⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
رمشة
فتحت عيني على مشهد مألوف. غرفتي في قصر دوق ليسيانثوس في العاصمة.
ترتيب الغرفة، الأثاث، وحتى اللحاف الذي غطاني كلها مألوفة.
كان هناك تساؤل بسيط حول لماذا لست في قلعة ليسيانثوس، لكن لم يكن هذا هو المهم الآن.
(ما الذي يحدث بحق السماء…)
بدأ جسدي يرتجف، رغم أنني لم أشعر بالبرد.
عندها اخترق صوت مسامعي:
“أخيرًا استيقظتِ، لين.”
ظهر رأس وردي مألوف عند الباب. كان كاون.
“كاون. ماذا حدث؟”
“لقد أغمي عليكِ وأنت تنادين اسمي، ألا تذكرين؟”
آه، نعم. كنت قد ناديت اسمه غريزيًا بماناي. لم أظن أنني أكملت، لكن لا بد أنني فعلت.
“كان هناك شيء غير طبيعي، لين. محظوظة أنك ناديتِني.”
“…ألم تأتِ لأنك سمعت صوتي؟”
“هاه؟ آه، بالفعل سمعتك تنادين اسمي وأنت تسقطين.”
…هذا الحوار يبدو غريبًا نوعًا ما.
كان كاون يبتسم لي، لكنني أحسست بعدم التناسق في ابتسامته.
حاولت أن أطرد هذا الشعور المزعج، فغيّرت الموضوع بسرعة.
“بعيدًا عن ذلك، كنت أتساءل لماذا فجأة شعرت بالمرض.”
رفع كاون زاوية فمه وكأن الأمر لا يهم.
“ربما كنت متعبة من كل ما تفعلينه هذه الأيام أو شيء من هذا القبيل؟”
هذا وذاك…
لا أدري، كل ما أتذكره أننا كنا نفعل أمورًا منفصلة بالنهار، ونمسك أيدي بعضنا ليلًا.
وبما أنني الوحيدة التي كنت أنام جيدًا بجانبه في الليل، فلو كنت متعبة، فهو لا بد كان أكثر تعبًا.
“أنت من كان يجب أن يكون مرهقًا.”
“مم…”
أشاح كاون بنظره عني، بدا وكأنه متردد في قول شيء.
راقبته وأنا أفكر. أزعجني أنني فقدت الوعي بعد أن شممت رائحة غريبة جدًا لا يمكن أن تكون مجرد تعب.
ولم أكن الوحيدة التي سقطت… دوبـي أيضًا سقط من السماء.
صحيح. دوبي…!
“كاون، ماذا حدث لدوبي؟”
“دوبي؟”
رفع حاجبه وكأنه لا يعرف عمن أتكلم. عقدت جبيني وسألته:
“لا يمكن أنك تخلّيت عن دوبي، لقد رأيته يسقط من السماء حين انهرت!”
“آه…”
للحظة، اختفت ملامح كاوان تمامًا.
“لين، هل تعتقدين أن ذلك الشيطان الصغير أهم مني؟”
“…ماذا؟”
كانت غيرة كالعادة، لكن لم يسبق له أن خاطبني بمثل هذا الانزعاج المباشر.
وحين رآني مذهولة، سرعان ما رقّت ملامحه من جديد.
“لا، لقد غرت قليلًا وتماديت.”
ابتسم مجددًا وشرح: “دوبي ظل ينبح، ففصلته خشية أن يوقظك. هل تريدين أن أحضره الآن؟”
حدقت فيه لحظة ثم أومأت برأسي. فتح الباب وخرج ليجلب دوبي.
وبمجرد خروجه، فحصت نفسي بعناية.
لم أجد علبة السموم التي كنت أحملها دائمًا، ولا الأداة الدفاعية على شكل قلادة التي صنعها لي كاون بدافع القلق.
حتى خاتم بيت ليسيانثوس، الذي أرتديه كل يوم منذ أعطاني إياه الدوق، كان مفقودًا.
صار تنفسي متقطعًا، وشكوكي تحولت إلى يقين.
أخذت نفسًا عميقًا لأتماسك. لا أعلم كم من الوقت مر حتى…
فتح الباب بعنف، ودخل دوبي مسرعًا.
“دوبي!”
“غررر!”
احتضنته بقوة، وكتمت دموعي بصعوبة.
“أنا سعيدة جدًا أنك بخير، حقًا، حقًا…”
رمقنا كاون بملل وأشار بذقنه.
“والآن، لنخرجه من الغرفة.”
انزلق دوبي من بين ذراعي وبدأ ينبح بعنف في وجه كاون.
“غررر! عو! عو!”
نظر إليه كاون ببرود وقال بنبرة واثقة:
“أنت… تنبح منذ قليل فقط.”
انحنى وهمس لدوبي الذي يزمجر أمامه:
“هل تعرف كم شيطانًا اصطدت في حياتي؟”
“غرررر!”
“توقف يا دوبي!”
على صوتي توقف دوبي وعاد إليّ، لكنه عض ثيابي وجذبها بقوة. ربتّ على فرائه لأهديه، لكنه ظل يسحب ملابسي بيأس.
“أحسنت يا دوبي.”
أخرجت ملابسي من بين أنيابه، لكنه هذه المرة جذب جوربي بقوة فانتزع بسهولة. رميت الجورب بعيدًا وأمسكت وجهه.
نظرت في عينيه وابتسمت:
“لا تقلق، افهمني.”
ذيله الذي كان مرفوعًا بشراسة، ارتخى قليلًا، وكأنه فهم.
“الآن وقد تأكدت أنك بخير، يمكنك الخروج مثلما قال كاون.”
“هيييينغ…”
“دوبي، هيا.”
نظر بيني وبين كاون، ثم أخيرًا التقط جوربي بين أسنانه وخرج ببطء من الغرفة.
أُغلق الباب خلفه.
حدقت فيه قلقًا، حتى سمعت صوته:
“لم تتوقفي عن الارتجاف منذ استيقظت، لين.”
كان محقًا. جسدي ما يزال يرتجف بعنف. اقترب كاون من السرير.
صرّت الخشب وانخفض السرير وهو يضع ركبته عليه.
مرر إصبعه الطويل على خدي.
“…أتريدين أن أضمكِ إليّ؟”
رفعت بصري ببطء لأحدق في عينيه.
في أعماق الزرقة، كان هناك بريق شهوة متقدة، موجهة نحوي بوضوح.
من غير كلام، وضعت يدي خلف عنقه وسحبته نحوي.
توتر جسده للحظة، ثم ما لبث أن همس بنبرة متسليّة:
“أتظنين أن احتضاني بهذه الرقة سيهدئني؟”
أحكم قبضته على خصري، لكن رعشتي ازدادت.
زفر بخفوت وكأنه استشعر رضا غريبًا.
“أنا أحبكِ، لين.”
شعرت بحركته البطيئة بيده، فسحبتها بقوة وسألت:
“كاون، هل تعرف شيئًا؟”
تأخر قليلًا في الرد، وكأنه منشغل بشيء.
“…ما هو؟”
أخفيت وجهي عند عنقه وبدأت أتحسس بحثًا، كمن يفتش عن فريسة. أنفاسه ازدادت اضطرابًا.
“…ها، لين.”
وفجأة، غرست أنيابي في عنقه.
ـقضضضـ
عضضت بقوة حتى سال الدم الأحمر.
“ه…ذا…”
تقطعت كلماته وارتخت قبضته، وانهار جسده.
ابتعدت بسرعة وبصقت الدم على الأرض.
ثم أعطيته الجواب الذي لم ينطق به:
“دوبي لا ينبح على رجال ليسيانثوس أبدًا.”
كان الدم ممزوجًا بمرارة السم في فمي.
“كاون دائمًا يحمر خجلًا حين يقبلني، ولا يستطيع أن يقترب مني بطبيعية مثلك.”
الأهم من ذلك، أن لرجل حياتي رائحة مميزة.
والآن أشم رائحة مختلفة. جلست أمامه وهو ساقط على الأرض.
“هناك الكثير مما أريد قوله لك.”
كان قد فقد وعيه من السم، لكنني أردت أن يسمع.
“قبل أشهر، صنعت مادة كيميائية أصلب من الحجر لكنها تذوب عند ملامسة دم الإنسان. مدهش، أليس كذلك؟”
ابتسمت بسخرية.
“مزجتها بسمّي المفضل وزرعتها في أسناني، لأنني محصنة تمامًا ضده.”
رغم النشوة، كان بداخلي فراغ غريب.
“كنت أعلم أنك ستأتي يومًا ما لتأخذني، بطريقة أو بأخرى.”
أيًّا كانت الطريقة.
“ريكس بيجونيا… أم عليّ أن أناديك ريكس فقط؟”
وعندها، كما لو انكسر السحر، عاد وجهه إلى وجه ريكس.
“شكرًا… لأنك جئت متخفيًا بوجه مقزز.”
لو ظهرت بوجه كاون، ما كنت لأتمالك نفسي.
وقفت، وفجأة تغيّر المشهد من حولي. لم يكن هذا قصر الدوق.
“لا بد أنك استعنت بساحر بارع.”
لكن هذه الألاعيب لا تكون إلا لمرة واحدة. ربما أراد أن أقبله بدلًا من رفضه.
أيًا يكن، كان مقززًا.
“على ذكر ذلك، كاون دائمًا يقول لي شيئًا.”
أنه إن حاول أحد خداعي، فسأركله ركلة عالية.
أخذت نفسًا عميقًا ورفعت ساقي.
“أنت منبوذ من اليوم، أيها الحقير.”
🍃
بعد أن أنهيت انتقامي الصغير، ناديت:
“كاون.”
وكأنه على الموعد، ظهر من دائرة سحرية أمامي.
“لين!”
كان وجهه شاحبًا. ركضت نحوه بارتباك، فاحتضنني بقوة.
“كنت خائفًا… حين غادرتِ الدوقية البارحة ولم تعودي… تساءلت ماذا حدث لكِ.”
شعرت بجسده يرتجف قليلًا وهو يضمني.
لقد مضى يوم منذ سقوطي.
“أنا بخير، كاون.”
ابتعد قليلًا، ثم نظر إلى ريكس المطروح أرضًا وقال:
“لماذا لم تناديني أسرع؟ هل وضع ذلك الوغد كمامة لكِ؟”
“لا. كان بوسعي، لكنني لم أفعل.”
“لماذا…!”
“لأني أردت الانتقام بيدي.”
نظر إليّ بغضب قليل:
“كان الأمر خطيرًا يا لين.”
كلماتي علقت في حلقي، أعلم أنني كنت متهورة.
“آسفة لأنني أقلقتك.”
عانقته من جديد، فتمتم بنبرة عاتبة:
“…تعلمين أنني لا أستطيع قول شيء إن فعلتِ هذا.”
“أعلم، لهذا فعلتها عمدًا.”
“ماكرة.”
“هل أعجبك؟”
“…نعم.”
بعد أن استمتعت بعناقه قليلًا، ابتعدت ببطء.
“كاون، معك الترياق الذي قلت لك أن تحتفظ به في البُعد الفرعي دائمًا، أخرجه.”
“…لن تسامحي هذا الوغد، صحيح؟”
ومع ذلك استدعى الترياق وسلّمني إياه. سكبت الترياق في فم ريكس المفتوح.
“لنُبقِه حيًا، تراكمت جرائمه بما يكفي ليُعدم لاحقًا.”
وبينما كنت أفعل، أدركت شيئًا فجأة.
أنني لم أعد أرتجف، حتى وأنا أنظر لوجه ريكس.
آه… لقد حان الوقت. الوقت لأواجه الماضي.
قشعريرة سرت في جسدي.
انتظرت هذا اليوم طويلًا. اليوم الذي أستطيع فيه أن أبوح بكل شيء. أن أبكي وأشكو من الألم والمعاناة.
واليوم الذي سأغطي فيه الذكريات البشعة بذكريات من أحب.
“كاون، هناك شيء أريد أن أريك إياه.”
عدنا إلى الدوقية ومعنا ريكس ودوبي.
م.م: واو خلصنا من مشكلة ريكس في فصل 🤣
بينما وضع كاون ريكس في زنزانة القلعة، بحثت أنا عن شيء.
صندوق صغير مخبأ عميقًا في درج غرفتي. داخله عشرات الحبات الخضراء.
خرزات تحتوي على ألم ماضيّ. سلمت الصندوق إلى كاون وأنا أبتسم ابتسامة باهتة.
لا أعلم إن كنت أبكي في تلك اللحظة.
“أرجوك. اقتله بأبشع طريقة ممكنة.”
كيف ستتفاعل بعد سماعك كل هذا؟
شيء واحد أعلمه: أيًا كانت ردة فعلك، ستكون عزاءً لنفسي الماضية.
م.م: أخيرا تخلصنا من ريكس
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 141"