الفصل الخامس والسبعون
(مسودة)
الفصل الخامس والسبعون
(مسودة)
“اذناك مثل اللؤلؤة، لذا لنختار اقراط ملونة.”
كان الأمر غريبًا. شعرت بتوتر خانق بلا سبب وجسدي كان يرتعش.
لم يكن ذلك فقط ما حدث. وجهي بدأ يحمر شيئًا فشيئًا وكان ذلك محرجًا عندما انعكس وجهي في المرآة.
كنت خائفة من أن يسمع كارديموس دقات قلبي التي أصبحت أعلى وأعلى.
في تلك اللحظة، سمعت صوت عالٍ من الخارج كسر الأجواء الغريبة.
“آاااااه!”
كان صوتًا كبيرًا يشبه الصراخ. كان الصوت مخيفًا جدًا وكبيرًا لدرجة أنني صرخت بلا وعي وانكمشت برعب .
“آه!”
في لحظة، تلاشت الأجواء الغريبة ونظرت حولي وانا ارتجف.
ولكن لم يكن هناك أي شيء غريب في الغرفة.
“ما… ما الذي يحدث؟ ما هذا الصوت؟”
قال لي كارديموس بوجه جامد وبارد:
“سأذهب لأتحقق. ابقي هنا بهدوء.”
أدهشني موقفه المفاجئ المتعالي ولكنني أومأت برأسي.
خرج كارديموس ليتحقق من سبب الصوت، وشددت على شالي، لا أدري إن كان بسب احساسي بالخوف او البرد .
لماذا، رغم أنه منزل لا مثيل له و يبدو كتحفة فنية ، لكنني م أشعر بالراحة فيه. كان هناك توتر غريب في المكان.
وكان اكثرهم غرابة هو كارديموس.
انتظرت بقلق حتى عاد كارديموس بسرعة. بعيونه الحمراء الباردة، لم أتمكن من الكلام فحبست أنفاسي وانتظرت كلماته.
هل لاحظ ذلك؟ فك عقدة وجهه وقال:
“إنه ذئب.”
كان الأمر غير متوقع.
“ذئب؟”
رد كارديموس بنبرة غير مبالية على سؤالي:
“نعم. هذا المنزل بجوار الغابة لذا يقتحمه الذئاب أحيانًا أو يجولون حوله. لا تخرجي في وقت متأخر من الليل. وأغلقي الأبواب جيدًا.”
ثم قال بوجه مظلم كتحذير:
“خاصة عندما يطلب منك الفرسان عدم الخروج، من الأفضل أن تستمعي إليهم.”
أجبت برأس منحني، أشعر بنوع من الضغط:
“نعم…”
وبعد لحظة لم أتمكن من كبت فضولي فسألت:
“لكن هل الذئب كبير؟”
نظر كارديموس إلي بوجه غريب ثم ابتسم.
لماذا؟ بدا أنه في وقت قصير تغير مزاجه مرة أخرى. شخص غامض حقًا.
“نعم. كبير جدًا وشرس. لذا لا تخرجي خارج المنزل. إذا كنت مصرة على الخروج، سأرافقك.”
فتحت فمي بقلق:
“أنا، أريدك أن اعرف عن ماضيّ…”
ابتسم كارديموس بابتسامة كالقناع وقال بلطف مفرط:
“نبحث عنه، فلا تقلقي. لكن يبدو أن الأمر صعب ولا تأتِ الأخبار بسهولة. لكن لا داعي للقلق.”
ثم وضع يده على كتفي. شعرت بالقوة في تلك اليد، مما أثار شعورًا غريبًا بالخطر فلم أعترض وبقيت هادئة.
“في هذا المنزل، ارتدي واستمتعي بالأشياء التي أعددتها لك وانتظري. هذا المنزل كان دائمًا في انتظار مالكا له، لذا سيكون سعيدًا بوجودك به.”
عيون حمراء داكنة واجهت عيني عبر المرآة. كانت نظراته بائسة كما شعرت في البداية.
“بالطبع، أنا أيضًا ساكون سعيدا بوجودك كذلك. يا ريبيكا.”
كان نطقه لاسم ريبيكا في نهاية كلامه مفعمًا بالود.
في تلك اللحظة، فجأة شعرت أن اسم الحبيبة التي توفيت ربما كان ريبيكا.
عندما خطرت لي تلك الفكرة، شعرت بشيء غريب.
وأيضًا، فكرت في شيء آخر.
بالتأكيد، هذا المنزل كان به شيء غير طبيعي.
* * *
في مكتب فخم، سُمع صوت شخص غاضب.
“هل فشلتم مرة أخرى؟”
عينان خضراوان وشعر أسود ووجه بارد. ملابس فاخرة. صوت ماكس كان غاضبًا.
رد الشخص الذي كان يقف أمام ماكس بشفاه مضغوطة ووجه جامد.
“إنهم يحرسونها بعناية شديدة.”
كم مرة حدث هذا؟ كل من أُرسله ليأتي بها اختفى ولم يعد هناك أي اتصال معه.
كان ماكس يكاد يُجن من القلق.
لم يعد يستطيع الانتظار. لا يعرف ما يحدث لكارميلا الآن.
الانتظار أكثر قد يودي به إلى حافة الجنون.
“…سأذهب بنفسي.”
تدخل مساعد ماكس بحالة من الذعر محاولًا منعه.
“جلالتك! اهدأ. إذا أصابك مكروه…”
عندها، قال ماكس بصوت منخفض بينما يضغط على أسنانه:
“هل تعني أنني يجب أن أبقى وأنتظر بينما حبيبتي محبوسة؟”
كانت عيناه الخضراوان تشتعلان بالغضب. كان صوته مكتوما.
لكن، رغم غضبه، توسل مساعده:
“إذا أصابك مكروه، سيخسر كثير من الناس نورهم. أرجوك.”
كان يمنعه بشدة حتى لو كان يعني ذلك التضحية بنفسه. ماكس، الذي كان ينظر إليه بغضب، جلس في النهاية.
بوم-
ضرب ماكس المكتب وهو يصتك على أسنانه .
“تبًا…”
ثم أمسك رأسه وهمس.
“كارميلا…”
فكر ماكس بقلق.
بهذه الطريقة، لا يمكنه إنقاذ كارميلا. كان يحتاج إلى طريقة أخرى.
أمسك ماكس بروش مزين بالألماس الأسود بإحكام.
بهذا البروش والمواد التي جاءت من قلعة الدانوب، والمستندات التي سرقها جيد، يمكنه الضغط على كارديموس.
كان من المؤكد أن ذلك سيوجه ضربة كبيرة للفصيل الدوقي.
“بهذا… يمكنني إنقاذها.”
ما فائدة أي شيء إذا فقدها؟
بالإضافة إلى ذلك، كل هذا في النهاية هو من عمل كارميلا. لم يتوقع أبدًا أن تكون المناجم والدانوب هما المفتاحان.
إنقاذها بفضل إنجازاتها سيجعل أتباعه يقبلون بذلك.
لهذا، كان بحاجة إلى وسيط.
شخص لا يمكن لكارديموس تجاهله. الإمبراطور.
* * *
أثناء توجهه إلى قصر الإمبراطور، شعر ماكس أن خطواته تزداد ثقلًا.
ارتفع شعور بالرفض في صدره.
كم كره مالك هذا القصر، ولكن كم أحتاج مساعظته في هذه اللحظة.
لكن، كان الإمبراطور غير مبالٍ كعادته. لا، لم يكن غير مبالٍ فحسب، بل كان قاسيًا.
“يبدو أن الجبهة الشرقية بحاجة إلى رجال. اذهب.”
أخذ والدته بالقوة وحبسها في القصر، وعندما فقد اهتمامه بها، تركها تموت ببطء في القصر. وبمجرد أن أنجبت له ولدًا، أرسله إلى ساحة المعركة.
في ذلك الوقت، كان ماكس في الثانية عشرة من عمره. كان هدفه واضحًا أن يقتله.
حتى الطفل الصغير فهم ذلك.
في وقت لاحق، سمع حتى في ساحة المعركة خبر تعيين شقيقه الأصغر كولي للعهد.
“لقد تم تعيين الأمير فينيس كولي للعهد.”
“لقد تم تزويدنا بالنبيذ واللحم للاحتفال، فلنحتفل نحن أيضًا.”
في اليوم الذي أقيم فيه حفل للاحتفال بتعيين ولي العهد للإمبراطورية، أقيم احتفال أيضًا في المعسكر الذي كان فيه.
بغض النظر عن مشاعره، كان المعسكر يحتفل بالنبيذ واللحم. لم يتذكر أحد الأمير الآخر للإمبراطورية، الذي تم إلقاؤه في ساحة المعركة في سن الثانية عشرة.
كان وجود الأمير المهجور مزعجًا. تعامل الجميع معه كخراج يمكن أن ينفجر إذا تم لمسه. كانوا يرغبون فقط في موته، لذا أرسلوه إلى أخطر ساحات المعارك.
ما جعل الأمر أكثر بؤسًا كان نبذه من قبل الناس في تلك السنوات القليلة، في وقت كان فيه بحاجة إلى الناس، بدلاً من أن يُرسل إلى ساحات المعارك الخطيرة.
ولكن شقيقه الأصغر، كان محبوبًا من والديه، فقط وجوده كان يجعلهم يبتسمون.
“يعيش ولي العهد!”
كان كظل بين الذين كانوا يرفعون الكؤوس ويهتفون.
تعهد بعدم الموت.
تعهد بأن يبقى وينمو ليصبح شوكة في جنبهم.
كان ذلك هو الدافع الوحيد الذي يبقيه حيًا. كان يقاتل بقوة. على الرغم من أن البقاء على قيد الحياة كان مؤلمًا، لم يستطع أن يموت من الغضب.
ومع ذلك، أصبح لديه أصدقاء. كانوا متمردين، لكنهم كانوا أصدقاء جيدين. ولديه أيضًا جنود تابعونه.
عندما أظهر قدراته، قلت نسبة موت جنوده. كلما انتصر، نظر إليه أتباعه بإعجاب وثقة. تراكم الاحترام. و أتباعه بدأوا يثقون فيه ويطيعونه.
قالوا إنه ضروري لنجاتهم وقتها.
وهكذا، لم تكن الحياة في ساحة المعركة سيئة. تلك الأيام التي كانت مجرد تحدٍ وعناد أصبحت رغبة في الحياة.
ثم مات شقيقه. لقد كان يعلم أنه ولد ضعيفًا كونه توأم، لكنه لم يعتقد أنه سيموت.
لم يعتبر شقيقه دمًا ولحمًا له. ولكن عندما سمع عن موته، لم يشعر بالفرح.
كان فضوليًا فقط حول رد فعل الإمبراطور.
الآن، مات ابنه المحبوب وأصبحت مكانة ولي العهد شاغرة، كم سيكون محبطًا ومتألمًا وغاضبًا.
لم يكن من الممكن أن يملك الإمبراطور الجرأة لسحبه من ساحة المعركة وإعادته إلى العاصمة.
“تعال إلى هنا. لا يمكن أن تبقى مكانة ولي عهد الإمبراطورية شاغرة.”
غير الإمبراطور موقفه بشكل مفاجئ واستدعاه إلى العاصمة وعيَّنه وليًا للعهد.
كان الأمر لا يصدق.
الآن فقط، وكأنه مجرد بديل. في تلك اللحظة، شعر بالشفقة على شقيقه الأصغر.
التعليقات لهذا الفصل "75"