نظرت بعمق في عيني ماكس، وكانت عيناه ترتعشان كالموجات الهادئة.
أدار وجهه أخيرًا وهمس بصوت مكبوت:
“أنتِ حكيمة لدرجة أنكِ قاسية.”
ابتسمت قليلاً عند سماع تلك الكلمات.
“كنت أعتقد أنك تحبني لأنني ذكية.”
تنهد والدي.
“هل يجب أن تسلكي هذا الطريق الصعب؟ أنا آسف للأمير ماكس، لكن من الواضح أن زوجًا طيبًا وسيمًا سيجعلكِ أسعد. لماذا تختارين هذا الطريق الشاق رغم ذلك؟”
في تلك اللحظة، عض ماكس على شفتيه.
ظهرت على وجهه علامات الندم والمعاناة. حاول أن يتكلم، لكن لم تخرج أي كلمات من فمه.
شعرت بالشفقة. كان من المؤسف أن شخصًا ليس له مثيل في العالم يشعر بهذا القدر من الندم بسببي.
أمسكت يده بقوة وقلت:
“لأنني أحبه كثيرًا. لأنني أحبه كثيرًا.”
انحنيت ونظرت في وجه ماكس المنحني. وبكل دفء عبرت عن حبي له وقلت:
“حتى لو تم نسياني في قصر بعيد… لن أستطيع أن ألومه لأنني تلقيت الكثير من الخلاص بسببه.”
في تلك اللحظة، احمرت عينا ماكس المنخفضة.
وتظاهرت بأنني لم أرى ذلك وقلت لوالدي:
“أبي، أريد أن أكون بجانب هذا الشخص. ألا يمكنك أن تسمح لي بذلك؟”
غطى والدي وجهه بيده وأخذ نفسًا عميقًا وعميقًا.
“أنتِ… لم أعد أعرفكِ منذ فترة طويلة بالرغم من أنكِ ابنتي… افعلي ما تريدين.”
ثم أدار والدي ظهره ومشى بعيدًا.
ماكس لم يتوقف عن القدوم بعد أن أدار والدي ظهره. حاول مرارًا وتكرارًا إقناعه.
في وقت لاحق، كانت والدتي تعتاد على زيارة ولي العهد المتكررة، فتقول “ها قد جاء مرة أخرى”.
ولم يكن ذلك فقط. كنت أشرح لأبي في كل وقت ما عدا وقت النوم بلهجة هادئة كم أنا سعيدة مع ماكس، وكيف أنه بوجودي في القصر الإمبراطوري سيتيح لي رؤيته بشكل متكرر لأنه يعمل هناك أيضًا.
أخيرًا، استسلم أبي ورفع الراية البيضاء.
“يا لك من مزعجة لئيمة! فهمت، فهمت. فقط جربي أن تندمي. ستظلين محبوسة للأبد هناك!”
* * *
هذه المرة، حصلت على إذن والدي ووالدتي للقاء ماكس.
كنت أترقب موعد اللقاء بشوق كبير، وتمنيت ان يتم تسريع الوقت لكن تلك مرت الأيام ببطء شديد حتى حان الموعد…
استعددت بكل عناية، وتأكدت مرارًا من مظهري بمساعدة الخادمة قبل أن أخرج.
عند الباب، رأيت ماكس قادمًا لاصطحابي بابتسامة مشرقة.
“هذا هو موعدنا الثالث. أمي وأبي كانا شديدي الحرص على أن أبدو جميلة.”
قلت ذلك بينما أعطيته يدي، فقبلها وقال بابتسامة:
“لكن مظهرك بسيط جدًا رغم ذلك. ومع ذلك، ما زلت تبدين مذهلة.”
رأيت وجه ماكس يبتسم بشدة، فقلت بسعادة:
“هكذا أستطيع التجول في السوق الليلي معك. ميزة كبرى أن أتمكن من الذهاب إلى مثل هذه الأماكن معك.”
ضحك ماكس بصوت عالٍ.
“هاهاها، أنت تواعدين ولي عهد الإمبراطورية وتعتبرين أن الميزة هي التجول في الشوارع؟ أنتِ حقًا مميزة.”
ثم لمس أنفي بلطف وقال:
“لهذا وقعت في حبك.”
كانت عيونه مليئة بالحب، وشعرت بسعادة كبيرة تغمرني.
ابتسمت وقلت:
“حسنًا، حتى لو كانت لدي هواية جمع الألماس، لكنت اعتبرت ذلك ميزة خاصة.”
ضحك ماكس وقال:
“أنتِ كاميلا الذكية والمحبوبة، يبدو أنكِ على حق. تلك الجماليات النبيلة والكرامة هي ما أحببته فيك.”
رفعت رأسي بفخر وانا اربت على صدري و قلت:
“أرأيت؟”
ثم نظرنا إلى بعضنا وضحكنا بمرح.
عند وصولنا إلى السوق الليلي، كانت الأضواء الصغيرة تملأ المكان. الشموع الصغيرة الموضوعة هنا وهناك أضفت بريقًا على السوق بأكمله.
كان هناك طين على الأرض نتيجة أمطار أوائل الشتاء، لكن ذلك جعل الأمور أكثر متعة.
رفعت تنورتي بيد واحدة وأمسك ماكس بيدي ليساعدني على القفز فوق الوحل. شعرت كأنني جنية خفيفة الوزن تقفز من مكان لآخر، ولم أستطع التوقف عن الضحك.
“خطواتك واسعة جدًا، وهذا ممتع للغاية. أشعر وكأنني أطير في الهواء.”
تباهى ماكس وقال:
“حقًا؟ أشعر بالفخر بساقي الطويلة الآن.”
قرصت أنفه مازحة:
“ما هذا الغرور؟”
انفجرنا ضحكًا.
في تلك اللحظة، سمعنا صوت موسيقى قادم من مكان ما. كانت الأضواء الدافئة وصوت الضحك يجذبنا كالنحل إلى الرحيق.
“أوه، يبدو أن هناك مهرجانًا. الجميع يرقص.”
كانت الرقصات الشعبية تدور بحيوية، مع انتشار التنورات بشكل دائري في الهواء بخطوات خفيفة مبهجة.
توقفت الرقصات للحظات بينما كان التجار يتجولون ويبيعون أشياء مثل عصير التفاح وبعض الوجبات الخفيفة.
كان الموسيقيون يبتسمون بسعادة.
نظرنا إلى بعضنا وتبادلنا نظرات الفهم، وانضممنا إلى المهرجان الذي كان يقام في الشارع.
بدأنا نرقص بين الناس بسهولة، كانت الرقصة بسيطة ولكنها مليئة بالحيوية والإثارة، فكنّا نحمر خجلًا ونضحك باستمرار.
كانت أجسادنا تلتقي وتبتعد، ووجوهنا تقترب وتتلاقى نظراتنا، وكأن مجرد النظر إلى بعضنا كان يكفي لجعلنا نضحك كالأطفال.
ما الذي كان يجعلنا سعيدين هكذا؟ لا نعلم، لكن الرقص والضحك معًا كانا متعة كبيرة.
اقترب منا تاجر أثناء استراحتنا:
“أيها الوسيمان، اشتروا عصير التفاح. إنه رخيص!”
نظر ماكس بنظرة مترددة فدفعتني لأشتري العصير.
ربما بسبب الكحول أو الرقص، كانت وجوهنا محمرة.
كان وقتًا ممتعًا للغاية، كأننا مسحورون. شعرت بالطاقة تجتاحني.
“كانت لحظة ممتعة. غريب، لم أشعر بهذه المتعة أو القرب من أي شخص بشكل مفاجئ هكذا من قبل، لكن معك يبدو الأمر وكأنه سحر.”
ثم سألته بصدق.
“هل من الممكن أن تكون هدية من السماء لي؟”
عندها رفع ماكس حاجبيه بدهشة.
“مذهل. كنت أفكر في نفس الشيء.”
كانت اللحظة حلوة لدرجة أنني شعرت وكأنني تلقيت هدية العمر. لذا قررت.
حتى لو تغير ماكس، لن أنسى هذه اللحظة. سأعتبرها ثمنًا لهذه اللحظة السعيدة.
لأنني سعيدة للغاية. لقد اكتسبت القوة لأعيش حياتي بأكملها بسعادة هذه اللحظة.
“حتى لو لم تأتِ مثل هذه اللحظة مرة أخرى، سأظل أتذكر هذا اليوم طوال حياتي. كانت لحظة ممتعة وسعيدة للغاية.”
وضعت يدي خلف ظهري ودرت حول نفسي مبتسمة.
“شكرًا لك على إهدائي هذه الذكرى.”
كنت سعيدة لدرجة أنني أردت أن أنهيها بمفردي. لن أندم. حتى لو حدث ما قاله والدي، سأقبله كمصير وأريد أن أكون معه.
بينما كنت أعزز عزيمتي، نظر إلي ماكس طويلًا.
ثم فتح ماكس فمه بتعبير قلق، وبدا متسرعًا.
“أنتِ دائمًا ما تكونين هكذا…”
ثم توقف فجأة وكأنه يكبت شيئًا، وأغلق فمه. ساد الصمت بيننا للحظة.
أخيرًا، تحدث ماكس مرة أخرى، بنبرة لطيفة.
“كنت سأقول ما كنتِ تقولينه. ولكن بالتأكيد، ستأتي أوقات ممتعة أخرى وسنلتقي مرة أخرى.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "84"