أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
كارسون فجّر مختبره ووضع حارسًا عليه ليتأكد أن أركاندوس لن يقوم بأي حركات غادرة.
منذ ذلك الحين لم يترك جانب لين. حتى عندما كان يخرج يوميًا ليصطاد البعوض، لم يكن يغيب عنها.
ففي أي لحظة، كان يعرف أن لين قد تناديه.
لكنّه لم يكن يصل إلا عندما يحدث لها شيء، وقد سئم من تنظيف الفوضى وتهدئتها.
عندما اختطفها ريكس في ذلك اليوم، ظننت أنني فقدت عقلي في ليلة واحدة.
بعينين زائغتين، جبت الإمبراطورية كلها أبحث عن لين.
لو أن نداؤها تأخر نصف يوم آخر، لكنتُ قد هددت الإمبراطور وحشدت الجيش.
“اللعنة على ريكس.”
هذا الصباح، رغم اللعب معه، كانت نوبة غضبي تعود من جديد.
غدًا، الأفضل أن أزيد شدّة اللعب قليلاً.
فكر كارسون في نفسه وهو يراقب لين من بعيد وهي تلهو مع دوبي في الحديقة.
كانت فكرة مسح ذاكرة لين للضغط نفسيًا على أركاندوس قد طُرحت عابرًا.
لكن لم تكن لديه أي نية لتنفيذها.
فهو قادر على سحر محو الذكريات.
وبالطبع، هذا ممنوع من قِبَل برج السحر، لكن ذلك لم يكن يعني له الكثير.
على أي حال، السبب الذي منعه من القيام به، رغم أنه قادر عليه، هو أن الشخص المسحور قد يُصاب بالجنون كنتيجة جانبية.
هل يخاطر بإلقاء تعويذة خطيرة على لين فقط لأنه مجنون؟
ثم…
“لقد تجاوزت صدمة ريكس، وستتعافى من هذا أيضًا مع الوقت.”
لكن هذه المرة، التوقيت لم يكن مناسبًا.
فقد تحررت للتو من ريكس.
اختطاف ريكس، انهيار البروفيسور جورج، واكتشاف خيانة أركاندوس.
كل شيء كان عاصفة.
الناس الذين اعتبرتهم أسرتها، ومحسنين لها، تبيّن أنهم أعداء قتلوا والديها.
كان ذلك كافيًا لإنكار الواقع.
“ربما كان من الجيد أنها أطلقت سراح أركاندوس.”
لين كانت ضعيفة جدًا نفسيًا الآن.
إنها بحاجة إلى وقت كي تستعيد نفسها.
حينها التقت عينا لين بعيني كارسون، وابتسمت بخفوت ولوّحت له.
ابتسم كارسون بدوره، وأزاح أفكاره إلى زاوية، واتجه نحوها.
عانقته لين ببساطة، وارتسمت ابتسامة على وجهها.
“تعرف يا كاون، هل تعلم لماذا أقضي وقتي هنا بدلًا من المختبر؟”
“لا أعلم. لأنك تريدين أن تخرجي معي في موعد؟”
“أنهيتُ البارحة التجربة السريرية على علاج المونستيرا.”
“حقًا؟”
“المضحك في الأمر أنه ليس مختلفًا كثيرًا عن العلاج الذي صنعته وأنا طفلة. لا، بل هو نفسه تمامًا.”
ابتسامة مطبوعة على وجهها، ونبرة خفيفة في صوتها.
لكن كارسون استطاع أن يسمع يأس لين فيها.
“أتذكر كيف حاولتُ أن أجعل البروفيسور جورج يتوقف عن تناوله من قبل، وكاد أن يزداد الأمر سوءًا؟”
لاحظ كارسون أنها لم تذكر والديها الذين أصيبا بالمرض وماتا.
بدت مقتنعة أن أركاندوس قد قتلهم أيضًا.
فأحاطها بذراعه متظاهرًا بالجهل، وأجاب:
“لين، لا بد أنك كنتِ عبقرية حتى وأنتِ طفلة.”
“هاها، أعتقد ذلك.”
ابتسامة لين لم ترفع قلبه. لم تكن ضحكة حقيقية.
كم مرة واجهت لين صعوبات منذ التخرج؟
قبض قبضته بقوة. خط دم سميك ظهر على ظهر يده.
طوال حياته عاش دون خوف، يفعل ما يريد.
حماية لين واحدة لا تعني شيئًا، هكذا ظن.
يا لي من تافه.
بطبيعته، كان سيمحو أي شيء يعترض طريقه، لكن المشكلة أن لين لم تكن تحب ذلك.
ربما كنت أشبه والدي قليلًا في أنني لم أتردد يومًا في القتل.
“كاون.”
“نعم، أنا أستمع.”
“هل أخبرتك من قبل عن أحلامي؟”
“…أحلامك؟”
“مم. تعرف، أهداف الحياة.”
تلاقت عيناها مع زرقة عيني كارسون.
“أريد أن أملك عائلة مترابطة. عائلة لا تتفكك أبدًا، عائلة يمكنني أن ألجأ إليها وقت الشدة.”
مضحك، أليس كذلك؟
بعد كل ما مرت به، ما زالت لم تتجاوز فكرة العائلة.
مسحت لين على شعر كارسون الذي بعثره الهواء.
“على الأقل لديّك، لذا سأصل إلى ذلك قريبًا، صحيح؟”
أمال كارسون رأسه كما لو أنه سمع شيئًا غريبًا.
“ألم نملك ذلك بالفعل؟”
“ليس بعد، ما دمنا لم نتزوج رسميًا.”
“…أنتِ جادة أكثر مما ينبغي.”
وضعت لين يدها على كتفه المنحني.
“ومع ذلك، تدرك أنك الشخص الوحيد الذي أملكه، صحيح؟”
“آسف، لكن لا أستطيع أن أوافقك على ذلك.”
“ماذا؟”
“أنتِ تهتمين بكل من يقترب منك، لين، أما أنا فأنتِ الوحيدة التي أملكها. أنتِ كل ما أحتاج.”
بوف!
طبعَت لين قبلة مبللة ببلسم العسل على جبينه.
“الدوق والدوقة سيشعران بخيبة أمل.”
اكتفى بهز كتفيه بصمت. رمقته لين بنظرة، وهزت رأسها.
“كاون، هل لديك أحلام أنت أيضًا؟”
“لدي. لم أحققها بعد، لكن أعتقد أنني سأفعل قريبًا.”
بدا أن لين قد لاحظت شيئًا وقتها، لكنها ابتسمت كأنها لم تلحظ.
ثم سألت: “همف، وما هو؟”
وضع كارسون إصبعه على شفتيه وأغلق عينيه.
“إنه سر.”
🍃
بعد التشاور مع كارسون، قررت أن أطلق سراح البروفيسور والتر.
“أعرف أنك مررت بالكثير يا بروفيسور. أنا متأكدة أنك عانيت من إحباطات وتساؤلات كثيرة.”
رفع نظره إلى الدوق بعينين شاردتين، يشعر بثقل وقته هنا.
“مهما يكن، أنا سعيد أن الأمور انتهت بخير معكِ يا لين.”
“بروفيسور.”
“نعم.”
“ما رأيك تحاول أن تُخفي ملامح الخيبة عن وجهك؟”
“هل ظهرت كثيرًا؟”
“نعم.”
تشبث البروفيسور والتر بتوسل.
“شهر آخر فقط… لا، أسبوع واحد، لماذا لا؟”
“عليك أن تعود إلى الأكاديمية، هناك الكثير من الطلبة بانتظارك.”
“أنا متأكد أن لديهم أكوامًا من الكتب يريدون أن أقرأها لهم.”
…تلك الروايات الرومانسية للكبار؟
لم أظن يومًا أنني سأقول هذا لرجل بالغ.
“ارحمني يا بروفيسور.”
أشرت إلى المرافق والفارس الواقفَين أمام العربة.
وقف الفرسان عن جانبيه، يمسكان بذراعيه.
أما أمتعته فقد وضعها الخدم في العربة.
“آآآآه!”
“وداعًا، بروفيسور والتر.”
“لا يمكنكم أن تجلبوني إلى هنا وقتما شئتم ثم تلقون بي بعيدًا هكذا! دعوني، سأعيش هنا!”
لوّحت له بهدوء.
ربما عليّ أن أتحدث مع الدوقة وأطلب منها أن تمنحه زيادة في راتبه.
أما بالنسبة للإجازات…
بما أنه ارتاح هنا كثيرًا، فربما عليه أن يعمل قليلًا.
بعد أن غادرت عربة البروفيسور والتر قصر الدوق، أمسكتُ بيد كارسون وقادته إلى الداخل.
كانت هناك ضيوف آخرون للترحيب بهم اليوم.
هانز وجين.
هناك أشياء كثيرة لم أفعلها أثناء عملي على علاج المونستيرا. كالحفاظ على التواصل مع الأصدقاء. أو الاهتمام بإيرهـان.
آه، على ذكر ذلك، لم أكتب إلى عمتي منذ زمن.
وأظن أن هناك رسالة من كون. علي أن أقرأها وأرد عليها اليوم.
الآن بعد أن أنهيت كل ما أستطيع كعشّابة، حان وقت إنجاز ما كنت أؤجله.
وصل جين وهانز، اللذان كانا في العاصمة تحت سحر كارسون، إلى القصر.
“…ذاك.”
صوت هانز المرتبك المتردد تردد في غرفة الشاي.
ضيّقت عيني عليه. تساءلت لماذا يبدو في غير مكانه.
“هل تورطت في حادثة ما؟”
“أوه، لا! فقط انزعجت قليلًا لرؤية شخص بجانبك يا لين، هاها…”
“بجانبي؟”
أدرت رأسي، فرأيت كارسون يحدق في هانز بنظرة قاتلة.
“آه. لا تهتم لِكاون. فقط أصبح حساسًا مؤخرًا تجاه من يتحدثون إليّ.”
نظر إليّ هانز وكأن لديه الكثير ليقوله.
كانت نظرة تقول: “هل تسمين هذا حساسًا قليلًا؟”
جين، التي كانت تنظر إليه، شبكت ذراعيها بتحدٍّ وتكلمت.
“لين. أوقفي محبوبك. بصراحة، من الصعب ألا نخاف حين يحدق بنا الدوق العظيم كأنه سيقتلنا.”
“جين…!”
عانقها هانز، متأثرًا بكلماتها.
“نعم، نعم.”
ربّتت جين على رأسه بمألوفية.
“أنت تعلم أنني أحبك، أليس كذلك يا جين؟”
“وأنا أحبك أيضًا.”
“يا ساتر.”
كل الأنظار في غرفة الشاي التفتت إليه عند تعليق كارسون الأخير.
وبخته سريعًا:
“كاون، عليك أن تقولها بلطف.”
“أفهم…”
تردد لحظة، ثم فتح فمه كأنه يبحث عن حل.
“★♡☞يا ساتر☜♡★”
م.م: 🤣🤣🤣🤣
هذا لم يكن ما قصدته باللطف.
بدأت أفتش في عقلي عن طريقة أصلح بها ما فسد.
أما جين وهانز فكانا غارقَين في عالمهما الخاص، يتحدثان عن كل ما قاله كارسون.
“لا بد أنك مرهقة من كل هؤلاء السيدات النبيلات وزوجاتهن، هل تريدين أن أدلك كتفيكِ؟”
“أنتِ مشغولة في القمة مع الوباء، لذا سأفعلها أنا لأجلك.”
كارسون ينظر بيني وبين جين ذهابًا وإيابًا، وكأنه مستمتع.
ثم رماه هانز بنظرة متعجرفة.
ثار كارسون، والتفت ليقول له شيئًا، لكنه بدلًا من ذلك رمقني بنظرة مكثفة.
لماذا تحدق بي؟
“أأنتِ لا تطلبين مني أن أفعل ذلك لكِ؟”
“…”
يبدو أن الأمر كذلك.
لماذا يغار من شيء تافه كهذا؟
لقد استيقظنا للتو في نفس السرير هذا الصباح.
تكلمت ببطء، أحاول أن أجعل كارسون يدرك تلك الحقيقة.
“لقد قبلتني في كل مكان البارحة ولم يكن ذلك كافيًا بالنسبة لك؟”
“أه، أهه…؟”
تلعثم، وكأن المعلومات قد حمّلت فوق طاقة دماغه.
الحقيقة أننا لم نفعل سوى الإمساك بالأيادي ليلة أمس، لكنها جملة مضللة بالنسبة للغرباء.
أطرف جين وهانز بعينيهما عند كلامي، وتحدقا بنا.
وجه كارسون بدأ يحمر ببطء، وضيّق عينيه.
“…لين!”
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 145"