⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
حدّقتُ في فيورد بملامح مدهوشة للغاية، كنت مصدومة إلى درجة أنه كان من الصعب عليّ أن أمنع فمي من الانفتاح من شدّة الدهشة.
اتسعت عينا فيورد عندما رأى وجهي المصدوم، ثم ألقى الكيس الذي كان يحمله من يده، وبدأ يلوّح بكفّيه على عجل.
“آه! هذا… إنه سوءُ فهم!”
“إذن ماذا تعني حين قلت إنك سترميه؟”
“لا، بل قصدي صحيح أن يُرمى هذا… أعني، إنه مثل…”
“كاون، هل كان فيورد دائمًا وغدًا هكذا؟”
“نعم!”
صرخ فيورد باحتجاج عند سماعه إجابة كارسون الواضحة والحاسمة. وقال: “مهلًا! لماذا تتظاهر بأنك لا تفعل مثلي؟ أنت أيضًا ترمي حتى الجيّد منها، أليس كذلك؟”
“لن أقبلها إلا إذا كانت من لين.”
“ولم تكن مختلفًا عني كثيرًا قبل أن تفسد الأمور.”
بعد سماع حديثهما، توصّلتُ إلى نتيجة:
“إذن، كلاكما كنتما ترميان الحلوى التي تصلكما كل عام؟”
صمت كارسون وفيورد.
“يا إلهي…” تجمّد وجه لين.
وما إن رأيا ملامح لين الجادّة حتى شعرا بالحرج وبدآ يختلقان الأعذار.
“لكن ربما وضعوا شيئًا غريبًا في الحلوى. لم أستطع المخاطرة، يا لين.”
“ثم حتى لو قبلت المخاطرة، كيف لي أن أنهيها كلها قبل أن تفسد؟ ولم يكن بوسعي أن أعطيها لأحد آخر.”
عندما سمعت السبب، لم يكن خاطئًا تمامًا. فلم تكن هناك أي ضمانة بأن تلك الحلويات خالية من مواد غريبة.
وكما قال الأستاذ والتر، كان لابدّ من الحذر. ومع أنّ سوء الفهم قد انقشع، إلا أن عيني غشيتْهما غشاوة، إذ ظلّ هناك شعور بعدم الارتياح.
حتى لو لم يكن ذلك السبب، فقد بدا وكأنهما كانا سيرميانها بلا ذنب.
وأنا أنظر إليهما هكذا، تذكرت فجأة قطعة حلوى أخرى في حقيبتي.
كنت قد أعطيت كارسون قطعة الحلوى، لذا عليّ أن أعيد لفيورد الحلوى التي أهداها لي. أخرجت من حقيبتي العلبة الجميلة المغلّفة التي منحني إياها فيورد، وقدّمتها له.
“ها، هذه لك…”
“هاه؟ لِمَ تفعلين بي هذا؟” ارتجف صوت فيورد وهو يتسلّم العلبة.
ارتعشت حدقتاه بقوة. لم يفهم لماذا أعطيتها له بدل أن أهديها لكارسون.
أما كارسون، فأخذ ينظر بقلق إلى الكيس الصغير من الحلوى الذي في يدي، ثم إلى علبة الهدايا في يد فيورد.
من الواضح أن العلبة بدت فاخرة. ناولتُها له بلا تفكير، لكن حين رأيت وجهيهما، خطر ببالي أن أمزح قليلًا. فأملتُ رأسي وكأني لا أعلم شيئًا.
“لماذا؟ اليوم يوم الحلوى.”
ألقيتُ تلك القنبلة بنبرة عاديّة، ثم تركت وجهيهما المشدوهين وغادرت الغرفة.
كان ذلك تصرّفًا غير مسؤول. أمسكت مقبض الباب الذي لم يكن قد أُغلق بعد، والتفتُ إليهما بابتسامة خفيفة.
“بوسعكما أن تأكلا الحلوى معًا. سأذهب إلى الحمّام.”
طَقطَق.
أُغلق الباب، وأخذتُ أخطو مبتعدة عن الغرفة. كنت أنوي أن أتنزّه قليلًا بينما يحدث أمرٌ ممتع في غرفة النادي.
لكنني لم أبتعد سوى خطوات قليلة حتى دوّى انفجار هائل.
بوم!
…هاه؟ ماذا حدث؟ لِمَ وقع انفجار؟
بدأ العرق البارد يتصبب من ظهري. والآن تذكرت: قيل إن السحرة يُحدثون انفجارات سحرية حين لا يستطيعون كبح مشاعرهم.
تحدّثت عيناي على باب غرفة النادي المغلق بإحكام. لم أجرؤ حتى على فتح الباب لأرى ما الذي جرى بالداخل.
“هاها، لا أعلم.”
بعد جولة قصيرة، ركضت عبر الممر نحو السكن.
ꕥ
كنت أتخصّص في علم الأعشاب في أكاديمية أرينا. (ملاحظة: دراسة الأعشاب وخصائصها الطبية، خصوصًا عند مزجها).
الأعشاب سلاح ذو حدّين؛ فهي قد تصبح دواءً أو سُمًّا بحسب طريقة مزجها وما تُخلط معه.
ما أجمل أن يكون بوسعك أن تنقذ أو تقتل إنسانًا! وبفضل أمي، التي كانت خبيرة أعشاب ممتازة، نشأتُ على مقربة من النباتات الطبية منذ طفولتي.
بلغ اهتمامي بالأعشاب ذروته حين مرض والداي بداء مجهول. رغبت في إنقاذهما بأي طريقة، فانغمست في دراسة الأعشاب.
لكن الشخص الذي أردت إنقاذه لم يعد موجودًا في هذا العالم. ولا أعلم من أرغب بقتله.
ما تمنّيتُ تحقيقه عبر الأعشاب لم يتحقق. ومع ذلك، ما زلت أحبّ الأعشاب. وحقيقة أنني استطعت اجتياز امتحان القبول في أكاديمية أرينا المشهورة بصرامتها كان بفضل معرفتي بالأعشاب.
بخلاف امتحان القبول، فإن امتحان التحويل في الأكاديمية كان يعتمد بنسبة 70% على المواد التخصصية و30% على البقية.
ولا أعرف عن المواد الأخرى شيئًا، لكن معرفتي بالأعشاب لا يُضاهيها أحد.
وهذا لا يعني أنني لم أدرس. بل على العكس، فأنا أبلي حسنًا بفضل شغف عمّتي بالتعليم.
لكن الأمر لم يكن كافيًا لأكون في الصدارة. وللتوضيح، فإن كارسون كان يتخصص بالسحر، بينما كان فيورد يتخصص بفن السيف.
أما جين فكانت في قسم تصميم الأزياء، لذا لم يكن تخصّصي مشتركًا مع أقرب أصدقائي.
وماذا يعني ذلك؟ كان معناه أن عليّ أن أحضر دروس التخصّص وحدي، وهي نصف مجمل الدروس.
“…لذلك، قد يكون خطرًا أن تعملوا منفردين، ولهذا سأجعله مشروعًا جماعيًا.”
كنت أنظر من النافذة، غارقة في أفكاري، قبل أن ألتفت إلى البروفيسور جورج، مذهولة بكلماته عن “مشروع جماعي”.
مشروع جماعي؟ لِمَ ظهر فجأة؟
“بالنسبة للتقسيم، اجتمعوا في مجموعات من أربعة بحسب أرقام الحضور. العدد 16 مثالي.”
كان البروفيسور جورج الأستاذ الوحيد في تخصص الأعشاب لقلة الطلاب. لذا كان علينا حضور الحصص مع طلاب من دفعات أخرى.
وكان جورج ذا ملامح لا يمكن الاستهانة بها: عينان حادتان، شعر أشعث غير مرتب، وجه دائم التبرم. وكان معروفًا بطباعه الغريبة. لكنني أحببته.
صحيح أنه كان سريع الغضب، لكنه كان شغوفًا بالتعليم بشكل مدهش. ولم يكن يتردد في مشاركة المعلومات التي اكتشفها، رغم أنها كانت معلومات قيّمة لا تُشترى حتى بالمال.
لسوء الحظ، لم يكن الطلاب الآخرون مدركين لتلك الحقيقة. ومع أنني أحببت البروفيسور جورج، فإنني لم أكن سعيدة بالمشروع الجماعي.
فالواقع أنني لم أخض أي مشروع جماعي من قبل.
ومع ذلك، لم يكن صعبًا أن أتنبأ بأنني سأغادر هذا العالم يومًا ما بسبب ضغط الدم.
تنهدت بعمق، ونظرت إلى زملاء مجموعتي. وللأسف، لم يكن الثلاثة الآخرون من صفي.
كانت مهمتنا التي أعطاها جورج أن نجمع عشرة أنواع من الأعشاب الطبية من محيط الأكاديمية.
وكلمة “محيط الأكاديمية” كانت تعني صعود الجبل خلفها.
أما المهمة النهائية، فكانت إعداد قاموس صغير بذكر مظهر الأعشاب، وفعاليتها، واستخداماتها.
لم ينطق أحد من مجموعتنا بكلمة أولًا. طال الصمت، ولم أحتمله أكثر، فقلت على استحياء:
“القائد… من يرغب أن يكون القائد؟”
ومن تلك اللحظة، بدأ تبادل أنفاس متوترة بيننا نحن الأربعة.
كان كلّ واحد يتطلع إلى الآخر بترقّب، راجيًا أن يتطوّع أحدهم للقيام بما لا يريد هو أن يقوم به.
ضحايا… لا متطوّعين. وحين لم يبدُ أحد مستعدًا للقيادة، قررنا أن نترك حسم الأمر لقرعة “سلّم الحظ”.
وبينما كان اثنان يرسمان السلّم بجدّ، اقتربت منّي طالبة وضربت كتفي بخفّة. همست كأنها تريد قول شيء سرّي.
“أردت أن أسألك شيئًا… لا علاقة له بالمشروع.”
“…؟”
“هل الشائعة صحيحة؟ أن كارسون معجب بك؟”
ما إن سمعت ذلك، حتى عبست. فلقائي بكارسون كان يقتصر في الغالب على وقت النادي. لم يكن هناك سبب لظهور شائعة كهذه.
لكن من أين سمعت ذلك؟ يبدو أن الشائعات كانت تنتشر.
“لا، لا سبب يجعله يعجب بي.”
عند جوابي البديهي، نظرت إليّ من رأس قدميّ حتى شعري. كانت نظرة تقويم. صمتّ بقدر ما استطعت لأعرف مقصدها.
وبعد قليل، تمتمت: “إنها جميلة…” لكنني لم أسمع جيدًا. ثم ضحكت قليلًا وقالت ما كانت تفكر فيه:
“تفف… حسنًا، هذا صحيح.”
كلمات مليئة بالسخرية الواضحة. لم تجرحني تلك الكلمات. لكن التحديق بي من أعلى إلى أسفل وكأنها تقيّمني جعلني أشعر وكأنني موضوعٌ للنميمة.
ومع ذلك، رأيت أنه من الطبيعي أن تنتهي إلى ذلك الاستنتاج إن قارنتني بكارسون.
فهو إن قورن بي… كان أرفع شأناً: في الهيئة، والموهبة، والأصل.
بل وحتى شخصيته كانت طيبة ونقيّة، أليس كذلك؟ على عكس شخص مثلي قد أُنهِك يومًا ما.
ولست أظن أن ثقتي بنفسي كانت منخفضة… لا، لم تكن يومًا منخفضة. إنما كنت واقعية فحسب.
بصراحة، كان كارسون سيفوز فوزًا ساحقًا في أي مقارنة، سواء كانت معي أو مع غيري.
لقد كان مثاليًا إلى ذلك الحد.
“انتهينا! هيا، كل واحد يختار رقمًا!”
ما إن أعلن أحدهم أن السلم قد اكتمل، حتى صرفت نظري عنها بلامبالاة. أجل، لم يكن مجرد تجاهل، بل صرفت نظري عمدًا.
فأنا لم أكن صبورة لدرجة أن أتحمّل أن يقوّمني أحد.
“في هذه الأيام، تطورت التعويذات السحرية، حتى إنني رأيت بطاطس تتكلم…”
“ماذا؟! ماذا قلتَ للتو! وجهي لا يشبه البطاطس!”
(يا إلهي. لم أقصد وجهك، بل عقلك اليابس الذي لا يعمل جيدًا).
اخترت أول سلّم بلا اهتمام، متجاهلة صراخها الغاضب.
“أحب هذا.”
“حسنًا، إذن أنت أول من يختار.”
ثم بدأ الفتى المدعو “هانس”، الذي تولّى رسم السلم، برسم خطّيّ الاختيار الذي اخترته.
وهو يدندن لحنًا مجهولًا: “اتبعني، اتبع، اتبع↘اتبعني↗اتبعني، اتبع، اتبع↘اتبعني↗”
“مهلًا، ألا تسمعني؟!”
كان هناك “بطاطس” تصرخ بجانبي، لكن أحدًا لم يبدُ أكثر اهتمامًا من اللازم.
أيعقل أن البطاطس الناطقة أمر مألوف؟ هل هكذا يكون الرجل العصري حقًا؟ …هاه؟
وبينما كنت أفكر هكذا، تجمّدت فجأة حين وقع بصري على الكتابة حيث انتهى إصبع هانس.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 13"