أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
أدرك كارسون غريزيًا أنه فأر وقع في السم. سال العرق البارد على عموده الفقري، وبدأ عقله يدور بسرعة.
لو اختار النوم في غرفة المعيشة، فسوف يندم كثيرًا، عاجلًا أم آجلًا.
لكن لو اختار النوم معها الآن، لم يكن يعرف أي نوع من المتاعب قد يجرّها عليه طوال الليل.
انجرف بصر كارسون نحو القميص الرقيق الذي كانت لين تمسكه.
سترتديه حتى وهي بجانبه في السرير.
للحظة، جعلت الصورة ذهنه يتمايل بالدوار.
لم يفهم أبدًا لماذا كانت زوجته متساهلة جدًا حيال فقدانه للذاكرة.
غير متأكد كيف يتعامل مع الموقف، قرر أن يختبر صدقها.
«…هل لديكِ أي دليل أننا متزوجان؟»
كتمت لين ضحكة كادت تفلت منها، وأشارت بهدوء إلى زاوية الغرفة.
هناك، كانت صورة زفافهما معلّقة.
انجذب نظر كارسون إليها تلقائيًا، فتسمّر مأخوذًا.
بدت لين في فستانها الأبيض أجمل مما كان ليتخيّل يومًا.
«إنها…»
«هاه؟»
«جميلة جدًا.»
تمتم كارسون، وهو يدفن وجهه المتوهج كالتفاحة في كفيه.
أشاح بوجهه بعيدًا، لكن عقله ظل يعيد صورة لين بثوب الزفاف.
(كيف بحق السماء تمكّن من الزواج منها؟)
قلبه يخفق بعنف لمجرّد رؤيتها في الصورة، وهي واقفة أمامه حيّة، تتلألأ كعروس.
بينما كان كارسون ينظر للوحة بذهول، ارتسمت ابتسامة بطيئة على شفتي لين.
يا له من رد فعل لطيف بعد فقدانه لذكرياته.
يبدو أن الحب من النظرة الأولى حقيقي بالفعل.
ضيّقت لين عينيها بنظرة دلالية.
«إذن، قررت؟ غرفة منفصلة أم معًا؟»
«غرفة… واحدة.»
سمعت لين كلماته المترددة بصوت مكتوم، فابتسمت برضا.
«خيار جيد، لن أجعلك تندم.»
لكن بمجرد سماعه عبارة لن تندم، ندم كارسون بالفعل.
كان على يقين أنّها ستكون ليلة صعبة.
💍
غَـلـب
كان كارسون ينتظر بقلق أن تفرغ لين من الاستحمام، فانتفض من السرير حين فُتح باب الحمام.
انتشرت رائحة الصابون من خلال الفتحة الصغيرة، إذ كان الحمام ملتصقًا بالغرفة.
لكن الخارجة لم تكن لين نفسها… بل يدها فقط.
ابتلع كارسون ريقه جافًا.
لماذا ارتبك هكذا لمجرد رؤية ذراع مبتلة؟
«كاون، أريد منشفة.»
«آه، حاضر!»
خطف منشفة بسرعة، وأدار رأسه للجانب الآخر وهو يمدّها.
من يدري كم بقي هكذا؟
«لين…؟»
وحين لم تأخذها، ابتلع كارسون ببطء، وأدار رأسه بحذر.
ومن خلال فتحة ضيقة للباب، التقت عيناه بعيني لين نصف العارية.
ورغم أنه كان يعرف أنها تحدّق به، إلا أن بصره انجرّ وراء غريزته.
وما إن لمح ما كان يتمنى رؤيته… حتى انهار على الأرض، ينزف من أنفه.
هُووب
سقط كارسون في كومة سعيدة مترنّحة.
وتقلصت زوايا شفتي لين بابتسامة صغيرة.
💍
في غمرة النعاس، عانق كارسون شيئًا مألوفًا بجواره.
«ممم…»
سكران تقريبًا بعطر الصابون الذي دغدغ أنفه.
«كاون، هل استيقظت؟»
عند سماع صدى صوتٍ يقطع نومه العذب، فتحت عيناه نصف مفتوحتين.
لين.
المرأة التي ادّعت أنها زوجته.
تورد وجه كارسون بشدة حين أدرك ما كان يعانقه طوال الوقت.
قفز بسرعة إلى طرف السرير وحدّق فيها غاضبًا.
«أنتِ، ما الذي حدث البارحة…!»
«همف، ماذا تقصد بما حدث البارحة؟»
أمالت لين رأسها، وهزّت كتفيها بلا مبالاة، تاركة كارسون مذهولًا.
لكن المدهش أكثر، أنه وجد الأمر محببًا.
فقط إدراكه أنه لم يغضب رغم وضوح المقلب، كان دليلًا أن شيئًا ما قد تغيّر.
كان على وشك قول: «آسف على هذا»، لكنه استدرك أنها هي من بدأت بالاعتذار.
«آسفة على ما حدث.»
رفعت لين حاجبها، واعتذرت أولًا.
«كاون، لقد كنتَ فاقدًا للوعي يومين كاملين لأنك قاتلت بلا مناعة.»
«…ماذا، يومان؟»
«نعم. فقدت دمًا أكثر مما توقعت. كان عليّ أن أدرك أنك لست تحت أي تعويذة سيطرة… خطئي.»
لم يصدّق كارسون أنه ظلّ غائبًا كل تلك المدة. شعر بضعفه المفرط أمام هذه المرأة.
تابعت لين كلامها، غير مدركة لما يفكّر به:
«كان لطيفًا أن تفقد ذاكرتك، لكن جعلني ذلك أُدرك أن عليّ إعادتها لك سريعًا.»
لا يمكن أن نظل عرسانًا جددًا إلى الأبد.
غمزت بعين واحدة، وأخرجت قارورة صغيرة من حبوب من على الطاولة.
«سَهرت ليلتين كاملتين لأصنع الجرعة.»
بعد أن تناولت حبة ووضعتها في فمها، اقتربت من كارسون.
«لين، لماذا…؟»
لم تكن دواءً لتستعيد هي ذكرياتها، فهي لم تفقدها أصلًا.
لكن قبل أن ينطق بالسؤال، اقتربت بشفتيها ببطء.
«هناك شيء أريد سماعه من شفتيك، كاون، قبل أن تستعيد ذاكرتك.»
«…ما هو؟»
«هل، بعد أن فقدت كل ذكرياتك… هل تحبني؟»
حدّق كارسون في لين. لم يعرفها إلا منذ يوم، لكن جوابه خرج سريعًا.
«أحبك. أحبك بجنون، وما زلت واقعًا في حبك إلى درجة تجعلني أظن أنك تسيطرين على قلبي.»
ابتسمت لين بمرارة خفيفة لإخلاص كلماته.
«يسعدني أنني على ذوقك.»
ثم طوقت عنقه بذراعيها، وعانقته. ارتبك كارسون من لمسها وكاد يبتعد.
لكن لمسة ناعمة لشفتيها أوقفته.
عضّت شفته قليلًا لتفتحه، ثم مرّرت الحبة إلى فمه.
حرارة أنفاسها جعلت الدواء يذوب قليلًا، تاركًا طعمًا مرًّا على لسانها.
وبعد أن حققت غايتها، افترقت عنه ببطء.
ظل كارسون يحدق بها بتعبير مذهول، غير مدرك ما الذي حدث للتو.
ضحكت بخفة وهمست في أذنه:
«ابتلعها، كاون.»
وبمجرد سماعه الكلمات، ابتلع كارسون الحبة عفويًا.
لكن جسده بقي متصلبًا، وكأنه فقد وعيه.
ابتسمت لين أمامه، تنتظر أن يتحرر من الجمود.
م.م: مسيطرة مسيطططرة و رح تمشيك مسطرة 🔥
وبعد فترة، بدأت الذكريات تعود.
منذ لقائه الأول بلين، إلى يوم أصبحا حبيبين.
إلى اليوم الذي أعطته دمية في مهرجان الجامعة.
إلى حفلة التخرج، والليلة الأولى.
اليوم الذي اعترف لها فيه بحبه وبدأ علاقتهما.
إلى اليوم الذي أهدى لها خاتمًا وطلب يدها.
وحتى يوم زواجهما.
دفن كارسون وجهه في عنق لين بينما الصور تتدفق في رأسه كسيل.
«لين، لقد بالغتِ كثيرًا.»
«لكن أنت أول من قال إنك ستنام في غرفة المعيشة.»
«كان ذلك منذ عمر. لقد كان حبًا من النظرة الأولى، تعلمين.»
ضحكت لين وعانقته بقوة.
«فعلت كل ذلك لأنني أردت أن أنام معك.»
«…تكذبين. أردتِ فقط إغاظتي.»
«إذن، لا يعجبك؟»
«لا، يعجبني أكثر مما يجب.»
ارتخت ملامح كارسون بضيق، بينما احمرّت أذناه حتى الأطراف.
فانفجرت لين بضحكة جديدة.
«زوجي لطيف للغاية.»
💍
بعد أن استعادت ذاكرة كارسون، صنعت دفعة أخرى من فطيرة القرع الممزوجة بالدواء، وذهبت لزيارة شيخ القرية.
كنت أنوي أن أبدله بمجرد أن ينتهي من عمله.
تفحّصنا الشيخ وضحك بينهما:
«يبدو أنك استعدت ذكرياتك أخيرًا.»
«نعم، اضطررت لبذل جهد إضافي لصنع الدواء بسرعة.»
«لكن، أنتما الاثنان…»
اتجهت عيناه نحو كارسون، الذي كان يحتضنني من الخلف بشدة.
«ظننتكما ربما كنتما سيدًا وخادمًا، لأنني رأيته يقدّركِ كثيرًا… لكن يبدو أنكما زوجان بالفعل.»
«نعم. نحن عرسان جدد، تزوجنا للتو. وزوجي شديد الحماية لي، فحصل سوء فهم.»
وبينما كنت أخرج الفطيرة والجرعة التي أحضرتها، سألني الشيخ بفضول:
«لماذا تساعدينني كثيرًا، يا صغيرتي؟»
ترددت لحظة، ثم قلت بصدق:
«شعور بالذنب، طبعًا. ليست غلطتي مباشرة، لكنه نوع من المسؤولية التضامنية…»
«لا أرى سببًا يجعلك تشعرين بالذنب تجاهي، يا صغيرتي.»
في الحقيقة، كان جدي من جهة أبي هو السبب الرئيسي في صدمة الشيخ من الحرب.
لكنني ابتلعت الكلمات ودافعت قائلة:
«هناك أسباب كثيرة، لكن أولًا… أنا المالكة هنا.»
«دعك من هذا.»
نظر الشيخ إلى الفطيرة بعين آسفة.
«أعتذر منكِ، يا ابنتي، فقد غيّرت رأيي حين رأيتكما.»
«ماذا تقصد…؟»
«لن أنسى.»
رمشت بعيني بسرعة.
«لكن يا جدي، أنت تعاني كوابيس كل ليلة.»
«الحرب كانت صادمة حقًا، لكن فكرة أن أنسى أحبائي كما نسيَكِ زوجك… تُشعرني بالغثيان.»
رفع جدي نظره إلى السماء، وعيناه ممتلئتان بالحزن.
«ومن سيذكر الرجال الذين قاتلتُ معهم وماتوا، إن لم أفعل أنا؟»
يحكى أن مترجمة توقفت عن النشر لأن لا أحد يعلق على ما تنشر بعد تجاوز عدد القراءات 10 آلاف 🥺 تعرفوها؟!!
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 170"