كان الإمبراطور دائمًا شخصًا يجلس على العرش بعيدًا عن الجميع. كانت هذه هي المرة الأولى التي أراه فيها عن قرب.
كانت ملامحه متعبة وبدا وجهه باردًا وغير معبر. وعند التدقيق، لاحظت أنه يشبه ماكس إلى حد ما، وهذا ليس مفاجئًا كونه والده البيولوجي.
ظل الإمبراطور يحدق في وجهي بهدوء، وكأنه يفحصني بتمعن.
لم أكن أعرف كيف أتصرف، لكنني انتظرت بصبر.
في تلك اللحظة، ابتسم الإمبراطور بشكل غير متوقع.
“ماكس قد أحضر امرأة جيدة.”
وفي تلك اللحظة، تلاشى توتري بالكامل. عبّر ماكس بجانبي عن شكره.
“شكرًا لكم.”
أومأ الإمبراطور برأسه وسأل:
“هل تعافى وزير المالية؟ لقد كنت قلقًا عندما انهار. فهو أحد أعمدة إمبراطوريتنا الثمينة.”
رفعت رأسي ورددت بامتنان:
“لقد تعافى بفضل قلق جلالتكم. الآن هو بصحة جيدة تمامًا وسيعود للعمل لخدمة جلالتكم.”
ابتسم الإمبراطور بوجه مبتهج.
“ها هي عروس ذكية تنضم للعائلة الإمبراطورية. كلماتك واضحة وجميلة. يمكننا أن نتوقع أحفادًا مميزين.”
احمر وجهي خجلًا عند سماع تلك الكلمات.
فتدخل ماكس ليرد على ذلك الكلام بدلًا مني.
“إذا كان الطفل منها، فبالتأكيد سيكون جميلًا وذكيًا.”
أحمر وجهي أكثر وخفضت رأسي.
“هل علمتِ أن ماكس الذي لم يعترض عليّ طوال حياته قد جادلني عندما كان الأمر يتعلق بكِ؟ لقد تفاجأت.”
شعرت بالقلق يجتاحني، هل يلومني؟
لكن سرعان ما عاد الهدوء إلى نفسي بعد كلماته التالية.
“في تلك اللحظة فكرت أنه يجب أن لا أعارضه إذا أرادكِ كعروس له، حتى لا أكون مكروهًا من ولي العهد. حتى لو لم تكن تروق لي، كنت سأوافق، ولكنك بالفعل تروقين لي، وهذا حظ جيد.”
بصعوبة حاولت أن أبتسم وأنا أجيب:
“يبدو أن ماكس أحبني لدرجة أنه فقد رشده للحظة. ولكنه يتحدث دائمًا عن جلالتكم ويقلق بشأن صحتكم.”
أبدى ماكس وجهًا متهجمًا للحظة، لكنه سرعان ما وافق بلباقة.
“صحة جلالتكم هي صحة الإمبراطورية، وهذا أمر طبيعي.”
ضحك الإمبراطور ضحكة خفيفة.
“أرى أنك تجيد مجاراتها. كنت قلقًا أنك لا تعرف شيئًا عن النساء بسبب انشغالك الدائم بالعمل، وتساءلت إن كان عليّ أن أجد لك واحدة، لكن يبدو أنك فعلتها بنفسك عندما حان الوقت.”
واستمر الإمبراطور في الحديث بخفة، ممازحًا أو موجهًا نصائح حكيمة لماكس.
كان ماكس يظهر بعض الانزعاج، لكنه تعامل مع الأمر بأدب.
أما أنا فقد فوجئت بأن الإمبراطور كان يبدو وكأنه أب عادي، إذ كنت أظنه شخصًا أكثر هيبة وصعوبة.
أخيرًا، استقر الإمبراطور في كرسيه وقال:
“أدركت مدى اهتمامك بزوجتك المستقبلية. هذا يكفي بالنسبة لي.”
ثم نظر إليّ وقال:
“عندما رأيتكِ، تذكرت أن هناك في خزينة العائلة الملكية بعض الأقمشة والمجوهرات التي تناسبكِ. سأرسل لكِ بعض القطع الثمينة من القماش وبعض مجوهرات العائلة إلى منزلكِ.”
تفاجأت بكلامه لكنني انحنيت شاكرة.
“شكرًا لكم، جلالتكم.”
بعد أن انتهينا من اللقاء بنجاح وغادرنا، كانت وجنتاي متوهجتين.
“يبدو أن جلالته قد أحبني.”
لكن ماكس بدا غير مرتاح.
كان يفكر بعمق لبعض الوقت، ثم ظهرت على وجهه تعابير ثقيلة، لكنه سرعان ما تنفس الصعداء وابتسم.
“أنا سعيد لأنك سعيدة. إذا كنتِ سعيدة، فأنا سعيد أيضًا.”
لاحظت تعابيره وظهرت على وجهي علامات القلق.
“هل هناك شيء يشغلك؟”
أجاب ماكس وهو يهز رأسه.
“لا، بالطبع لا. ولكن إذا حاول جلالة الإمبراطور أن يبقيكِ قريبًا ويستغل وجودكِ، حاولي أن تبقي في مقر إقامتك بحجة المرض. سأخبرهم مقدمًا بأنكِ تعانين من ضعف وتفضّلين عدم الخروج كثيرًا.”
لم أفهم تمامًا ما كان يقصده، لكن لا بد أن لديه سببًا لقول ذلك.
لذلك، أومأت برأسي موافقة.
لقاء الإمبراطورة كان أسهل من ذلك.
كانت ذات جمال لا يُقاس عمره، بشعر أخضر ناعم ينسدل برفق. كانت هناك تيارا تزين جبهتها وتلمع ببريق خلاب.
كانت يداها ناعمتين ورفيعتين، تتناسبان تمامًا مع العزف على الكمان.
كانت دائمًا سيدة أنيقة ولطيفة.
وبما أنني قد التقيت بها عدة مرات من قبل، فقد كانت هناك بيننا معرفة سابقة، فابتسمت وأومأت برأسها.
“ليس هناك ما يقلقني بشأنك. كنت أفكر كثيرًا في أنكِ ستكونين عروسًا مناسبة لي. هذا أمر رائع. اعتمدي عليّ كأمكِ وزوريني كثيرًا.”
قدّمت لنا الإمبراطورة الشاي بنفسها، وتعاملت معنا بلطف كبير، وأخبرتنا بابتسامة أنها ستعتني بترتيبات الموكب في حفل إعلان خطبتي.
كان اللقاء سهلاً للغاية مقارنة بالتدريب الذي تلقيته مع معلم الآداب.
“لقد كان وقتًا رائعًا، لقد كان القلق الذي شعرت به بلا جدوى.”
لو كنت قد انزلقت على هذا الوحل بعد كل ما تعلمته من معلم الآداب، لكان كل شيء بلا جدوى.
كنت على وشك أن أقترح أن نذهب حول الوحل، لكن ماكس فجأة خلع رداءه ووضعه على الوحل.
“تفضلي بالعبور. إذا مشيتِ على رداءي فلن تتسخ قدماكِ بالطين.”
في تلك اللحظة، فقدتُ القدرة على الكلام.
كنتُ أعلم أن ماكس يقدرني كثيرًا، وكأنني جوهرة ثمينة… ولكن…
ثم أمسك ماكس بيدي وابتسم بهدوء.
“تفضلي، يا سيدتي.”
وهكذا، مشيتُ في النهاية على رداء ماكس. وكل خطوة خطوتها على ردائه، شعرتُ بعاطفته العميقة تجاهي تملأ قلبي.
أن أصبح زوجة لهذا الشخص… عندما فكرتُ في ذلك، شعرتُ بسعادة غامرة لدرجة أنني لم أستطع تصديق مدى حظي.
****
كلمة “تيارا” تشير إلى تاج صغير أو إكليل مرصع بالجواهر، عادة ما ترتديه النساء كزينة على الرأس في المناسبات الرسمية والاحتفالات. التيارا تزين الجبهة وتضفي على مرتديتها مظهرًا ملكيًا أو نبيلًا، وهي غالبًا مصنوعة من المعادن الثمينة مثل الذهب أو الفضة، وتكون مزينة بالأحجار الكريمة أو الألماس.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "89"