على عكس انطباعي الأول عنه، بدا أنه يستمتع تمامًا باغاظة الناس.
شعرت بالانزعاج إلى حد ما، لذلك نظرت إليه وأعربت له بعبوس عن سخطي :”هل تحب دائمًا اغاظة الناس بهذه الطريقة؟”
اراحني ثم جعلني أشعر بالسخط في نفس الوقت.
كانت لدي مليون فكرة مختلفة في تلك اللحظة، لكنني كنت الوحيدة الجادة… أليست هذه مزحة كبيرة على لقائنا الأول؟
لو كانت ريسديل أمامي في هذه اللحظة، كنت ساكون غاضبة منها بسهولة!
لم أستطع كبت غضبي ونظرت إليه لفترة وجيزة وقلت بانزعاج : “لقد سخرت مني مرتين بالفعل منذ أن التقيت بك”
عندما تذمرت قليلا ..
تراجع ماكس خطوة إلى الوراء وفرد ذراعيه وقال باسف : “من فضلك سامحيني لكوني كنت وقحًا بعض الشيء فقط أنني أردتك أن تكوني مرتاحة معي والآن بعد أن أصبحتِ مرتاحة معي، لن أضايقك بعد الآن. “
نظر إليّ بحرارة واردف لطيف للغاية:”أردت فقط أن يكون وقتك معي اليوم أكثر متعة وسعادة.”
تمامًا كما حدث عندما التقينا لأول مرة، كان شخصًا مريحًا بشكل غريب.. كأنه يظلل الشخص بدفئه مثل مظلة آمنة.
بالإضافة إلى ذلك، من يستطيع أن يغضب منه وهو ينظر إلى بعيونه الخضراء الدافئة و يتحدث بابتسامة كهذه؟
يبدو أنه يعرف جيدًا كيفية استخدام وجهه وعينيه الجميلتين.
في النهاية أرخيت وجهي وابتسمت:”عظيم، سوف أثق في نواياك الطيبة وأسامحك.”
****
شعر ماكس بدفء قلبه وهو ينظر إلى وجهها المبتسم المريح.
لم يتمكن من معرفة سبب شعوره بهذه الطريقة.
لم يعرف لماذا هو قلق للغاية على المرأة التي كانت تنظر إلي برنارد من النافذة بغضب وكراهية؟
اعتقد أنه سيكون من اللطيف للمرأة التي وقفت ببرود عند النافذة، وبدت وكأنها تكره العالم، أن تكون سعيدة.
“إنه لشرف لي … هناك صورة نظرت إليها سابقًا، وكانت جميلة جدًا… هل يمكنني أن أقودك إلى اليها؟”
فكرت للحظة وأومأت برأسها:”حسنا كما تشاء …. تستطيع اخذي اليوم في جولة ساترك لك الامر”
بدا وجهها أكثر راحة من ذي قبل.. مختلف عن وجهها البارد الذي رأه اول مره و عن وجهها المنهار الذي رأه في ثاني لقاء لهم … كان سعيدا بذلك.
هل يشعر بالمسؤولية بصفته رئيس برنارد؟
لقد اتبع قلبه على الرغم من أنه شعر ببعض الشكوك حول قراره.
” من فضلك اعطيني يديك .”
بدت مترددة للحظة ثم مدت يدها.
وضع يده الكبيرة فوق يدها.
يدها يبدو أنها عانت لفترة طويلة لدرجة أنها أصبحت نحيفة…
تبدو تماما مثل والدته التي توفيت في سن مبكرة جدا… صدم عندما رأى تفكيره الي أين ذهب.
لذلك صورة المرأة التي تقف عند النافذة كانت تزعجه منذ أيام.
ادرك بشكل غامض ما كان يراه في وجه المرأة الشاحبة، المكسورة، الباكية.
“امرأة شاحبة وغير سعيدة.”
امرأة ذابلة تقف عند النافذة وتحدق ببرود في شخص راحل.
كامه التي ماتت وهي صغيرة جدًا ولم يتمكن من فعل أي شيء لها.
و تناسى ما حدث لها لأنه لم يستطع مساعدتها.
اعتقد أنه نسي ما حدث في الماضي تمامًا.
لكن لماذا ظل يفكر فيها بعد أن رأها في ذلك الذبول في هذا الوقت؟
هل لأن شكلها وهي تقف وراء النافذة وتحدق بفراغ يشبه إلى حد كبير ذكريات طفولته المحفورة ؟
دون أن يلاحظ أحد، حاول تهدئة نفسه وهو يزم شفتيه بشدة و قال بهدوء مصطنع :”يدك رقيقة للغاية … لكن مهما كنت سيدة جميلة، فإن نحافتك إلى هذا الحد قد تضر بصحتك.”
نظرت كارميلا إلى يديها بعيون لا تعني شيئًا.
“هل مظهرها بهذا السوء؟”
هز ماكس رأسه:”لا لم اقصد ذلك فقط أردت أن تهتمي بصحتك جيدا.”
وأخيراً ضحكت قليلاً وقالت بغرابة: “يا لم من رجل غريب جدا … لم أر قط أي شخص يشعر بالقلق الشديد تجاة صحة المرأة التي يلتقي بها للمرة الثانية فقط”
أجاب ماكس بابتسامة ساخرة:”أنا أوافق… إنه أمر غريب حقًا حتى بالنسبة لي أيضًا… أنا قلق عليك نوعًا ما.”
لقد كان غريبا حقا.
لكن لماذا ظلت تنخر تلك الذكرى في عقله وتهز كيانه ؟ ****
أعجبتها اللوحات وشرحه الهادئ والجاد و السلسل كالماء .
في هذه الأثناء، لاحظت أنها يناديها بـ “السيدة “، لذلك عرفته بأن اسمي كارميلا أرمين وطلبت منه أن يناديني بأسمي إذا كان الأمر لا يزعجه.
“لو كنت تريدين… أتحداك أن تفعلي المثل …كارميلا”.
عيونه الخضراء التي تنظر إلي جميلة. خطر في بالي أنني لو كنت فنانة لرسمت عينيه.
لقد كان من الممتع بشكل مدهش أن اتمشى معه عبر ممر الهادئ وليس فقط الاستمتاع بمشاهدة اللوحات المختلفة، ولكن أيضًا مشاركة الكلام معه.
حتى الآن، كنت دائما ما اشاهد اللوحات بمفردي، لم أكن أعلم حتى أنني أستطيع الاستمتاع بها أكثر إذا كان لدي رفيق لأنظر إليه…
وقفت عند لوحة ما لفتتني وقلت :”الفنان هنا عبّر بمهارة عن الضوء من خلال اللون الاخضر، ركز على المصباح على الجدار باستخدام اللون الأخضر… كأنه يعزف نغمة موسيقية… لقد فعلها بتناغم حقا … انه لشيء مدهش …. وانه لفنان بارع في رسمه”
نظرت إلى الجانب وكانت وجنتاي محمرتين من الإثارة، وأومأ ماكس برأسه في تعاطف وأضاف: “اللوحة تستخدم ايضا اللون الأبيض الجريء بمهارة لعكس الزوايا الحادة، مما يعطي انطباعا جريئًا وأنيقًا…و على الرغم من جرأتها، إلا أنها لا تبدو معقدة أو مبالغ فيها، مما يظهر براعة الرسام واستمتاعه بالرسم …أحببتها.”
بعد الاستماع إلى كلماته، تأثرت لأنني بالتأكيد شعرت بهذه الطريقة:”بالفعل أشعر بنفس الشعور، ولكني لم أستطع التعبير عنه بدقة… أنت تعبر جيدا حقا … بعد عباراتك اللفظية المنتقاة جيدا، أشعر بأنني أرى اللوحة بشكل افضل … كانني مشبعة بفهمها ..”
استجاب ماكس لكلماتي المتحمسة.
“الشبع من رؤيتها مهم، ولكن الشبع من الاكل مهم اكثر أيضًا… ألا تشعرين بالجوع قليلاً الآن؟ دعينا نجلس في مكان مناسب ونستريح لبعض الوقت ونأكل شيئًا ما… بالإضافة إلى ذلك، كنت تقفين لفترة طويلة على كعب حذائك…قد تشعرين بالتعب بعدها ، حتى لو لم تشعرين بذلك الان.”
مشى بمهارة عبر الرواق، ووجد مكانًا مناسبًا، واقترحه عليّ.
عندما جلست على الكرسي، تمكنت من التواصل معه بشكل جيد بشكل مدهش وكان الأمر ممتعًا للغاية لدرجة أن التعب الذي أصابني كنت قد نسيته من الاحساس.
“آه… حقًا. لم أدرك ذلك الا عندما قلت ذلك، لكن ساقي تتعبان عندما أجلس… لو وقفت لفترة أطول، لكانت ساقاي ستؤلماني للغد.”
قال ماكس بابتسامة:”لا يبدو أنه شخص يحب ممارسة الرياضة، لكنني كنت قلق لأنك وقفت لفترة طويلة دون أن تظهري أي علامات تعب…ولقد سررت أيضًا برؤية أنك استمتعتِ.”
اعترفت بصراحة أنني شعرت بالقرب منه بينما كنا نقدر الأعمال الفنية معًا:”في الواقع، لم أعتقد أبدًا أن تفحص اللوحات مع الآخرين يمكن أن يكون ممتعًا إلى هذا الحد… “.
تمتمت وأنا أنظر الى الجزء العلوي من الزجاجة التي أحضرها لي ماكس:”اشعر بالقلق أنه و بعد أن مررت بهذه التجربة الرائعة معك، سأشعر بالوحدة ومتعة اقل عندما أنظر إلى اللوحات بمفردي في المستقبل.”
وضع ماكس ليمونة على كأسي وقال بخفة:”أو ربما في المستقبل، يمكنك الحصول على متعة جديدة من خلال تكوين صداقات جيدة تشاهدين معهم اللوحات كارميلا.”.
خرجت عيوني من محجريهما عندما ادركت انها فكرة جيدة حقا.
نعم. كان يمكنني مشاهدة اللوحات بهذه الطريقة أيضًا.
لماذا تنازلت عن الأشياء المتاحة امامي وجلست فقط احصي خيباتي وهزائمي ؟
يبدو انني كنت غارقة في الحزن واليأس لفترة طويلة لدرجة أنني نسيت كيف أفكر بإيجابية ..
نظرت إليه وهو جالس أمامي بعيون مشرقة.
للوهلة الأولى، اعتقدت أن وجهه الأنيق أظهر بطريقة ما روحه القوية.
وخطر في بالي أن وجهه الهادئ كان بطريقة أو بأخرى انعكاسًا لروحه القوية
“أنت تتمتع بعقل سليم حقًا…. الآن بعد أن عرفت الاستمتاع معك، ربما تسنح لي الفرصة للاستمتاع به مع شخص اخر… لماذا لم أفكر في ذلك؟”
نظر إلي ماكس بهدوء وقال:”بشكل عام، يبدو أنه عندما يعتاد الشخص على الحزن، فإنه يبدأ في التفكير بعدها في أفكار يائسة ويستسلم ويهرب مقدما.”
لقد كنت عاجزة عن الكلام لوهلة… لم أعرف ما اقول
هل قرأ افكاري؟ أم أنه يتحدث فقط في المجمل؟
“حتى لو كانت لديك طريقة لتفرحي لن تريها لانك لا تتخيلين حتى أنك ستفرحي في يوم ما … لانك وحيدة للغاية”
واصل كلامه ببطء، دون أن يلتفت إلى ردة فعلي : ” تحقيق الاهداف على ارض الواقع يكون بطيئا لكن هناك خطوة سريعة يجب ان تسبقه وهو ان تتخيلي انك حصلت عليه اولا .. لأنه إذا لم يقع في نفسك ولم تحلمي به او تأملي فيه فلن تحاولي الحصول عليه ولن يتحقق اي شيء … الاستسلام مبكرًا اشبه بالموت البطيء…والاستمرار في الهروب يشبه أيضًا الموت البطيء.”
حتى التحكم في تعابير وجهي كان عديم الفائدة، وأصبح وجهي متصلبًا وقلت : “ماذا تريد أن تقول؟”
الكلمات التي خرجت من فمي كانت قاسية.
نظر ماكس إلي وقال:”القاعدة تقول انه يمكن لأي شخص أن يكون سعيدًا في أي وقت… وهذا يعني أنه لا ينبغي لنا أن نتوقف عن الحلم .”
كان رأيه واضحًا للغاية، لكن لسبب ما شعرت بالغضب.
كلمات كثيرة ظلت عالقة في حلقي.
أنت تتحدث دون ان تعرف ماذا حدث حتى تخليت عن كل شيء، واحدًا تلو الآخر وجلست اندب حظي مخذولة.
دون أن تعرف أي شيء عما مررت به أو كيف تغيرت لهذه الشكل.
لا تقل أنني اخترت عدم المحاولة بهذه السهولة.
لأنه إذا لم استسلم عن المحاولة سوف اموت.
لا، لقد استسلمت لأنني مت ببطء.
ما زلت أتذكر حادثة العربة كانها اليوم اليوم الذي كنت بائسة فيه بشدة و انتفضت من قبل العربة مثل دمية خرقاء.
تلك الحادثة العنيفة البائسة التي جعلتني أشعر وكأنني لست اكثر من دمية خرقاء علمتني أخيرًا أن أستسلم.
وألم حماقتي و رجائي لحب زوجي حتى عندما تحدث عن حبه اليائس لامرأة أخرى.
شعرت بالخيانة في كل لحظة ومت ببطء وانا محاصرة داخل ذلك المنزل ولم يكن هناك سبيل للهروب منه.
يومًا بعد يوم، كنت أتعفن وأنا أنتظر أن يفتح الباب ويأتي زوجي ليخبرني باسفه..
لقد عانيت كثيرا لأنني تعلمت ببطء شديد واستسلمت بعد فترة كان يجب أن استسلم من البداية .
حتى طفلي، الذي لم يكن عليه أن يموت، مات بسبب محاولاتي المستمرة.
لو أنني لم أشعر بأي امل …و لو أنني استسلمت وهربت منذ وقت طويل..لكنت الآن أعيش قي سعادة مع طفلي
لو أنني لم أكافح لأكون سعيدة في ذلك الجحيم. على الأقل لم يكن الطفل قد جاء وذهب .
لقد ضغط عليّ العالم، وأخبرني أن أستسلم، وأخبرني ألا أحلم، والآن يأتي الأمر إليّ، كما لو كان هذا خطأي.
اختنقت بالعبرات
لا أعرف ما اقول، ولكن لا يهم ذلك لان مزاجي كان سيئا جدًا.
لقد استمتعت كثيرًا اليوم، ولكن فجأة شعرت وكأن الحياة غير عادلة وكان من الصعب علي التحمل.
لكن عندما فتحت فمي لاعترض، لم أعرف ماذا أقول.
كل ما مررت به لم يحدث لذلك بغض النظر عما اخبره به، فهو مجرد كذبة.
للحظة، ضربني البؤس بشدة كان يلكمني في قلبي، وتدفقت الدموع من عيني.
في النهاية، أملت رأسي لتغطية وجهي وتحدثت.
“شكرا لك على هذه الكلمات الرقيقة…أنا آسفة، لكنني لست على ما يرام.”
كنت أحاول المغادرة على عجل، لكن تم امسك بمعصمي وقال :”هل أنت بخير؟”
صررت أسناني.
قلبي أصبح فجأة في حالة من الفوضى بسبب شخص ما من الماضي … وبسبب الذي حفر في الذكريات دون أن يعلم كنت على وشك أن ألقي نظرة فاحصة عليه، ولكن الدموع سقطت بسرعة من عيني وقلت باكية :”من فضلك اتركني … “.
**** لا تنسوا التعليقات و النجوم والمتابعة قراءة ممتعة ~~♡~~
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "42"