⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
دُقّة—
تهاوت ساقا لين، وجثت في مكانها.
نظر إليها ريكس بيغونيا من علٍ، من دون أن يتكلّف حتى عناء مساعدتها على النهوض.
“هاه، هاها.”
أطلق ضحكة غامضة، وارتجف جسده كله بقشعريرة.
ارتسمت على وجهه نشوة عارمة.
“أخيرًا… نلتقي. لقد مرّ وقت طويل يا لين.”
لم تستطع لين سماع ما كان ريكس بيغونيا يقوله.
كانت في الحقيقة قد اطمأنت نصف اطمئنان منذ أن أدركت أنّ كارسون قد ختم قلبها بختم الرفيق.
فكّرت أنّه حتى لو اضطرت لمواجهة ريكس بيغونيا، فإن بإمكانها استدعاء كارسون بسهولة.
فكارسون سيأتيها عند أول نداء.
لكن الواقع كان مختلفًا. فحين رأته فجأة بعد كل هذا الغياب، وفي لحظة غير متوقعة كهذه، لم تستطع أن تفكر في شيء آخر.
لم يسيطر عليها سوى رعب هائل.
ابتسم ريكس بيغونيا وهو يتأمل لين برضا مألوف.
“…كما رسمتك في خيالي طوال هذه السنين، بل أجمل.”
تفحّصها من رأسها حتى قدميها.
كانت تشعر بنظراته بوضوح، رغم أنّها لم تنظر إليه.
كنظرة أفعى تزحف فوق جسدها.
“والآن… لا أجرؤ حتى على لمسها خوفًا من أن أفسدها.”
انحنى ريكس بيغونيا حتى صار بعينيه بمحاذاة عينيها.
“لقد سحبتِ ورقة رابحة. أفضل ورقة يمكن أن ألعبها يومًا.”
تألّق شعره الفضي المذهل تحت أشعة الشمس.
“أن تهربي إلى الأكاديمية وتحاولي استمالة سياف… لين الصغيرة ذكية ولديها قدرة عظيمة، أليس كذلك؟”
مدّ يده ومسح على خدّها المتجمّد.
“ذكية ولطيفة جدًا.”
كان صوته ناعمًا ومهدّئًا، كصوت طفل.
وفجأة انقلب الجوّ، وبهتت ابتسامته.
“لكن ما شأني؟ حتى لو كان خصمي من الليسيانثوس.”
رفع ريكس خصلة من شعرها واستنشق عبيرها.
“أعرف أنّني لن أغلب الليسيانثوس، لكنني تعلّمت شيئًا في السنوات الأربع التي ابتعدتُ فيها عنك.”
ترك شعرها يفلت من بين أصابعه، فانهمرت خصلاته السوداء الحريرية مثل الرمال.
“أنه لا شيء في هذا العالم أهمّ عندي منك.”
ومضت في عينيه جنون مظلم.
“لا يهمّني إن سقط دوق بَيغونيا أو لم يسقط، ما دمتِ بجانبي.”
وأشرق وجهه كأنّه تذكّر أمرًا سارًّا.
“رأيتك تدخلين إلى المقهى، ثم… والآن.”
توقف واقترب أكثر من أذنها.
“كنتِ دائمًا وحدك، أليس كذلك؟”
رفع يده مشيرًا بإشارة، فأحاط بهم فرسانه من كل جانب.
“لم تجلبي حارسًا، ولا حتى ذلك الدوق كارسون الذي تتلاعبين به؟”
تصلّبت لين في مكانها كتمثال، وارتجفت عند سماع اسم كارسون.
“آه… لين. إن كنتِ تريدين تجنّبي، كان عليكِ أن تبقي حذرة طوال الوقت.”
ضحك ببطء، وأمسك بذقنها، مجبرًا إيّاها على النظر إلى وجهه.
وحين اضطرت إلى مواجهته، انكسر تجمّد الزمن عندها. دقّ قلبها بجنون وتسارعت أنفاسها.
“هناك سؤال أودّ أن أطرحه، لين.”
غامت رؤيتها من فرط فرط التنفّس.
“هل نمتِ مع ذلك الحقير؟”
“…”
“لا، لست بحاجة إلى جواب. إن تلوّثتِ، سأغطيك بعطري حتى لا يبقى منه أي أثر. كل ذرة منك.”
ارتسمت فجأة ابتسامة متسلّية على وجهه.
“لا أعلم إن كنتِ قد استمتعتِ في الخارج. لكن حان الوقت لتعودي إليّ. هيا، تعالي.”
“لا، أرجوك، لا، لا!!!”
مدّ يده ليساعدها على النهوض، لكنّها قاومت ونهضت مترنحة.
قادها غريزتها إلى الابتعاد عنه، ودَفَعَته بكل ما تملك من قوة.
لكنّها هي من تهاوت، فتكورت على الأرض تحمي رأسها وبطنها بيديها.
إنه الوضع الذي اعتادت أن تحتمي به كلما مدّ يده إليها.
انطبعت وجنتها على الأرض الخشنة، وارتعشت بلا أن تشعر بالألم.
تمتمت بشفتيها بكلمات غير واعية، لم تكن سوى اسم كارسون.
“كاون، كاون، كاون، كاون، كاون…”
كان ختم الرفيق تعويذة تحتاج مانا في الصوت لتعمل.
لم يكن مجرد الترديد كافيًا ليستحضر كارسون.
ارتسمت ابتسامة ساخرة على فم ريكس.
“إن أردتِ إغاظتي، فقد نجحتِ يا لين. لكن من الأفضل أن تفعلي ذلك باعتدال.”
“كاون، كاون، كاون…”
شيئًا فشيئًا تجمّد وجهه عند تكرارها الاسم.
“اصمتي. هذا لن يجعله يظهر.”
لكن…
كلماته تلك، التي بدت كحكم موت، اخترقت ضبابها بوضوح.
صرخت لين بألم:
“…كاون!!!”
كل شيء حدث في لحظة.
أضاء المكان نور ساطع ترافق مع هبّة ريح عاتية.
اندفعت طاقة مجهولة نحو ريكس بيغونيا.
وبحسّه الفطري، صدّها بسيفه وهو مغمض العينين.
“…!”
ارتدّ إلى الوراء، غير قادر على منع الصدمة.
وحين انقشع بصره، كان المشهد أمامه: لين منهارة على الأرض، وكارسون يحملها بين ذراعيه.
أراد ريكس أن يهجم فورًا على كارسون.
لكن، لم أعد أستطيع الحركة…؟
التفت بسرعة نحو فرسانه، لكنهم هم أيضًا كانوا متجمّدين.
كان ريكس يعرف تمامًا أنّ عائلة الليسيانثوس مشهورة بقدراتها السحرية العظمى.
ويعلم أنّ كارسون، ابن دوق ودوقة اشتهرا بعبقريتهما في السحر، ليس استثناءً.
“لكنني أنا أيضًا كنتُ أُلقّب بعبقري السيف.”
لذا، رغم استحالة مواجهة بين العائلتين، ظنّ أنّه يستطيع مجابهته وجهًا لوجه.
فهو واثق من مهاراته.
لكنّه لم يكن يتوقع هذا. أن يُقيّد فارس مدرّب، فضلاً عن عامّة الناس، لوقت طويل هكذا، بلا حتى إلقاء تعويذة.
…مثير للاهتمام.
تسارعت أفكاره.
فهم فورًا أنّ كارسون خصم لا يمكن هزيمته مباشرة مهما حاول.
“آه، المراوغة ليست على طبعي.”
ظلّت عيناه مثبتة على لين وكارسون.
🍃
بعد أن عادا إلى مقرّ الدوقية، وبتوسّل من لين، تمدّد كارسون على السرير وهو يمسح بقايا دم من أنفه.
“هاه، أنا سعيد جدًا.”
رغم أنّ لمسات لين الجريئة كان يصعب احتمالها، إلا أنّها دائمًا كانت تجلب سعادة غامرة.
“…قبلات على الشفاه.”
ثلاث مرات متتالية.
“همف، الشفاه بالفعل… ماذا بعد؟”
دفن وجهه في الوسادة وقد طغت عليه خيالاته. وظلّ يصارع الوسادة قليلًا.
لكن ما إن دوّى صوت لين في رأسه:
“…كاون!!!”
حتى انتقل على الفور دون تفكير.
وما رآه كان صادمًا.
لين متكوّرة على الأرض، فاقدة الوعي.
وأمامها ريكس بيغونيا.
أثارت المشهد غضبه، لكن ريكس لم يكن مهمًا الآن.
جثا كارسون على ركبته بسرعة وحمل لين.
كانت تتنفس بصعوبة، وعيناها زائغتان.
“لين، تنفسي أبطأ قليلًا…”
“كاون، كاون، كاون…”
كررت اسمه كأنه طوق النجاة الوحيد لها.
“أنا هنا، أنا هنا يا لين. كل شيء بخير الآن.”
“كاون، كاون…”
كان تنفسها سريعًا جدًا ومضطربًا. وهذا خطير.
خطير عليها، وعلى الجنين في بطنها.
ناداها بصوت حازم: “لين.”
لم تستجب.
قال بقوة أكبر: “لين. أصغي إلى صوتي. انظري جيدًا من بجانبك الآن، من أمامك.”
وكأنّ سحرًا قد انطلق، بدأت بؤبؤاها يعودان إليه.
ظلّ يردد صوته في أذنها، حتى التقت عيناها بعينيه أخيرًا.
“كا…ون.”
اغرورقت عيناها بالدموع، وفتحت فمها لتعتذر، لاهثة.
“لـ-لم يكن الأمر دائمًا هكذا، أهه، لكن لم أره منذ زمن طويل، وهو…”
غطّى كارسون عينيها بكفه بصمت.
“أفهم ما تحاولين قوله، يا لين، فلا تتعبي نفسك أكثر.”
تشبثت به، وما زالت أنفاسها متقطّعة.
“أنا خائفة، كاون. خائفة جدًا…”
لو كان معه كيس ورقي لطلب منها أن تتنفس فيه، لكن لم يتوفر شيء كهذا.
فخطرت له فكرة فجأة.
اقتربت شفتاه من شفتيها. تبادلا الأنفاس، تنفّسها مع تنفّسه.
ظلّ يراقب حالتها بعينين مفتوحتين.
ببطء… ببطء…
عاد تنفسها إلى طبيعته. لكن جسدها ازداد ارتجافًا.
وعندما ابتعد، انفجرت دموعها وهي ترجوه:
“الأمر بشع… رجاءً، فقط… اجعلني أنام.”
ظلّ صامتًا لحظة، يكاد يختنق غضبًا وحزنًا.
“…نعم. إنه مجرد كابوس، وحين تستيقظين، سيكون كل شيء قد زال.”
قبّل جبينها، فغرقت في سبات بفعل سحر النوم.
ارتخت أوصالها، وأغمضت عينيها.
ثم نهض كارسون حاملًا إياها بين ذراعيه.
وعندها فقط، التفت بنظره نحو ريكس بيغونيا.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 127"