⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
بعد أن صرفتُ كاون من الغرفة، جلستُ على حافة السرير.
مصدومة. لم أصدق أنني للتو تخلّصت من ريكس، الرجل الذي كان يحتجزني أسيرة.
م.م: أنا كمان ما صدقت انو تخلصنا منو في فصل 🤷🏻♀️
وقد فعلتُ ذلك بيدي أنا.
كان من الغريب أن أكون وحدي بدونه. راودني شعور أنني لم أتعامل مع ريكس الحقيقي، بل مع وهم.
ماذا لو ظهر ريكس أمامي من جديد؟
ربما لم يكن عليّ أن أرسل كاون خارج الغرفة، لكن لم أستطع أن أستمع إلى التسجيل بوجوده.
كنت أرتجف من القلق، ألتفّ بالغطاء حول جسدي.
سمعت صوت خبطٍ على النافذة. التفتُّ برعب، فإذا هو دوبي.
“دوبي!”
أكثر حماسًا من المعتاد، أسرعت لفتح النافذة وإدخاله.
ما إن فتحتها حتى اندفع دوبي نحوي. فقدتُ توازني وسقطت للخلف.
لحسن الحظ، وقعتُ على سجادة سميكة فلم أصب بأذى. كان دوبي فوقي، يلعقني بلسانه وذيله يهتز بجنون.
أراحني دوبي، فانفجرتُ ضاحكة من أعماقي.
“هاها، دوبي، توقف.”
لم يبتعد عني إلا بعد أن أنهكني بلعقاته الطويلة.
ثم التقط شيئًا كان قد وضعه جانبًا أثناء لعقه لي، وعاد به أمامي.
“ما هذا؟”
سألت، فأسقطه أمامي كما لو كان ينتظر تلك اللحظة.
كان جوربي الذي أخذه دوبي.
رؤيته أعادتني إلى الواقع ورفعت معنوياتي.
(نعم، ريكس انتهى، ولن يظهر أمامي أبدًا.)
لا داعي للقلق بعد الآن. قبضت على الجورب بقوة بين يدي واحتضنت دوبي.
“شكرًا لك.”
كانت تلك اللحظة التي تحررت فيها أخيرًا من قيود ريكس بيجونيا، وأدركت أنني حرة.
🍃
في وقت متأخر من الليل، جاء كاون إلى غرفتي.
لم يكن زيارته مفاجئة، فقد اعتدت النوم بجانبه كل ليلة منذ مدة. فتحت الباب، فرأيته بعينين محمرتين.
كان يحدّق بي صامتًا، رغم أنه كان لديه الكثير ليقوله. جلست على السرير وابتسمت ابتسامة باهتة، ثم أشرت إليه.
“تعال.”
اقترب كاون مني مثل جرو مطيع.
“هل أنهيت الاستماع إلى التسجيل؟”
“…نعم.”
“مم. جيد.”
مررتُ يدي بين خصلات شعره، وانسابت خصلة حريرية وردية من بين أصابعي.
أحسست بدغدغة لطيفة.
مزاج مناسب لفتح هذا الحديث.
“والداي ماتا في السنة التي بلغتُ فيها العاشرة. كنت تعرف ذلك، أليس كذلك؟”
ولما رأيت كاون يومئ برأسه قليلًا، تابعت: “كان مرضًا يشبه أعراض المونستيرا الذي يفتك حاليًا بالإمبراطورية. لست متأكدة، لكنه قد يكون المرض نفسه.”
لم يكونا محظوظين.
“جربنا كل شيء لنُبقيهما على قيد الحياة، لكن في النهاية، ماتا.”
“…لين.”
نظر إليّ كاون، لا يعرف كيف يواسيني. كانت عيناه زجاجيتين، وأحسست بمعدتي تنقبض.
فانزويتُ بين ذراعيه. حضنه القوي هدّأني مجددًا.
“بعد أن مات والداي، ذهبتُ لأعيش مع عمتي وعمي، وهما بالمناسبة أناس طيبون جدًا.”
لو أنه فقط لم يكن يحبني، لكان بإمكاني الهروب.
“حتى لوكا، الذي لا يعجبك، رحب بي، ما عدا إرهان، الذي لم يعجبه أن أكون عضوًا في عائلة الكونت.”
ارتجف صوتي قليلًا.
“لا بأس، لم أكن حقًا ابنتهم.”
“…أعرف أنك لم تكوني بخير، لين.”
لم أجادل كلامه. كان محقًا. كنت أتمنى أن أكون ابنة عمتي وعمي، أن أنتمي لعائلة إرهان.
لكنني لم أرغب أن أخبره أنني تمنيت الانتماء لعائلة إرهان.
“يومًا ما التقيت بريكس، وبعد لقائنا الأول، أصبح مهووسًا بي.”
وكان ذلك بداية كل البؤس.
“ريكس بيجونيا. قال إنها كانت حبًّا من النظرة الأولى.”
لكن هل كان حبًا حقًا؟
“إرهان كان يتجسس عليّ لصالح ريكس، وينقل له روتيني اليومي.”
ارتجف كاون عند سماع ذلك. ابتسمتُ بسخرية.
“ما رأيك؟ لديك الكثير من القواسم معه، أليس كذلك؟”
رغم ابتسامتي الساخرة، جاء صوته مليئًا بالمرارة، وكأنه يتذكر ما فعله حين كنا في الأكاديمية.
“ماذا فعلتُ بك…”
“لكن على عكسك، ريكس كلما رفضته أكثر، حاول أن يفرض نفسه عليّ أكثر، ومدّ يده ليضربني.”
ابتلع كاون ريقه عند اعترافي المباشر بأنه اعتدى عليّ.
اشتدّت قبضته التي تحتضنني. جسده يرتجف قليلًا، وكأنه يكبح غضبه.
“آسفة لأنني لم أخبرك من قبل، كاون. كنت أعتمد عليك، لكن احتجت إلى شجاعة لأخبرك.”
كانت الكلمات قاسية ومؤلمة لدرجة يصعب النطق بها.
“لين. أنا، أنا…”
عند نبرة الذعر في صوته، انسحبت من بين ذراعيه ونظرت إلى وجهه.
كاون كان يبكي. كنت أعلم ذلك.
“لا تُظهر لي هذا الوجه. أستطيع أن أتحدث معك الآن بلا خوف. و…”
وضعت يدي على وجنته وأحسست بدفئه.
“أحبك حين تبتسم.”
عندها أجبر كاون شفتيه على الابتسام. ابتسمت قليلًا لرؤيته يبكي بعينيه بينما يحاول فمه رسم ابتسامة.
مسحت دمعة عن خده بيدي، وقلت له بصراحة:
“هذا سر، لكنني في الحقيقة أحبك حين تبكي.”
“إنه يفسد الأمر، لين.”
“لكنه جميل.”
كان ينظر إليّ بوجه محمرّ ودموع تلمع في عينيه.
دفن كاون وجهه في عنقي وأنا أحدق فيه.
“…آسف لأنني لم أعرف ألمك من قبل.”
“لم أقل ذلك لأسمع اعتذارًا. أردت فقط أن أجد عزاءً.”
وضعت يدي على وجهه وجذبته نحوي.
حين التقت عيوننا وسط الظلام، ابتسمت رغم دموعي وقبّلت شفتيه.
اتسعت عيناه دهشة، ثم أغمضهما واستسلم لي.
حين بدأ تنفسنا يختلط بشدة، أمسكتُ كتفيه بقوة غريزية.
“هاه…”
كان دافئًا جدًا، كأنني سأذوب، شعور يلازمني في كل مرة تتلاقى فيها شفاهنا.
لكن هذه الليلة لم يكن ذلك كافيًا. قبلة لم تَشْفِ عطشي.
كنت أحتاج أكثر، بجشع. شيئًا أعمق وأكثر حميمية.
لذا، قررت أن ألتهمه باسم العزاء.
“عزّني، كاون.”
انهمرت دموعي، لكنني كنت سعيدة جدًا في تلك اللحظة.
لم أستطع أن أخفي ضحكتي. ابتسمتُ وأغريته:
“املأ عقلي بذكرياتك، حتى لا يبقى مكان لأي شيء آخر.”
🍃
ظلّ كاون يحدّق في لين النائمة بعمق بجانبه لساعات قبل أن يجلس ببطء.
خرج من السرير بحذر كي لا يوقظها.
لقد كانت ليلة رائعة. وحقيقة أنها مرّت بلا أي تعويذة تحكم جعلتها أكثر معنى.
(الأمس كان مليئًا بالعاطفة، ولا أستطيع أن أعد أنني سأقدر على ذلك بلا تعويذة تحكم في المرة القادمة.)
كنت أرغب في البقاء معها حتى تستيقظ.
لكن كان لدي عمل. بلمسة من يدي، تشكّل دائرة سحرية تحت قدمي، وتغيّر المشهد في لحظة.
“ريكس.”
كان ذنبًا أن أنطق اسمه حتى.
نظر كاون إلى ريكس الذي يحدّق به من خلف كمامة، عينيه جليد. استطاع رؤية العين التي دمّرها، لكنه لم يشعر بالرضا.
كان بإمكانه أن يجعله أكثر ألمًا.
يا للخسارة.
“كنت أعلم أن لديك هوسًا مجنونًا بلين.”
جنون دفعه لقتل والديه ليضع لين في مكان دوقة بيجونيا.
لكن ما لم أعلمه أنه مدّ يده عليها.
صرخات لين المسجَّلة ما زالت تصدح في أذني، تعقد لساني.
لم أستطع تخيّل ذلك أبدًا.
“كيف تجرؤ أن تلمس جسدًا ثمينًا مثلها.”
لو أنه وقع في حبها حقًا، لكان رقيقًا على الأقل بحضورها.
ارتجف عمود ظهري بذنبٍ لاذع.
لو كنت أعلم، لما أبقيته حيًا لأمنح لين فرصة الانتقام.
“هاه؟ أجبني بفمك القذر. لماذا وضعت يدك على لين؟”
ارتسمت ابتسامة مجنونة على وجه كاون وهو ينزع الكمامة عن فم ريكس.
“مضحك.”
شعر كاون بالغثيان من عينيه الملتفتتين بخبث.
تفحّص ريكس ملامحه من أعلى لأسفل.
“…لكن أنت من حصل على لين في النهاية.”
كمّم كاون كلماته بسحر، كأنها لا تستحق السمع.
“خطأ. أنا أنتمي إليها، لا هي لي.”
م.م: سيداتي و سادتي الجنتلماااان كارسون ليسيانثوس 💜
كان ينبغي أن يعرف ذلك حتى لو لم تخبره لين. لم يكن عليه أبدًا أن يرى وجهها.
تلألأت عينا كاون في الظلام بحدة.
“والدي كان يفضّل قتلًا نظيفًا، لكنني مختلف.”
كنت ممتنًا لأنه بين يدي الآن.
لين طلبت أن أجعل موته مؤلمًا قدر المستطاع، لذا لا داعي للقلق.
حان الوقت ليُحاسَب لأنه تجرأ على مسّ ليسيانثوس.
🍃
اتسعت عيناي عند شعوري بالفراغ المفاجئ.
“آه…”
لم يكن كاون بجانبي. اجتاحني حزن مفاجئ حين استوعبت ذلك.
مهما كان مشغولًا، لم يكن ينبغي أن يتركني في يوم كهذا.
عضضتُ شفتي وأخفيت شهقة.
ظهرت دائرة سحرية على الأرض، ووقف كاون أمامي.
“…كاون!”
رمش كاون برفق، وكأنه لم يدر أنني مستيقظة.
ثم انزلقت عيناه إلى الأغطية المتدفقة، فصرف بصره. كان مشهدًا طريفًا رؤيته يحمر خجلًا، رغم أنه رأى كل شيء البارحة.
كان يعبث بيديه في توتر.
“آه، هل استيقظتِ بالفعل؟ كنت أريد أن أصل قبل أن تفتحي عينيك.”
“استيقظت، ولم تكن هناك.”
ارتجفت زوايا شفتيه بمرح عند صراحتي.
“آسف.”
أين كان؟ هل كان يُحضّر الفطور؟
غالبًا ما كان كاون يطبخ لي، حتى بعد أن زال سوء الفهم حول حملي.
ثم لمحتُ شيئًا أحمر على خده.
“كاون، هل حضرت معكرونة اليوم أم عصير طماطم؟”
“هاه؟”
أمال رأسه في حيرة. أشرت إلى خده.
“على وجهك بقعة حمراء.”
“آه.”
مرتبكًا، سارع إلى إلقاء تعويذة تنظيف لمحو الأثر.
“أوف. لم أردك أن تعرفي أنني حضّرت الفطور. كنت على عجل.”
قهقهتُ من وجهه اللطيف.
“يا لك من سرّي.”
أعطيته نظرة ماكرة ولوّحت بيدي.
“ما رأيك أن نؤجل الفطور قليلًا ونكمل ما بدأناه البارحة؟”
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 142"