الفصل السادس والاربعون

(مسودة)

بعد مقابلة ديان، ذهبت على الفور لرؤية چد.

في الأساس، أردت أن أعرف من هم الأشخاص المتورطون في المنجم… عائلة روست متورطة.

كان الكونت دوناو مثيراً للاشمئزاز، لكنه لم يكن أحمقاً، وبالتأكيد كان هناك من يحميه.

وكان من الصعب بالنسبة لي أن اعرف من هو.

صدى لحن البيانو انعش بجمال في الغرفة القديمة. حتى بالنسبة لي كشخص متعود على سماع افضل العزافين ،  لحن الربيع يتسلل بسلاسة في الغرفة.

أغمضت عيني، واستمتعت بالموسيقى حتى انتهت.

كانت لديه قوة في أصابعه ولكنها لم تكن مبالغة، وخلقت أصابعه البيضاء التي تتراقص على المفاتيح مثل الفراشات تناغمًا جميلًا مع النغمات المفرحة على عكس العازف….

صفقت له بحفاوة… وتردد صدى تصفيقي في المعرض الرث لفناني الشوارع.
حيث تطاير الغبار كالريشة تحت ضوء الشمس الساطع من خلال النافذة الشفافة.

“شيء مذهل…لم أعتقد أبدًا أن لديك مثل هذه الموهبة.”

وصلت مباشرة إلى الموصوع مع مجاملة خفيفة:”إذن ما أريد أن أعرفه.”

ولكن حتى دون أن يستمع إلي، بدأ چد في العزف على البيانو مرة أخرى.

عزف موسيقى <أغنية الرفض> من ألحان الموسيقار الشهير ثاينو.

انه يعطيني اشارة خفيه تعبيرا عن رفضه لاينا كان ما ساقوله كان الأمر مضحكًا ومحرجًا ، وفي النهاية ضحكت.

في هذه الحالة، سينتهي اللقاء بعد الاستماع إلى عزف “چد” على البيانو اليوم.

“أنت حقًا مزعج جدًا للأشخاص من حولك.”

بغض النظر عن الاحترام، كان من الصعب جدًا أن اسمع كلمات لم تعجبني، حتى لو اضطررت لذلك.

لكنني مازلت لم أفقد أعصابي.

“إنت تتظاهر بعدم الاستماع إلي وتعزف على البيانو، لكنك لا تغادر”.

ربما كان آملًا في الحصول على سعر معقول حتى لو لم تعجبه الوظيفة، وكنت على استعداد للتفاوض

“چد… لم أخطط حتى الطلب منك خدمة مجانًا منذ البداية…أريدك فقط أن تسمع القصة أولاً وتقدم السعر المناسب لك.”

كانت نظرية والدي هي أن أسوأ شخص في العالم هو من يحدد السعر أولاً.

ووفقاً لمعتقدات والدي، لا بد أن رجل چد هذا رجل سيء للغاية.

كان توقعي بأنني سأتمكن من تخمين ما يريده چد  أولاً خاطئًا، لذلك حسبت في ذهني ما يمكنني أن أقدمه له.

أشعر بالحرج قليلاً من قول ذلك بصوت عالٍ، لكن هناك الكثير الذي يمكنني فعله من أجله.

ولكن ربما يكون هذا شيئًا يمكنه الحصول عليه بيديه أيضًا. لذلك كان الأمر صعبا.

وبطبيعة الحال، لا ينبغي أن يكون له أي تأثير  على العائلة وهذا امر لا جدال فيه.

وبينما كنت على وشك أن ألتقط أنفاسي وأدير رأسي واقترح شيء، نظر إلي چد وقال: “موت رينا.”

تحدث لهجة عادية كأنه يتحدث عن الطقس.

لكنني جمدت في حالة صدمة.

“على وجه الدقة، لا اكتر لحياة رينا .. ما رأيك، هل يمكنك أن تفعل ذلك لي؟ ”

سأل بلا مبالة، وكأنه يقترح قائمة غداء.

ربما لهذا السبب شعرت بالإغراء لقتلها في أعماق قلبي للحظة.

لكنني سرعان ما تمالكت نفسي.

هذا ليس من شأني ، أليس كذلك؟

قبل كل شيء، أليس هذا سهل جدا؟

كان قتل راينا أسهل من كسر أجنحة الفراشة، لذلك كان بلا معنى إلى حد ما.

وكان عليها أن تدفع ثمن ما فعلته وتكون وحيدة في “ذلك المنزل”.

لقد أردت ذلك تمامًا، لذلك عاملت المرأة التي قتلت طفلي معاملة حسنة.
ولهذا السبب فقط، تحملت برنارد حتى بعد ان قتل طفله.

وإلا كيف يمكنني أن أكون لطيفة مع أعدائي؟

فكيف يمكن لأم فقدت طفلها أن تفعل ذلك؟

شيء مثل الصقيع استقر في قلبي وأصبحت بلا تعبير.

قمت بإجبار نفسي على خلق ابتسامة ناعمة باستخدام فمي :”لا. لا ينبغي لها أن تموت بهذه السهولة… إذا لمستها، فإنها لن يكون امر جيدا.”

بعثرت  الورقة التي كنت أحملها في يدي لأنني لم استطع التعامل مع اي شيء.

“على أقل تقدير،  ستصبح عدواً لـ(بيرنارد) وستجعل عائلة (أرمن) عدوة له.”

لا يهم حتى لو كان قتلها سيضر بعائلتي بالعائلة.
الشرط بالنسبة لي لكي أحب عائلتي مرة أخرى، أو بالأحرى والدي، هو “أنهم سيساعدونني على الانتقام وتحرير قلبي”.

لم أستطع حتى الآن أن أسامح نفسي بالكامل. لم أستطع.

‘لأنني مُت في ذلك اليوم’

لقد مت في حالة يأس وانا اشاهد شباك العنكبوت تنتشر بين الشقوق على الطريق المعبد بالأحجار الباردة.

عندما تشرق أشعة الشمس على الشجرة فإنها تنمو وتمتد أغصانها وأوراقها نحو الشمس.

ومع ذلك، عندما تهب المحنة التي تسمى الريح بقوة، فإنها تنحني في الاتجاه الذي تهب منه الريح.

فهل ستتأثر الشجرة اكثر بنعمة ضوء الشمس، أم ستتأثر اكثر بالريح التي تعذبها؟

الجواب الصحيح هو الريح. تتفاعل الأشجار مع تحدي الرياح أكثر من تفاعلها مع ضوء الشمس الذي ترغب فيه.

‘والناس أيضًا يشبهون الأشجار.’

ومن المؤسف أن التعاسة لها تأثير أكبر بكثير على الكائنات الحية من السعادة.

“ستكون في ورطة كبيرة إذا ضربت رأسي على الطاولة الآن أو سحبت سيفك وطعنت به نفسي ، أليس كذلك؟”

ضيق چد جبينه. وتمتم بغضب بنبرة باردة:”لا تظني أنني سأتحملك إلى الأبد، لأنني لا أملك خياراً آخر… أنا أتحمل ذلك فقط لأن التعامل مع العواقب ممل.”

كانت كلماته تحمل جدية طفيفة.

لكنني ضحكت على تلك الكلمات واستغللت الفرصة:”إذن أنت تعترف بأن قتلي سيكون مصدر إزعاج في النهاية لك؟”

تنهد چد.

الأمر مضحكًا لأنني رأيت بوضوح على وجهه أنه كان يفكر: ‘كيف انتهيت بالتورط مع هذه المرأة المجنونة؟’

“من الناحية المنطقية، هل يمكن أن يكون البحث عن معلومات تافهة التي اريدها اكثر ازعاجًا من محاولة قتل ابنة أرمين واخفاء الأمر ؟ فكر جيدًا.”

تلقيت نظرته المهددة بتعبير لامبالي

“إذاً… إذا قتلتني، سيصبح الأمر مزعجًا بالنسبة لك، صحيح؟”

أخيرًا، أعلن چد استسلامه:”حسنًا، سأتنازل عن طلبي هذه المرة… ولكن في المستقبل، قابليني من أجل التحدث عن رينا في وقت لاحق.. لا يمكنني التنازل عن ذلك.”

هز چد كتفيه:”هذا لا ينتهك الشروط التي قلتها، أليس كذلك؟ يجب أن تكوني على قيد الحياة لتقابليني.”

هذه المرة عقدت حاجبي.
“لماذا تفعل مثل هذا الشيء الغريب مقابل …؟”.

هز زيد كتفيه بهذه الكلمات.

“ليس لدي أي نية لشرح ذلك لك اخبريني…هل ستقبلي بذلك أم لا؟”

فكرت للحظة وأجبت بعناية:”جيد. ولكنني سوف تكون برفقتي خادمة وفارس. وعلينا أن نلتقي في منتصف الطريق. وسنلتقي حيثما اريد. إذا لم تقم  بهذه الشروط فلن نجتمع”.

بهذا المعدل، على الأقل لن يكون  قادرا على فعل أي شيء لي مقدمًا.

كلما زادت عدد العيون، زادت صعوبة السيطرة علي والتسبب لي في الأذى.

“بالطبع، يجب أن يكون هذا هو الوقت الذي يكون الطريق مأهول بالناس… لكن عائلتي العائلة أنني سأرى رينا.”

هز چد كتفيه :”تحسنت كثيرًا في التحلي بالحذر. حسنًا، إذا كانت هذه هي الصفقة، فبالتأكيد ستكون. بالطبع، لن تكون هناك أي ورقة تثبت ذلك. الطرف الذي يخالف الاتفاق يتحمل العواقب فقط.”

ثم أضاف چد بابتسامة:”لا يمكن لأحد أن يفلت من أخذ شيء مني… بما في ذلك عائلتي”.

فكرت بسخط قليلاً من الداخل…. كان هناك… أناس   لقوا حتفهم في حادث

هززت رأسي وقلت: “لا داعي للقلق، لا يهم طالما أن سلامتي تؤخذ بعين الاعتبار. أوه، ويمنع تمامًا اختطاف أو إيذاء رينا وإحضارها مصابة. ”

على الرغم من أننا كنا معًا لفترة قصيرة فقط، فقد منحني چد تلك الثقة.

شخصيته كانت متدمرة بشكل غريب ربما لو كنت قد التقيت به قبل وفاتي، لم أكن لأتدخل في حياته أبدًا.

فكر زيد للحظة وأومأ برأسه:”تمام. سأسمح لك بالحضور بمفردك تمامًا. لن أهددك حتى. وأعدك بأنني سأعاملك كأميرة بإقتناع كامل.”

هذه الكلمات جعلتني أتساءل.

إذن ما الذي يمكن أن يستفيده زيد من هذا الاجتماع؟

لسبب ما، شعرت بعدم الارتياح.

قبلت طلب زيد، ووعدته بالذهاب مع الفرسان المهرة والعديد من الخادمات وعربة.

“آمل أن تتمكن من إعطائي المعلومات التي أريدها قبل أن أذهب إلى منطقة فيسكونت روست…هل هذا ممكن؟”

في ذلك الوقت، چد، الذي كان يفكر بهدوء في شيء ما، أمال رأسه وطرح سؤالا فجأة.

“ولكن هل تعلمين ماذا… ماذا لو تمت مضايقتك هناك؟ الجرأة أمر جيد و ممتعة. لكن هذا ليس بالأمر الآمن. بماذا تؤمنين؟ ألا تخافين من الموت فجأة؟؟”

وعلى الرغم من قسوة كلامه، إلا أنه لم يكن تهديد.

كان ذلك غريبًا حقًا… سأل كطفل يسأل بدافع الفضول.

سأل بفضول وهو يفكر بعمق:”معظم الناس الذين أعرفهم لا يفعلون ذلك…حتى أن لديك الكثير من الجرأة.”

العيون التي تحدق بي لم تظهر أي شيء، عيونه  الحمراء المظلمة تشبه بركة الدم..

السؤال البسيط الموجود فيها أصابني بالقشعريرة بطريقة ما.

شعرت وكأنني أرى چد الذي كان يجلس أمامي للمرة الأولى.

للوهلة الأولى، لدي شعور بأن هذا قد يكون الشكل الحقيقي له المشؤوم.

ومع ذلك، نظرًا لوجود جزء مكسور مني أيضًا،

فقد تمكنت من الإجابة بهدوء حتى عندما واجهت ذلك الوجه:”إذا لم ينته انتقامي بشكل صحيح، فلن أتمكن من العيش بشكل طبيعي على أي حال… أنا شخص ضعيف جدًا.”

ربما كان الشخص القوي حقًا قادرًا على التسامح.

لكن كما هو الحال دائمًا، أنا فقط أقلد الأشخاص الأقوياء، ولست قوية أبدًا..

كان زيد، الذي كان يفكر بهدوء في الإجابة، مقتنعا.

“لا يمكنك أن تعيشي دون الانتقام … هذا هو بالتأكيد سبب وجيه.”

ثم ابتسم چد لدهشته:”عندما انتقم أقتل الأشخاص حتى لو لم اكرههم لدرجة القتل، ولكني أكرههم، وهذا أمر مفهوم.حتى الأشخاص الذين لا ارغب بهم انتقم منهم… ”

وكان يفكر بهدوء في تلك الكلمات.

“أنت يائسة جدا وهذا مثير للسخرية “.

لسبب ما، تجعدت حواجبي:”ألا يمكنك التوقف عن التحدث إلى بهذه النغمة المخيفة؟”

على الرغم من أنه لم يكن يحمل سكينًا في يده أو يهدده، إلا أنني ظللت أشعر بشعور مخيف عندما نظرت إليه الآن، لذلك شعرت بعدم الارتياح وصرخت عليه.

ثم عاد چد إلى سلوكه المعتاد وهز كتفيه:”أنا أعرف ما تعنيه…ثم، آمل أن تتمكني، يا آنسة كارميلا الضعيفة، من الذهاب بأمان إلى منطقة عائلة الكونت روست دون أي حوادث نقل.”

عندها فقط ضحكت:”إذا كنت تريد حقًا أن تؤذيني، لم تكن لتقول ذلك في المقام الأول.”

أجبت بابتسامة قبل أن أخرج من الباب:”شكرًا لك على تمنياتك لي برحلة آمنة.ثم اعتني بنفسك الآن.”

عندما رأيت وجه چد يتغير ليبدو وكأنه منزعج، غادرت بابتسامة باهتة على وجهي.

ما هو مظهر چد الحقيقي؟ يبدو وكأنه طفل من هذا القبيل؟ وما هذا المظهر الغريب والمخيف؟

حتى عندما كنت أفكر في مثل هذه الأفكار الممتعة، لم أستطع إلا أن تراودني أسئلة عالقة في ذهني.

“بدلاً من ذلك، ما الذي يستفيده چد بالضبط من لقائي معه لمناقشة امر رينا؟”

****
لا تنسوا التعليقات و النجوم والمتابعة
قراءة ممتعة
~~♡~~