أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
وكأن صوته قد استدعاه، رفع كارسون رأسه ببطء.
وعندما وقعت عيناه عليّ، ابتسم.
“لين.”
كانت ابتسامة مشرقة. حين التقت عيناي بعينيه، اجتاحتني موجة من المشاعر، جعلتني أشعر وكأنني على وشك الانفجار بالبكاء في أي لحظة.
“لماذا تجلس هنا مطأطئ الرأس بهذا الشكل البريء؟ إن أردت رؤيتي، كان عليك أن تطرق الباب أو تناديني لأخرج إليك.”
“لقد فعلت، وقت العشاء.”
لم أجد ما أقول. كان صحيحًا أن كارسون طرق بابي حين رفضت تناول العشاء.
وقد رفضتُ بالطبع.
وهذا يعني أنه منذ ذلك الحين وهو جالس هنا حتى الآن، في منتصف الليل.
ولو أنني لم أخرج، لبقي حتى الصباح.
عضضت شفتي بغيظ وقلت: “لماذا عليك أن تكون أحمق دائمًا؟”
لكن هذه المرة، كان على وجهه ابتسامة.
“هل كنتِ قلقة عليّ؟”
أجبت بتنهيدة صغيرة:
“نعم، كنت قلقة عليك أيها الأحمق. وأنا غاضبة لأنني أهتم.”
“لكن، لين، لقد جرحت مشاعرك، وهذا لا يُقارن بما تلقيتُه في المقابل.”
“هل استوعبت أصلًا لماذا كنتُ منزعجة؟”
“…حسنًا.”
أطلق ضحكة محرجة وأدار وجهه.
“أحمق.”
كان كارسون أحمق حقًا.
وأنا كنت أكثر حماقة منه.
مشاعري كانت متقلبة، وهرموناتي مضطربة مع نداء الطبيعة.
نعم، أنا أبكي، وكل ذلك بسبب الهرمونات.
عندما رأى دموعي، قفز كارسون واقفًا بذهول.
“لين. أنا المخطئ في كل شيء، أرجوك لا تبكي. حسنًا؟”
مسحت دموعي ودفعته بخفة.
“كيف لا أغضب منك وأنت لم تخبرني يومًا أنك تحبني؟”
“…هاه؟”
من خلال نظري المشوش، رأيت كارسون مذهولًا. لم يكن قد استوعب بعد ما أعنيه.
“ألست تحبني؟ لماذا لا تقول إنك تفعل؟ يكفي أنك جعلت الدوق يسبقك ويطلبني للزواج، والآن تحاول أن تمرر اعترافك أو عرض الزواج كأنه سر!”
“لي، لين. هذا…”
“لماذا عليّ أنا وحدي أن أتساءل دومًا متى أعترف؟ ألست تحبني؟ ألست معجبًا بي؟ ألا تريد أن تكون معي؟ ألا تريد أن نتزوج؟”
صرخت بأعلى صوتي مثل طفلة.
كانت كلماتي طفولية. كنت أعلم أنني سأندم حين أتوقف عن البكاء، لكنني لم أستطع التوقف.
لكنني كنت أعلم أن كارسون سيتقبل ذلك بسعادة، وسأبكي مطمئنة.
لأنني أثق به.
وأتكئ عليه.
ربت كارسون على ظهري بهدوء.
“أنا آسف، جعلتكِ تشعرين بالقلق.”
ظل يربت لبرهة طويلة، ثم أطلق ضحكة صغيرة خارجة عن السياق.
“بالمناسبة، لين. تعلمين ماذا؟”
“…ماذا.”
“لقد قلت لك إنني وقعت في حبك من النظرة الأولى.”
تذكرت الأمر بوضوح. كان يوم خرجنا في رحلة صيد الوحوش في السنة الثانية.
“أعلم أنه من الصعب تصديق الحب من النظرة الأولى، وأنك ستشكين في صدقه، لكن هناك جانبًا جميلًا فيه، أليس كذلك؟”
سحب كارسون يدي من يده التي كانت تمسح دموعي بلهفة.
“لم أتوقف عن حبك، ولا للحظة واحدة، منذ أن رأيتك لأول مرة وحتى الآن.”
م.م: اوووو 🥹🥹🥹 تأثرت
كان صوته ممتلئًا بالصدق لدرجة أنني لم أجرؤ على الشك فيه.
“وسأحبك حتى يوم موتي. لا، سأحبك حتى بعد موتي، لأنك تستحقين شخصًا يحبك هكذا.”
ضيّق كارسون عينيه وهو ينظر في عينيّ.
“هذا هو جوابي.”
ثم طبع قبلة خفيفة على جبيني.
“أنا أحبك.”
كانت تلك الكلمات هي ما كنت أحتاج لسماعه بشدة. دفنت وجهي في صدره وعانقته بقوة.
“أنت أحمق، لقد تأخرت كثيرًا.”
“لم أستطع أن أقول لك إنني أحبك حتى الآن…”
انكسر صوته في حلقه.
“كنت خائفًا أن تفزعي لو عرفتِ مدى حبي لك.”
شد على يدي.
“أنتِ محقة، ليست بيننا علاقة رسمية بعد، وطوال هذا الوقت كنتِ تدفعينني بعيدًا…”
ارتجف قلقي.
“لم أطلب يدك للزواج، ولم أعرض الأمر كما يجب، لأنني كنت خائفًا.”
خائفًا، تقول…
كان يبدو كأنه لا يخاف شيئًا في العالم، إلا بسببي.
“كنت خائفًا أن ينهار كل ما بنيته معك بمجرد أن أعترف، كأنه مجرد حلم. خائفًا أن تتركيني…”
ابتسم كارسون ابتسامة باهتة.
“وهذا ما حدث.”
شعرت كأن ضربة مطرقة سقطت على رأسي.
لطالما ظننت أن الأمور تسير ببساطة، ولم أكن أعلم أن كارسون يفكر هكذا.
لقد كان خطأي.
لكن الاعتذار خرج من فمه أولًا.
“أنا آسف على الأعذار. هذا لا يغير حقيقة أنني أقلقتك، أياً كان السبب.”
“لا كاون، ليس عليك أن تعتذر. أنا من عليها الاعتذار…”
لأنني جعلتك تقلق.
لأنني لم أثق بك.
الآن، حين أفكر بالأمر، أرى أنني كنت أضع مشاعري أولًا دائمًا.
كم كنت أنانية.
أنت أيضًا لك مشاعر.
كم كان يؤلمك في كل مرة أبعدك فيها.
ظننت أن مجرد إعجابك بي يكفي أن أتصرف هكذا.
…لابد أنه جرحك.
شيء كهذا كان كافيًا ليجعل شخصًا آخر يتوقف في منتصف الطريق ويتركني.
“شكرًا لأنك صبرت.”
لن أؤذيك بعد الآن.
كما منحتني الثقة، سأبادلك بالمثل.
أعدك أن أحاول.
لا أدري كم مرّ من الوقت وأنا بين ذراعي كارسون، صوته الجميل يتردد فوق رأسي.
“…كم هو مؤسف. كان يجدر بنا أن نكون في مكان رومانسي ونعترف لبعضنا اعتراف العمر.”
“لقد كان رومانسيًا بما يكفي.”
“…حقًا؟”
“ومن يهتم بالمكان أو الأجواء؟ لا شيء من ذلك يهم. وجهك وحده يصنع الجو.”
“هاها، لطالما فكرت في ذلك، لكنني سعيد أن وجهي هو المفضل لديك.”
تسللت أكثر إلى حضنه بهدوء.
لو علم أن والدك، الرجل ذو الشعر الفضي، كان أقرب لذوقي، لكنت في ورطة.
على أية حال…
ماذا عن موعد الزواج الذي أخبرت عمتي أنني ذاهبة إليه؟
فجأة، شعرت بعرق بارد يتصبب في ظهري. لم يمض سوى بضع دقائق منذ وعدت ألا أؤذي أحدًا.
…الأمر أصعب مما توقعت.
كنت أعرف تمامًا كيف سيكون رد فعله، لكن شعرت بالذنب لإخفائه.
ربما عليّ أن أكون صادقة.
حررت نفسي ببطء من بين ذراعيه وابتعدت قليلًا.
“كاون، في الحقيقة لدي موعد تعارف الأسبوع القادم.”
“نعم… ماذا؟”
“بالطبع، فور أن أصل سأخبره أن لدي حبيبًا.”
“لين!”
نظر إليّ كارسون بعيون مصدومة.
“انظري هنا. لم أنته من الحديث.”
“…أتقصدين أن هناك المزيد؟”
“أقصد أنه إن أردت أن تغضب، فانتظر حتى تسمع كل شيء، وما زال الوقت مبكرًا عليّ.”
زم شفتيه وحدّق فيّ.
اختفى ذلك الوجه الوادع الذي كان يربت على ظهري، وبدأت الدموع تتجمع في عينيه.
مسحت دموعه وابتسمت ابتسامة عريضة.
“إذن، أنا بحاجة إلى حبيب كعذر لإنهاء هذا الموعد، ما رأيك؟ هل تريد أن تواعدني؟”
م.م: بعد ما تحاوزوا كل المراحل أخيرا اعترفوا 🤦🏻♀️
🍃
أصبحنا أنا وكارسون حبيبين.
أحب أن أقول إنني في علاقة معه، وأحب أكثر نظراته المليئة بالعسل.
يخبرني كل يوم أنه يحبني.
كل شيء جميل…
لكن الشيء الوحيد الذي يرهقني حتى الآن…
أن غيرته ووساوسه ازدادت كلما اقترب الموعد.
“لن تتركيه يفلت لأنه وسيم، صحيح؟ عليك أن تخبريه أن لديك حبيبًا!”
“بالطبع لا.”
“يمكنك أن تقولي له مباشرة إن هناك رجلًا أجمل وأقوى ينتظرك في المنزل، أليس كذلك؟”
على الأقل لم يقل إنه “طيب القلب”، ولديه ذرة من ضمير.
هززت رأسي.
“أرى.”
لكن كارسون لم يكتفِ، بل تابع: “وإن استمر في مغازلتك، فلن أتردد في توجيه ركلة عالية له.”
“لكن، إنه نبيل…”
“سأتكفل بالعواقب.”
“حسنًا إذن. سأفعل كما تقول.”
بدأت أشعر بالتعب من تكرار نفس الإجابات.
وكذلك أدركت كم مرة أعدنا نفس الحوار.
ما زال أسبوع كامل على الموعد، يا إلهي…
لم أستطع أن أغضب منه بسبب غيرته المجنونة.
زفر كارسون بقوة، كأن قلقه لم يكن كافيًا.
“هل أنتِ واثقة؟”
“بالطبع.”
“إجاباتك صارت أقل صدقًا، لين.”
…تلتقط ملاحظاته دائمًا بسرعة.
عقد حاجبيه بتوتر.
“ولماذا تخرجين في موعد تعارف وأنت لديك حبيب تافه مثلي أصلًا؟”
“لقد رتبت الأمر مسبقًا. إن قلت إنني سأذهب ثم لم أحضر، فسيكون محرجًا أمام عمتي.”
أخرج كارسون شفتيه بتجهم. تساءلت عما يمكن أن أقوله لأخفف عنه.
“همف…”
حسنًا، كانت هناك وسيلة سريعة.
“كاون.”
“…همم.”
طبعت قبلة خفيفة على شفتيه الممتلئتين.
ثم تراجع كارسون عني في الحال، محدقًا بي بذهول.
احمر وجهه قليلًا من المفاجأة، وعيناه كادتا تبرزان من مكانهما.
ابتسمت ببطء وأملت رأسي.
“لماذا تتفاجأ هكذا، ألم تكن تخرج شفتيك طلبًا لقبلة للتو؟”
🍃
ابتسمت بخبث وأنا أتذكر كارسون بينما كنت أتفقد الأعشاب في المختبر.
منذ ذلك اليوم، صار كارسون يخرج شفتيه أمامي في كل فرصة.
كان الأمر لطيفًا جدًا لدرجة أنني كنت أتعمد التظاهر بعدم الانتباه، فيزداد عبوسًا ويُخرج شفتيه مرة أخرى.
“هل تريدني أن أساعدك في إرجاع شفتيك؟”
ضحكت بخفة ووقفت من مقعدي، متجهة إلى قاعة مكتبه.
دخلت من دون طرق، على أمل أن أفاجئه، لكن الغرفة كانت فارغة للأسف.
“لابد أنه خرج.”
ولو كان ينوي الابتعاد طويلًا، لأخبرني أولًا.
وبينما كنت أتجول في الغرفة في انتظاره، وقع بصري على ورقة على مكتبه.
كانت مغطاة بخربشات. فيها رسمة لطيفة أظن أنها لي، وحولها الكثير من القلوب.
و…
【《حبيب لين》】
“بفف!!”
انفجرت ضاحكة حين رأيت ذلك الرسم. يبدو أنه ما زال يتذكر تأكيدي على أننا “أصدقاء”.
“حبيب لين لطيف جدًا أينما كنت، تعلم ذلك.”
م.م: كيوووت 🤣🤣🥰
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 122"