وبما أنني لم اعرف كيف اواسيها بالكلمات، فقد اخترت البقاء بجانبها فقط بدون كلام.
ظل الصمت لفترة بيننا قائما ولم أستطع أن أعرف إن ظل لوقت طويل أم قصير.
مر الناس من حولنا بلا مبالاة، ومرت العربات دون أي اهتمام بنا.
في هذه الأثناء، ظلت متمسكة بثباتها ونظرت إليّ في نهاية المطاف بعينين حمراء، يبدو أنها تغلبت على مشاعرها.
كنت افكر ماذا أقول لها، ولكن لدهشتي فهي ابتسمت بشكل مشرق.
إنه أمر خطير على صحتها النفسية ، لكنها لم تزيفها تمامًا. فكانت ابتسامتها مرتعشة :”آسفة. و شكرا لك.”
وتحدثت ببطء: “كنت سأكون خائفة حقًا إذا لم تتدخلي وتنقذي الموقف.”
ونظرت إلي بعيون ناعمة وابتسمت قليلاً:”بفضلك، تمكنت من التهدئة. لماذا؟ أنت وأنا متشابهان كثير .. غريب أنني أشعر بأنك أختي.”
لم أكن أعرف ماذا أفعل، لذلك استمعت لها بهدوء وانا ابتسم بخجل.
اعتقد أنه قد يكون هناك سبب وجيه لشعورها بهذا.
وبهذه الكلمات نفضت الغبار عن فستانها وأخذت نفسا عميقا.
“ليست مشكلة كبيرة، لكنني شديد الحساسية…. ما زلت غير ناضجة.”
ثم هزت رأسها للحظة لتعود إلى رشدها، وتخفف مزاجها، ولتحدث بوجه أفضل بكثير.
لا يزال وجهها شاحب، ولكن يبدو أنها كانت تحاول التخلص من تعابيرها هذه حقًا.
أخيرا شعرت بها… كانت تلك طريقتها في مواجهة المشاكل.
الابتعاد، والهرب، وإنكار الأمر.
حتى في مشاكلها الخاصة، قدمت الآخرين عليها.
لكن لا يمكنني أبدًا أن أقول ان الأمر بسبب انها مفرطة الحساسية أو غير ناضجة.
كان سلوك كونت دانوب وعينيه المخيفة بمثابة علامات على أن شيئًا ما سيحدث على نحو خاطئ.
و حتى لو تقدمت وتحدثت لاهلها عن ذلك، فإن ذلك سيجعلهم أكثر قلقًا.
لذا، وبعد الكثير من التفكير والتفكير، توصلت أخيرًا إلى هذه الكلمات:”… أنت لست غير ناضجة ولا شديدة الحساسية… لقد كنت خائفة منه ايضا عندما رأيته.”
وفي نهاية تلك الكلمات نظرت إليها بنظرة حازمة وقلت:”ولكن لا تقلقي… وكما قلت لك ذات مرة، إذا تم دفعك إلى نقطة الزواج منه، فسوف أنقذك بالتأكيد… هناك لديك شخص واحد على الأقل سيأخذ على عاتقه المسؤولية ليحميك.”
اتسعت عيون ديان مفاجأة من كلامي، وتحول لون خديها إلى الأحمر.
ثم فتحت وأغلقت فمها عدة مرات كما لو كانت على وشك أن يقول شيئا، وأخيرا انفجرت في الضحك.
“ماذا؟ نفس القصة التي قلتها في ذلك الوقت، إذا واصلت قول ذلك كارميلا فسوف اصدقك ! “.
اصبح خديها متوردين بزهو مثل التفاح.
لكني تحدثت بلهجة حازمة: “لأن هذا صحيح… لن أدعك تسقطين في الجحيم أبداً ..أعدك باسم عائلتي أرمين.”
وقفت ديان هناك للحظة كما لو انها تشعر بالحرج من تلك الكلمات، ثم تجنبت عيني للحظة، ووضعت يدها على فمها، وابتسمت.
ثم ربتت على يدي و ذراعي وقالت بمزاح:”هل تعلم أنني متحمسة الآن قليلاً ؟ لقد فوجئت بما قلته بدا الامر وكانك تتقدمين لي .”
أمسكت بيدي فجأة. كانت يديها دافئة جدًا من الفرح لدرجة أنني شعرت وكأنها ريشة خفيفة .
بعد لحظة من الإمساك بيدها بصمت، تحدثت بخفة، وهي تشعر بتحسن تام:”صحيح… رجل مثل هذا لا يمكن أن يجعلني أشعر بالسوء أو يفسد حياتي… لن أدع ذلك يحدث ابدا… سوف تساعدني كارميلا أيضًا في حالة حدوث هذا الموقف… صحيح؟”
ابتسمت بشكل جميل جدا في نهاية تلك الكلمات. كانت ابتسامتها حقيقة وثمينة للغاية.
جسدها المرتجف قد هدأ تمامًا بالفعل.
سرنا لمسافة قصيرة حول المنطقة لتصفية ذهننا وتغيير حالتنا المزاجية.
على الرغم من أنها لم تكن جولة كبيرة، إلا أنني وجدتها مضحكة وممتعة، لذلك تجولت في منطقة التسوق عدة مرات.
وبفضل هذا، واجه الفرسان والخادمات الذين تبعونا وقتًا عصيبًا للغاية.
وأخيرا، ودعتني بعد أن تحدثت عن أشياء مختلفة “شكرا لك لهذا اليوم… كارميلا.”
سألت مع قليل من التردد: “حسنًا، بأي حال من الأحوال. على أية حال، أنت ابنة دوق … هل من المقبول أناديك باسم دلع خاص؟”
نظرت إلي بخدود حمراء قليلاً
فتمتمت : “ناديتني كما تريدين ديان.”
لقد فوجئت قليلاً من سؤالها غير المتوقع.
كانت هذه هي المرة الأولى التي اجرب فيها هذا لأنه كان يتم مناداتي دائمًا باسمي الأول لأنه كان من الصعب حصولي على اسم دلع.
ثم اتسعت عيناي قليلًا بدهشة، ثم ابتسمت ببراعة وأومأت برأسي: “بالتأكيد. ديان…سأكون سعيدة اذا فعلت.”
كانت ديان سعيدة للغاية وكأنها فازت بالعالم وصرخت بخدود حمراء.
“اراك لاحقا آذا… كارل!”
الطريقة التي استدارت بها وركضت عائدة إلى العربة بخطوات سعيدة، وكأن شيئاً سيئاً لم يحدث.
كان الدانتيل الموجود على حافة تنورتها يدور حول قدميها مثل الرغوة وهي تقفز بقفزات مرحة.
“ماذا ستفعلي إذا سقطت؟”
وبختها للحظة، لكنه لم يكن يبدو الامر بهذا السوء لذا كان علي أن أضحك فقط.
بعد تلك الحادثة، الحياة اليومية ملأ ذهني الفارغ.
كان شيء جيدا وسيئا ما حدث لها لكنني أقف بجانهبها.. لذلك، شعرت ببعض السعادة لانني كنت قلدرة على تحسين مزاجها.
“ربما يمكنني الإستمرار في العيش بهذه الطريقة.”
اعتقد أنني لن أكون مهووسة بالانتقام بعد الآن، شعرت وكأنني أستطيع فهم الإجابة عن السؤال الفارغة حول كيفية العيش.
* * *
فتحت عيني، وكان الوقت فجرًا …
كانت الغرفة مغمورة في الظلام دون شعاع واحد من الضوء.
حتى أثناء نومي، ادرت رأسي ، وتساءلت لماذا استيقظت في هذه الساعة.
صاحت بومة الليل بهدوء.
وهبت الريح خارج النافذة، فضربت الأوراق الخضراء بالنافذة.
بدا الأمر كما لو كانت السماء تمطر.
“آه. لذلك… “
عندها فقط أدركت لماذا استيقظت في وقت مبكر جدًا من الصباح.
تساقطت قطرات المطر عبر النافذة، تاركة علامات القطرات على النافذه الزجاجية.
شاهدتها بهدوء واعترفت في النهاية:”لا أستطيع النوم.”
وأثناء محاولتها مناداة بـريسديل عن طريق دق الجرس، توقفت.
حتى لو استيقظت في هذه الساعة، لماذا أوقظ تلك الطفلة المتعبة مرة أخرى في هذا الصباح الباكر؟
في النهاية، بعد تفكير طويل، أشعلت ورقة بخور و شمعة.
كنت سأنتظر فقط حتى ينتهي الامر حتى أستطيع العودة للنوم.
ومضت النار وكأنها تدعوني إلى ان ارقص.
أضاء ضوئها الغرفة مثل القمر الناعم.
وبينما كنت أنظر إليها، سمعت فجأة الأشجار تصدر صوت الحفيف فلففت ذراعي الناعمتين حول نفسي وتدثرت بالبطانية.
“أنا هنا. في أمان.”
لست موجوعة… أنا بعيدة عن العنف والشتائم اللفظية.
محاطة بالأشخاص الذين أحبهم والأشخاص الذين يحبونني.
عندما أدركت ذلك مرة أخرى، أغمضت عيني وارتحت، شعرت بالخدر في جلدي وأصبح قلبي رطبًا بلطف.
ورفرف القليل من الفرح في صدري مثل اليراعة.
في الخارج، دق صوت المطر بشكل غنائي على النافذة الزجاجية، والقت الشموع بظلالها الناعمة على الغرفة كما لو كانت هذه هي المساحة التي تحميها.
أشهر كأنني اغطس في الماء الدافئ.
يا لها من رفاهية أن اكون قادرة على الاستيقاظ والاستمتاع بوقتي بسلام بدلاً من البكاء في الحزن.
“هل من المقبول أن اكون سعيدة إلى هذه الدرجة؟ لم أفعل أي شيء جيد … هل من الجيد الاستمتاع بتلك الاشياء التي كالحلم؟”
بينما كنت أفكر، جاء شخص ما إلى عقلي.
ديان… هذه المرة فقط عرفتها بشكل صحيح.
هي التي أصبحت فجأة صديقتي الثمين.
أستيقظت عند الفجر، وأشعلت شمعة دافئة، واستلقيت تحت بطانيتي الجديدة، وفكرت فيها.
سيكون من الجميل لها أن تعرف هذا الشعور بالأمان مثلي.
اعتقدت أنه سيكون أمرًا رائعًا لو تمكنت ديان من أن تعيش حياة كاملة كما أفعل الآن، دون المرور بالجحيم كما فعلت في ذلك الوقت.
وجه مبتسم. وخدود حمراء. وقدمين يرقصان كالاطفال.
تشكلت ابتسامة بهدوء على شفتي.
كلما نظرت إليها أكثر، أصبحت أكثر سعادة.
“وحش مثل دانوب لا ينبغي له أن يطمع فيها.”
عندما فكرت بها، تحولت أفكاري بشكل طبيعي إلى مشكلة التعدين.
اعتقدت أنه كان تقريبا مثل الأمر الواقع.
“من شبه المؤكد الآن أن هناك مشكلة في منجم فيسكونت باين الذي سيشتريه.”
وبدون تأكيد ذلك، فإن أي فرضية أو فكرة لا معنى لها.
ومع ذلك، كان دانوب رجلاً قاسياً لدرجة أن والدي كان يحتقره.
إذا كانت عملية احتيال على نطاق واسع على عائلة نبيلة، فمن الطبيعي أن تكون حياته في خطر لحظة الكشف عنها.
تذكرت عيون دانوب الباردة اللامعة.
“إذا تقدم شاهد فإنه سيحاول حل المشكلة حتى لو كان ذلك يعني قتله… “
كنت بحاجة إلى وسيلة لحماية حياتي في حالة الطوارئ وطريقة لرؤية المنجم حتى لو كان الوصول إليه مسدودًا.
طريقة أكثر أمانا وخفية للكشف عن اللغز.
شعرت أنني قد أجد الإجابة إذا تحدثت إلى زيد.
بينما كنت أفكر في ذلك، خطرت في ذهني مخاوف أخرى.
الشخص الذي جلب لي الوردة الفضية.
عندما فكرت فيه، رفرف قلبي بهدوء.
كان الأمر مذهلاً وأطلقت تنهيدة خفية:”لقد مررت بالكثير من المتاعب لدرجة أنني لم اعود إلى رشدي بعد .”
كارميلا. يا غبية.
ولكن بمجرد أن يتبادر إلى ذهني عيونه الخضراء المتلألئة اللطيفة وكلامه الناعم.
تذكرت اليد التي غطت عيني الباكية.
صوته الجهور الناعم مثل المخمل.
أشعر بالفضول. أريد مقابلته وجهاً لوجه والتحدث معه أكثر قليلاً.
أنا اشعر بالفضول عنه.
وأخيرا أغمضت عيني وتركت أفكاري تسحبني.
لا ينبغي أن تسحبني كثيرًا.
ما زلت لا أستطيع أن أثق بنفسي عندما يتعلق الأمر بالحب.
“حبي الأول قتلني… وأصبحت بعده بائسة للغاية.”
في اللحظة التي تذكرت فيها ذلك، اصبح قلبي المضطرب كالرماد.
هذا كل شيء، كان علي أيضًا أن أتحمل زواج برنهارد ورينا.
بعد أن تحملت ذلك، قد أموت بالفعل إذا ألقيت بنفسي في شيء آخر يمكن أن يؤذيني مرة أخرى.
فكرت في تلك الكلمات بعقل بارد.
الآن، لم أعد الشخصية التي كنت عليها مسبقا، لم اعد سالمة تمامًا.
الشخصية الذي كانت تتمتع بصحة نفسية مرنة وسليمة لم تعد موجودة.
كان علي أن أكون حذرة حتى من الأشياء الصغيرة. وإلا فقد انهار من الداخل مرة اخرى وأموت حقا.
دائمًا أشك في الأسوأ واتردد، و أكون حذرة، أخطو فقط على الأرض الأكثر أمانًا بالنسبة. وعندها فقط يمكنني العيش.
عندما فكرت في الأمر بهذه الطريقة، شعرت بالاستياء قليلاً.
ومع ذلك، جلب ذلك التفكير الدموع إلى عيني برغم أنني لم اردها أن تسقط على أشياء مثل هذه مرة أخرى
لكن إنه شيء لا يمكنني فعل شيء حياله.
**** لا تنسوا التعليقات و النجوم والمتابعة قراءة ممتعة ~~♡~~
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "39"