟”
ماذا؟
هل يقصد الطفل الذي سيولد بيننا؟
اشتعل الغضب في عيني.
أبعدت يديه عني ووقفت أنظر إليه من علٍ.
“تزوجتك لأنني رأيت كم تحبني.”
اتسعت عينا كارسون بدهشة من رد فعلي العنيف.
“لين، أنا…”
“لكنني لم أتوقع أن يصل هوسك لهذه الدرجة. كيف لك أن تقول إن الطفل الذي سننجبُه لا قيمة له؟ هل ظننت أنه بلا قيمة حين حسبتني حاملًا؟”
نهض كارسون سريعًا وانحنى بعمق وكأنه مذنب.
“…أنا آسف. كنتُ أتمتم فقط بكل الأسباب التي لا تجعلني أريد الإنجاب.”
“…”
“لم أقصد ذلك. إنه لكِ ولي، ومن المفترض أن يكون ثمينًا.”
خفف اعتذاره الصادق من غضبي قليلًا.
ولحسن الحظ، لم يكن يعني ما قاله سابقًا.
لكنني ما زلت غاضبة. لم أستطع ترك الأمر يمر بلا رد.
“من الآن فصاعدًا، لن أنخرط في أعمال الليل إلا لغرض الإنجاب. وبالطبع، لا يمكنك أن تنام ممسكًا بيدي.”
“…ماذا؟”
اتسعت عينا كارسون وكأنه صُدم بصاعقة.
“بما أنك لا تبدو راغبًا اليوم، فسأغادر. فكّر في الأمر وأنت تنام وحدك الليلة.”
وبذلك، أدرت ظهري وغادرت الغرفة دون تردد.
لا بد أنه شعر بالإحراج من تصرفي، إذ لم أترك الغرفة أبدًا منذ زواجنا.
بعد أسابيع من “الحرب الباردة”، كنت أتساءل إن كان كارسون سيتمكن من مقاومتي إذا حاولت إغراؤه.
ابتسمت بخبث، واثقة من نصري.
فلنرَ من سيفوز.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 171"