على الرغم من أنها اللحظة التي انتظرتها بشغف، إلا أن لساني تجمّد بطريقة غريبة، فترددت قليلاً قبل أن أرحب به بصوت هامشي: ” اعتذر عن ذلك الوقت… جعلتك تمر بوقت عصيب”
لم أقصد أن أقول هذا…
الكلمات التي خرجت من فمي كانت جامدة ورسمية ودفاعية. لم أكن قادرة على مواجهة عينيه وتجنبت النظر إليه.
“لقد تسببت في مشاكل لك عن غير قصد.”
حتى لو كنت قد فُهمت بشكل خاطئ، لم يكن لدي أي شيء لأقول.
أتذكر جيداً كيف فسدت علاقتي بزوجي بهذه الطريقة في الماضي.
شعرت أيضًا أنني امرأة عاجزة تكرر أخطائها.
فجأة فتح فمه: “هذا أمر محزن حقًا.”
ظننت أنني احزنته بكلامي، فرفعت رأسي لأرى وجهه نقيًا ومستقيمًا، قبل أن أعرف ذلك، أقترب خطوة أخرى واصبح وجهه قريبًا جدًا مني.
شعر قلبي بالرفرفة بشكل غريب. كانت عينيه الخضراء التي تشبه الفيروز تنظر إلي بشكل غريب.
بدا الأمر باني ارتويت من ماء عذب بعدما نظرت إلى عينيه.
ابتسم بهدوء وقال:”أشعر بالحزن عندما تديرين رأسك عني بهذه الطريقة.. كما لو كنت لا تريدين رؤية وجهي… فلقد كنت أنتظر هذا اليوم لبعض الوقت.”
حاولت بجد أن أستمر في التحديق في وجهه بينما كنت مترددة، وعندما ارتفعت حدة التوتر، قلت بتأنيب:
“أنا… لم أكن أعلم أنني ضايقتك … لكنه انه ليس ذنبي فأنا متوترة كثيرا فربما لذلك شعرت بذلك الشعور … لكن الم يضايقك حقا ما فعلته في لقائنا السابق”
ومع ذلك، لم اصمد لوقت طويل في مواجهته بعد أن قلت كلماتي فاشحت عنه بعيدًا أخيرًا.
من الواضح أن نظرته لي ناعمة ولطيفة، لكن كان من الصعب جدًا النظر إليه وجهاً لوجه.
أشعر وكأنني سأرتكب خطأ ولا أستطيع استعادة رباطة جأشي، وسيصبح قلبي هكذا قلقًا أكثر فأكثر.
حاولت ارخيت نفسي غصبا وقبضت على يدي.
طال الصمت … ومع ذلك، لم تخرج أي كلمات منه .
‘يجب أن أقول أي شيء…’
وفي النهاية، تخليت عن أن أقول أي شيء كنت أتطلع إلى قوله في الأصل.
ووضعت قناعي البارد وقلت بهدوء ممتنة : “همم… منذ أننا التقينا بهذه الطريقة في المرة السابقة، ليست لدي أي وسيلة للتعبير عن مدى امتناني … فإذا كانت هناك طريقة يمكنني فعل اي شيء لك كرد جميل، هل يمكنك أن تخبرني به؟”
كلماتي الطنانة لم تتطلب مني الكثير من التفكير وتدفقت من تلقاء نفسها بشكل طبيعي، كالآلة واردفت بعدها :”أريد أن أعوضك بأي طريقة ممكنة.”
في الواقع، إذا أمكن، أردت إجراء محادثة أكثر صدقًا معه. كم كنت ممتنة له حقا في ذلك اليوم. كم شفاني الحديث معه.
وأيضًا، إن أمكن، أردت التحدث عن موضوعنا في ذلك اليوم مرة أخرى.
كيف يمكنني أن أثق بالناس بهدوء وارتياح واعثر على ذلك الخط الفاصل كأنه شيء بين الإيمان والكفر؟
لكن ذلك اليوم قد مضى.
ربما كان شيئًا مميزًا في ذلك اليوم، حيث كنت مشتتة واتحدث عن أفكاري الداخلية كما لو أصابني مس.. و رد علي وقتها.
لم يكن لدي أي فكرة أنني سأتمكن من رؤيته مرة أخرى، وعندما التقيت به بوجه مستقيم تحت الثريا اللامعة … كنت عاقلة جدًا حتى لا يحدث ذلك مرة اخرى، وكنت سيئة في تقريب المسافة بيننا.
‘أنا مختلفة عن ديان التي تفتح قلبها للناس بسرعة
انا دائمًا في موقف دفاعي، أقيس المسافة، غير قادرة على الاقتراب، واتردد.
لا أستطيع أن أكون صادقة أو لطيفة.’
فكر للحظة ثم تحدث :”هل هذا صحيح… ثم سأقول لك دون تردد ما أريده منك.”
“سأكون سعيدة لمعرفة ذلك.”
لذلك، على الأقل استمعت إلى ما قاله من كل قلبي. لأنني كنت صادقًا عندما قلت إنني أريد رد الجميل له بكل ما أستطيع.
“بدلاً من التأسف لي، أردت أن أسمعك تقولين أنك ممتنة فقط لي على ذلك اليوم.”
جاءت كلماته غير متوقعة فنظرت إليه في مفاجأة. فتحدث بهدوء مع وجه لطيف: “كنت أتطلع لرؤيتك كثيرا اليوم… في ذلك اليوم، كل ما رأيته هو بكائك… فكنت أتمنى أن أراكي تبتسمين اليوم… لكن، ناهيك عن الابتسام، أنت حتى لم تنظري إلى وجهي بشكل صحيح…. لذا انا حزينًا حقًا.”
رمشتُ في ارتباك…
اعتقدت أن إيان هو الشخص الوحيد الذي قول مشاعره مباشرة بهذه الطريقة، لكن طريقته الآن مشابهة له ولكنه مختلف عنه… كان الأمر محرج لي.
فاعتذرت له على وجه السرعة : “آسفة لم يكن ذلك في نيتي أبدا .. أردت أن أشكرك، ولكن بدلا من ذلك انتهى بي الأمر الى إيذاء مشاعري.”
سألت كما لو كنت اتوسل:”ماذا علي أن أفعل لتهدئة قلبك وحزنك؟”
ابتسم وكأن هذا ما كان ينتظره وقال : “بادئ ذي بدء، أود منك أن تدعيني بماكس… وآمل أن تنظري إلى وجهي وانت تتحدثين معي “
نظرت بهدوء إلى وجهه.
والسؤال الذي دار في ذهني: لماذا يتعامل معي بهذه اللطف؟
ولكنني قلت شيئا آخر بدلا من ذلك.
” هل أنت بخير مع مناداتي لك باسمك؟ “
في ذلك الوقت، مد يده بخفة.
يده التي ترتدي قفازًا أبيض مدت لي وهي تدعوني أن ارافقه :”سوف يشرفني لو سمحت لي بشرف مرافقتك كوسيلة لتعزية حزني.”
ترددت للحظة، لكنني لم أتمكن من إبقائه ينتظر لفترة طويلة… لذا وضعت يدي كردة فعل فوق يده.
“نعم. إذا كان الأمر على ما يرام معك، سأكون سعيدة بمرافقتك..”.
كان الأمر أشبه بدفعي إلى مرافقته .
لكني لم أكره ذلك، بدلا من ذلك كنت في حيرة من أمري.
لذا، لسبب ما، ودون أن أفكر في الأمر، انتهى بي الأمر ممسكة بيديه وأنا اسير عبر الممر حيث كانت اللوحات معروضة.
دفء يده القادم من تحت القفازات البيضاء غير مألوف وممتع، لذلك خشيت أن تبدأ يدي بالتعرق.
‘كيف حدث هذا فجأة؟’
على الرغم من أنني كنت في حيرة من أمري للحظات، اعتقدت أنه كان جيدًا في امساك دفة الحوار.
تمامًا مثل الفكرة التي شعرت بها عندما رأيته لأول مرة.
وانا افكر في ذلك نظرت إليه والتقت أعيننا على الفور.
هل كان ينظر إلي؟ لقد فوجئت للحظة …. اه … أن عينيه جميلتين وعميقتين للغاية.
شعرت أيضًا برفرفة في صدري.
عيونه خضراء شفافة مثل مياه الينابيع. إذا كانت العيون هي نافذة الروح، فقد بدا وكأنه شخص لديه ينبوع في قلبه.
شعرت وكأنني أرغب في مواصلة النظر إليه ولكن بهذه الكريقة سافقد عقلي ، لذلك حولت نظري عنه، وألقيت نظرة سريعة عليه مرة أخرى، والتقت أعيننا مرة أخرى.
لم أكن أريد أن يُنظر إلي كسيدة غريبة، لكن ظللت أرغب في النظر إلى عينه.
قال باطراء مفاجئ. : “لديك عيون جميلة جدا.”
بينما كنت أفكر فقط في عيونه، فوجئت بكلامه لأنني شعرت وكأنه قد قرأ أفكاري.
شعرت بالحرج وأجبت بتصلب : “نعم.”
ثم ابقيت فمي مغلقا
ومع ذلك، في اللحظة التالية، أدركت أنني افسدت الامر، فقلت شاكرة له:”شكرًا لك على اطرائك الجميل.”
وأضفت قليلا :”لا أقول هذا لانك اثنيت على عيني ، ولكن عيناك جميلتان حقًا أيضًا… تبدو مثل شفافة مثل المياه العذبة.”
أنا أعني ذلك… كانت عينه هي العين الأكثر جاذبية التي رأيتها على الإطلاق.
عيني تستمر في النظر اليها ولا تستطيع ان تحيد عنه.
سمعت ضحكته بجانبي بعد كلامي فنظرت له ووجدته قد غطى فمه بقبضته وهو ضحك بقوة.
‘اللعنة… هل أخطأت؟’
ربما تكون من الوقاحة أن اقول لرجل أن لديه عيون جميلة.
لقد كنت في ورطة ولم أعرف ماذا أفعل، لكنه تحدث فجأة : “أنا ماكس… ناديني ماكس… وسبب ضحكي هو أن كلامك منعش حقا، لذا لا تقلقي كثيرًا… في الحقيقة هذه أول مرة أسمع بها اطراء مثل هذا”
اردف وهو يقوس بشكل ناعم :”قولك أن عيني جميلة… كان شيء غير متوقع حقا… عادةً ما أعاني من مشكلة في عيني.”
كنت متفاجئة و محتارة بعض الشيء في نفس الوقت.
“ماذا؟ انا لا أفهم.”
كانت عيونه الخضراء ذات الشكل اللوزي، والمحاطة برموش كثيفة، ناعمة ولطيفة للغاية و مثيرة للإعجاب لدرجة أنه كان من الصعب فهمها.
نظرت مباشرة إلى عينيه وقلت : “منذ البداية، اعتقدت أن لديك عيون لطيفة وجميلة للغاية… إذا لم يكن الأمر وقحًا اقول هذا ، أرغب في مواصلة النظر إليها بشدة.”
انطباعه البارد والهادئ يختفي لحظة مواجهة عينيه الخضراوين الرائعتين، تلك العيون الجميلة التي تختبئ وراء البرودة.. اذا نظرت اليها مرة صعب أن تزيح عينك عنها .
عيونه تشعرني بالحياة بدلاً من أن تكون مجرد جوهرة خضراء ، انها تشبه البحر تسحبني إليها بعمق .
نظر ماكس بعيدا… و تحدث معي صوت ضاحك وهو يوبخني بطفولية : “إنه أمر محرج للغاية أن تحدقي في بهذه الطريقة… أنت لا تحاولين اثارتي ، أليس كذلك؟”
بعد ان رفضت ما قاله أدركت أنني رفضته بعنف شديد زيادة عن اللزوم
فاردفت : “بالطبع، أنا لا أقول أنك عينيك ليست جذابة انا اقول فقط انني لا اقصد اثارتك….”
بينما كنت أتحدث بكلام غير مفهوم، سحب ماكس يدي التي عهدتها إليه بحرارة.
” …. ؟”
من خلال قفازه الأبيض، شعرت بلطف وحرارة، وعندما نظرت إليه، كان يضحك.
“إذا كانت ردة فعلك صادقة هكذا ، فأنا آسف لمزاحي… أنا امزح.. كون أكثر راحة… يا عزيزتي… إنني قلت ذلك بقصد اغاظتك.”
عندما أضاف هذه المزحة الخفيفة تغير انطباعي عنه بشكل ملحوظ عن الانطباع الأولي أنه شخص حكيم وجيد في التعامل الناس، .
عندها فقط شعرت بعمره .
وفجأة خطر لي أنه كان شابًا في مثل عمري تقريبًا. أدركت ذلك عندما نظرت إلى وجهه المبتسم.
بطريقة ما شعرت براحة أكبر قليلاً.
لذا، ولأول مرة، تخليت عن الصعوبات التي أواجهها وضربته بخفة.
“أنت لئيم جدا. إذا كنت تحب اغاظة من الآخرين بهذه الطريقة، فأنت شخص سيء للغاية… إذا كنت تمزح بلطف هكذا مع الاخرين بلا سبب، فأنت بالفعل في السجن.”
ثم ظهرت ابتسامة مجهولة على وجهه.
“هل تظنين حقًا انه لطف بلا سبب؟ أنا لست شخصًا لطيفًا بشكل عام”
وفي نهاية تلك الكلمات أمسك بيدي و ضغط بخفة عليها.
على الرغم من أنه كان ينظر إلي بوجه ودود، إلا أن شيئًا ما جعلني أتوقف عن التحرك معه واتجمد.
“… … “.
سحبت يدي التي كان يمسكها بطريقة خرقاء، فتعثر لوهله، وعلقت ذراعه في الهواء.
وقفت ذراعه في وضع ينتظرني أن أمسك بيدي به مرة اخرى… تماما مثل قلبي.. والغريب أنني كنت خائفة من فكرة أنني قلبي خفيف جدًا لكنني لم أرغب في إيقاف هذا الشعور….
هل ما افعله خطأ ام صحيح؟
لم أعرف الإجابة على كلامه ولا سؤالي … كنا على وشك الدخول في صمت محرج لفترة من الوقت عندما لم أجد ما اقول، ووقتها انتشرت نظرة مرحة ببطء على وجهه وهو يقابلني.
“.. ؟”
نظرت إليه بحيرة، فابتسم ماكس بمرح مرة أخرى: “انظري إلى هذا… تم خداعك مرة أخرى.”
“آه…… !”
وفجأة، هدأ توتري، وفي الوقت نفسه، اجتاحني شعور بالخجل .
**** لا تنسوا التعليقات و النجوم والمتابعة قراءة ممتعة ~~♡~~
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "41"