أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
حدّق بي كارسون في ارتباك، وتمتم:
«…أنا آسف.»
(آه. ما زلتَ ضعيفًا أمامي. هل هو غريزة؟)
عادةً، لم يكن ليعتذر لأحد أبدًا.
«هه.»
مرّر كارسون يده في شعره واقترب مني أكثر.
«لا أعرف ما الذي يمكنني فعله لأجعلك تتوقفين عن البكاء، لكنني اعتذرت.»
هاه؟
رفعت بصري إليه متسائلة عمّا يقصده، ثم أدركت أنني ما زلت أتظاهر بالبكاء.
إلى أي حد أصبح اللمس ممكنًا بالنسبة لكارسون الآن؟ وهل فقد مناعته؟
تقيأت الكلمات غير قادرة على كبح فضولي:
«إحضنني.»
«…ليس هذا.»
عند رفضه الصارم، طأطأت رأسي وبدأت أبكي من جديد.
«تس.»
سمعت صوتًا متذمّرًا خافتًا، ثم أحاطتني ذراعا كارسون لوهلة قبل أن يبتعد بسرعة.
لو لم أكن منتبهة لما لاحظت. رفعت رأسي بحذر فرأيت وجهه محمّرًا كالجمر.
(يا للروعة، ما ألطفه.)
انفرجت شفتا كارسون بنبرة صارمة قليلًا:
«حسنًا، اشرحي الآن. من أنا ومن أنتِ؟»
«ألستَ تتذكر شيئًا، كاون؟»
سألته متظاهرة بالألم، فارتعش قليلًا.
«…لا.»
فكرت أن أزوّده بالقليل من المعلومات، فقط لأرى إلى أي مدى نسي…
لم يعش هذا الشاب بما يكفي ليأكل ثلاث شرائح من فطيرة القرع دون تفكير، لذا كان الأمر مفهومًا.
زفرت تنهيدة قصيرة، وأخبرته بما يثير فضوله أكثر:
«اسمك كارسون، واسمي لين.»
«…قلتِ كاون، إذن ما هذا المكان؟»
«بيتنا.»
«…بيتنا؟»
عقد حاجبيه وكأنه لا يفهم قصدي، فاكتفيت بهز كتفيّ بخفة.
«العقد باسمي، لذا فهو ملكي تقنيًا، لكن بما أننا نعيش معًا، فهو بيتنا.»
«وما نوع العلاقة التي بيننا تجعلنا نعيش معًا؟»
«نحن…»
كتمت نفسي عن المزاح بشأن كوننا توأمين وابتلعت الكلام.
شيء سيكتشفه بنفسه قريبًا، إن رآنا ننام في سرير واحد أو نشتري أشياء كزوجين.
«ستفهم ذلك تدريجيًا. وإن أردت حقًا أن تعرف، فاسأل العجوز في الجهة المقابلة.»
لقد عوقب لأكله فطيرة القرع.
وبالطبع، لم يكن الوحيد الذي عوقب.
فقد عوقبت أنا أيضًا على ترك الفطيرة دون رقابة، والآن عليّ تحضير جرعة تعيد لكارسون ذاكرته.
استدرت ملوّحة بيدي له بلطف:
«آه، وأخبر الجد أنني سأصنع له فطيرة قرع أخرى بما أنك التهمت هذه.»
💍
كان كارسون في حيرة.
وقف داخل بيت، بلا ذكرى عمّن يكون أو أين هو.
أمامه فطيرة قرع متبقية، وعربة تسوّق مليئة بالخضروات وكأنه عاد للتو من السوق.
تفحّص المكان، فوجده مليئًا بأثاث فاخر لا يليق بمنزل متواضع المظهر…
بدت المسألة مريبة. رائحة استعجال.
«اختطاف…؟»
في تلك اللحظة.
قبل أن يستوعب الموقف، دخل شخص إلى البيت.
«كاون، عدت بالفعل؟»
«ما أنتِ؟ هل جلبتِني إلى هنا؟»
تفوّه بالكلمات بسرعة، محوّلًا نظره إليها.
وما إن وقعت عيناه عليها حتى نسي الوضع كله، وابتلع ريقه.
شعر أسود طويل لامع. عينان قططيتان مائلتان، رقيقتان.
امرأة بكل تفاصيلها تطابق ذوقه تحدّق به.
(كيف يمكن أن تكون بهذا الجمال؟)
انجذب إليها للحظة، لكن حين امتلأت عيناها بالدموع، ارتد إلى وعيه.
«ماذا تقصد، كاون؟ ألا تتذكرني؟ نظراتك الحادّة هذه تخيفني…»
ارتجفت حدقتاه.
لماذا جعل تعبيرها قلبه يؤلمه هكذا؟ كأنه ارتكب إثمًا عظيمًا.
حين سألها عمّا يمكنه فعله ليوقف دموعها، طلبت منه أن يعانقها.
(أي علاقة كانت بيني وبين هذه المرأة؟)
هل هي حبيبة… أم عائلة؟
سألها عن طبيعة علاقتهما، لكنها لم تجب ورحلت.
وحين أدرك كارسون أن لين لن تعطيه شيئًا من المعلومات، قصد بيت العجوز.
💍
في نهاية المطاف، بعد عشاء مرتبك مع لين، سألها مجددًا:
«حتى العجوز لا يعرف شيئًا عن علاقتنا. ماذا تخفين؟»
«…أوه، لم يكن يعرف؟ هذا غريب بعض الشيء.»
حدّقت لين من النافذة المظلمة ثم قادته إلى غرفة النوم الرئيسية.
«هذه غرفتنا، سأغتسل أولًا.»
وبلا مبالاة جمعت ثيابها.
كان ثوبًا رقيقًا شبه شفاف لا بد من تغييره.
مذعورًا، أمسك كارسون بمعصمها سريعًا:
«انتظري. ألا توجد غرفة خاصة بي؟»
أمالت لين رأسها بتكاسل وردّت:
«نحن زوجان، لماذا نحتاج غرفًا منفصلة؟»
يا إلهي. زوجان، وليس مجرد عاشقين؟
لمعت عيناه بدهشة. نسخته قبل فقدان الذاكرة بدت مثيرة للشفقة قليلًا، لكنه اعترف له بفضل كبير:
المرأة التي وقع في حبها من النظرة الأولى كانت زوجته بالفعل.
ومع ذلك، حتى مع الزواج، لم يستطع كارسون أن ينام معها دون ذاكرته.
«سـ…سأنام على أريكة غرفة المعيشة.»
«همف. هل أنت واثق من ذلك؟»
ابتسمت لين بخبث، زاوية فمها ترتفع.
«لن أمنعك من النوم في غرفة المعيشة، لكنني لن أسمح لك بالعودة إليّ بعد أن تستعيد ذاكرتك.»
ها قد جاء خيارك.
«إمّا أن تقضي الليلة معي، أو تملك غرفتك الخاصة لبقية حياتك.»
م.م: 🤣🤣🤣🤣🤣 تهديد ينفع معو
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 169"