الفصل المئة وستة
(مسودة)
الفصل المئة وستة
(مسودة)
عندما طرقت الباب، ساد الصمت من الداخل.
“يا ترى اين ذهبت، قالوا إنها هنا، فماذا حصل؟”
شعرت بالدهشة. نظرت إلى النافذة بجانب الباب لأرى إذا كان هناك أحد في الداخل.
فجأة، تلاقت عيناي مع زوج من العيون الزرقاء التي كانت تراقبني من بين الأحواض.
“آه!”
في تلك اللحظة، سمعت أصوات تحطم الأحواض من الداخل، وصرخات عالية.
“فارين!”
صرختُ مذعورًا، وبعد لحظات فُتح الباب بصوت عالي.
ظهرت فارين، التي كانت مغبرة بالتراب ومنهكة من الباب. وخلفها، كانت النافذة مليئة بأحواض مكسورة.
“…مرحبًا…”
رفعتُ فارين بسرعة فنظرت حولها وقات : “هل أنت بخير؟ لم تجرحي نفسك باحد الأحواض المكسورة؟ هل أصبت رأسك؟”
دارت عينا فارين، وبدت محبطة.
“أنا بخير، لكن الأحواض ليست كذلك… سأموت الآن لأن أخي سيقتلني…”
في تلك اللحظة، لم أتمالك نفسي وقمت باحتضان الطفلة المغبرة.
“يا لك من طفلة مشاغبة، لقد أرعبتني. سيساعدنا سائق العربة في تنظيف الأحواض المكسورة، فلنذهب لتنظيف ملابسك وتغييرها.”
بينما كان السائق ينظف الأحواض والتربة، قمت بتغيير ملابس فارين وملابسي أيضًا.
بعد تنظيف الفوضى، جلست على الأريكة وسألت فاريين:
“لماذا لم تردي على الباب وكنت تراقبين من النافذة؟”
أجابت فارين، وهي تضع وجبة خفيفة في فمها سعيدة:
“قال لي أخي إنه إذا جاء شخص غريب فلا افتح الباب وهو ليس في المنزل. لكنكِ لستِ غريبة، في البداية كنت سأردك لكنني فوجئت بك عندما تلاقت أعيننا.”
أعجبني حذرها، فلقد فهمت أن وجود طفل وحده في المنزل يمكن أن يكون خطيرًا.
لكن الآن، يمكننا حل هذه المشكلة إذا وافقت فارين على طلبي.
“حسنًا. فارين، جئت اليوم لأطلب منكِ شيئًا. هل يمكنكِ أن تكوني صديقة لطفلة اسمها سيلين؟”
نظرت فاريين بفضول:
“سيلين؟ من هي؟ ولماذا تبحثي عن أصدقاء للصغيرة؟”
“إنها أخت شخص أعرفه، وهي ضعيفة ولا تخرج كثيرًا من المنزل. لذا، قررت أن اجد لها صديقة. هي فتاة رقيقة وهادئة، أعتقد أنكِ ستستمتعين بالحديث معها.”
قبل أن أكمل كلامي عن الفساتين والوجبات الخفيفة والمجوهرات، قررت فاريين بسرعة:
“سأفعل.”
“حقًا؟ بهذه السرعة؟”
نظرت إليّ بوجه ملح.
“سأفعل، ولكن إذا غضب أخي بسبب الأحواض المكسورة، عليكِ أن تحميني.”
في تلك اللحظة، لم أستطع إلا أن أضحك.
“بالطبع، لن أسمح له بان يغضب عليكِ.”
أوه، فارين وأيان حقًا رائعين وانقياء. كلما رأيتهم، أصبحوا أثمن وأغلى كالجواهر، وأنا متأكدة أن سيلين ستعجب بهم أيضًا.
كنت راضية عن هذا الاختيار الجيد.
في تلك اللحظة، صرخت فارين “انتظري لحظة!” ثم هرعت إلى داخل المنزل وعادت بحقيبة صغيرة على ظهرها.
“حسنًا! أنا جاهزة الآن. هيا بنا، أختي.”
شعرت بالدهشة للحظة.
“أم؟ اليوم مباشرةً ستذهبي لها؟”
بمجرد أن أخبرتها، وافقت واستعدت للمغادرة وكأنها ستذهب لشرب الشاي مع الجيران.
لكن أدركت أن بالنسبة لفارين، لقاء الأصدقاء قد يكون بنفس الأهمية.
وبما أن سيلين مريضة وتزداد سوءًا كل يوم، لا ضرر في أن تقابلها بسرعة.
قررت بسرعة وأومأت برأسي:
“حسنًا، لنذهب.”
في البداية، كانت فارين متحمسة، لكن بعد أن طال وقت الرحلة في العربة، بدأت تشعر بالنعاس.
بالتأكيد، كانت المسافة بين منطقة التجار والقصر بعيدة.
فكرت في أن أقترح على إيان أن ينقلها للعيش معنا كضيفة في منزلنا.
بدلاً من أن تبقى فارين وحيدة، سيكون من الأفضل أن تعيش في منزلنا، مما سيجلب الحيوية لمنزلنا.
ابتسمت ولامست رأس فاريين بلطف.
“فارين… فارين، استيقظي. وصلنا إلى منزل سيلين.”
فتحت فارين عينيها ببطء وكانت ما تزال تشعر بالنعاس.
“آه، وصلنا؟ المسافة بعيدة جدًا، أليس كذلك؟”
وافقتها الرأي.
“نعم، إنها بعيدة. لذا، إذا وافق أخوكِ، ما رأيك في العيش في منزلي خلال فترة إقامتك في العاصمة؟ منزلي قريب من هنا.”
لم تظهر على فاريين علامات المفاجأة، بل تثاءبت مرة أخرى وسألتني بهدوء:
“هل منزلك كبير؟”
كان تصرفها وسؤالها منعشين للغاية.
كانت تفرك عينيها بنعاس، وكانت لطيفة جدًا لدرجة أنني كنت أود اكلها.
فتحت ذراعي بشكل واسع وشرحت بحماسة:
“بالطبع، كما قلت من قبل، لدينا قاعة احتفالات ضخمة في منزلنا.”
فصرخت فاريين “آه!” وقالت:
“صحيح، منزلك مذهل! كما قلتِ في المرة السابقة في الينابيع الساخنة…”
ثم قالت بحماس:
“سأقنع أخي مهما كان الأمر! أريد العيش معكِ أيضًا.”
ثم اتكأت على قدمي ونظرت إلي بعيون مملوءة بالحب. كانت دهاءها لا يقاوم وبريئًا.
لم أستطع مقاومة لمس خدها الناعم وشعرها الجميل.
“حسنًا، حسنًا. سأعتمد عليكِ يا فارين. تعاملي جيدًا مع صديقتك التي تعيش هنا.”
فأجابت بحماس:
“سأجعلها تحبني من النظرة الأولى!”
كدت أن أتعثر في تلك اللحظة.
لا أعتقد أن هذا هو ما قصدته تمامًا…
رغبت في سؤال فارين إذا كانت تفهم مفهوم الصداقة بشكل خاطئ، لكني امتنعت.
—
طرق، طرق.
“سيلين، هل أنتِ في الداخل؟”
سمعنا صوتًا هادئًا.
“ادخلي…”
في تلك اللحظة، اندفعت فارين إلى الداخل قبل أن أتمكن من قول أي شيء.
“أختي، سأقوم بصنع صداقاتي بنفسي. تعالي لاحقًا لتأخذيني.”
قبل أن أتمكن من قول أي شيء، سمعت صوتًا مرحبًا من داخل الغرفة.
نظرت إلى الداخل بدهشة.
ورأيت سيلين، التي كانت تبدو متفاجئة مثلي، وفارين وهي تقترب منها وتعرف عن نفسها.
“مرحبًا، أنا فارين ميلرست، جئت لأكون صديقتك. سررت بلقائك. ما اسمك؟”
“أنا… اسمي سيلين سايفيور…”
رفعت فاريين حاجبيها باستغراب.
“سايفيور؟ هل أنتِ أميرة من القصص الخيالية؟” في تلك اللحظة، وضعت يدي على جبيني.
ما الذي يمكنني فعله تجاه تلك الطريقة العفوية في الكلام؟
هل يجب عليّ أن أدخل وأتوسط الآن؟ بينما كنت أتردد بين الإمساك بطرف ثوبي والتدخل، سمعت صوت ضحكة سيلين يتردد.
“لا، أنا أميرة. ولست اتقمص شخصبة الأميرة هي التي تظهر في كتب الحكايات.”
عندها تمتمت فارين قائلة: “أليس الاثنان متشابهان؟ لكن هل تحبين كتب الحكايات؟ أنا أيضاً أحب القصص. هل سمعت عن القصة الجديدة المثيرة التي صدرت مؤخراً؟”
“قصة جديدة؟ ما هي؟”
“هذه قصة سمعتها في السوق… زوجة صاحب مخبز اكتشفت خيانة زوجها…”
في تلك اللحظة شعرت بشيء من الامتعاض. بدا وكأن الفتاتين قد بدأتا في التقارب، لكن شعرت ببعض الشك حول ما إذا كان من الصواب تركهما وحدهما.
“ثم اختبأ في الخزانة… وزوجته أمسكت عصا…”
هل من الجيد أن تعرف مثل هذه الأشياء؟
لكن بعد لحظة أدركت أنه مهما كان الحال، من الأفضل لعالم الأميرة أن يتوسع قليلاً.
في النهاية، على الرغم من أنني لم أكن مرتاحة تماماً، إلا أنني تركتهما وحدهما وخرجت.
على أي حال، يكفي أن سيلين قد ضحكت.
ولكن لازلت أشعر ببعض القلق وقررت أن آخذ فارين إلى منزلنا في أقرب وقت.
ماذا كانت تستمعين اليه في السوق يا ترى يا فارين؟ آه يا فارين…
***
ذهبت للبحث عن ماكس أثناء وجودي في القصر. لكن لسبب ما، لم يكن ماكس في مكتبه اليوم.
بدلاً من ذلك، أخبرني خادمه:
“صاحب الجلالة ذهب لمشاهدة مسابقة المبارزة. هل أرسل أحد الخدم ليعلمه بوصولك؟”
فكرت للحظة ثم هززت رأسي.
“لا، سأذهب بنفسي.”
لم أتمكن من حضور افتتاح المسابقة بسبب انشغالي بأمر سيلين، ولم أرغب في إزعاج ماكس.
ركبت العربة وتوجهت إلى مكان إقامة المسابقة.
كانت الحشود كبيرة لدرجة أن الشوارع بدت فارغة تقريباً.
عندما وصلت أخيرًا، رأيت الجماهير الكبيرة تشجع المتسابقين في مبارياتهم التمهيدية.
كان شعوراً غريباً لأن إيان كان مشاركاً أيضاً.
شعرت بالقلق حين تذكرت ثقته الكبيرة حينما قال إنه سيهزم بيرنهارد. ماذا لو خسر؟
التعليقات لهذا الفصل "106"