“عندما فكرت بأن هناك ضيفاً ثميناً في المنزل، لم أرغب في الابتعاد طويلاً. كيف كانت إقامتك؟”
حاولت إخفاء مشاعري المتوترة ورسمت ابتسامة خفيفة.
“جيدة بفضل رعايتك. ولكن لدي سؤال لك.”
وجه كاردموس نظرته نحوي وقال.
“إذا كان بإمكاني الإجابة عليه ، فسأفعل بكل سرور.”
بالطبع، كنت أرغب حقًا في معرفة ماضيّ، ولكن كان من غير المناسب أن أضغط عليه بعدما وعد بالتحقيق في الأمر.
لقد كنت بالفعل عبئًا عليه.
لذلك سألته شيئًا آخر.
“هل هذه الغرفة كانت لشخص ما؟”
كانت الغرفة مجهزة بجميع التفاصيل الدقيقة، وكأن شخصًا ما أقام فيها، على الرغم من أنها كانت خالية من أي علامات اهتراء او استخدام.
الأقراط، العطور، الملابس، وحتى الأقلام والحبر، كانت جميعها موجودة بشكل دقيق، مما جعلني أشعر وكأنني اقتحمت غرفة شخص ما.
لم يكن ليتم ترتيب غرفة الضيوف بهذه الطريقة الواقعية. كانت تشعر وكأنها غرفة مخصصة لسيدة المنزل.
جميع الأشياء الفاخرة، صندوق المجوهرات الممتلئ، ومجموعة الملابس الجميلة.
لماذا أهداني هذه الغرفة؟ وأين صاحبتها الأصلية؟
فكرت في ذلك أثناء تفقدي الغرفة في غياب كاردموس.
بالطبع، الحبر لم يُستخدم، وأطراف الأقلام لم تكن تالفة، والملابس لم تُرتدى.
ربما، إذا كان هناك مالكة أصلية لها، فقدت غادرت المنزل منذ فترة طويلة.
“…لا. إنها غرفة بلا مالكة.”
نظرت حولي في الغرفة مرة أخرى.
الغرفة الفاخرة والمريحة، المزينة بدمى صغيرة وشال على الكرسي، وسجادة جميلة، لم تكن مجرد غرفة ضيوف بسيطة.
ربما لاحظ كاردموس تساؤلي في عيوني فقال.
“كانت تلك الغرفة لامرأة أحببتها في الماضي.”
كانت تلك كلمات غير متوقعة.
لكني استمعت له بهدوء دون أن أجيب.
صمت كاردموس قليلاً قبل أن يتحدث بنبرة بطيئة.
“على الرغم من أنها لا يمكنها العودة ابدا إلى هنا، إلا أنني لم أتمكن من نسيانها.”
“آه…”
أغلقت فمي. بينما وجه كاردموس كان خالياً تماماً من التعابير، لدرجة أنني لم أستطع قول أي شيء لتقديم كلمات العزاء والمواساة له .
بهدوء، لمس الأثاث بجانبه.
“…ما زلت لا أستطيع تجاهل الأشياء التي قد تعجبها. لم أستطع الاعتراف بأنها لن تعود. فكرة حمقاء، لكن الامر كان كذلك. ربما لأنني كنت في الخارج عندما سمعت خبر وفاتها ولم أستطع رؤية لحظاتها الأخيرة.. لهذا ظللت افكر بها”
لومت نفسي على سؤالي الفضولي.
لم يكن يجدر بي التدخل في أموره الشخصية وتلتسبب له في جرح.
“أنا آسفة لإثارة هذه الذكريات عندك. لم يكن يجب أن أسألك.”
هز كاردموس رأسه بهدوء.
“لا. كان لديك الحق في التساؤل. في الواقع، السبب في منحك هذه الغرفة هو…”
نظر إليّ بهدوء. كانت نظرته مملوءة بالحزن العميق والمشاعر الرقيقة والاشتياق التي شعرت بها وكأنها قد تغرقها في أية لحظة.
“لأنك تشبهينها كثيراً. مجرد وجودك هنا واستخدامك للأشياء التي أعددتها يخفف من ألمي، كأنها عادت واستخدمتها.”
ثم تابع بهدوء:”لذلك، لا تشعري بأي عبء. مجرد وجودك هنا يسعدني. الملابس والمجوهرات هنا لك، ارتديها كما تشائين. أو بالأحرى، لماذا لا تجربيها الآن؟”
صدمت من كلامه.
بدلاً من الشعور بالراحة، شعرت بثقل كبير على عاتقي، كما لو كنت أستغل ألمه.
انه يطلب مني ارتداء الملابس والمجوهرات المرأة التي احبها؟
التعليقات لهذا الفصل "74"