أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
سأل الدوق على عجل:
«ماذا تقصدين يا سيلفيا؟»
«ماذا تعني؟ أأنت تقول إن لقب كنّة لا يعجبها أيضاً؟ همم، لكن لقب ابنتي العزيزة لا يعجب لين…»
راح عقل الدوق يدور بسرعة وسط ارتباك شديد، تاركاً وراءه صوت سيلفيا الحاد.
ما هذا الحديث عن كنّة؟
حين ذكر لأول مرة أن لديه طفلة يريد أن يمنحها اسم عائلة ليسيانثوس، احتجت سيلفيا بشدة.
لكن عندما أخبرها عن لين، تغيّر موقفها تماماً.
ابتهجت وقالت إنها ستخبر كاون (كارسن).
في ذلك الوقت، شعرت سيلفيا بالارتياح، لأنها لم تكن تودّ إخبار كارسن بنفسها.
هل حصل سوء تفاهم؟
لا، فسيلفيا التي نقلت الخبر لكاون كانت قد قررت مسبقاً أن لين ستكون كنّتها.
هل أساءت فهمي وظنّت أنني أريد منحها اللقب لا كابنة بل ككنّة؟
هذا ممكن. لكن يثير هذا سؤالاً آخر:
كارسن وافق بسهولة على أخذ لين زوجة له.
وماذا؟ وأحضرها بنفسه؟
ما الذي قد يدفع ذلك الابن المدلّل…؟
فجأة، لمعت صاعقة إدراك في ذهن الدوق.
مستحيل. هل كانت لين هي الفتاة التي يحبها كارسن…؟
تلك اللطيفة لين، تتزوج ابني الذي تحطمت إنسانيته منذ ولادته؟
م.م: الأب متقبل عيوب ابنو 🤣🤣🤣
ما إن استوعب ذلك حتى توهجت عينا الدوق، وتصاعدت حول جسده شرارة من الغضب.
هذا لا يمكن أن يحدث، ليس وهو يراقب بعينيه الاثنتين.
«أرفض ذلك يا سيلفيا.»
تفاجأت سيلفيا من نبرة الدوق الجادة ورمشت.
«ماذا؟ فجأة تقول هذا…»
«لن أسمح أبداً بأن تكون كنّتي!»
دوّى صوت الدوق الغاضب في أرجاء قصر الدوق.
ذلك الذي نادراً ما يرفع صوته في حضرة الدوقة، جعل العيون من حوله تتسع حتى كادت تخرج من محاجرها.
عضّ الدوق على شفته بقلق، وكأنه أدرك ما فعله متأخراً.
«فلنذهب إلى غرفتك ونتحدث.»
أشار بأصابعه فاختفى الخادمان.
كان الجو بينهما غريباً وهما ينتقلان إلى غرفة النوم.
تذكر الدوق فجأة حديثاً جرى بينه وبين لين في اليوم السابق:
— «…إنها ثعلبة ماكرة.»
— «…ليست لأنها تحبك، بل لأنها بحاجة إلى دمية بلا قوة ولا اسم عائلة.»
— «…أرادت أن تضمن استمرار نفوذها حتى تأخذ ابنة عامة ككنّة.»
السيدة النبيلة التي وصفها بالثعلبة كانت سيلفيا.
كان من الواضح أن خطأه أنه لم يدرك مبكراً أن الفتاة التي يحبها كارسن هي لين، وأن الصبي وتلك السيدة النبيلة هما عائلته.
لكن مع ذلك، ظلّ معارضاً أن تكون لين كنّة له.
فالثعلب الحقيقي لم يكن سيلفيا، بل ابنه كارسون.
صرّ الدوق على أسنانه وهو يستعيد مئات القصص عن أفعال كارسون في الماضي والحاضر.
لا يمكن أن يسمح للين أن ترتبط بمثل ذلك الثعلب لبقية حياتها.
من الواضح أنها انخدعت بوجهه وتمثيله، ولم تعرف بعد شخصيته الحقيقية.
كيف لفتاة بريئة ولطيفة مثلها أن تقع فيه؟
صحيح أن مجرد الحديث معها يجعل من الصعب ألا يحبها أحد…
لكن مع ذلك!
لماذا تكون لين هي من أحبها ابني بهذا الشكل؟
تنفّس الدوق بعمق لتهدئة غضبه، ثم قال:
«أعتذر يا سيلفيا عن انفجاري، لم أقصد أن أغضب منك.»
رمقته سيلفيا بنظرة باردة فجأة.
«لقد أخبرتني بوضوح أنك تريد أن تمنح لين اسم ليسيانثوس. والآن اشرح لي لماذا غيّرت رأيك.»
ابتلع الدوق ريقه أمام حدّة نظرتها.
وتحوّل وجهه فجأة إلى قناع حملٍ وديع، وقال بنبرة خشنة:
«لم أغيّر رأيي بشأن منحها اسم ليسيانثوس.»
«إذن لماذا…!»
«كنت أريدها ابنةً لي، سيلفيا.»
«ابنة؟»
هزّ رأسه بسرعة.
«نعم. ابنة، لا كنّة.»
ارتخت ملامح سيلفيا قليلاً إذ فهم عقلها السريع الأمر.
«أفهم ما كنت تفكر به.»
أشرق وجه الدوق وهو يظن أن غضبها قد هدأ.
«أليس كذلك…؟»
«لكن يا عزيزي، لين هي حبيبة كاون، فكيف أعتبرها ابنة؟»
«…وماذا عن مشاعر لين؟»
«لين قوية بما يكفي، ولو لم تحب كاون لصدّته.»
«فكّري، يا سيلفيا، أنتِ من قال إنها تنخدع بوجه كارسون ولا تحكم بعقلها.»
قطّبت سيلفيا جبينها.
«ومنذ متى صار الأمر عن خصومنا؟»
ارتفع صوتها غاضبة.
«وفوق ذلك، كاون على الأقل لديه بعض الأدب، ولم يخفِ شيئاً، لا عن معصمه ولا عن عنقه!»
«حبيبتي، أنت تعلمين متى يكون الأمر جدياً، ولن نصل إلى هذا الحد.»
قهقهت سيلفيا بسخرية: «يا للعجب، لقد قتلت ساحراً لأنه تجرأ ودرس السحر المحرّم.»
هزت رأسها غير مصدّقة.
«لماذا تلجأ دائماً للقوة بينما القانون يكفي!»
«ومن يتجرأ على التمادي أمامك؟»
«ها أنت تحدّق بغضب مجدداً!»
فتر بصر الدوق بناءً على كلامها.
عقدت سيلفيا ذراعيها، وشعرت بالهدوء قليلاً أمام منظر ذلك الدوق “اللطيف”.
«أكثر من ذلك، كيف تعرّفت إلى لين كطفلة؟ ظننت أنها فقط حبيبة كارسون.»
«التقينا عدة مرات لأسباب تتعلق بالعمل.»
لم يذكر الدوق أن العمل كان له صلة بالحب.
«عمل؟»
فكّرت سيلفيا إن كان زوجها قد التقاها فعلاً في عمل، ثم تذكرت شيئاً.
«آه، الأستاذ جورج قال إن لين بارعة جداً في الأعشاب لدرجة أنه كان يتوسل إليها، ويبدو أنها تمارس الكيمياء أيضاً.»
إذن منطقي أنهما التقيا في عمل.
«على أي حال، لا أريد أن تكون لين ابنتي.»
«سيلفيا… مهما ادعيتِ أنك تحمينها، عليك التفكير في مصلحتها.»
تصلبت عيناها مجدداً.
«أيعني هذا أنني أترك لين ضعيفة؟»
«ألستِ كذلك؟»
«هذا…!»
بقيت سيلفيا صامتة لحظة وهي ترفع عينيها.
رغم أنها كانت مؤيدة لزواج كارسون ولين…
لكن الآن، أليس كل ما قالته للتو مجرد اعتراف بعيوب زوجها؟
زوجها وكارسون متشابهان تماماً.
بمعنى آخر، لو كانت تفكر حقاً في مصلحة لين، لما أوصت بزواجها منه.
لكنها لم تشأ أن تخسر النقاش فردّت:
«كا- كاون مثلك تماماً، يلين مع من يحب. ستكون لين بخير.»
«بخير أو لا، لا نعلم بعد.»
حدّقت به سيلفيا بغضب، ثم تنهدت بعمق وأدارت وجهها.
«هاه، لا بأس، لا أظنني أستطيع الحديث معك أكثر.»
«سـ… سيلفيا، إنه متأخر، إلى أين ستذهبين؟»
«سنمضي في طريقين مختلفين الآن، حتى نرى الأمور بعين واحدة.»
«ماذا؟ منفصلين…؟»
اتسعت عينا الدوق كأنه سمع ما لا ينبغي.
«سأكون في الغرفة الأخرى، ويمكنك أن تنام هنا.»
أسرع الدوق ليعانقها من الخلف وهو يائس، شدّها بقوة كأنه لا يريد تركها.
«أنا آسف على كل شيء، كنت مخطئاً في كل شيء، لذا أرجوك، لا…»
لكن سيلفيا التفتت بحزم وانسلت من بين ذراعيه.
«اتركني، هذا ليس ما تفعله العائلة.»
«أوه، لسنا مجرد عائلة، نحن زوجان.»
«أوليست الأزواج عائلة؟ لا يمكنني استثناء ذلك.»
«لكننا استيقظنا في سرير واحد حتى هذا الصباح، ألا تذكرين…؟»
«يا إلهي، كيف تجرؤ أن تذكر النوم مع أم حماة ابنتك؟ هذا عار!»
«لكن هذا…»
امتلأت عينا الدوق بالارتباك.
لم يفعلا شيئاً لا يفعله زوجان، لكن بطريقة كلامها بدا وكأنه ارتكب إثماً.
غادرت سيلفيا الغرفة، تاركةً الدوق متجمداً من الخجل.
م.م: الأب مثل الابن….
«إن كنت تفهم، فسأرحل الآن.»
«سيلفيا، أفضل أن أنام في مكان آخر.»
«أنت تغضبني، فلا تحاول أن تفرض عليّ مكان إقامتي.»
«أوغ…»
خشية أن يمسكها ثانية، غادرت سيلفيا بالانتقال الفوري بسرعة.
ظل الدوق يحدّق في الفراغ حيث اختفت، وغطّى وجهه بيديه.
خيبة أمل اجتاحت جسده. كان ذلك كارثياً.
🍃
في تلك الأثناء، بينما كان الفيكونت ألتمير يرافق لين إلى غرفة الضيافة وينزل الدرج، سمع صراخ الدوق:
«لن أسمح أبداً لتلك الفتاة أن تكون كنّتي!»
رسمت كلمات الدوق الغاضبة ابتسامة شريرة على شفتي الفيكونت.
بعد أن خدم الدوق لأكثر من عقد، كان يعرف الرجل جيداً. إنه عاشق لا يستطيع العيش بلا زوجته.
أن يرفع صوته هكذا أمام الدوقة لم يكن أمراً بسيطاً.
خصوصاً أن الدوقة كانت تحترم رغبات الدوق، رأس العائلة، في القضايا المهمة.
يا للعجب!
الفتاة العامة التي جلبها كارسون اليوم لا تقارن بالدوقة مطلقاً.
مظهرها مقبول بالكاد، أما أخلاقها وشخصيتها فبعيدة كل البعد عن الأرستقراطية.
هل يعقل أن يأخذ دوق ليسيانثوس فتاة عامة زوجة لوريثه؟
خصوصاً أنها ليست حتى ساحرة.
وإن ورث السيد اللقب، ستصبح العامية دوقة!
أي منطق هذا؟ صحيح أنني جئت من خلفية عامة، لكنني حصلت على لقب فارس بفضل قدراتي… من الدوق نفسه!
أما هذه الفتاة الساذجة، فتعتمد على جمالها لتفتن السيد وتحلم بالارتقاء.
ويا لخيبة الأمل التي جلبتها الدوقة، منذ أن منعتني من ممارسة حقي، حتى استخدمت كلمة التقرير الشهري.
كرهت كل ذلك، وسرّني أن الدوق يكرهها بشدة.
«آه، لدي فكرة.»
ألم يقل السيد كارسون إنه يحب تلك الفتاة؟
ستكون طريقة مثالية لإذلال تلك الوغدة المتعجرفة، وكسب ودّه في الوقت نفسه.
ارتسمت ابتسامة شريرة على شفتي الفيكونت ألتمير، واستدار بقدميه نحو غرفة الضيافة حيث تقيم لين مؤقتاً.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 107"