أستغفر الله العظيم واتوب اليه 

⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁

 

البعوض.

 

لماذا لم يخطر ببالي من قبل؟

 

إذا فكرتُ فيه كمرض ينتقل عن طريق البعوض وليس طاعونًا، فذلك يفسر لماذا مرض والداي لم ينتقل إلى أي شخص آخر.

 

“بروفيسور.”

 

ارتجف صوتي بالعاطفة التي لم أستطع كبحها.

 

“ربما المونستيرا ليس طاعونًا.”

 

“ماذا…؟ إذا لم يكن المونستيرا طاعونًا، فكيف تفسرين إصابة الجميع بالمرض في نفس الوقت؟”

 

“لا نعرف بالتأكيد بعد، لكننا سنكتشف ذلك.”

 

قفزت من مقعدي وغادرت المختبر.

 

“لا ترهقي نفسك اليوم، اذهبي لترتاحي!”

 

اتجهتُ إلى مختبر كاون. كان بإمكاني استدعاؤه بالمانا، وسيظهر أمامي في لحظة، لكن لم يكن هناك داعٍ لذلك.

 

فمختبره السحري كان قريبًا جدًا.

 

“كاون!”

 

اقتحمتُ الباب دون أن أطرق، فرفع كارسون رأسه من على مكتبه، حيث كان يعبث بشيء ما، بدهشة.

 

“لين؟”

 

“كاون. أحتاج أن أذهب بسرعة إلى العاصمة، هل يمكنك أن تأتي معي؟”

 

نهض بسرعة وتقدم نحوي.

 

“إلى أين؟”

 

لو لم يكن تصرفه لطيفًا بقبول طلبي دون أن يسأل لماذا، لكنتُ شككت أنه مريض.

 

“إلى مركز العلاج حيث تعمل نانسي. أنت تعرف مكانه، أليس كذلك؟”

 

🍃

 

كان التأكد سريعًا.

 

ذهبتُ إلى نانسي وسألتها سؤالين فقط:

 

“عندما مرض والدك، هل أصيب بلدغة بعوض جعلت جلده يتورم؟”

 

يبدو أنها أدركت من نظراتي أن سؤالي مهم، فأجابت بجدية.

 

“لا أعلم عن لدغات البعوض، لكنني أذكر بعض التورمات في ذراعه كانت تبدو كأنها لدغات بعوض سام.”

 

عندها أصبحت نصف متأكدة.

 

المونستيرا لم يكن طاعونًا، بل مرضًا معديًا.

 

“عذرًا، هل تمانعين إن سألتك منذ متى وهو مريض؟”

 

“أقل من ثلاثة أشهر. كان تمامًا مثل المونستيرا، إلا أنه لم يكن معديًا.”

 

“…شكرًا لإجابتك.”

 

بعد سماع هذين الجوابين، غادرت العيادة. وبدأت أبحث عن أي شيء متعلق بالمونستيرا.

 

ووجدت.

 

كل المرضى بالمونستيرا كان لديهم تورم في جزء من أجسادهم.

 

وربما لهذا السبب، حتى قبل أن أدرك الأمر، كان بعض الأطباء يقولون إن المونستيرا ليس وباءً.

 

لكن ذلك لم يقنع من كانوا قد آمنوا بأنه وباء.

 

ومع كل هذا، كان هناك شيء واحد يمنعني من الجزم أن المونستيرا ومرض والديّ واحد.

 

سرعة تطور المرض كانت أسرع بكثير في المونستيرا.

 

ربما المرض تطور مع الوقت، لكن تطور مرض البروفيسور جورج كان بطيئًا جدًا.

 

مستحيل.

 

“بسبب الفاكهة؟”

 

أربكني هذا. ألن يكون من المنطقي أن نجعل الناس يتناولونها حتى لو تدهورت حالتهم بعدها بسرعة؟

 

ربما كان ذلك ليطيل أعمارهم قليلًا.

 

“لا، والداي الراحلان عاشا أكثر من نصف عام بدونها.”

 

بحساب سرعة تطور المرض، كانا ليعيشا أطول لو لم يتناولا العلاج.

 

“إذن بطء مرض البروفيسور جورج ليس بسبب التوت…”

 

هل كان البروفيسور جورج حالة خاصة؟

 

في الدوقية، جلست على مكتبي وأنا أواصل التفكير.

 

حتى غابت الشمس وطلع الفجر. لا بد أنني غفوت في لحظة، فعندما استيقظت كان ضوء الشمس يتسلل من النافذة.

 

“لابد أنني غفوت على المكتب.”

 

ساعدني كاون على النهوض.

 

وعندما عدت إلى المختبر، علمت أن عالمي انقلب رأسًا على عقب بين ليلة وضحاها.

 

الإمبراطورية كلها أصيبت بالمونستيرا.

 

كانت كارثة.

 

“…المصابون في كل مكان وفي نفس الوقت؟”

 

تمتمتُ بعدم تصديق، ثم عقدت حاجبي.

 

كان هناك شيء مريب. لديّ شعور أنه لم يكن مرضًا طبيعيًا.

 

لكن الآن، الأولوية كانت لوقف انتشار المرض.

 

لحسن الحظ، وكأنها مصادفة، كنت قد صنعت شيئًا كمشروع جماعي في الأكاديمية.

 

“هانس.”

 

لا يعقل أن يكون لدينا طارد شياطين ولا يكون لدينا طارد بعوض.

 

“أليس هذا ما يُسمى بالمنطق العملي؟”

 

لم يكن هناك وقت نضيعه. ذهبت مباشرة إلى هانس مع كاون.

 

شعرتُ قليلًا بالذنب لاستخدام كاون كوسيلة نقل مرة أخرى، مثل الأمس. لكن كنت في عجلة وأحتاج إلى انتقاله الفوري.

 

طلبت من هانس أن يُنتج طارد البعوض بكميات كبيرة.

 

إنه سهل الصنع ورخيص، لذا لن يستغرق وقتًا طويلًا.

 

أظهر هانس مهارته المخفية وبدأ الإنتاج بسرعة.

 

وفيما كان الطارد يُصنع، عملتُ على نشر الخبر في الإمبراطورية أن المونستيرا مرض ينقله البعوض.

 

م.م: لييين الذكية 👏👏

 

لم يكن هذا الجزء صعبًا.

 

كنتُ قد تعلمت من أهل ليسيانثوس معنى المال والسلطة. نظرتُ إلى كاون بفخر.

 

“سعيدة أن لديّ حبيبًا كفؤًا وعائلة مستقبلية قوية.”

 

تلألأ وجه كارسون بالمشاعر عند سماع كلماتي.

 

“حبيب… عائلة مستقبلية…”

 

ابتسمت له قليلًا، ثم تنهدت.

 

بعد أن أطفأتُ أخطر الحريق، بقيت أمامي أعمال كثيرة.

 

“كاون.”

 

استدار ناحيتي.

 

لا، بل ظل يحدق بي، ثم أومأ قليلًا.

 

كانت نظراته دائمًا عليّ. صعوبة ما سأطلبه جعلت لساني يثقل.

 

لكن عندما لم أنطق، ابتسم ابتسامة خفيفة وكأنه يشجعني.

 

“أنا أستمع.”

 

سألته، ويدي مشدودة.

 

“هل يمكنك أن تأخذني إلى حيث ينتشر المونستيرا بأسرع وتيرة الآن؟”

 

لم يكن طاعونًا، لكن الخطر لم يتغير.

 

لكن كارسون لم يرفض هذه المرة.

 

“ما الذي تحتاجينه مني؟”

 

“أحتاج عينات. أحتاجك أن تمسك بعوض حي. أكبر عدد ممكن.”

 

ابتسم ابتسامة واسعة.

 

“سأعود حالًا.”

 

لكن عندما همّ بعمل تعويذة للمغادرة، أمسكتُ بكمه.

 

كنت أعلم أن التعويذة ستحميه جيدًا، لكن لم أرد أن أرسله إلى مكان خطر.

 

وبينما أشدد قبضتي على كمّه، نظر إليّ بدهشة.

 

“أأنتِ قلقة عليّ يا لين؟”

 

“كيف يمكن أن أكون بخير وأنا أرسل من أحب إلى مكان موبوء؟”

 

عندها وضع كارسون يده على قلبه وتنفس بعمق.

 

“هاه، كم هذا لطيف…”

 

“أنا لا أمزح.”

 

ابتسم ابتسامة واسعة.

 

“أعلم. وهذا ما يجعله أجمل. يسعدني أنك تهتمين بي.”

 

انحنى قليلًا حتى صار في مستوى عينيّ.

 

“لكن لا أحب أن تنظري إليّ هكذا. لين، ما كان تخصصي في الأكاديمية؟”

 

“السحر.”

 

“وماذا كانوا ينادونني هناك؟”

 

“الساحر المتسلسل.”

 

تألم وجه كارسون من إجابتي العفوية.

 

“…غير ذلك.”

 

“مجنون؟ قاتل؟ ذو شخصية مزدوجة؟ دوق الشمال الزائف؟”

 

“…”

 

أظلم وجه كارسون أكثر مع كل كلمة.

 

“آه، فهمت.”

 

فتح فمه أخيرًا، وقد احمر وجهه.

 

“نعم، العبقري في السحر…!”

 

“المهاجم المخصص لفيورد.”

 

“…هل كان لي لقب مثل هذا؟”

 

في الحقيقة، اخترعتُه في اللحظة لأجل رد فعله.

 

لكن لم يكن بعيدًا عن الحقيقة، أليس كذلك؟

 

على أي حال، التفتُ أفكر، ثم تذكرت أنه قال “عبقري السحر” من قبل.

 

“عبقري السحر؟”

 

“…مم. هذا.”

 

أكد بتذمر، ثم واصل.

 

“المهم أنني جيد في السحر، لذا لا تقلقي.”

 

بالنسبة له، لم يكن الأمر شيئًا. ابتسم بكسل وفجأة طبع قبلة على خدي.

 

ثم صرف نظره ووجهه محمّر.

 

“أراكِ لاحقًا.”

 

حدقتُ بالمكان الفارغ الذي اختفى فيه في طرفة عين.

 

رفعتُ يدي ببطء ولمستُ خدي الذي ما زال دافئًا. كنتُ مذهولة.

 

🍃

 

رغم قلقي، عاد كاون إلى الدوقية في أقل من نصف يوم.

 

عاد وهو يحمل وعاء زجاجي مليئًا بمئات البعوض.

 

لكن شيئًا ما في تعابيره لم يكن طبيعيًا.

 

“كاون، ما خطب وجهك؟ هل لدغك بعوض؟”

 

أسرعتُ نحوه بقلق.

 

“لي، لين…!”

 

“أين اللدغة؟ ذراعك ووجهك بخير، هل هي في الداخل؟ دعني أرى!”

 

حاولتُ بنفاد صبر أن أخلع ثيابه لأتفقد، لكنه أمسك يدي.

 

احمرّ وجهه وقال بارتباك:

 

“اطمئني يا لين، لم يلدغني شيء.”

 

أرخيتُ قبضتي.

 

“إذن ما سر تلك النظرة القاتمة؟”

 

أشار كارسون إلى القارورة.

 

“أشعر بالمانا مركزة في هؤلاء البعوض.”

 

“ماذا…؟”

 

كل الكائنات الحية لديها مانا. لكن بكميات محدودة، وكلما صغر الكائن قلّت المانا فيه.

 

لكن إن كان يستطيع الشعور بالمانا المركزة في بعوض صغير…

 

“كاون، لا يمكن أن يكون هؤلاء البعوض…”

 

ارتجفتُ وأنا أحدّق فيه، فأغلق كارسون عينيه ببطء ثم فتحهما.

 

“نعم. شياطين.”

 

م.م: أخيرا عرفنا أصل المرض 

 

Sel

للدعم :

https://ko-fi.com/sel08

أستغفر الله العظيم واتوب اليه