أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
ارتجفت عينا كارسون قليلًا، لكنه أجاب بهدوء محاولًا طمأنتها.
“لن أغادر.”
“…كنت تنوي أن تغادر.”
“كنت ذاهبًا لإحضار خادمة. عليك أن تبدّلي ثوبك لشيء أكثر راحة، وأيضًا زينتك…”
قاطعت لين كارسون وهي تدفع نفسها مبتعدة عن الوسائد. ثم تقدّمت نحوه واقتربت من وجهه.
“كاون.”
اختنق حلق كارسون وهو يستدير لمواجهتها.
أرخَت لين قبضتها عن ربطة عنقه.
“قلها الآن إن لم تكن ترغب.”
للحظة، تصلّب جسده. وبعد برهة، سحب يده بعيدًا.
“أنتِ ثملة، لين.”
“ليس بالقدر الذي يمنعني من التمييز.”
“…هل تدركين كيف أثّرت كلماتك وأفعالك بي؟”
“أدرك.”
جاء جوابها وكأنه كان ينتظره، فبقي كارسون بلا كلمات.
(لا، ما زال هذا غير صحيح.)
كان عليه أن يتمالك نفسه بطريقة ما، وأن يهدئها.
“لين. لا أريد أن أقضي الليلة معك وأنتِ مخمورة.”
“إن لم يكن الليلة…”
“لين.”
تنفّس بعمق محاولًا تهدئة الرغبة العارمة داخله.
“أريدك أن تقدّري نفسك بقدر ما أقدّرك. هذا اندفاعي، وستندمين عليه.”
“انظر في عيني. هل تظن حقًا أنني قلت هذا بدافع الاندفاع؟”
ضغط كارسون شفتيه متجنبًا النظر إليها.
“كاون. قلت لك انظر إلي.”
أدارت لين وجهه قسرًا لتجبره على النظر إليها من جديد.
“…إن كنت تشك، ألقِ علي تعويذة تطهير.”
ارتجفت عينا كارسون بعنف.
سحر التطهير يطهّر الجسد من الأوساخ والسموم الخفيفة، والكحول كان قد اختفى بالفعل ولم يتبق سوى أثر طفيف.
ابتسمت لين بمكر وهمست في أذنه بإغراء:
“أنت قادر على فعل ذلك بسهولة، أليس كذلك؟”
لأنك ساحر بارع.
في اللحظة التي اخترق فيها صوتها العذب أذنيه، شعر كارسون بأن عقله فرغ تمامًا.
ببطء، مد يده ووضعها على خدها. الارتجاف لم يتوقف مع توتره.
توهّج ضوء خافت من كفّه، فرأت لين ذلك واتسعت عيناها.
لكن ابتسامتها لم تختفِ.
“لا أعذار بعد الآن، صحيح؟”
شهق كارسون. حتى فأر محاصر ما كان ليُنهك بهذا الشكل.
لولا أنه فرض على نفسه تعويذة كبح، لكان قد مات من سكتة قلبية عشرات المرات.
م.م: 🤣🤣🤣🤣
سواء كانت تعرف أم لا، ضحكت لين بهدوء وأحاطت ذراعيها حول عنقه.
“أريدك.”
كان الأمر يخطف الأنفاس. لم يعد كارسون يعرف إن كان هذا حقيقيًا أم حلمًا.
“مرة واحدة فقط، أرجوك. أريد أن أجعلك ملكي بالكامل.”
ابتسمت لين، محتجزة إياه داخل عينيها السوداوين الكريستاليتين.
“أنا أحبك.”
مثل صاعقة، عاد كارسون إلى وعيه.
لقد قالت إنها تحبني. لين بنفسها.
رمش ببطء ونظر في عينيها.
(لا، هذا ليس حلمًا.)
“…لين.”
كان حلقه جافًا، وصوته أجشًا. غامت عيناه.
(هل تعلمين يا ترى؟)
إلى أي مدى تدفعه كلماتها للجنون. عضّ على أسنانه وقاوم بشدة رغبته في تقبيلها.
ثم ذاب مرة أخرى أمام صوتها المغري:
“ما الذي تنتظره، كاون؟”
تمسّك بخيط العقل الأخير، على وشك أن يستسلم لغرائزه.
(لا، لا أستطيع.)
إن قبلت شفتيها الآن، فلن أستطيع أن أوقف نفسي بعد ذلك.
دفعها بعيدًا بعد صراع طويل، وأضاف بسرعة قبل أن تسيء الفهم:
“…ليس اليوم. لستِ مستعدة.”
كم من الأطفال وُلدوا في الإمبراطورية نتيجة التهاون، ظنًا أن ليلة واحدة لا تعني شيئًا.
آخر ما يريده هو أن تؤذى بسبب رغباته.
ضحكت لين بخفة وهي تراه يغمض عينيه بإحكام. لم يكن يدرك كم تعبت هي من أجل هذه اللحظة.
“شش، لا بأس.”
بهذا الاطمئنان، سحبته نحوه.
التقت أعينهما عن قرب، حتى شعرا بأنفاس بعضهما.
كانت شفاههما على وشك أن تلتقي.
دقّة—
اتسعت عينا لين، وغطّت شفتيه بيدها فجأة.
ارتسمت على وجهها نظرة إدراك.
(بدأ مفعول الشراب يزول متأخرًا.)
ابتسم كارسون بضعف، وهو يشعر بفراغ عميق. إرادتها هي الأهم.
ثم احمرّ وجه لين التي رغم كلماتها المغرية بدأت تستعيد وعيها.
ترددت قليلًا، ثم قالت بخجل:
“أنا… لم أنظف أسناني.”
تجمّد كارسون مذهولًا. لم يتخيّل أبدًا أن يكون السبب بهذا التفاهة.
لكن مجرد التفكير في ذلك بدا جميلًا.
“لين، هل تعلمين شيئًا؟”
ابتسم كارسون بخجل، ملصقًا جبينه بجبينها.
“سحر التطهير لا يزيل السموم فقط، بل ينظف أيضًا.”
ومع ذلك، وضع يده برفق خلف رأسها. لم يكن لمسًا قسريًا.
سمحت له لين بسرور أن يجذبها.
ثم التقت شفاههما، واختلطت أنفاسهما.
كانت لحظة تؤكد الحب الذي كتموه طويلًا.
إحساس محموم، مشتعل، اجتاح جسديهما.
لا أحد يدري كم طال.
“…هاه.”
شهقت لين، مرهقة بالفعل رغم أن شفاههما بالكاد تلامست.
تعلّقت عينا كارسون بها بإصرار. كان على وشك الانفجار.
لم يَلُم لين على إنهاكها. فالليل كان طويلًا، وكان لديه القدرة السحرية على تجديد طاقتها.
قال بصوت منخفض، غاضب، كصيّاد يقترب من فريسته:
“أنتِ من جلب هذا لنفسك، لين.”
🍃
دفء أشعة الشمس على جفنيّ المغلقين أيقظني من غفوة قصيرة.
شعرت في داخلي أنني نمت أكثر من اللازم، لكنني لم أرد أن أستيقظ.
ملامسة بشرتي العارية للغطاء كانت مريحة. بالإضافة إلى ذلك، الوسادة التي كنت أعانقها كانت دافئة.
“ممم…”
تكوّرت أكثر، راغبة في الاستمتاع باللحظة. ثم شعرت بيد تربّت على ظهري.
“نمِي قليلًا بعد.”
كانت اللمسة رقيقة، والصوت عذبًا.
مهلًا. وسادة تتكلم؟ بل ودافئة؟
جلست بسرعة وحدّقت في الوسادة التي كنت أحتضنها.
“…آه.”
إنه كارسون.
فور أن رأيته، تلاشى شرودي، وأدركت ما حدث.
نعم. كنت مع كاون البارحة…
ابتسم ساخرًا من تعابيري المندهشة. مد يده ليمسّد شعري المنفلت، وفتح عينيه ببطء.
“هل استيقظتِ؟”
لم يُجهد نفسه حتى بتغطية صدره العاري. ضيّقت عينيّ وأنا أحدّق فيه.
بهذا الشكل أراه أوضح. حتى في الصباح، كانت أشعة الشمس تتلألأ على وجهه بلا خجل، مبرزة صدره وعضلاته المشدودة.
منظر جعلني أفكر أنني محظوظة لوجودي في هذه الحياة.
ثم جاء صوته المرتبك:
“لين، من المحرج أن تحدقي بي هكذا.”
انتبهت فجأة ونظرت مباشرة إلى وجهه.
كان وجهه أحمر كالدم، عيناه مضطربتان، ينظر إلي ثم يدفن وجهه بين يديه، ثم يكرّر.
كان مشهدًا مضحكًا قليلًا. مع ذلك الوجه البريء…
لم أتمالك نفسي وقلت همسًا: “وجه جميل، لكن أخلاق… ليست كذلك.”
فجأة، وقعت عيناي على بضع خصل من شعري وشعره فوق السرير.
أسود وردي…
بعد ما بدا أبدية، التفت إليّ كارسون أكثر هدوءًا.
“لين، هل تشعرين بأي انزعاج؟”
“ها؟ إن كان لديك ذرة ضمير، لما سألت…”
كنت على وشك أن أجيبه بالنفي، لكن الغريب أنني شعرت بخفة وراحة أكثر من المعتاد.
“همم…؟”
ضحك كارسون برفق لرؤيتي متحيّرة.
“أنا سعيد لأنك بخير.”
آه، بالطبع. السحر. شعرت كأنني اغتسلت بعد ليلة طويلة.
هو نفسه الذي اعتاد أن يلقي علي تعاويذ الاستشفاء حين أبدو مرهقة.
خدمة ما بعد الليلة كانت مثالية.
وبينما كنت أقدّر رعايته، تذكرت أن عليّ العودة إلى سكني.
لكنني رأيت في عينيه حرارة وندمًا لم تخمد بعد.
كيف يبدو بهذه الحيوية دون تعويذة تجديد مثل التي أملكها؟
طاقته ليست بشرية. ومع ذلك، كنت أعلم أنني لو تركت كارسون يحاول إغرائي، فسأستسلم.
وهذا ما حدث البارحة.
في اللحظة التي ظننت أن الوقت حان للنوم…
أغواني بوجهه، صوته، جسده.
لم أعد أتذكر عدد المرات.
شهقت عميقًا، ورميت الغطاء بعيدًا، ثم جلست مسرعة لأرتدي ثيابي.
ارتديت ملابسي الداخلية سريعًا، وبقي فستاني فقط، ما جعل الموقف مربكًا.
الفستان كان صعب الارتداء بمفردي.
اقترب مني كارسون، الذي أنهى ارتداءه أولًا.
“لين، انتظري.”
ظننت أنه سيساعدني، لكنه قبّل جبهتي بدلًا من ذلك.
اتسعت عيناي دهشة.
بعد ليلة كاملة قضيناها معًا، لم يكن يفترض أن أصدم، لكن هذه المرة كانت مفاجأة.
كان حريصًا دومًا أن يطلب إذني حتى للإمساك بيدي، والآن يقبّلني بلا كلمة.
ابتعد بعد لحظة، وجهه يبدو وكأنه سينفجر من الخجل.
“ارتاحي جيدًا.”
ثم اختفى أمام عيني.
حين التفتّ، وجدت أن مكاني قد تغيّر.
كنت في غرفة سكني. اتجهت فورًا إلى سريري، وضربت الوسادة بقبضتي.
“آآآآآه!”
“أليس من الغش أن تكون لطيفًا هكذا، تفعل كل شيء ثم تخجل من قبلة!”
“كيف لا أقع في شباكك وأعيش بعدها؟!”
شهقت، وأخذت أغطي وجهي باللحاف لأهدأ. ندمت أنني لم أفكر في عواقب علاقتي به.
ومع ذلك، نجحت في نقش ذكرى خالدة مع كارسون، لكنني علمت أنها ستترك ندوبًا من الندم أيضًا.
“كيف سأتعامل معه حتى التخرج، بحق السماء…”
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 101"