قالت ذلك كما جرت العادة بطريقة عفوية ولكنها ارتعدت عندما حاولت التحدث إلى ريسديل ولم تجدها لانها اليوم لم تأخذها معها.
لم أكن معتادة على تغيير ملابسي لملابس عادية، وترك ريسديل، والخروج بمفردي.
كنت قلقة أيضًا لأنه لم يكن معي سائق.
لكن تذكرت ما قاله ماكس… “من الصعب جدًا الوثوق بالناس وايضا عدم الثقة” وذلك اعطاني الشجاعة بطريقة ما.
لا أعرف لماذا، لكن عند التفكير في تلك الكلمات، شعرت بدفء في قلبي ورغبة في الوثوق بهذا الشخص.
كان شعورًا غريبًا، لكنه كان مختلفًا عن الاحساس الوهمي الذي شعرت له تجاه برنارد في بداية تعرفي عليه، ليس كان وقتها يقودني إلى الدمار.
“يمكنني التراجع في أي وقت… فقط يجب ان لا اطمع …لن أصاب بالجنون كما فعلت في ذلك الوقت.”
من الحماقة تكرار نفس الخطأ.
أقسمت على ذلك في صدري المرتجف ورفعت رأسي ونظرت بعيدًا. رأيت الساحة… ثم التفت إليّه. كانت عيناه تتحدثان بوضوح، وفجأة نبض قلبي بسرعة … نظرت عيناه الخضراء الجميلة إليّ وهو يقف عند النافورة.
على الرغم من أن هناك الكثير من الناس، إلا أنني أستطعت أن أعرفه في لمحة من بينهم.
على الرغم من أنه كان أطول من الآخرين، إلا أن خصره كان نحيفًا وأكتافه واسعة، ولهذا السبب لفت انتباه الجميع.
انتشرت ابتسامة على وجهي دون أن أشعر بذلك.
‘ماذا علي أن أفعل؟’
بغض النظر عن ذلك، لقد أعجبت بمظهره بالفعل. لقد بدا مميزًا جدًا.
يكفي أنه نظر الى على الفور من بين العدد القليل من الناس في الساحة الواسعة.
مجرد حقيقة أنه أدار رأسه لينظر إلي جعلت قلبي يرتجف كما لو أن سهم اخترقني.
أصبحت خطواتي أسرع دون أن أدرك ذلك.
لم أبالي حتى أن حذائي بكعب عالي.
وعندما كدت أن أصل إليه، أصبحت سرعتي بطيئة للغاية. رفرفت حافة تنورتي..
و علقت ما بين الأرصفة الحجرية المتصدعة. وتعثر جسدي.
عندما كنت على وشك السقوط، رأيت شخص ما مسرع الي …
انتشرت رائحة الزهور العطرة بشكل جميل كما تنتشر في المساء.
وبعد ذلك شعرت بيد تمسك بخصري بقوة وأمان.
أستطيع أن أشم رائحة ماكس.
كان ضوء الشمس مبهرًا مثل نسمة في نسيم الخريف البارد.
“هل هناك مشكلة. لماذا تمشي بهذه السرعة؟ لقد كنت تقريبًا في تقعين وتؤذين نفسك.”
عيناه الخضراء اللطيفة والقلقة تنظر إليّ.
أوه، دعوني اعترف بذلك. انا معجبة به.
نظر حوله بعيون محرجة وقال : “يا إلهي، كل الزهور التي أردت أن أهديها لك تناثرت.”
وأخيرا انفجرت من الضحك وقلت :”انا بخير….كان منظرها وهي ترفرف في السماء جميلاً للغاية لدرجة أنني شعرت وكأنني قد تلقيتها بالفعل.”
وتمتمت، ووجهي أحمر قليلاً:”و… شكرًا لك على الإمساك بي.”
كانت يداه ممسكة بخصري بقوه وصدره الصلب قريب جدا لدرجة أنني شعرت بالخجل.
يبدو أن ماكس قد لاحظ أيضًا وأدار رأسه فجأة إلى الجانب:”أذناك حمراء.”
تراجع بأدب و بسرعة:”لقد تركت يدي عليك لفترة طويلة. آسف.”
في ذلك الوقت عندما حاول ابعاد يده شدت تنورتي قليلاً، أمسكت بتنورتي باندهاش .
كان ذلك بسبب أن قماش تنورتي قد علق في ازار كم ماكس المزخرفة.
“أوه.”
كان كاحلي مكشوفًا.
كنت في حيرة من أمري وحاولت فكه بطريقة ما.
“آه… لماذا علقت هكذا… “.
كان ماكس محرجًا للغاية لدرجة أنه لم يعرف أين يضع يديه وتوقفت يده مؤقتًا في الهواء بشكل غامض.
ثم فجأة، كما لو أنه قرر شيئًا ما، أوقفني بلطف: “انستي تنحي جانبا لحظة… يمكن أن تكون خطيرة.”
“…… ؟”
عندما تراجعت في حيرة، أخرج سكين من جيبه الخلفي وقطع ازار كمه.
“يا إلهي!”
سقطت أزرار الأكمام، التي بدت ذات جودة عالية، على الأرض بضربة واحدة.
صرخت:”أوه ، لم يكن عليك الذهاب إلى هذا الحد.”
لكن ماكس هز رأسه:”لا. الأمر أفضل بهذه الطريقة من التسبب لك في المزيد من المتاعب ولو لثانية واحدة.”
نظرت بوجهًا حزين وقلت عابسة : “ولكن كما هو الحال، أشعر بالأسف أكثر بالنسبة لك على ضياع تلك الازرار الثمينة.”
لم يكن السبب في سقوطي اصلا بل ساعدني
مهما فكرت في الأمر، شعرت بالأسف، فترددت وتبعته وقد قاد الطريق بالفعل ، ولكن بعد ذلك فكرت في شيء وركضت بضعة خطوات لأخبره به : “آه. نعم. هل يمكنني اختيار ازرار أكمام وقميص وتقديمها لك كهدية؟ ستكون الأزرار تتماشى مع هذا القميص”
ظهر التردد والاحراج على وجه ماكس عندما سمع كلماتي.
يبدو أنه يفكر في كيفية الرفض دون الإضرار بمشاعري.
متوترة أمسكت بكمه ونظرت إليه، و هو كان أطول مني بشبر تقريبا او شبر ونصف، فشببت اليه وتوسلت:”من فضلك، ماكس… من فضلك اسمح لي أن أقدم لك الهدية التي تناسبك وترضيك.”
ضاقت عيناه وهو يحدق في عيني بزوج من العيون الخضراء الجميلة.
هل تعتقد أنني امرأة مضطربة؟ غرق قلبي، وارتخت يدي التي كانت تمسك بكمّه.
كان برنارد هكذا…. يحدق في ببرود كل مرة أطلب فيها شيئًا ما منه .. لقد كانت أكثر حدة من الكلمات وجعلتني أشعر بانني مثيرة للشفقة.
ثم، لدهشتي، سمعت ضحكة صغيرة منه. وعندما رفعت رأسي على ضحكة ماكس غير المتوقعة كانت عيناه تتلألأ مثل هلال.
ابتسامته مليئة بالحب تنقل مشاعره بوضوح. ارتفعت الحرارة فجأة في خدي.
عيونه شفافة التي اصبحت خضراء شاحبة في ضوء الشمس، حفرت في قلبي.
شعرت أنني سأتذكر هذا المشهد بشكل واضح مثل اللوحات لوقت طويل.
تحدث معي وأنا مفتونة بابتسامته الجميلة غير المتوقعة:”إذا كان ذلك يرضيك، كرجل نبيل، سأقبل.”
**** وجد ماكس نفسه غريبًا.
هو ليس من النوع الذي لا يستطيع أن يقول لا.
بل اعتاد على القيادة والسيطرة.
ولكن عندما أمسكت تلك اليد النحيلة الخفيفة بكمه ونظرت إليه، لم يكن أمامه خيار سوى القبول كما لو كان تحت تأثير السحر.
كان يفكر في أن وجهها أبيض وناعم و يبدو طفولياً. عيونها الأرجوانية تنظر إليه بشكل يدغدغ القلب.
ضحك دون أن يدري، وفكر أنه لا خيار أمامه، لا خيار أمامه سوى الرضوخ.
ورضخ لها.
“إذا كان ذلك يرضيك، كرجل نبيل، ساقبلها.”
على عكس الانطباع الأول عن وجهها الجميل والبارد، كانت كارميلا فضولية ولطيفة..
“عذرا، هناك الكثير من الناس.”
قلت هذا عندما أمسكت بيدها ، اتسعت عيناها من الدهشة ثم تحول وجهها إلى اللون الأحمر وأدارت رأسها بعيدًا شعرت باساس لطيف عندما أمسكت بيدها.
قالت بخجل:”نعم… نعم…… !”
كان العالم لطيفًا وجميلًا عندما كنت معها. إنه لشيء غريب … كانت أيدي الآخرين تثير اشمئزازي دائمًا، لكن يداها كانتا ناعمتين مثل حلوى القطن.
“إن يداك صغيرتان ورقيقتان جدًا.”
تمتمت كارميلا بوجه أحمر:”لا… انت يا ماكس يدك كبيرة جدا و دافئة جدًا.”
تباطأ وضحك عندما أدرك أن كارميلا كانت تسير بخطى سريعة لمواكبة وتيرته.
“هممم فهمت… لم أفكر أبدًا في حجم يدي… لكنها بالتأكيد أكبر منك.”
ضحكاتهم كثرت اليوم… لكن لم يكن هناك لديه خوف من أن يبدو ضعيفًا أو أن يكون متوترًا قليلا.
لقد كان هكذا لمجرد وجود امرأة صغيرة بجانبه تشبه العصافير.
على الرغم من أنه كان يعتقد أنه إحساسًا غريبًا جدًا، إلا أنه كان سعيدًا به.
في ذلك الوقت، تحدثت كارميلا بصوت متحمس:”هاي ماكس… أذا كنت لا تمانع ذلك، لماذا لا نجرب هذا الخبز؟”
نظر ماكس إليها ليرى ما كانت تشير إليه.
كان خبزًا يباع عند بائع متجول… انه فريد من نوعه تمامًا حيث كان الخبز على شكل حروف موسيقية مختلفة ويغطى بالعسل.
وبجانبه رأى خبز على شكل كتاب ، مغطى بالكثير من السكر، مع حبيبات بيضاء متلألئة في ضوء الشمس.
يبدو أنه قد رش عليه الكثير من السكر ، وتألقت الحبيبات البيضاء في ضوء الشمس.
“إنه خبز غريب الشكل.”
أوضحت كارميلا بخدود متوردة: “إنه تقليد لهذا الشارع.. إنه شارع يتوافد فيه الموسيقيون والرسامون والكتاب والشعراء، ويقال إن هذا الخبز صنع تخليداً لهم”.
ثم همست بهدوء، كما لو كانت محرجة قليلا:”في الواقع، كنت دائمًا اريد تذوقه لكن هذه هي المرة الأولى التي تتاح لي الفرصة لتجربته. أنا دائما آتي إلى هذا الشارع مع الخادمات والفرسان… ومن المستحيل شراءه وتناوله في الشارع دون أن يشاهد أحد ويسمع”.
سمع ماكس هذه الكلمات واتخذ قراره:”ثم دعينا نحاول شراءه اليوم.”
ذهب برفقة كارميلا إلى البائع متجول ودفع الثمن بخشونة وعاد رغيفين من الخبز.
جاء برغيفين من الخبز على شكل مفتاح ثلاثي.
فكر ماكس وهو يمسك الخبز الملفوف بالورق بشكل محرج حتى لا يوسخ يده بالعسل:”إذا اكتشف الآخرون أنني أكلت هذا، فسوف يغمى عليهم”.
لم يكن يحب حتى الجلوس في صالة الألعاب الرياضية، لذلك كان يجلس على منشفة، ولم يكن يحب الإمساك بأيدي الناس العارية، لذلك كان يتجول مرتديًا القفازات.
بالطبع، كان هذا النوع من طعام الشارع شيئًا يأكله چد، لكنه لم يفكر أبدًا في وضعه في فمه.
نظر إلى الخبز بريبة. في ذلك الوقت سمع صوت تصفيق و اعجاب يصدر من كارميلا :”واو، طعمه أفضل مما كنت أتوقع… أعتقد أن السبب هو أنه خبز طازج…هو مقرمش ايضا.”
عندما نظر إلى الجانب، رأى كارميلا تأكل الخبز بفمها الصغير بلهفة.
لا بد أنه كانت مندمجة للغاية في الاكل جدًا لدرجة أن أنفها كان مغطى بالعسل.
ضحك، وأخرج منديلًا ومسح جسر أنفها.
لقد كانت المرة الأولى التي يخدم فيها شخصًا آخر، لكنه لم يكن شعورًا سيئًا:”سيدتي تناول الطعام ببطء… ولا ستغطي وجهك كله بالعسل.”
أثناء مسح أنفها، تحول وجه كارميلا إلى اللون الأحمر الفاتح عندما قلد أسلوب حديث خادمتها على سبيل المزاح.
وأخذ منها لقمة خبز واكلها ..
‘طعمه ليس سيئا… لا إنه يعجبني….أكثر مما أكله في القصر.’
**** لا تنسوا التعليقات و النجوم والمتابعة قراءة ممتعة ~~♡~~
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "47"