أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
بعد أن هدأت أعصابي، قررت أن أفكر في الأمر مليًا.
كان صحيحًا أن كارسون لم يخبرني أبدًا أنه يحبني.
لكن لم يكن هناك شك في نظرته إليّ أو في تصرفاته. كان يحبني.
…لكن، ما زال، كيف لم يقلها ولو مرة واحدة؟
اشتعل غضبي مجددًا.
وعندما تذكرت أنني حاولت الاعتراف له، انقبض بطني، وشعرت بموجة من الاستياء.
والآن وأنا أفكر في الأمر، لماذا أنا الوحيدة التي تشكك في توقيت اعترافي؟
ربما ما كنت سأواجه هذه المشكلة لو كان كارسون قد اعترف أولًا.
ربما كان تقدمنا البطيء أفضل لو كنا بالفعل في علاقة.
بالطبع أعلم أن الاعتراف يحدث عندما يرغب أحدهم في أخذ الخطوة الأولى.
لكن، ما الذي فعله كارسون بينما كنت أفكر جديًا بالاعتراف مرتين؟
لقد تصرف وكأنه لا يستطيع العيش من دوني.
“…علينا أن نتحدث بجدية.”
ناديت اسمه بابتسامة متوترة وقوة مانا في صوتي.
“كارسون.”
بووف!
في ثوانٍ، ظهر أمامي وكأنه كان بانتظاري. كانت تعويذة مريحة.
في البداية، كنت غاضبة لأنه كان يناديني حتى يؤثر على سمعي، لكنني أدركت أن السحر لا يعرف الخصوصية.
وبعد كل شيء، أستطيع أن أناديه بسهولة أيضًا.
تقدم كارسون خارج الدائرة السحرية، جثا على ركبة واحدة، وأمسك يدي بكلتيه.
وبالمقابل، نسيت أن أسأله وبدأت أتأمل وجهه كعادتي.
كان هناك احمرار خفيف في وجنتيه، لكنه لم يكن احمرار خجل حقيقي.
هذا مقبول. كنت أحرص على الإمساك بيده عند كل فرصة، فقط لأعوده على ملمس بشرتي.
فقط عندما انتهيت من التمعن فيه تمامًا التقت عيناي بعينيه.
كان كارسون ينظر إليّ بعينين متلألئتين، وكأنه يتساءل ما الرائع في هذا.
ربما كان مسرورًا لأنني ناديته باسمه الأول….
كانت هذه أول مرة أناديه بها منذ أن صرخت به غاضبة آخر مرة.
وفوق ذلك، لم أناده بلقبه، وكان يبتسم عندما اقتربت منه. لكن كان هناك شيء لم ينتبه له.
لم أناده كاون، بل ناديته كارسون.
“لماذا ناديتني؟”
“لا شيء محدد.”
مع ذلك، كان لدي ما أقوله.
ثم سألني كارسون، ووجهه مملوء بالتوقع، “إذن أردتِ رؤيتي؟”
“أجل.”
لأنه، تقنيًا، افتقدتك.
اتسعت عيناه من صراحتي.
“لين، إن اقتحمتِ قلبي هكذا…!”
“ألا يعجبك ذلك؟”
عادةً، كان ليغطي وجهه المحمر بيديه.
لكن بما أنني كنت ممسكة بيده، كل ما استطاع فعله هو خفض رأسه.
هز كارسون رأسه، ووجهه محمر، وقال: “لا، يعجبني… آمل أن تناديني هكذا كثيرًا.”
صدقه جعلني أضحك.
نعم، لا يمكن أن لا تحبني. كنت أقلق بلا داعٍ إذن.
لكن لم أقصد ترك الأمر يمر. دفنت وجهي في شعره وسألته بهدوء:
“كم تحبني؟”
“أكثر مما يمكن للكلمات أن تصفه.”
…ليتك تصفه بالكلمات.
سحبت يدي من قبضته وأريته ظهر كفي.
على إبهامي كان هناك خاتم يحمل ختم بيت ليسيانثوس.
“اشرح لي ما هذا، كاون.”
“إنه دليل على أنكِ فرد من عائلة ليسيانثوس.”
“أرى. هل هذا يعني أن الوقت قريب قبل أن يصبح اسمي ليسيانثوس؟”
ضحك كارسون، وابتسامة عريضة ترتسم على وجهه.
“لا أستطيع سوى تخيل ذلك، ولا أطيق انتظار ذلك اليوم.”
“لكن ألا ترى أن هناك شيئًا غريبًا؟ الكثير من الخطوات تم تخطيها.”
“هاه؟”
رمش بعينيه البريئتين في حيرة.
“فكر بالأمر. ألا ترى ما المريب؟”
أومأ بحماس وضيق عينيه كما لو يحاول التفكير بجدية.
‘…هل يحتاج لكل هذا التفكير؟’
أليست العلاقة الطبيعية تبدأ بالتأكد من أننا نحب بعضنا ثم نبدأ المواعدة؟
ثم، عندما نتأكد أنه هو الشخص المناسب، نتقدم للزواج، ثم نتزوج.
لكنني هنا، أعامل بالفعل كفرد من عائلة الدوق، متجاوزة كل الخطوات.
زواجي من كارسون محسوم بلا شك…
المفارقة أن لا علاقة رسمية بيننا الآن. لسنا في زواج مرتب، ولا عقد كما في الروايات، بل ما يربطنا هو قلوبنا.
لقد تبادلنا قبلة قبل أيام فقط، رغم أننا لسنا في علاقة، ونقشنا ختم الحب في قلوبنا، وخضنا المسار كله،
لكن مع ذلك!
الواقع أنني لست رسميًا في علاقة معه.
لو لخّصت وضعنا الحالي، لقلت: نحن مثل عشاق، لكننا لسنا عشاق… أصدقاء؟
أصدقاء؟
تبًا، كنت أظن أننا تقدمنا كثيرًا، وما زلنا مجرد أصدقاء؟
تبادلت نظراتي مع كارسون، وما زال لا يبدو أن لديه إجابة.
ظننت أنه ماكر كالثعلب، لكن ما إن بدأت أشعر بذلك…
تنهدت. عليّ أن أسهّل عليه الإجابة. لذت بقبل وجيزة على ظهر يده، ثم ابتعدت.
حدق بي كارسون مذهولًا من المفاجأة.
“كاون، اسمع، أنا لا أفعل هذا بين الأصدقاء.”
“…بالطبع لا تفعلين! جربي فقط أن تمسكي يد كون أو فيورد أو هانز، ولن تري وجوههم ثانية.”
تجعد جبينه، وزمجر كما لو كان كون واقفًا أمامه.
‘…ألا نعتبر أصدقاء، أنا وأنت؟’
لم أعلم حتى من أين أبدأ لتصحيح الأمر.
في الوقت ذاته، غمرني شعور بالتعب من كل هذا العناء.
“…غادر الآن.”
عندما رآني أتنهد وأفرك جبيني، سأل كارسون بقلق، كجرو جائع:
“لين، هل أنت مريضة؟”
“لا، فقط أشعر بالنعاس، هل تتركني وحدي؟”
“لكن…!”
“كاون. طلبت منك أن تغادر.”
ابتلع كارسون ريقه بقوة مدركًا أنه لمس وترًا حساسًا.
“ارتاحي قليلًا…”
طقطق-
استدار وغادر بخطوات متثاقلة، أقل درامية مما ظهر بها.
وحيدة، ارتميت على سريري وبدأت أكتب ردًا سريعًا على رسالة عمتي.
كان نصًا اندفاعيًا جدًا، مدفوعًا برغبتي في مضايقة كارسون.
<بما أنكِ تثرثرين عنه كثيرًا، هذه المرة أثرتِ فضولي. حددي موعدًا، أود مقابلته.>
بعد أن أنهيت الكتابة، طلبت من الخادمة إرسال الرسالة فورًا.
فقط بعد أن غادرت الرسالة يدي بدأ الوعي يتسرب إليّ ببطء. لقد أرسلت لعمتي رسالة أطلب فيها ترتيب موعد للقاء خاطب.
عليّ أن أعود قليلًا لأشرح هذا الموقف…
كان ذلك في أيامي بالأكاديمية، في ذروة الشائعة بأن كارسون يحبني.
بينما كنت أتبادل الرسائل مع عمتي كالمعتاد، لاحظت أن رسالتها أطول من المعتاد، فسارعت لقراءتها.
كنت قلقة أن مكروهًا أصاب الكونت.
“لكن الرسالة كلها كانت قلقًا عليّ….”
هل أنا بخير جسديًا؟ وهل يفرض كارسون نفسه على قلبي؟
لا تدعي مكانة الآخر ترهبك، وإن أردتِ الرفض، فارفضي.
بعد كل الشائعات الكثيرة عن كارسون، أعتقد أن قلقها كان مبررًا.
على عكس ركس بيجونيا، الذي كان يُشاع أنه أفضل خاطب في الإمبراطورية آنذاك، لم يكن لدى كارسون سوى السمعة السيئة.
ومهما شرحت لعمتي أن كارسون طيب جدًا معي وليس كما يشاع، لم تصدقني.
منذ ذلك الحين، أصبح كارسون محورًا ثابتًا في رسائلها….
وعندما علمت أنني صرت أعمل خادمة في بيت ليسيانثوس بعد تخرجي، ثارت غضبًا.
قلت: “كان عذرًا مناسبًا لتغطية قلّة زيارتي للكونت.”
لكن عندما أدركت أنني أقيم في بيت ليسيانثوس، تعاملت عمتي معي كطفلة دخلت وكر تنين.
كانت قلقة وكأنني على وشك أن أُلتهم.
‘بينما أنا التي ألتهم الدوقية في الحقيقة…’
وحين أدركت أن محاولاتها لا تجدي، بدأت ترجوني.
قالت إنها ستعرفني على رجل طيب، مرة واحدة فقط. وحتى الآن، كل من عرفّتني عليهم كانوا نبلاء ميسوري الحال ولديهم ألقاب ليرثوها.
“…لابد أن عمتي تكبدت الكثير من العناء.”
مذهل أن عامية مثلي تمكنت من ترتيب لقاء مع نبلاء، بل وحافظت على المظاهر.
بسبب ركس بيجونيا وكارسون، بدا أن عمتي تعتقد أنني لا أرى في الرجال سوى وجوههم وهوياتهم.
أثار ذلك شعورًا بالاستياء عندي.
“أنا أنظر إلى الوجوه، نعم، لكن لا أحكم بناءً على المكانة.”
لطالما رفضت محاولاتها لتعريفي برجال.
لكنها لم تستسلم، وفي هذه الرسالة دفعتني بلطف للقاء شخصيًا.
“عمتي، أشكرك على لطفك، لكنني سأقع في ورطة إن اكتُشف أن هذا يحصل في بيت ليسيانثوس….”
وعلى عكس الأيام السابقة، عندما كانت ترفق صورة للخاطب، امتلأت رسالة اليوم بوصف مطوّل.
وباختصار، هو رجل هويته، ووجهه، وشخصيته، وعمره جميعها مثالية….
‘هل يمكن لشخص كهذا أن يوجد؟’
وضعت رسالة عمتي على مكتبي برفق.
“لا أظن أنه من شأني أن أقلق على عمتي، بما أنني قلت أنني سأرحل.”
قررت أن أترك الأمور تمضي كيفما اتفق.
‘هاه…’
ومن يهتم، فأنا لم أكن يومًا في علاقة مع كارسون أساسًا.
🍃
“أنا جائعة.”
ولكي لا أتشاجر مع كارسون وأرى وجهه، تركت العشاء.
منذ أن تصالح الدوق والدوقة، كنا نتناول العشاء معًا دائمًا.
حسنًا… لطالما تناولت العشاء مع كارسون قبل ذلك أيضًا.
نهضت من مقعدي وتوجهت نحو الباب. كنت ذاهبة إلى المطبخ لأحضر شيئًا آكله.
كان الوقت متأخرًا جدًا لاستدعاء خادمة، وأحسست ببعض الحرج من البحث عن طعام في هذا الوقت.
من دون تفكير، فتحت الباب وتوقفت فجأة بسبب ظل وردي في المدخل.
راكعًا عند الباب لم يكن سوى….
“كاون؟”
م.م: لين مسيطرة 🤣🤣
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 121"