لو ارتديتُ هذا الفستان لحفل ظهوري الأول، لَأثارَ إعجابَها الشريرةَ.

 

مجرّد تخيُّل ذلك كان مُرعبًا، لكن لم يكن لديَّ خيارٌ إن أردتُ فسخَ خطوبةِ ألبرين.

 

حتى لو لم يكن مهمًّا جدًّا، فإنَّ الشعورَ بأنَّ شخصًا آخرَ سرقها يكونُ دائمًا أكثرَ إحباطًا.

 

كانت الأميرةُ الثالثة، نانايل، مُتملِّكةً وتنافسيّةً بشكلٍ خاص.

 

قد يظنُّ الشخصُ العاديُّ أنَّ أذواقَنا مُتوافقة، لكن نانايل لم تكن لتظنَّ ذلك.

 

كان ذلك وقتًا كافيًا ليُفسِّرَ أيُّ شخصٍ نواياي على أنها استفزازٌ مُتعمَّدٌ لها.

 

بالطبع، كان ذلك جزءًا من نيتي.

 

كان الفستانُ جاهزًا، لذا لم أستطع سرقته، لكن كانت لديَّ المواردُ الماليةُ والقدرةُ على اقتناءِ الإكسسواراتِ بنفسي.

 

شعرتُ بالفخرِ لأنَّ كلَّ شيءٍ يسيرُ وفقًا للخطَّةِ المُخطَّطِ لها، واستعددتُ للخروج.

 

“إذا كنتُ سأفعلُ شيئًا، فعليَّ أن أفعلَه كما ينبغي.”

 

لا تزال هناك أشياءٌ أحتاج إلى اقتنائها.

 

* * *

 

بعد وصولي إلى منطقة التسوّق، توجّهتُ أولًا إلى المتجر.

 

“جئتُ لأستلم المنتج الذي طلبتُه.”

 

بدا على الموظّف الدهشة بمجرّد أن رآني.

 

“أميرة فيريس، هل أنتِ هنا لاستلام المنتج بنفسكِ؟ تلقّيتُ اتصالًا هذا الصباح وكنتُ أُجهِّزه للتوصيل…”

 

في الواقع، لم يكن من المعتاد أن تأتي شابةٌ لاستلام منتجها بنفسها. عادةً، يتم توصيله.

 

وكان المنتج إصدارًا جديدًا، صدر اليوم.

 

لا بد أنه شعر بدهشةٍ أكبر لأنني طلبتُه فور فتحه دون حتى النظر إلى الكتيّب.

 

جلستُ على الأريكة وابتسمتُ ابتسامةً مُشرِقة.

 

“أردتُ استلامه في أسرع وقتٍ ممكن، لذلك أتيتُ بنفسي. أردتُ أيضًا التحقّق من حالته بنفسي.”

 

“نعم، سأسلِّمه فورًا.”

 

بعد اختفاء الموظف، ارتشفتُ رشفةً سريعةً من شاي الترحيب، ثم سمعتُ صوتًا مألوفًا من الغرفة المجاورة.

 

“إذن، الأمر العاجل الذي استدعى مجيئكِ إلى مركز التدريب هو اختيار وشاح؟”

 

ألبرين؟

 

أثار صوته المُنزعج بعض الشيء دهشتي.

 

ماذا يفعل هنا؟ لا بد أنه يتدرّب الآن، أليس كذلك؟

 

كنتُ على وشك التظاهر بالموافقة، أشعر بالسعادة.

 

ثم جاء صوت نانايل الواضح.

 

“هل يمكنكَ الاسترخاء قليلًا؟ أنا فقط أختار أغراض ظهوري الأول. إنه قريبٌ من ساحة التدريب، لذا لن يكون المرور مشكلة.”

 

يا إلهي! إنها نانايل!

 

في تلك اللحظة، استلقيتُ على الأريكة وحبستُ أنفاسي.

 

ثم سمعتُ صوت ألبرين الجاف.

 

“كنتُ في خضمّ تدريبٍ عسكريٍّ مهم.”

 

“إذن، مَن الذي يحرسونه أولئك الجنود؟ أليس أنا، أحد أفراد العائلة المالكة؟ الدوق عنيدٌ جدًا وصعب المراس.”

 

بدا وكأن ألبرين قد أُجبِر على مغادرة عمله.

 

لا بد أن الأمر كان مزعجًا له، فهو مُخلِصٌ جدًا لعمله.

 

لم يُبدِ الشخص الآخر أيّ اهتمام.

 

‘إذا أُلقي القبض عليّ هنا، فستكون كارثة.’

 

إذا رأت نانايل ما أحاول شراءه، فقد تبدأ شجارًا قبل أن أقوم حتى بحفل ظهوري الأول.

 

لستُ مستعدةً بعد!

 

غرقتُ في الأريكة وفكّرتُ مليًا في طريق هروبي.

 

لحسن الحظ، كانت منطقة الاستراحة مُقسّمةً إلى عدّة أقسام، لذلك ظننتُ أنني أستطيع الهروب دون أن تتم ملاحظتي إن حاولت.

 

“أميرة ، الشيء …”

 

“شش، أعطِني إياه.”

 

أخذتُ الشيء من الموظف وانحنيتُ مجددًا.

 

نظر إليّ الموظف باستغراب، لكنني تعمّدتُ إخفاء نفسي.

 

تحرّكتُ بسرعة، كعميلٍ في مَهمّةٍ سريّة.

 

التقت عيناي بعيني ألبرين، الذي كان يبدو عليه الملل.

 

“ديلي؟”

 

لمحني ألبرين واقترب مني بابتسامةٍ مرحة.

 

فوجئتُ، ولوّحتُ بيدي نفيًا للإشارة إليه بعدم الاقتراب، لكنه كان أمامي بالفعل.

 

كان موقفه مختلفًا تمامًا عن ردّ فعله الجامد الذي كان دائمًا عليه أمام نانايل.

 

‘آه، لماذا يتصرّف هذا الرجل هكذا؟’

 

تصبّب وجهي بعرقٍ بارد.

 

لحسن الحظ، بدت الشريرة منهمكةً في فحص عيّنات القماش.

 

سحبتُه بسرعةٍ خلف الشماعة، ولم أتنفّس الصعداء إلّا بعد أن ابتعدتُ عن ناظريها.

 

‘سينتهي كلّ هذا بعد الظهور الأول.’

 

في تلك اللحظة، دوى صوتٌ ناعمٌ فوق رأسي.

 

“لماذا تختبئين؟”

 

“هاه؟”

 

“هل أنتِ خائفةٌ من الأميرة؟”

 

ضحكتُ على سؤال ألبرين البريء.

 

كان طغيان الأميرة الثالثة معروفًا في جميع أنحاء إمبراطورية برنارد.

 

بدأت بمعاملة النبلاء من ذوي الرتب الدنيا كأتباعها، بل وضايقت النبلاء من ذوي الرتب العليا إذا كانت في حالة غضب.

 

لكوني أحد الدوقات الأربعة الكبار، تمكّنتُ من تجنّب قبضة الأميرة الثالثة، ولكن …

 

‘سأواجه الأمور بجديّةٍ من الآن فصاعدًا، لذا لا خيار أمامي سوى الحذر!’

 

حدّقتُ في ألبرين باستياءٍ وتمتمتُ.

 

“مَن الخائف؟ كنتُ في طريقي للذهاب لأن أمرًا عاجلًا قد طرأ، وقد أمسكتَ بي.”

 

“حقًا؟”

 

ضحك ألبرين وحوّل نظره إلى حقيبة تسوّقي.

 

كان الموظف قد وضع الأغراض هناك للمعاينة، فكانت محتوياتها ظاهرةً تمامًا.

 

شعرتُ بالإهانة دون داعٍ، فأخفيتُ حقيبة التسوّق وتوجّهتُ ببطءٍ نحو المدخل.

 

“هل أنتِ هنا لشراء وشاحٍ أيضًا؟”

 

لو لم يتبعني ألبرين ويبدأ بالكلام، لكنتُ هربتُ بسرعة.

 

ساقاكَ الطويلتان غير مناسبتين لمثل هذه المواقف!

 

حاولتُ بسرعة، وقد تصبّبتُ بعرقٍ بارد، أن أودّعه.

 

“أجل. جئتُ لأخذ طلبي. سأذهب، لذا توقّف عن اللحاق بي. خطيبتكَ تنتظر. مع السلامة!”

 

“كنتَ تغنّين دائمًا لفسخ خطوبتنا.”

 

“آه! اخفِض صوتك …!”

 

هذا الرجل، حقًا! ماذا لو سمعته الشريرة!

 

كان قلبي يخفق بشدّة.

 

كنتُ أتحرّك بعصبيةٍ كجرذٍ مُحاصر.

 

“دوق؟ ماذا؟ أين ذهبت؟”

 

في اللحظة التي نادته فيها نانايل، سقط قلبي أرضًا.

 

ماذا لو رأتني نانايل هكذا؟

 

آه، لقد قُضِي علي ……

 

كنتُ متجمّدةً تمامًا، عاجزةً عن فعل أيّ شيء.

 

سحبني ألبرين نحو غرفة تبديل الملابس.

 

ثم قرص خدي برفقٍ وهمس وهو يسحب الستارة.

 

“انتظري هنا.”

 

بفضل ذكائه، تمكّنتُ من تجنّب الاصطدام بنانايل.

 

وبسبب ذلك، بقيتُ عالقةً هنا حتى يغادرا.

 

اتّكأت على جدار غرفة تبديل الملابس وتنهّدت.

 

ومع ذلك، أشكّ في أن ألبرين كان سيطلب مني الانتظار فقط.

 

ما الذي كان يفكّر فيه بحق السماء؟

 

* * *

 

“ماذا كنتَ تفعل؟ لماذا أنتَ غير متعاونٍ إلى هذه الدرجة؟”

 

هزّ ألبرين كتفيه عند سماعه تعليق نانايل المنزعج.

 

وقف وظهره لغرفة تبديل الملابس، ثم ناولته نانايل كُتيّبًا.

 

“أعجبني هذا.”

 

وقعت عينا ألبرين على الكُتيّب تلقائيًا.

 

سواءً بالصدفة أو القدر، كان نفس الشيء الذي اشترته روديليا.

 

عندما لم يُجِب ألبرين، نادت نانايل على الموظّفة.

 

“هل اشتراه أحدٌ غيري قبلي؟”

 

“أوه، الأميرة فيريس اشترت هذا للتوّ …”

 

“ماذا؟! هذا بالتأكيد صدر اليوم! هل اشترته قبل أقلّ من نصف يوم؟”

 

زمجرت نانايل عند ذكر الأميرة فيريس.

 

في تلك اللحظة، بدأ ستار غرفة تبديل الملابس يرفرف.

 

شرح الموظف، وقد بدا عليه الحرج.

 

“هذا لأنها طلبته فور افتتاح الفرع اليوم …”

 

“لم تُعطِ عائلة فيريس الكُتيّبات دون علمي، أليس كذلك؟”

 

“أنتِ تُسيئين الفهم، سموّ الأميرة!”

 

سواءً كانا يتجادلان أم لا، أبقى ألبرين نظره ثابتًا على غرفة الملابس.

 

اهتزّ الستار كما لو أن زلزالًا قد ضرب المكان.

 

وقعت عيناه على قبضة يدٍ مشدودةٍ كطوق نجاة، فانفجر ضاحكًا.

 

“بففت.”

 

سألت نانايل بوجهٍ حادٍّ كالوحش.

 

“هل تضحك الآن؟”

 

سألت نانايل، التي أصبحت الآن شديدة الحساسية، بشراسة، لكن ألبرين لم يستطع التوقّف عن الضحك.

 

أدرك أن روديليا قد يُغمى عليها إذا استمر هذا الوضع، فقرّر حلّ المشكلة بسرعة.

 

بالكاد استطاع كبت ابتسامته وقال.

 

“بالنظر إليه مجددًا، لا يبدو أنه يناسبكِ، سمّو الأميرة. لماذا لا تشترين شيئًا آخر؟”

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄

ترجمة: مها

انستا: le.yona.1