أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
“هـ.. هـ.. هـكذا حدث…”
لم أستطع أن أنطق بالكلمات. شعرت أن ساقي ستخذلاني في أي لحظة.
كانت الوجوه قد شاخت كثيرًا لدرجة أنني بدأت أنساها شيئًا فشيئًا.
واقفَين جنبًا إلى جنب، بدا والداي تمامًا كما كانا عندما كنت صغيرة، في أبعد الذكريات وأبهتها.
اقتربت منهما ببطء.
ثم مددت يدي، ووجهي مزيج من الترقب والخوف.
في اللحظة التي لامست فيها وجنة أمي، شهقت.
“هـ…؟”
لابد أنني كنت أحلم، لكن لماذا شعرت بجسدها الدافئ بوضوح شديد؟
ضحك والداي من ارتباكي. تساءلت لماذا كانت ملامحهما تبدو مريرة إلى هذا الحد.
لم يكن ذلك منطقيًا، لكنني كنت سعيدة فقط لرؤية وجهيهما.
“أمي، أبي…”
لقد اشتقت إليهما.
خوفًا من أن يختفيا إن تركتهما، أمسكت بقوة بطرف ملابسهما.
فعانقاني بحنان كأنهما يريدان طمأنتي.
“مبروك زواجكِ، لين.”
آه.
بمجرد أن سمعت ذلك الصوت، أدركت ما حدث.
إن صوت خالتي يشبه صوت أمي الراحلة. لكن خالي، الكونت، كان مختلفًا تمامًا عن أبي.
لم يكن والداي من كانا يحتضناني الآن، بل خالتي وخالي.
دفنت وجهي في ذراعي خالتي، مشددة قبضتي على طرف فستانها.
“أنتما الاثنان، ما هذا الوجه…”
“أردنا أن نجعل يوم زفافك مثاليًا.”
“لأنه الشيء الوحيد الذي يمكننا أن نقدمه لكِ.”
أن يظهرا بوجه شخص آخر فقط من أجلي في يوم زفافي.
حينها أدركت كم يهتمان بي.
لا ينبغي أن أبكي.
مكياج جين سيفسد. ورغم أنني كنت أعلم ذلك، إلا أن دموعي استمرت في الانهمار.
ولاحظت خالتي ارتجاف كتفي، فربتت على ظهري برفق.
“تبدين خائفة جدًا يا لين.”
“آسفة لأنني لم أخبرك مسبقًا. أردنا أن نفاجئك.”
اعتذرا لي وهما مصدومان، لكنني هززت رأسي لأزيل سوء الفهم.
“أنا لا أبكي خوفًا.”
تحررت من بين ذراعي خالتي وتحدثت ودموعي تسيل على وجهي.
“أريد أن تكون خالتي والكونت حاضرين في زفافي كما أنتما، لا بوجه آخر.”
“لين…”
اتسعت أعينهما معًا.
“ليس أنني لا أشتاق إلى والديّ، لكن لديّ الآن والدان آخران.”
قلت.
“رجاءً عودا كما أنتما وشاركانني زفافي.”
فعانقاني مجددًا، وملامحهما متجعدة كأنهما يكتمان دموعهما.
“سعيدة جدًا لأنك قلتِ ذلك.”
“نعم… أنتِ ابنتنا الوحيدة والثمينة.”
وأخيرًا، انهارت خالتي الباكية.
“إن كنتما ستتظاهران، فلتفعلاها جيدًا، أمي لم تكن بهذا الجمود.”
م.م: لين و تعليقاتها 😭😭😭😭😭
✨
بعد مرور بعض الوقت، هدأت وجلست مع خالتي وخالي.
كان شعورًا غريبًا أن أدرك أنهما ما زالا يشبهان والديّ الراحلين.
“كيف فعلتما هذا؟”
رغم أنني عرفت أنهما خالتي وخالي، إلا أنهما كانا يبدوان كوالديّ تمامًا.
من الذي استطاع أن يصنع بهذه الدقة ملامح والديّ، اللذين لن أراهما مجددًا أبدًا؟
كان الأمر أشبه بخدعة سحرية من شخص عرفهما وأودع قلبه وروحه فيها.
عند سؤالي، تبادلا نظرات صامتة ثم أطبقا شفتيهما.
“أخشى ألا يعجبك ما سنقوله.”
“…ماذا فعلتما؟”
“لقد أخبرتِنا في ذلك اليوم أن والديك قد توفيا، وأن أركاندوس جاء ليسلمنا تركتهما.”
عند ذكر اسم أركاندوس مجددًا، ارتجف بصري.
لماذا يواصل مطاردتي حتى بعد الموت؟
انتظرت خالتي حتى هدأت ثم قالت ببطء:
“لقد سلمني إياها آنذاك، مع إرث أمك. أوصتنا أن نشرب الجرعة ونكون مع لين حين تحتاجهما.”
“الجرعة صنعها أركاندوس؟”
ارتجف صوتي.
بغض النظر عن قصده، فإن فكرة أن خالتي وخالي شربا جرعة أعطاها لهم كانت مزعجة للغاية.
لم يكن أحد يعرف ما قد تحويه.
لحسن الحظ، هزت خالتي رأسها وفسرت:
“لأكون دقيقة، إنها جرعة صنعتها ليزا مع أركاندوس قبل موتها.”
“آه…”
دار رأسي.
حتى وهي تموت، كانت أمي تحاول أن تضمن أنني لن أبقى وحيدة.
كنت… كنت… محبوبة بلا حدود.
تشوش بصري. لا أذكر الكثير مما فعلت بعدها.
أظن أنني بكيت فقط مثل طفلة في حضن خالتي.
لو علمت أن هذا سيحدث، لكنت زرت قبر والديّ بابتسامة مشرقة في ذلك اليوم.
لأخبرهما أنهما يعيشان بسعادة.
✨
بعد بكاء طويل وتنهدات، تذكرت فجأة أركاندوس.
تساءلت عما كان يفكر فيه حين صنع الجرعة مع أمي، ثم سلّمها إلى خالتي بعد وفاتها.
حتى اليوم، لا أعرف ما كان يدور في ذهنه. ربما…
ربما كان نادمًا بمرارة على أنه اختار والديّ كأول أهدافه.
لم أغفر له.
حتى الآن، مجرد التفكير فيه يجمد دمي.
لكن لو أنه لم يقتل والديّ، لو لم يحلم بالانتقام من الإمبراطورية…
ربما كان سيكون الآن في زفافي، يبارك زواجي.
لم أستطع منع نفسي من التفكير: ربما كنا سنحظى بنهاية أكثر سعادة.
أركاندوس.
في حياتك القادمة، عِش حياتك… لا انتقامك.
✨
بعد أن وبختني جين على إفساد مكياجي، وقفت أمام المذبح بوجه جديد.
بفضل سحر الدوقة الطارئ ومهارات جين في المكياج.
تعويذة الدوقة أزالت انتفاخ عيني، ومكياج جين أصلح الفوضى سريعًا.
كنت على وشك أن أنادي العريس، كارسون، حين أدركت كم أنا محظوظة لأن عائلة ليزيانثوس عائلة سحرة.
ابتسمت مائلة برأسي.
“هل أنت مستعد، يا كونت؟”
“بالطبع. لا تقلقي بشأن ارتكاب خطأ، لين. خالك سيتولى كل شيء.”
ابتسمت بخجل للكونت الذي بدا أكثر توترًا مني.
لسبب ما، حتى هيبته الأبوية بدت مطمئنة.
“سأعتمد عليك.”
مد يده نحوي بحركة متصلبة، فوضعْت يدي فوقها برفق.
“لقد عانقتني مرات عديدة، لكن لم أمسِك يدك هكذا من قبل.”
“…هذا يجعلني أكثر ترددًا في تسليمها.”
كان الكونت يحدّق بأسى في يدينا المتشابكتين، بعينين مليئتين بالشوق.
ولكي أغيّر الجو، مازحت بخفة:
“ماذا، ألستَ ستسلّمها لِكاون؟ تلك مجرد بعض من قنينات النبيذ التي استلمتها حتى الآن.”
“لين، إن سمعنا أحد، سيظن أنني بعتك للدوق.”
“كيف لعروس بيعت أن تكون سعيدة هكذا؟”
وقاطعنا صوت المأذون من الداخل:
“الآن، ستدخل العروس!”
توقفت عن الكلام وسرت ببطء نحو القاعة، وتعالت الأصوات من حولي.
تصفيق وصفير وأنا أتقدم في الممر.
وسطها عبارات تهنئة ونحيب لم أميز إن كان فرحًا أم حزنًا.
لكن وسط كل الفوضى، لم أرَ إلا شخصًا واحدًا.
كان كارسون، مرتديًا البذلة التي صنعتها جين له، مبتسمًا بمكر لي.
ولحسن الحظ، بفضل ساعات من التدريب وسحر السيطرة، بدا أكثر هدوءًا مما توقعت.
وقفت أمامه منتظرة الكونت ليسلّمه يدي.
لكن بدلًا من ذلك…
ظل الكونت يحدّق في كارسون، غير راغب في إعطائه يدي.
غرزته في ظهره بمرفقي، ففتح فمه ببطء:
“يا صاحب السمو، أعلم أن طلبي قد يكون وقاحة، لكن أرجوك اجعل لين سعيدة.”
انعكست ابتسامة قوس هلال في عيني كارسون عند سماع الطلب.
“لا داعي لأن تقلق.”
ارتخت ملامح الكونت عند الجواب، وقدم يدي له.
قبض كارسون على أصابعي بقوة.
“لنذهب، لين.”
سرنا ببطء نحو البروفيسور جورج، الذي كان يدير المراسم.
تساقطت بتلات بيضاء من حولنا وكأنها تبارك زواجنا.
قلبي كان يخفق بجنون.
لا أعرف كيف مضت المراسم بعدها.
فجأة وجدت البروفيسور جورج يتلو عهودنا:
“هل تتعاهدان من هذا اليوم على أن تحبا بعضكما مدى الحياة، وتساندا بعضكما في الشدائد والأحزان؟”
التقت عيناي بعيني كارسون في اللحظة نفسها. كان الجواب محسومًا.
ابتسمنا ونطقنا بالعهد المنتظر:
“أوافق.”
“أوافق.”
ارتسمت ابتسامة رقيقة على شفتي البروفيسور جورج.
“أعلن رسميًا أنكما الآن زوج وزوجة.”
م.م: ألففففف مبروووووك، هرمنا لوصلنا لعرسهم 😭
✨
منهكة بعد الحفل، ساعدتني الخادمة على الاغتسال، وارتديت قميصًا خفيفًا واستلقيت على السرير.
جزء مني أراد أن ينام هكذا، لكن… إنها ليلتنا الأولى معًا.
تمدّدت، ثم ألقيت نظرة جانبية نحو كارسون.
كان واقفًا جانبًا، غير متعب، ما زال غارقًا في نشوة الزفاف.
“متزوج… أنا زوج لين…”
غطى وجهه بكلتا يديه، ووجنتاه محمرتان، يتمتم بكلمات لنفسه.
لقد تغيّر مزاجه حقًا منذ الزفاف، ربما بسبب زوال تعويذة السيطرة.
“يا إلهي، هل أصبح مسموحًا لي الآن أن أشارك لين غرفتها كل يوم؟”
…لكننا نمنا معًا البارحة!
ليس غير قانوني أن ننام معًا حتى قبل الزواج، وحتى لو كان، لكان كارسون أصرّ على ذلك.
ابتسمت بخبث وناديتُه لأخرجه من أفكاره الطفولية:
“كاون.”
التفت إليّ فورًا، مبتسمًا وهو يقترب مني.
“ناديتِني، لين؟”
“هل تعرف معنى كلمة ملابس في القاموس، يا كاون؟”
《الملابس》 [اسم]
➺ قطعة مصنوعة من قماش أو مادة أخرى تُرتدى لتغطية أو حماية الجسد. وتسمى ثوبًا.
لكنني كنت أرتدي تحت قميصي شيئًا لا يؤدي هذه الوظيفة.
“في الحقيقة لا أعرف، لكن لا يهمني.”
ابتسمت ببطء ورفعت القميص الذي أرتديه.
انجذب نظر كارسون لا إراديًا. احمر وجهه بقوة، وكأنه لم يدرك أنني أعددت له هدية كهذه، وابتلع ريقه.
“…لين!”
“المهم أن نكون نحن الاثنين فقط الآن.”
أغمض عينيه بإحكام، ووجهه متورد كليًا.
نحن عروسان جديدان، وسيعذرنا الجميع إن استيقظنا متأخرين.
م.م: اخرجوا اجماعة اخرجوا🫣🫣🫣
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 166"