⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
انهمرت دموعي بلا توقف.
بعد أن رأيتُ حالة والد نانسي بعينيّ، عضضتُ على شفتيّ وحاولت ألا أُظهر مشاعري أمامها.
اكتفيتُ بالخروج من الغرفة بهدوء وحاولت أن أقول لها شيئًا.
يجب أن نستعد لنقول وداعًا. لكن عندما نظرتُ في عينيها، لم أستطع أن أحافظ على تماسك وجهي أكثر.
ذكريات وفاة والديّ اجتاحتني.
كنتُ أريد أن أنقذهما. كنت أريد أن أبقيهما على قيد الحياة.
لكن في النهاية، لم أستطع صنع علاج، واضطررت أن أتركهما يرحلان.
ومن خلال دموعي التي غشّت بصري، لمحتُ وجهها اليائس.
(لابد أنك يائسة أيضًا… لا تريدين الفُراق).
لكن هناك أشياء كثيرة في العالم لا تكفي فيها قوة القلب وحدها.
اجتاحني شعور لا يُطاق بالشك في نفسي. لم يتغير شيء.
(عشّابة بارعة؟)
هل أنا حقًا؟
…لا، أنا ضعيفة وعاجزة.
كنت ضعيفة وعاجزة أمام ريكس بيغونيا، لم أستطع صنع علاج واحد، وشاهدتُ الناس يموتون بلا حول.
الجميع، جميعهم كانوا سواء.
أجهشتُ بالبكاء، وبدأت نانسي تُهدّئني.
قالت:
“لا بأس. ليس عليك أن تشعري بالذنب. كنت أعرف أنه فات الأوان لعلاجه.”
استفقتُ فجأة. لم يكن عليّ أن أبكي، بل نانسي وإخوتها هم من يحق لهم البكاء.
“آسفة… آسفة…”
أجبرتُ يدي المتجمدة على التحرك، ومسحت دموعي بكمّي.
وفوق ذلك، لم يكن عليّ أن أُريهم دموعي أكثر من هذا.
بصعوبة، التقت عيناي بعينيها وفتحتُ فمي.
توقفت دموعي، لكن صوتي ظلّ يرتجف.
“الدواء الذي جلبته… لن ينفع مع والدكِ. وأعرف أنكِ بحاجة ماسة للمال، لكن أظن أنه يجب أن تبقي بجانبه الآن.”
الأفضل أن تكوني معه في ساعاته الأخيرة، لتقلّ الندامة.
بهذا استدرت وغادرتُ منزل نانسي.
لحقت بي نانسي وأوصلتني إلى العيادة.
عندما أخبرتها ألا تُكلّف نفسها عناء توديعي، قالت إنها فقط تريدني أن أرى الطبيب.
لا أحد يذهب إلى الطبيب من أجل دمعة واحدة.
بنات نادي “ليلي” يبالغن في القلق عليّ.
وعندما وصلت إلى العيادة، تظاهرت أنني أتلقى العلاج ثم غادرت.
ولم أعد أستطع أن أمنع نفسي من البكاء. مع كل خطوة، طفت ذكريات الماضي إلى السطح.
ذلك الوجه البائس للطفلة… لن أنساه أبدًا.
تقيأت الغثيان الذي انفجر بداخلي بعد مغادرتي العيادة. تجشأت، لكن معدتي كانت فارغة، فلم يخرج سوى عصارة مُرّة.
خارت ركبتاي وجلستُ مكاني.
كنت بحاجة إلى أحد.
شخص أثق به وأتّكئ عليه.
شخص يُواسيني في تلك اللحظة.
شخص لا أحتاج أن أخفي مشاعري عنه.
“…كاون.”
لم يُدر كارسون ظهره لندائي اليائس. كان حضنه أقوى وأدفأ من أي شيء آخر.
لم أستطع إلا أن أتمسك به وأبكي وأبكي.
🍃
كنت أعلم أن الدوق، والدوقة، وكارسون جميعهم قلقون عليّ.
لكن دموعي لم تتوقف. كنت أعود بذاكرتي دومًا إلى موت والديّ.
كنت أنهار من البكاء حتى يغلبني النوم، ثم أستيقظ وأنا أبكي من جديد.
كان خدم الدوق يحاولون إطعامي بالقوة، لكن جسدي كان يرفض الطعام.
وكلما راودتني كوابيس، كان كارسون يوقظني بصوته الحنون.
صار من الطبيعي أن ينام إلى جواري.
مرّ أسبوع.
وبعد أن عرضت نفسي على الطبيب، شعرت أنني عدت إلى وعيي.
لا، بل كانت نظرات القلق التي رآها الدوق عبر فتحة الباب وهو يدخل غرفتي، هي التي أيقظتني.
(آه… أنا محبوبة).
لم أُرد لأحبّائي أن يحزنوا بسببي.
وفوق ذلك، لم أشرح لهم سبب بكائي، لذا لا بد أنهم ظنوا أن السبب هو ريكس بيغونيا.
بالطبع، كان السبب ريكس بيغونيا. كنت أكره نفسي لضعفي أمام ذكراه.
نعم، ريكس بيغونيا فقد كل سلطته وأصبح مطاردًا.
“…لا داعي أن أرتجف بعد الآن من مجرد ذكر اسمه.”
علاج؟
(إن لم يكن موجودًا بعد، فسنبحث حتى نجده).
لم يعد يهمّني إن كان “المونستيرا” هو نفس مرض والديّ.
فقط… لا أريد أن أرى أحدًا يموت بالمرض ذاته ثانية.
لكن من دون مرضى لتجارب سريرية، سيكون من الصعب صنع علاج.
“وحتى لو وجدت علاجًا، فلن يكون لدي فرصة لإثباته.”
لكنني سأجد علاجًا بطريقة ما.
مهما كلف الأمر.
بعد أن غادر الطبيب، نهضت ببطء من مكاني. شعرت بالدوار، لكني تمسكت بعمود السرير حتى لا أسقط.
توجهت نحو الدرج وفتحته، فرأت عيناي العلبة الجلدية التي أضعها دائمًا على فخذي عند الخروج.
كانت تحتوي على إبرة سُمّ.
من دون تردّد، رميتها في سلة المهملات.
“لا أستطيع حتى استخدامها في طارئ حقيقي.”
ريكس بيغونيا… آمل أنك تدرك أنك لم تكن محميًا إلا بفضل مكانتك.
“المرة القادمة التي نلتقي فيها، لن أكون أنا الوحيدة التي ترتجف.”
…أتظن أنني سأفعل؟
“وإن لم أستطع، فسأنادي كاون.”
ضحكتُ مع نفسي من هذا الحلّ المثالي، وسرتُ إلى الباب. وعندما فتحته، وجدت وجوه خدم الدوق مذعورة أمامي.
انقبض شيء في داخلي، لكنني تمالكت نفسي.
وبدلًا من ذلك، ابتسمت لهم ابتسامة هادئة.
“لديّ طلب.”
أمسك كارسون بيدي.
“سأسمع أي شيء.”
…حتى من دون أن يعرف ما هو.
حقيقة أنه أراد أن يقبّلني وسط كل هذا، لمجرد مداعبة صغيرة، كانت بمثابة جرس إنذار.
لكن ليس أمام أهل زوجي.
“أريد أن أنزل إلى دوقية ليزيانثوس لأقوم ببعض أبحاث الأعشاب.”
كانت دوقية ليزيانثوس موطن السحرة.
فيها وفرة من المانا أكثر من أي أرض في الإمبراطورية، وهذا ما جعلها مرتعًا للشياطين، لكنه أيضًا كان ميزة.
كان السحرة أكثر كفاءة هناك، والأعشاب المغذّية بالمانا متوفرة بكثرة.
مما جعل ليزيانثوس أسرع وأسهل مكان في الإمبراطورية للحصول على الأعشاب.
وأي مكان أفضل لابتكار علاج؟
جاءت الموافقة سريعًا.
تبادلت الدوقة النظرات مع الدوق، ثم قالت: “ستذهبين مع كاون.”
أومأت برأسي، فقد توقعت هذا الشرط.
“وأريد أن أؤجّل زواجي من كاون لوقت لاحق. ليس لأني لا أريد، لكن فقط أريد أن أؤجّله.”
في تلك اللحظة، اسودّت وجوه الدوقين فجأة.
“…أفهم. لا داعي للاستعجال في الزواج الآن. لنأخذ وقتنا.”
شعرتُ بشك خفيف في قلبي.
هل كان هناك سبب آخر يجعلني أتزوج كارسون بسرعة؟
كل ما أردته الآن هو أن أركز على العلاج وألا يشغلني شيء آخر.
“هل هناك طلب آخر لديكِ؟”
“أخيرًا، أريدكم أن توقفوا الانتقام من دوقية بيغونيا.”
ريكس بيغونيا، سبب كل هذا الخراب، لن يعود إلى بيغونيا أبدًا.
ولو دُمّرت دوقية بيغونيا، فلن يتعقد الوضع إلا أكثر في ليزيانثوس.
لقد افتعل الدوق صراعًا مع دوق بيغونيا لإظهار توازن القوى.
وإن اختفى دوق بيغونيا، فستزداد هيمنة الإمبراطورية على ليزيانثوس. كنت أريد أن تبقى الدوقية كما كانت.
بالطبع، ستواجه بيغونيا صعوبة في إعادة بناء العائلة، لكن هذا لا يعنيني.
حدّق الدوق في وجهي لحظة، ثم قال بصوت منخفض:
“من تريدين أن يكون دوق بيغونيا؟”
…لماذا يسألني؟
أنا بالكاد أعرف شيئًا عن دوق بيغونيا.
مجرد ذكر اسمه يجعلني أرتجف، فكنت أتجاهله.
لم يكن هناك سوى شخص واحد أعرفه من دوقية بيغونيا.
“رويل بيغونيا، اجعلوه في مقعد الدوق.”
🍃
في اليوم التالي، توجهتُ مع كارسون مباشرة إلى الدوقية.
وعندما وصلنا إلى قلعة الدوق، عرض كارسون أن يصحبني في جولة قصيرة في أرجاء الإقليم.
وكانت دوقية ليزيانثوس أجمل حتى مما توقعت.
فمدينة السحرة كانت مليئة بالعجائب.
الكثير من المناظر تبهر العين. ورائحة الأعشاب المتداولة في السوق أثلجت صدري.
كانت أبحاثي العشبية في أزمة، لكن سيستغرق الأمر وقتًا حتى يُنظم الخدم كل شيء…
لذا فكرت أن أُهدي نفسي يومًا واحدًا للراحة. ابتسمت بخفة، والتفت إلى كارسون وقدمت له ذراعي.
“بما أننا هنا، ما رأيك أن يكون اليوم موعدًا لنا؟”
ارتسمت ابتسامة مشرقة على وجه كارسون.
“نعم.”
قضينا بقية اليوم نتجول في كل مكان.
زرتُ الأبراج السحرية التي لم أسمع عنها سوى بالأساطير، ورأيت عروضًا سحرية، واستمتعت بأغاني الشعراء في الساحة.
والآن جئتُ إلى أشهر معالم الدوقية: حديقة أزهار ليزيانثوس.
أرجعت شعري إلى الخلف مع نسمات الريح، وابتسمتُ ابتسامة خفيفة.
هذه اللحظة مع كارسون ملأتني سعادة.
“لو أنجبنا أطفالًا يومًا ما، فلنربّهم هنا في الدوقية.”
اتسعت عينا كارسن بدهشة من كلماتي.
“لين…”
لم يقتصر الأمر على احمراره، بل امتلأت عيناه بالدموع.
ارتبكتُ ومسحت دموعه بيدي.
يا إلهي، ألهذا الحد يبكي بسبب فكرة طفل؟ لقد قال سابقًا إنه يكره الأطفال. أكان يكرههم لهذه الدرجة ليبكي؟
“ألا تُحب طفلنا؟ لكن كاون، فكر بالأمر… طفل يشبهك…”
لا، لو قلتُ إنه يشبه كارسون، ربما سيكرهه فعلًا.
فسارعت أصحح كلامي:
“سأنجب طفلًا يشبهني أنا. ألا تريد أن ترى (ميني لين) تكبر؟”
تردّد كارسون، وعيناه تمتلئان بالحزن.
“لكنني لا أريد أن أراكِ تتعذبين أكثر مما أنتِ عليه الآن بسبب الحمل.”
“…؟”
لا يريد أن يراني أعاني الآن؟
من التي حُبلى أصلًا؟
مستحيل… أنا؟
م.م: أخيرا فاقت 🤣🤷🏻♀️
مرحبا يا أحلى قراء، دفعة إضافية اليوم لكم، و الرواية مكتملة على الواتباد sel081 فقط ابحثوا على هذا الاسم، تبقى تقريبا 30 فصل على نهاية القصة الرئيسية ثم القصص الجانبية و الخاصة💜
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 130"