عندما قلت هذا وأنا أحدق بعيون حمراء، عض ماكس شفته بتعبير محرج ومتألم:”أنا آسف… لم أقصد أن ؤذيك…لا تذهبي هكذا.”
“انت … لم تجرحني…… “.
حاولت أن أقول ارفض، لكنني اختنقت بالعبرات.
أغمضت عيني للحظة وحاولت أن أهدأ، لكن إغلاق عيني جعل دموعي تتساقط بشكل أسرع.
ثم لمست يده وجهي وقال بلطف : “من فضلك اسمحي لي أن اكون معك… إذا ذهبت الآن، سوف تبكين وحدك في مكان ما… وأتمنى أن لا تفعلي ذلك…إنه شيء كئيب ووحيد جدا.”
تلك الكلمات جعلتني أشعر بالضعف، فارحت وجهي على يده وبكيت.
تمتمت عندما شعرت بيده تمسح دموعي ببطء:”إذا كنت ستتحدث بلطف هكذا، فلم يجب أن تجعلني أبكي منذ البداية. لماذا تجعل الناس يبكون وتقول أشياء كهذه… “.
لككني ادركت ان كلماتي بلا معنى فكلامه كان عادي وذلك جعلني أدرك ايضا انني مكسورة جدًا، ولم يكن أحد يعلم بذلك، أنا فقط…
لقد كنت امرأة غريبة تقف وحيدة ومصابة بلا سبب واضح.
لذلك عندما كلمني كما يكلم الأشخاص العاديين، بكيت بشكل غير متوقع متوجعة.
لا أستطيع أن أصف حزني بالكلمات. ولم أستطع أن أخبره لماذا اشعر بالألم، وكم شعرت بالألم، كأن هناك أحد لكمني في صدري، لم أشعر انني يجب ان ازعج الاخرين بمشاكلي لذلك لم أفكر في إخبار أحد، لكنني اشعر باختناق شديد داخليا.
قال ماكس بوعد:”تمام…لن أجعلك تبكي مرة أخرى…حتى لا أضطر إلى استرضائك بهذه الطريقة من البداية.”
على الرغم من أن قفازاته الحريرية كانت مبللة بالدموع، إلا أنه مسح دموعي بهدوء.
“لقد تحدثت بحماقة و بلا مبالاة.أنا لا أعرف شيئًا عنك، لكنني حكمت عليه بإهمال من وجهة نظري”.
اراحني ببساطة دون أي سبب أو اعتبار.
توقفت عن البكاء بعد سماع كلمات ماكس: “لماذا تعتذر كما لو كان خطأك؟ ربما أنا مجرد شخص حساس ويصعب التعامل معه.”
على الرغم من أنني كنت أبكي وأعاني من الحزن والألم، كان رأسي يشتعل بالافكار وعرفت انني ابدو الان هستيرية..
لم أظهر حزني من قبل إماما شخص اخر .. منذ كنت صغيرة كنت لا أظهر حزني لاحد واكتفي بالمظهر البارد
‘ أبدو مزعجة للغاية وكأني اصبت بالهستيريا واذرف الدموع على لا شيء.’
ولهذا ما جعلني اشعر بالألم أكثر… لقد كرهت نفسي لأنني تأثرت بنفسيتي وقمت باستمرار بأشياء تتجاوز الحس السليم.
سيكون من الأفضل لو لم ابكي.
سيكون الأمر أفضل قليلًا حينها، لكنني أعلم مخطئة في هذه اللحظة وانا أبكي وأغضب من شخصًا لا علاقة له بي.
من وجهة نظر الآخرين، كنت ذلك الشخص، الذي يبكي بلا سبب، ويعاند بلا سبب، ويغضب بلا سبب. فكل ما حدث لي الماضي قد اختفى، ولا أستطيع أن أثبته لأي شخص..
نظر ماكس بهدوء في عيني:”هل يمكنك أن تهدأي؟ توقفي عن البكاء…أنا كنت مخطئ، لذا استمعي الي للحظة.”
كان لديه عيون هادئة جدا وعميقة.
بينما كان يحدق بي بهدوء، هدأت قليلاً بمجرد النظر إلى عينيه الخضراوين.
مجرد النظر في عيونه يريحني… لماذا هو مريح لهذا الحد؟ كان من الغريب أنني هدأت.
قال بعد أن هدأت قليلاً وركزت عليه:”أنت تسمي نفسك شخصية حساسة ومتعجرفة، لكنني لن تكوني قادرة على قول ذلك إذا رأيت تعابير وجهك الآن.”
قال وهو يغطي وجهي بلطف بيد واحدة كما لو كنت سوف انكسر :” لديك وجه شخص يائس.”
يأس… لم أعرف حالتي إلا عندما سمعت هذه الكلمة منه.
نعم… لقد كنت في حالة من الفوضى منذ زواجي من برنارد.
وحتى بعد اختفاء الألم، لم أتمكن من الهروب تمامًا من اليأس.
اليأس مثل المستنقع، بمجرد أن يسيطر على قلب الشخص، فإنه يرفض تركه.
كنت اعتقد أيضًا أنني تخلصت من اليأس… حتى هذه اللحظة فقط عرفت انني لم اتخطى .
ظننت أنني تعافيت وأصبحت سعيدة… لكنني أدركت من شيء تافه جدًا أن طريقة تفكيري اصبحت سلبية ومظلمة وبائسة… انا ما زلت في حالة من اليأس.
حتى الآن، إذا ضايقني شخص ما ولو قليلاً، فإني اهتز… مثل الريشة التي ينفخ فيها … لكنني لا القى مع الرياح مثلها بل أعود منتقمة ويصبح رد فعلي سيئا.
على الرغم من أنني أفهم ما يحدث لي ، إلا أن الأمر غير عادل.
الأمر فعليا كان أكثر إيلاما من مجرد كلام.
إلى متى سأظل عبئًا على الآخرين، وأعذب نفسي، وأكرر هذه الافعال المخجلة؟ مقا البكاء والألم وإثارة الضجة.
انا هكذا… حتى ان تحملت نفسي إلى متى سيتحملني الناس من حولي ؟
كان من المؤلم التفكير في الأمر.
خفضت رأسي وصمتت للحظة، وبعد أن هدأت أخيرًا، وضعت يدي الباردة على عيني الساخنة.
عليك أن اهدئ… علي أن اتصرف بشكل طبيعي امام الناس … على أن أعود لرشدي .
قلت بعدما استعدت توازني النفسي :”لقد سببت لك مشكلة مرة أخرى… هذه هي المرة الثانية التي أتصرف فيها بهذه الطريقة امامك .. لن ألومك إذا انتهى بك الأمر إلى كرهي الآن. يمكنك المغادرة.”
حتى التعرف على أشخاص جدد كان أمرًا صعبًا. حتى هذا اظنه شيء أنانيًا جدًا مني.
قصتي هي قصتي… وعلي معالجتها بنفسي لا يجب أن اتوقع فهم الآخرين.
تمامًا كما فعلت رينا، لا ينبغي ان أفعل أنا الان .
لا ينبغي لي أن ألقي عبء حياتي على عاتق الآخرين.
هذه مسؤوليتي وليست مسؤوليتهم..
بالكاد استعدت رباطة جأشي.. لكن دموعي كانت لا تزال تسيل من عينيها.
ابعدت يده عن وجهي، واشحت عيني عنه جزئيا وانا انظر له بنظرات جانبية، وامسح الدموع من عيني بيدي، واكملت:”سأبقى من الكونتيسة ليديا لفترة ثم أعود إلى المنزل.”
مثل الحمقاء. لم أستطع السيطرة على وجهي تعابير بعد الآن، ما الذي جعلني أفكر في أن آتي لرؤيته وأنا مفعمة بالأمل؟
وقف بجانب الطاولة وركع… وسحب يدي بلطف شديد، كما لو كان يمسك شيء هشا، وقال: “إذا اعتذرت بهذه الطريقة، فهل ستشعري بصدق مشاعري؟ لا تبكي…إنه لأمر مؤلم أن أراك تتألمين بسببي.”
فتحت عيني على نطاق واسع والدموع التي في عيني لوهلة. الماء الذي تشكل على رموشي تساقط كقطرات ندى.
ذهلت تمامًا وقلت بحيرة:”ماذا تفعل ؟ اعتدل وقف بشكل صحيح.. لما تفعل هذا …بهذا القدر.”
أمسك بيدي ونظر إلى وجهي وقال بوضوح بعيونه الخضراء و وجهه الأبيض الناعم وقال :”أنا لا أعرف ماذا حدث لك. ولكن أنا آسف لإيذاءك. لذا لا تقللي من شأن نفسك هكذا…بغض النظر عما حدث، أستطيع أن أقول فقط من خلال النظر إليك أنك كنت مدمرة ومتألمة كثيرا لفترة من الوقت .”
تألم قلبي من تلك الكلمات.
جلست في نهاية المطاف مرة أخرى.
جلس أمامي وانتظرني حتى أهدأ بينما كنت اذرف الدموع. بفضل هذا، كنت بالكاد قادرة على جمع أفكاري معًا.
عندما توقفت دموعي وهدأ عقلي، شعرت بالارتياح لعدم وجود أشخاص حولنا وكان الوضع هادئًا. على الأقل كان من حسن الحظ أن المكان كان غير مأهول بالناس .
لكن بصرف النظر عن مزاجي، كانت لدي شكوك عميقة عندما رأيته لا يزال ينظر إلي.
لقد كان شكًا غريبًا ليس في محله وغير منكقي لكنه طرأ في بالي و لم يكن بوسعي إلا أن اقوله.
نظرت إليه بريبة للحظة ثم سألته بحذر:”هل… هل قام والدي بتعيينك؟ هل أراد منك أن تريحني؟”
اتسعت عيناه كما لو كان كلامي غير متوقع، وأخيراً وضع قبضته على فمه وضحك لفترة وجيزة ثم قال :”هذا لا يمكن أن يكون صحيحا.”
واردف بابتسامة طفيفة:”لا يمكن لأحد في العالم أن يوظفني لاريح امراة باستثناء شخص واحد.”
لم يكن يتكلم بغطرسة أو غرور، بل كان يتحدث بهدوء، وكأنه يقول حقيقة واضحة للغاية.
ولهذا صدقته… ومع ذلك، لم أتفاجأ لأنه كان لدي بالفعل فكرة أنه ابنًا لنبيل رفيع المستوى إلى حد ما.
” آسفة… كان من الغريب بعض الشيء أن يظل شخص ما لطيفًا معي دون سبب، لذلك شككت في الأمر.”
مد يده بهدوء ومسح على خدي مرة أخرى … اعتقدت أنها ملامسة حميمة للغاية، ولكن بما أنه كان الشخص الذي ظل يمسح دموعي منذ لحظات ، لم يكن شيئًا غريبا ، لذلك لم أتجنبه.
“انا مثير للاهتمام ومليئ بالمفاجآت لن تشعري بالملل معي”.
قالها وهو يغمر بلطف..
ومع ذلك، منذ أن هدأت بالفعل، شعرت بالحرج قليلا من غمزته.
انه يعاملني كطفلة ، ولم أعد أبكي بعد الآن و هدأت افكاري .
كان موقفه لطيفا بشكل غريب… علينا أن نكون صادقين، المودة والاهتمام لا يتم منحهما إلا لأقارب الدم.
في النهاية، انتهى بي الأمر بالغمغمة:”وهذا بالضبط ما يثير مثل هذه الشكوك.”
ضحك بخفة على كلامي:”أرى أنك هدأت تمامًا الآن؟”
لم يكن هذا شيئًا يجب أن أقوله وعيني حمراء والدموع تتدلى من رموشي، لكنني كنت هادئًة تمامًا الان وكان ذهني صافيًا.
لذلك قلت ذلك مازحة :”لأنني لست شخصًا مجنونًا.”
بالطبع، كان وجهي مغطى بالكامل بالدموع عندما قلت تلك الكلمات، لذلك كان الأمر مضحكًا بعض الشيء.
لذلك اعتقدت أنه قد يضحك قليلاً، لكنه أكد ما قلته قليلاً:”أنا أعرف… أنت مجرد شخص متألم… و من الطبيعي أن حتى الأشياء الصغيرة مؤلمة وصعبة لك… هذا ليس شيئا غريب..أنا أعرف.”
تلك الكلمات العميقة الفهم تركتني عاجزو عن الكلام.كيف يعرف اختيار الكلمات اللي تطمئن وتذيب قلبي؟
أحسست بقلبي يلين وبقيت صامتة دون أن أقول شيئا.
ساد بيننا صمت عذب وهادئ.
وأخيرا ابتسمت وقت :”إنه لأمر مدهش للغاية اليوم و ذلك اليوم… على الرغم من أننا التقينا مرتين فقط، إلا أنك لا تزال تقول أشياء تجعلني تشعر باني خفيفة.”
وفكرت بهدوء. إنه لمن المثير للاهتمام أن تسير الأمور في إيقاع جيد بالنسبة لي
تبادر إلى ذهني كلام والدي.
قال أن المصادفات الجيدة بشكل مفرط علينا التفكير فيها والشك بها …
لكن…
لقد عزاني في مثل هذا اليوم الصعب ومنحني يومًا جيدًا آخر اليوم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "43"