أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
بعد لقائي مع أركاندوس، تساءلت إن كان سيتهمني كمشاركة في جرائمه.
لقد رسمتُ خطًا فاصلًا بيننا، معلنة أنني لستُ من عائلته.
لكنه لم يفعل. بدا وكأنه لا يزال يعتبرني عائلته.
“سخيف.”
أنا سعيدة لأنه لم يُعقّد الأمور عليّ، ولكن…
عجزه عن التخلّي ذكرني بنفسي قبل أن ألتقي بكارسون، ولم يكن شعورًا مريحًا.
تظاهرتُ باللامبالاة، لكنني شعرت أيضًا ببعض الخسارة.
حتى لو ندمت بشدّة الآن، كنت قد اعتبرتُ أركاندوس عائلة.
“متى سنرحل، لين؟”
عند سماع صوت كارسون، ابتلعتُ الشاي الذي كنت أدوّره في فمي.
“قريبًا.”
لكن لديّ كارسون والبقية معي، لذا ستسير الأمور بخير قريبًا.
مع تقدّم التحقيق، اتّضحت جرائم أركاندوس أكثر، وأسقطت التهم عني.
لقد بُرّئتُ لأنهم لم يجدوا أي صلة بين أبحاثي وأعماله.
ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن التحقيق أثبت أن دوبي لم يكن شيطانًا، بل مجرد حيوان عادي.
كشفت مذكراته القديمة أن أوائل تجاربه كانت والديّ، ما أثار تعاطفًا عامًا كبيرًا.
بالطبع، ظلّ بعض الناس يتساءلون إن كان لي يد في الوباء.
لكن ذلك لم يكن سوى غيض من فيض.
ولم يزعجني إطلاقًا.
حتى قبل أيام قليلة، حين أرسل لي إمبراطور أباسكانثوس رسالة يقول فيها إنه يريد مقابلتي شخصيًا ليعتذر…
ألقيت الرسالة في النار حالما وصلَتني.
“إن أردت الاعتذار، تعال بنفسك.”
كضحية، لم يعجبني أن يطلب مني الذهاب إليه.
أعني، لم يكن منطقيًا أن يضطر إمبراطور الإمبراطورية للحركة من أجل الاعتذار.
لكن لم أستطع منع شعوري بالنفور.
كل ما أردته هو مغادرة أباسكانثوس بأسرع وقت ممكن.
ومع ذلك، لم يكن الأمر وكأني بلا ما أقدمه للإمبراطور، لذا كتبتُ ردًا.
كانت رسالة أطلب فيها العفو عن الدوق الأكبر. إن كان لديه ضمير، فسيفعل.
التفت إليّ كارسون بوجه ساخط.
“أأنتِ واثقة أنكِ لن تطلبي أكثر من الإمبراطور، لين؟”
رفعت كتفيّ بخفة.
بالنظر إلى ما مررتُ به، كان بإمكاني أن أستخرج منه المزيد، لكن لم أبالِ.
ولن يفعل أحد غيري أيضًا…
“هناك الكثير لأحصل عليه من أماكن أخرى.”
لم أعلن بعد للعالم أنني وجدتُ علاجًا للمونستيرا.
حاليًا، في قصر بوتيتوا، كنت في طور نقل السفرجل إلى لاغراس وتحويله إلى علاج.
وحين يتوفر لديّ ما يكفي، سأبدأ بتوزيعه.
“سيضطر أباسكانثوس إلى الاستعداد لإنفاق ثروة لشراء العلاج مني، أليس كذلك؟”
طارد البعوض ومرخيات المانا سترتفع أسعارها تدريجيًا مع انحسار الوباء الحالي.
رفعت حاجبيّ بمتعة عند التفكير بذلك.
“أهل أباسكانثوس لا خيار لهم سوى شراء طارد البعوض.”
لاغراس لديها بعوض ينشط في الصيف فقط، أما أباسكانثوس فلا.
فمناخها الحار الرطب جعلها دائمًا مبتلاة بالبعوض والآفات.
لا عجب أن معدلات الوفاة مرتفعة.
لكن الإحصاءات أظهرت أن عدد الوفيات انخفض منذ وباء المونستيرا.
ذلك لأن الطارد أثبت فعاليته ضد البعوض وغيره من الآفات.
صار الطارد عنصرًا أساسيًا في كل منزل.
لا يمكنني العودة إلى أيام عدم استخدامه، والآن وقد أصبح مريحًا، لن أستغني عنه أبدًا.
لا شك أنهم أدركوا ذلك، ولهذا أرادوا انتزاعه مني.
فليكن. لقد تمت تبرئتي بالفعل.
ألا يجدر أن أُكافأ بعد مطاردة السحرة الفاشلة تلك؟
“ناهيك عن أنني كنت أبيع مرخيات المانا للسحرة في أنحاء القارة منذ سنوات.”
كنت أفكر في مقدار ما جنيتُ حين تذكرت فجأة سيرا.
لا بد أن شيئًا ما حدث لها.
كنت مشغولة جدًا بالتقاط أنفاسي فلم أُعِرها اهتمامًا.
“كاون، هل تعلم ما حدث لسيرا؟”
ضيّق كارسون عينيه وكأنه لا يعرف.
“لقد هربت.”
“…هربت؟”
عقدتُ حاجبي. كان سجن الإمبراطورية محكمًا للغاية.
لكن كارسون جعله يبدو سهلًا حين أخذني مباشرة إلى أركاندوس دون صعوبة.
فكيف تمكنت سيرا، التي لا تملك أي قوى، من ذلك؟
فجأة، تذكرت أن كارسون لم يكن من النوع الذي يتهاون في سلامتي.
“…كاون، هل تعرف أين سيرا بعد أن هربت؟”
نظر إليّ وابتسم بهدوء. رأيت ابتسامته فلم أطرح المزيد من الأسئلة عنها.
ربما لم تكذب سيرا حين ادعت أن كارسون قطع معصميها في الأكاديمية.
“ريكس… على الأقل لن يشعر بالملل وحده بعد الآن.”
إن لم يكن قد مات بالفعل.
نهضتُ حين أدركت أن الساعة قد دقّت الثانية عشرة.
حان وقت العودة إلى بيتنا.
🍃
ودّعنا الدوق الأكبر عند مغادرتنا إلى لاغراس. كان وجهه كئيبًا.
“…أخشى ألا أستطيع أن أطلب منكِ زيارتنا مجددًا.”
لم نتحدث أنا والدوق الأكبر بعد عن والدي.
كنت أريده أن يبدأ.
“دوقي الأكبر. قبل أن نفترق، أليس هناك شيء تود قوله لي؟”
“…آسف على كل المتاعب التي سببتها لكِ هنا.”
تنهّدت. لم أرغب بسماع اعتذار.
بدا وكأنه يشعر بالذنب، وكأنه ما زال يفتقر للشجاعة ليصارحني.
لا حيلة بيدي إذن.
هذه المرة، سأكون الطرف الطيب وأخطو الخطوة الأولى.
“دوقي الأكبر. أنا أكره أباسكانثوس.”
أومأ، بوجه مفعم بالمرارة.
“أعتقد أن هذا متوقّع…”
“لكنني لا أكرهك أنت، دوقي الأكبر، حقًا لا.”
“آه…”
اتسعت عيناه بدهشة من كلماتي غير المتوقعة.
وبعد لحظة، ارتخت ملامحه. شعرتُ براحة عميقة.
“هذا جيد.”
“حين أحدد أنا وكاون موعد زفافنا، سأدعوك إلى حفل زفافي.”
ارتبك الدوق الأكبر وتلعثم.
“أ، أ… أيمكنني… حضور زفافك…”
كان قلقًا من أن يعكّر أجواء الزفاف.
أو ربما اعتقد أن هذا سيكون آخر لقاء بيننا.
“إذن في المرة القادمة التي تأتي فيها إلى لاغراس…”
رفعت بصري إليه وابتسمت.
“أخبرني المزيد عن والدي، يا جدي.”
للحظة، وكأن الزمن توقف، تجمدت كل حركاته.
ثانية. ثانيتان.
لم تمض ثلاث ثوانٍ حتى سقط جسده بارتطام.
انهمرت دموعه كالشلال وهو ينظر إليّ. وكأنه كان يكبحها طوال الوقت.
م.م: أخيرا 😭😭😭😭😭
“أ، أنتِ كنتِ تعلمين…”
“نعم. من الغريب ألا تعرف، وأنت بهذا الإصرار.”
انحنيتُ وأحطته بعناق حانٍ.
“كن بخير، يا دوقي الأكبر، حتى نلتقي مجددًا.”
في الواقع، سيكون اللقاء أقرب مما توقعت، إذ كنا نخطط للزواج بأسرع وقت.
لم يرد، وبعد وقت طويل رفع يديه ببطء ليحتوي يديّ بين يديه.
“لين… حفيدتي.”
“نعم، يا جدي.”
“…ورغم أنني لم أحظَ بوقت طويل للتعرف عليكِ، إلا أنني أحبك من كل قلبي.”
أطلقتُ ضحكة صغيرة ورددت اعترافه المرتبك.
“وأنا أيضًا.”
🍃
حين وصلت إلى لاغراس، كان أول من استقبلني دوق ودوقة ليسيانثوس.
“لين!”
“كنّتنا!”
أسرعا نحوي، موجهَين نظرهما إليّ، غير مباليَين بكارسون إلى جانبي.
شعرتُ بقليل من الأسف تجاهه، لكنني ابتسمتُ بخجل أمام ترحيبهما.
ذلك الحب الطاغي كان أكثر من اللازم.
“أبي، أمي!”
تجمّدا في مكانهما عند سماع الألقاب الجديدة.
وضعت الدوقة يدها على فمها وحدّقت بي بذهول.
“يا إلهي…! كيف نطقتِ كلمة ‘أمي’ بهذه العفوية!”
أما الدوق فقد أعجبه اللقب وردده بصوت خافت.
“أبي…”
“إذن، لين، ماذا سنسمي حفيدنا؟”
قهقهتُ عند حماسة الدوقة.
“لم نتبادل الخواتم بعد يا أمي، ناهيك عن الزواج.”
“…ماذا؟”
حلّ صمت لبرهة، وكأن أحدهم سكب ماءً باردًا.
تبدلت ملامح الدوق والدوقة إلى الجدية.
“ما الأمر…”
حينها فقط، أمسكت الدوقة بكارسون واقتادته بعيدًا، وكأنها تختطفه.
كان الأمر سريعًا للغاية.
لمحتُ كارسون يُسحب ويُجبر على محادثة تكاد تكون قاتلة.
نادَت عليّ الدوقة بأشد نبرة جدية.
“لين.”
“نعم…”
“لا يمكن… أعلم أن الاحتمال ضئيل، لكن فقط للتأكد… للتأكد.”
“نعم…”
“كاون لم يطلب يدكِ للزواج بعد، أليس كذلك؟”
آه…
درتُ بعينيّ.
“أه، لا. ليس بعد…”
أجوبتي أشعلت نيرانًا في عينيها.
“كاون، هذا الابن الأحمق، لم يطلب يدكِ بعد! بالطبع، ظننتُها حملًا خاطئًا!”
شعرتُ بعرق بارد يسيل على ظهري من غضبها، فحاولتُ الدفاع عن نفسي بلا جدوى.
“بعد كل ما حدث، كان بإمكاني أنا أن أتقدّم أولًا…”
لكن غضبها لم يهدأ.
“لين. من الذي اعترف أولًا برغبته في خطبتك؟”
“أنا.”
“ومن الذي قادك إلى الفراش أولًا؟”
“أنا.”
“إذن من عليه أن يتقدم بالسؤال؟”
رفعتُ الخاتم الذي يحمل شعار آل ليسيانثوس من إصبعي.
“الدوق، أعني، أبي، تقدم فعلًا… أليس كذلك؟”
“آه…”
تنهدت الدوقة بوعي جديد.
“هذا خطئي لعدم حسن تربية رجال آل ليسيانثوس.”
حدقت فيّ بصدق، فابتسمتُ بتوتر وحولت بصري بعيدًا.
لسبب ما، شعرت أنني رأيتُ مستقبلي للتو.
🍃
بعد أن أفلتنا بصعوبة من الدوق والدوقة، عدنا إلى غرفتنا لنرتاح.
جلستُ على السرير، فجلس كارسون بجانبي بعد أن بدّل ثيابه.
تطلعتُ إليه بدهشة.
بعد كلمات الدوقة، أدركت أنني كنتُ غير منصفة حين بادرتُ أنا بالخطبة.
سألته وكأنني أعلم لكن لا أبالي:
“عمّ تحدثتَ مع الدوق؟”
“لا شيء مهم.”
“وما هو هذا ‘اللاشيء’؟”
“…هل تريدين أن تعرفي؟”
“نعم.”
“حقًا؟”
“نعم.”
“همم.”
ابتسم كارسون ببطء وقبّل شفتيّ بخفة.
“إن قبّلتِني.”
الآن شعرتُ وكأنني أستجدي قبلة.
المشكلة أن كارسون بدا لطيفًا جدًا.
سددتُ الثمن بسرعة، على خده.
“حسنًا؟”
احمرّ قليلًا وابتسم بخجل، وكأن تلك القبلة الوجيزة كافية.
كان يبدو سعيدًا بحق.
“لين، هل تذكرين تلك الرسالة التي كتبتِها لنفسكِ في نهاية سنتنا الأولى؟”
رسالة إلى نفسي المستقبلية.
التي وُزعت قبل التخرج. أملتُ رأسي حائرة.
“لماذا تتحدث عنها فجأة؟”
بدلًا من الإجابة، أخرج كارسون ظرفًا من الفراغ.
“لقد كتبتُ لكِ واحدة، لين. استلمناها قبل التخرج ولم نفتحها بعد.”
“…لماذا كتبتها لي؟ كانت موجهة لنفسك المستقبلية.”
“أنتِ وأنا واحد، لذا الأمر متشابه.”
م.م: كيوووت 🥹🥹🥹🩵
“ما هذا المنطق…”
نظرتُ إليه نظرة تدل على استيائي، فابتسم ومدّ الظرف نحوي.
“افتحيها.”
بدافع عابر، فتحتُ الظرف وسحبت الرسالة.
“أأنت واثق أنها لي؟”
أومأ بابتسامة ذات معنى.
تجهمتُ لكن فتحتها كما قال.
ثم وقعت عيناي على الكلمات بداخلها.
《هل تتزوجينني، لين؟》
كانت كلمات غير متوقعة.
رمشتُ سريعًا من الصدمة وحدقت أمامي.
كان كارسون ممسكًا بخاتم مصنوع بإتقان.
“ما هذا…”
احمر وجهي غضبًا حين أدركت أن الأمر ليس حلمًا.
هكذا فجأة، حقًا؟
“ظننتك قلت إنك كتبت الرسالة في سنتنا الأولى…!”
“نعم، كتبتها حينها، واعتقدت أنه بحلول التخرج سنكون قد تزوجنا.”
“ماذا؟”
لا بد أنه شيء وراثي في العائلة.
“كنت أنوي التقدم يوم تخرجك، لكنني تأخرت قليلًا.”
حكّ مؤخرة رأسه بخجل ثم جثا على ركبته أمامي.
“هل تقبلين أن تأخذيني، أنا كارسون ليسيانثوس، زوجًا لكِ يا لين؟”
لمعت عيناه بتوتر وهو ينظر إليّ.
كان يتصرف وكأنه مرتاح دومًا. لكن كتفيه كانا مشدودين، ووجهه محمر قليلًا.
كيف لا أحبه هكذا؟
بعد لحظة صمت طويلة، سمعت صوته المرتبك.
“…لين؟”
ابتسمتُ ببهاء وجذبته إلي لأعانقه.
“بالطبع. شكرًا لكونك عائلتي، كارسون.”
النهاية
م.م: احم احم أخيرا وصلنا للنهاية 😭😭😭😭، رواية ظلت معي لوقت طويل و أخيرا انتهيت من الترجمة و التدقيق و النشر، و الحمد لله اكتملت
شكرا على كل من دعم بتعليق و نجوم و يلي مادعم بتمنى يجيه ريكس في أحلامه 🙃🤣
القصص الجانبية مكتملة في الواتباد يا أحلى قراء 🩵
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 161"
قاعدة اصارخ
احبهمم احبهممم اجمل روايةة احداثها تجنن ولطيفة وعلاقة الابطال من الطف مايكون ومدري كلها تجنن🥹