أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
كان قريباً بما يكفي لأن أشعر بوضوح بأنفاس كارسون.
حين شددت جسدي استعداداً، انسابت ضحكة منخفضة إلى أذني.
حتى صوته كان مغرياً للغاية. يدي التي كانت تقبض على اللحاف بإحكام شعرت بالدفء.
أصابعه ضغطت برفق على ظهر يدي، ساحبةً إياي نحوه. ظننت أن قبضتي ستفلت وأن اللحاف سينزلق، لكن بطريقة ما ظل ثابتاً في مكانه.
وعندما فتحت عيني لأتأكد، كان هو من يمسك اللحاف بيده الحرة، لا أنا.
رمشت بعيني عدة مرات، مشوشةً لأن الأمور لم تسر مجدداً كما توقعت.
ثم انسكب صوته المهدئ فوق رأسي:
«لين، لن أفعل شيئاً لا ترغبين به.»
لأن خطأً فادحاً واحداً يكفيني. فكّر كارسون في داخله.
وأضاف مبتسماً ببطء وهو يضغط شفتيه على معصم لين.
ملامسته الحذرة كانت غارقة بالمودة. حدقت بالمشهد مسحورة، حتى استوعبت ما يفعله كارسون وسحبت يدي بسرعة.
لم يكن مجرد قبلة.
«قلتَ إنك لن تفعل شيئاً لا يعجبني!»
«…ألم يُعجبك؟»
صوته المستفهم كان حلواً على طبلة أذني.
أوه، لا، ليس الأمر كذلك، لكن…
أي شخص آخر يلمح أثر شفتيه على معصمي سيسيء الفهم حتماً، وسيتخيل شيئاً مؤسفاً.
وكأنه قرأ أفكاري من تعابيري، أمسك كارسون يدي مجدداً.
راح يفرك خده بكفّي وهو يبتسم بخجل.
«آسف، لم أكن أعلم أنك ستكرهين ذلك.»
«هل عليّ أن أقولها لك صراحة؟»
«لكن…»
توقف قليلاً، وكأنه يوشك أن يقول شيئاً ثم خفض عينيه بخجل قبل أن يفتح فمه:
«ذلك اليوم…»
آه. ما إن سمعت تلك الكلمات، أدركت.
كارسون لم يكن قطة،
ولا كلباً كبيراً لطيفاً،
بل كان ثعلباً يُخفي ذيله بإحكام.
🍃
في اليوم التالي.
استيقظ الدوق وحيداً، يضغط زوايا عينيه، عاجزاً عن النوم.
كان بائساً وهو ينام بعيداً بينما سيلفيا حاضرة في القصر.
لم يحتمل الأمر. في الحقيقة، كان ينتظر الصباح.
الليلة الماضية كان الوقت متأخراً جداً لزيارة لين. كان لديه الكثير ليقوله للطفلة.
استدعى الدوق شخصاً بسحره، متكاسلاً حتى عن جذب الحبل القريب منه.
وما لبث كبير الخدم ألتيمير أن دخل، أنيقاً كعادته.
كان رجلاً منظماً إلى أقصى حد، وبصفته كبير الخدم كان يعرف كيف يضبط الخدم.
منذ بضع سنوات، بدافع نزوة، منح نفسه لقب فارس.
«صباح الخير يا صاحب السمو.»
تجهم الدوق بشدة عند كلماته.
صباح الخير؟ أي هراء هذا.
لقد كان أحد أسوأ صباحاته.
قال بنبرة مسمومة: «هل تدرك أن قولك هذا إساءة فادحة؟»
…؟
ارتسم الارتباك على وجه ألتيمير.
«أعتذر يا صاحب السمو. لكني لا أفهم قصدك تماماً.»
«قصدي، كيف تظن أن صباحك الجيد يشملني أنا؟ يا للسخافة.»
تباً.
خطأ مني. يبدو أنني انسقتُ خلف النشوة لأني أزعجت تلك الفتاة البارحة.
كان علي أن أتواضع وأتذكر أن الدوق والدوقة ناما منفصلين.
خفض ألتيمير رأسه على عجل وقال: «أعتذر لتجاوزي حدّي وافتراضي الأمور.»
رفع الدوق حاجبه وهو يكاد يطلق تعويذة هجومية عليه، ثم أمر بصرامة:
«انسَ الأمر. أحضر لي الفتاة من الأمس حالاً.»
يبدو أنه سيوبخها بشدة.
كبح ألتيمير ضحكة وقال: «كما تأمر.»
وأثناء توجهه نحو غرفة لين، توقف لوهلة.
هل أذهب إلى غرفة الشاب السيد بدلاً من تلك الوضيعة؟ لا يمكن أن تكون خرجت من غرفته… ربما يجدر بي التوجه إلى غرفة السيد في النهاية.
بعد تردد قصير، وصل إلى غرفة كارسون وطرق الباب.
«سيدي، أنا خادمك.»
فتح الباب، فارتبك ألتيمير من مواصلة الطرق.
تفحص الغرفة بسرعة، لاحظ غياب لين، ثم أدار بصره وكأن شيئاً لم يحدث.
لكن قبل أن يحوّل نظره، أمسكه كارسون من قفاه.
«س-سيدي؟»
«أيها الخادم. فعلت شيئاً طريفاً، أليس كذلك؟»
«أ-أنا لا أفهم ما تعنيه…»
«سأتغاضى هذه المرة، لأنني تمكنت من رؤية وجه لين الجميل.»
اقترب كارسون منه أكثر، وابتسم ابتسامة باردة.
«لكن في المرة القادمة التي تفعل فيها شيئاً كهذا، قد تضطر لتوديع معصمك الذي عاش معك عمرك كله.»
ثم دفعه بعيداً وكأن الأمر انتهى.
«انصرف، إن فهمت.»
ترنح ألتيمير ونهض متألماً وهو يخرج من الغرفة.
كل خطوة كانت كطعنة في ظهره، لكنه أجبر نفسه على التماسك.
عضّ على أسنانه، كاظماً ألمه، وهو يخطو بغضب نحو غرفة لين.
يا له من وغد سيئ الطبع.
وبدا أن شيئاً لم يحدث…
هل يفتقر إلى أي شهوة، أي إنسانية؟ كيف يرفض امرأة يعشقها؟
قبل أن ينتبه، كان قد وصل إلى غرفة لين وطرق الباب معلناً حضوره.
لم يطل الأمر حتى سمع صوتها الهادئ بلا أي بحة:
«تفضل.»
فتحت لين الباب وحدقت به بنظرة باردة.
قابلها بنظرة لا تهتز.
وبعد لحظة، لاحظ ألتيمير أن معصميها ملفوفان بضمادات.
ضماد على المعصم…
هل هو من تلك القيود المتسلسلة؟ وعندما قلت إنك رأيت وجهها الجميل، كنت تعني أنك رأيتها تتلوى ألماً؟
هاه، حتى المرضى النفسيون ليسوا بهذا الانحراف.
أدهشه أنه قاسٍ إلى هذا الحد حتى مع فتاة يحبها.
لكن لم يكن ذلك وحده ما أزعجه. من السيئ أنها تظن أن السيد يحبها، والآن تتدلل أمامه أيضاً.
سأل باستخفاف، وهو يعرف تماماً من سبب الضمادات:
«ما الذي أصاب معصميك يا آنسة؟»
تدحرجت عينا لين ضجراً من وقاحته.
«أتسأل لأنك لا تعلم؟»
«أأسأل لأنني لا أعلم؟»
اشتعل غضبها نحوه حتى كاد ينفجر.
من بحق السماء أجبرها الآن على وضع الضمادات؟
«أأتيت لتتشاجر؟»
«كلا. جئت لأن الدوق أمرني بإحضارك.»
تصلب وجه لين عند سماع ذلك، وكأنها على وشك الانفجار.
ما كان محتوماً قد جاء.
🍃
وصلتُ إلى مكتب الدوق، وأنا أشعر كحيوان يُساق إلى المذبح.
«يا صاحب السمو، لقد جلبت السيدة.»
«ادخلي.»
بإذنه، دفعني ألتيمير إلى الداخل وأغلق الباب بقوة.
«سأنصرف الآن.»
طَخ—
ارتبكت للحظة من تركي وحيدة. خفضت عيني بانحناءة هادئة.
كان الأفضل أن أكون مهذبة قدر الإمكان في حضرة ما يُلقب بالدوق عديم الرحمة.
«أنا خادمة الدوقة، وقد جئت لأخدم كخادمة مرافقة لها…»
«لا داعي لكل هذا التهذيب، يا لين، وكأننا نلتقي للمرة الأولى.»
لا داعي للتحية وكأننا نلتقي لأول مرة؟ ماذا يعني؟
رفعت رأسي ببطء متسائلة.
ثم فركت عيني من الدهشة حين رأيت الوجه المألوف أمامي. نظرت مجدداً، ولم يتغير.
«…مستر؟»
«نعم، إنه أنا.»
الصدمة جعلت من الصعب ضبط ملامحي.
كنتَ دوق دوقية ليسيانثوس؟
حقاً؟
انتظر، لحظة…
إذا كنت دوق ليسيانثوس، ألا يعني هذا أنك والد كارسون؟
أيعني أن كل نصائح العلاقات التي كنت أقدمها كل تلك السنوات تخص والدي كارسون…؟
أصابتني دوخة. وجهي شحب من شدة الإحراج.
لم يهم حتى أنني كدت أصير أختاً لكارسون.
لا بد أنه تذكر كل ما قلته له باسم النصيحة.
أتذكر فوراً قميصاً ضيقاً، مئزراً، إعداد الفطور، والدلال.
وأموراً أخرى مثل ثني الأكمام لإظهار العضلات وارتداء بنطال قصير قليلاً.
كل ذلك ذكرته لتسهيل قصة حب…
لأب كارسون!
م.م: ليش زعلانة حبيبتي، حسنتي علاقتهم 🤣
حدق الدوق بي، وما زلت في صدمة، ثم قال بحذر:
«أعلم أن الأمر قد يبدو عذراً، لكني لم أكن أدرك أنكِ الفتاة التي يحبها كارسون.»
لم أشك في ذلك أبداً. لو كان يعلم، لما خطر له أن يتبنانني كابنة.
بل أكثر، كيف أنجبتَ ابناً مثل كارسون؟
لطالما رأيت تشابهاً مريباً بينكما، لكن شخصيتكما متناقضة تماماً.
على عكسك، كارسون صريح، مشرق، لطيف…
فجأة، تدفقت إلى ذهني شائعات لا تُحصى عن دوق ليسيانثوس.
آه…
إنهما يتشابهان حقاً. سامحني لأنني لم أدرك هويتك حتى الآن. كنت أتجنب عمداً معرفتها، خشية أن أبدو متطفلة…
بعد صمت طويل، سمعت صوته الجاد:
«هناك سؤال أود أن أطرحه عليك.»
«…تفضل.» أجبت وأنا لا أزال مذهولة.
«هل أنتِ واقعة في حب كارسون؟»
«ماذا؟»
كرر بنبرة أثقل حين بدوت متفاجئة من سؤاله المفاجئ:
«أسألك إن كنتِ تحملين مشاعر متبادلة تجاه ابني كارسون، أم أن الأمر من قلبك حقاً.»
راودني شعور جارف بأن أكون صادقة وأبوح بمشاعري.
هذا رجل حاول أن يتبناني ابنة له. لم يكن ليقترح ذلك لو كان يكرهني.
أولاً كارسون، ثم الدوقة.
والآن الدوق.
…كل أفراد عائلة الدوق يقفون في صفي.
كان وضعاً لا أجرؤ إلا أن أحلم به.
لكن…
مرة أخرى، بسبب ذلك الحقير ريكس بيغونيا. كان علي أن أكذب. لم أرد أن أخلق شرخاً بين الدوقين.
«لا، لا أفعل. لا أحب كارسون.»
كلمات قليلة فقط، ومع ذلك شعرت أنني سأنفجر باكية.
لا أحب كارسون.
كان ذلك أشبه بإنكار كامل لذاتي. اجتاحتني العواطف كطوفان. كنت محبطة ومقهورة حتى الجنون.
لماذا لا أستطيع أن أنطق بالحقيقة؟
مجرد كلمات قليلة. ذلك أن ريكس بيغونيا يريدني. أنني أخافه، أخاف يديه عليّ. أنني بحاجة للمساعدة.
فجأة، تذكرت رسالة أركاندوس لي.
أريدك أن تعيشي بأنانية.
بأنانية…
آسفة يا أركاندوس.
لكن لا أستطيع، طبيعتي تمنعني.
الحقيقة أنني كنت أفتك بنفسي بالإحباط والحماقة.
وبعد أن سمع جوابي، تمتم الدوق بوجه صارم:
«…لحسن الحظ، لم يذهب تضحيتي سدى.»
لم يكن ما قاله مهماً لي. دموعي كانت تتجمع في عينيّ.
تباً. لا يجب أن أبكي هنا.
قد يظن أنني غريبة.
في تلك اللحظة، تدحرج قلم من مكتبه. انحنيت لالتقاطه بامتنان، كأني أغتنم فرصة.
لكنني سمعت صوته المذعور فجأة:
«لين. لستِ مضطرة للانحناء والتقاطه. يمكنك استخدام السحر أو استدعاء خادم.»
أجبته: «إنه مجرد قلم، انتظر لحظة.»
لكن القلم انزلق إلى فجوة في المكتب ولم أتمكن من التقاطه بسهولة.
فانتهى بي الأمر جاثية على ركبتي، منحنية قدر الإمكان، أمد ذراعي.
عندها حدث ما لم أتوقعه.
بام—
«أحقاً أبعدت لين لتحتفظ بها لنفسك؟!»
استدرت مذعورة، والتقت عيناي بعيني الدوقة التي اقتحمت الغرفة.
وها أنا راكعة أمام الدوق…
وعيناي مغرورقتان بدموع لم أستطع مسحها.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 109"