سألت كلوي بدهشة واتسعت عيناها. كانت سينا التي نقلت الخبر تبتسم بهدوء كما لو أنها تروي قصة لطيفة. أومأت برأسها قائلة.
“يبدو أنها ستخبر الآنسة غرينت عمّا قريب، أخبرتني أنا أولًا لأنها أرادت مشاركتي الخبر أولًا.”
كانت قد ذهبت للبحث عن ذلك البئر السحري، ويبدو أنها بالفعل وجدت من تحب. أبدت كلوي إعجابها قائلة.
“يا له من أمر عجيب حقًا…”
“أجل، كانت تصرّ أنه مستحيل الحدوث، لكنها الآن…”
قيل إن الآنسة كروز عادت من منطقة الماركيز وذهبت مباشرة للقاء صديق طفولتها. بدا الأمر غير معقول، لكنه مع ذلك أثار الفضول.
ويبدو أن ذلك الصديق كان يكنّ مشاعر لها منذ البداية. وبعد اعترافه، قررت الآنسة كروز أن تخوض تجربة الارتباط به. قالت إنه لا يزال لا يبدو لها كـ‘رجل‘ بالمعنى الحقيقي، لكنها أرادت أن ترى إلى أين ستقودها هذه العلاقة. تغيير مفاجئ وحاد، يليق بشخصيتها.
رفعت كلوي فنجان الشاي وسألت.
“هل بدت سعيدة؟“
“قالت إنها تشعر وكأنها تقضي وقتًا مع صديق… لكن، نعم، كانت سعيدة بوضوح.”
كان ذلك مثيرًا للاهتمام. ارتسمت على وجه كلوي ابتسامة رقيقة، وارتشفت الشاي بأناقة، ثم سألت سينا سؤالًا لطالما جال في خاطرها.
“هل تعتقدين أن شريك القدر موجود فعلًا؟“
فكرت سينا للحظة قبل أن تجيب.
“أظن ذلك. لم أكن أؤمن بذلك في البداية، لكن الحياة علّمتني عكس ذلك.”
قالت ذلك وهي تضحك، وكأنها فجأة بدت أكبر سنًّا.
***
“على ما يبدو… ربما عليّ أنا أيضًا زيارة مقاطعة نيلسون.”
قالت كلوي ذلك عندما كانت تتحدث مع هاري في القصر الملكي عن ما حدث مع سينا. حدّق فيها هاري بعينين متسعتين وسأل.
“آه، إيفي! أأنتِ حقًا تنوين تركي لتلتقي برجل آخر؟ وكيف لك أن تقولي ذلك علناً؟!”
“هذا تحذير لك كي تحسن التصرف. وإلا فسأذهب لأبحث عن شريك قدري هناك بنفسي!”
ربما لم يكن في المملكة من يعامل ولي العهد بهذا الشكل سوى كلوي. وكانت تعرف ذلك تمامًا.
لكن هذه كانت حياتهما، يتبادلان المزاح دون حواجز.
تغيرت نظرة هاري الخضراء قليلًا، واكتسى وجهه مسحة من العتب حين قال.
“وماذا أفعل أكثر مما فعلت؟“
“هذا يعود إليك، سموّك.”
ضحك هاري بخفة، وقد اختفت ملامح العتب عن وجهه. ثم اقترب منها وجلس إلى جوارها، وراح يطبع القبلات على جبينها، جفنيها، أنفها، وجنتيها بلا توقف.
ازدادت ابتسامة كلوي اتساعًا. وحين فتحت عينيها، رأت وجه هاري يبتسم أمامها، وجه يشبه الأمراء في القصص الخيالية.
“أتعلمين من أحبّ أكثر من أي شيء؟ أنتِ، إيفي.”
همس بها أميرها، تلك الكلمة التي لطالما كانت خفيفة في قلب كلوي.
لم تكن كلوي تعطي للحب معنى كبيرًا. سواء كانت الآنسة كروز، أو بيرسي، أو هايدي، كلهم من حولها بدوا وكأنهم يغرقون في الحب، لكنهم تزوجوا جميعًا بدوافع سياسية.
فهل حقًا الحب بهذا الأهمية بين النبلاء؟
ولدت كلوي في عائلة دوق، ونشأت على أفكار الأرستقراطيين التقليدية. لكنها لم تكن متحجرة.
مرة، سألت الكونتيسة بيدفورد – التي كانت تُعرف سابقًا بآنسة روبرتس – ذات السؤال. فقد كانت قد تزوجت زواجًا مدبّرًا مثلها تمامًا.
“هل تُحبين خطيبك؟“
وكانت إجابة الكونتيسة.
“لم أكن أفكر كثيرًا في البداية… لكن مع العشرة، أعتقد أنني أحببته فعلًا.”
إذًا، حتى في الزواج المدبّر، يمكن للحب أن ينمو.
لكن، هل كانت كلوي تُحب هاري؟
لم تكن تحبه حين التقته لأول مرة. كانا صغيرين جدًا.
“كم كان عمرك عندما التقينا لأول مرة؟“
“يا إلهي، إيفي! هل نسيتِ؟“
ردّ هاري بسرعة دون تردد. فأومأت كلوي ببطء.
“أوه، نعم… تذكرت الآن.”
كان عمرها عشر سنوات عندما التقت به أول مرة.
كانت طفلة لا تدرك شيئًا، واتخذ الكبار قرارًا حاسمًا من أجل مصالحهم.
“كلوي، ستخطبين للأمير.”
قالت دوقة غرينت بينما كانت تمشط شعر ابنتها. ولم تكن الطفلة كلوي تملك أي مفهوم عن الخطوبة أو الزواج. فأجابت ببساطة.
“الأمير؟ حسنًا.”
“ألستِ متشوقة لرؤيته؟ ألا ترغبين في معرفة من هو؟“
لكن كلوي، خلافًا لسيينا أو لوغان، لم تكن تهتم كثيرًا بالناس. حتى وإن كان ذلك الشخص خطيبها.
“لست متشوقة حقًا.”
ورغم صدقها، قادها والداها إلى القصر الملكي. وهناك، في حديقة الورود، التقت بهاري لأول مرة.
لم يكن وحيدًا، كان لوغان معه.
كانت عائلة هاريسون على علاقة طويلة بعائلة غرينت، لذا عرفت كلوي وجه لوغان منذ طفولتها.
“اوبا! متى عدت؟ هل بدأت العطلة؟“
كانت كلوي قريبة جدًا من لوغان في طفولتها، رغم أن العلاقة كانت من طرف واحد.
كان لوغان آنذاك في الخامسة عشرة، يدرس في الأكاديمية بالخارج. ولم يخبرها بعودته، فشعرت بالإحباط.
نظر لوغان إليها بصمت. لم يشأ أن يقول إنه لم يخبرها لأنه خشي أن تزعجه.
ثم التفت لها الفتى الأشقر وقال مبتسمًا.
“أنا علمت مسبقًا.”
هل كان يسخر منها؟ رمقته كلوي بنظرة حادة.
“أنا أقرب إلى اوبا لوغان منك.”
“أحقًا؟ لأنني أظن أنني أقرب.”
كان هاري يتحدث مع طفلة تصغره بخمس سنوات كأنها نِدّه.
شعر لوغان بالإرهاق. أراد أن يرحل، لكنه يعلم أن العودة للمنزل تعني سماع صراخ والديه المتواصل.
‘ليت العطلة تنتهي سريعًا…’
فكّر بذلك فقط.
ومنذ ذلك اليوم، علمت كلوي أن هاري هو الأمير وخطيبها المستقبلي.
انطباعها الأول عنه لم يكن جيدًا.
“ما هذا؟ خطوبة مع طفلة؟!”
لم يعجبها أنه يعاملها كطفلة.
“أنا في العاشرة وأفهم كل شيء.”
“أنا لا أظن ذلك.”
كان يبتسم بسخرية ويمازحها، وهذا لم يعجبها أبدًا. لكنها لم تستطع الاعتراض لأنه أمير.
مرت الأيام وأصبحت في العاشرة، وأصبحت رسميًا خطيبة ولي العهد.
***
متى بدأ يبدو كـ‘رجل‘ في عينيها؟ تأملت كلوي الأمر.
ربما في السابعة عشرة. وقتها، كان هاري قد أصبح وليًا للعهد.
كانت تمشي مع الملكة وهاري في الحديقة، وأمسكا بأيدي بعضهما رسميًا كجزء من البروتوكول، دون مشاعر.
“هاري في الثانية والعشرين، فمتى تنوين الزواج، كلوي؟“
“ماذا؟“
“أقصد، حتى لو لم يكن الآن، يجب تحديد موعد على الأقل.”
“جلالتك!”
صرخ هاري فجأة، وقبض على يدها بشدة دون قصد.
“آه، آسف.”
أرخى قبضته، ثم ضمّ أصابعه بأصابعها وقال.
“إنها لا تزال صغيرة، لم تخض حتى أول ظهور اجتماعي بعد…”
‘أنا لست صغيرة!’ فكّرت كلوي بصمت.
ثم نظرت ليديه المتشابكتين.
‘منذ متى أصبحت يده بهذا الكبر؟‘
كانت يده كبيرة، قوية، ذات عروق بارزة، لا تشبه ملامحه الناعمة.
رفعت عينيها إليه مجددًا.
‘كم هو غريب…’
لم تتأمل يده من قبل، لكن في تلك اللحظة… شعرت بقلبها يخفق.
في تلك اللحظة، أدركت أن هاري ‘رجل‘. لم تخبره بذلك.
وما إن يتغير منظورك تجاه شخص ما، حتى تبدأ التغيرات في التتابع سريعًا.
رأته نائمًا في مكتبه ذات يوم. أخرجت مساعده بهدوء، واقتربت منه. كان على مكتبه كومة أوراق.
‘إنه حقًا ولي العهد.’
ابتسمت وهي ترى رأسه مائلًا وهو نائم. بدا وديعًا على غير عادته.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 150"