“لقد أفسدتِ حفلة تحت رعاية البلاط الإمبراطوري، وهذا كل ما لديكِ؟”
وبتوبيخ كون، شحب وجهها.
بدا عليها الارتباك، وكأنها لم تتوقع هذا.
“أنتم جميعًا مخدوعون بلسانها الماكر. إنها مثل الشيطان بذاته. ألا يخيفكم شعرها الأسود وعيناها السوداوان؟”
يا للغباء.
حتى وهي مذعورة، كان هذا أسوأ ما قد تقوله.
فلا عجب…
فالدوق الأكبر نفسه شعره أسود وعيناه سوداوان مثلي.
“إذن، ما تقولينه هو أنني وهذه الفتاة شياطين؟”
ربت الدوق الأكبر على كتفي وتقدم ببطء.
“…يذكرني هذا بأيام الحرب الإمبراطورية، حين كان اللاغراسيون ينعتونني بذلك.”
خطوة… خطوتان.
اقترب منها.
“أتدرين ماذا حلّ بمن قالوا ذلك؟”
قبض على سيفه عند خصره.
لم يُسمح لأي نبيل بحمل سلاح في القصر.
إلا هو.
فحين يقرر القتل، ينفذه بالسيف أو بدونه.
“عادوا جميعًا إلى التراب.”
رمق سيرا بحدّة جعلت ركبتيها ترتجفان.
في تلك اللحظة، تعالت أصوات نبلاء آخرين غاضبين.
“هذا جنون! كيف تُقارن الدوق الأكبر بشيطان؟!”
“صحيح، جيش لاغراس وصفه هكذا لعجزهم، لكنه بطل أباسكانثوس!”
لم يكن رد فعلهم كهذا عندما اتهمتني أنا.
أطلق الإمبراطور تنهيدة مستاءة.
“خذوها.”
رفع يديه متذمرًا.
“بلغ سلطاني الإمبراطوري حدّ أن تعربد خادمة هكذا أمام ضيوفنا؟”
م.م: كلمة “تُعَرْبِدُ” تعني في اللغة العربية أن تسوء أخلاق شخص ما وتؤذي الناس في سُكْرِه، أو تسيء معاملتهم بسوء الخُلُق والعِتُوّ، وهي من الفعل “عَرْبَدَ” الذي يدل على سوء الأدب وسوء المعاملة.
“لم ينتهِ الأمر بعد! لدي دليل قاطع أنها ساحرة…!”
تجهم الإمبراطور قليلًا، ثم قال:
“فلنسمع إذن.”
“جلالتك!”
ناداه كون والدوق في وقت واحد، لكنه لم يلتفت.
“لكن إن كان ادعاؤك هذه المرة سخيفًا كحديثك عن لون الشعر، فلن ينتهي عقابك بالجلد فقط.”
ابتلعت ريقها بخوف.
“لقد رأيتها تستحضر شيطانًا حين كانت طالبة في الأكاديمية!”
تجمد شيء داخلي فور فهمت أنها تقصد دوبي.
سيرا…
بعد كل ما فعلتِ به، أما زلتِ تريدين الزج باسمه ثانية؟
سألها الإمبراطور بعينين ضيقتين:
“أأنت متأكدة أن ما رأيتِه كان شيطانًا؟”
“نعم. كان بجسد ذئب، وأجنحة ضخمة، وسواد يغطيه.”
“وكيف لك أن تعرفي هذا؟”
“لقد ادعى كثيرون أنهم رأوا شيطانًا معها في مقاطعة لِسيانثوس، وإن أرسلتم من يحقق، ستجدون الحقيقة سريعًا.”
التعليقات لهذا الفصل " 157"