غادر كارسيس الكهف مُجددًا، قائِلًا إنه سيُحضر الكونت والخدم.
نظرت أديليا بين ميريلدا والصندوقِ الذي ناولتها إياه، وملامحُ الدهشة ترتسِمُ على وجهِها.
“جدتي… كيفَ حصلتِ على هذا؟”
ابتسمتْ ميريلدا بإشراقٍ، ووجهُها مغطَّى بالأتربة.
“الآنَ وقد وجدتِ الكنزَ، لا تبكي بعد الآن، حسنًا؟”
“أبكي؟ أنا؟”
“نعم، بكيتِ. فعلتِ ذلك.”
مسحت ميريلدا على رأس أديليا بحنانٍ، وعيناها تملؤُهما مسحةُ حزنٍ. فتحدَّثت أديليا بصوتٍ مخنوقٍ.
“جدتي، هل رأيتِ حُلمًا…؟”
‘هل حلمت بأن أمي كانت تبكي؟ هل لهذا السببِ تبدُو مُتألِّمةً بهذا الشكل؟’
شَعَرت أديليا بألمٍ حادٍّ يعتصرُ صدرَها.
هزَّت ميريلدا رأسَها بالإيجاب.
“نعم، صغيرتي، هذا صحيح. في حلمي، كنتِ تبكين.”
احمرَّت عينا ميريلدا وهي تسألُها.
“لماذا كنتِ تبكين بحُرْقةٍ هكذا، هاه؟”
كما لو أنها أرادتْ مسحَ دموعِ أديليا، مسحت بأطراف أصبعها الإبهامِ زاويةَ عينيها، ثم تابعت حديثَها.
“هذا محزن …. فقدتِ أُمكِ، ووالدَكِ، وحتى أخاكِ.”
“…ماذا؟”
ربَّتت ميريلدا على وَجهِ أديليا وقالت بلطفٍ.
“لذلك بكيتِ بِحُرقة، أليس كذلك؟ وساقاكِ؟ هل هما بخيرٍ الآن؟ هل ما زِلتِ تشعُرين بالألم؟ لا بد أنكِ كنتِ خائفةً جدًا. يا تُرى، ما مدى الألم والوحدة التي شعرتِ بها ……”
اتَّسعتْ عينا أديليا بدهشةٍ.
‘ما الذي تقوله؟’
شعرتْ بقُشعريرةٍ تسري في ظَهرِها.
‘هذا مستحيل …. هل تتحدثُ جدتي عن … حياتي السابقة؟”
فجأةً، ظهرت في رأسها مشاهد من حياتِها الماضيةِ.
حين فقدت ثيوس وديريك في أرضِ المعركة، وصارت سيفًا لأكسيدوم، مُتنقلةً بين المعارك، إلى أن شُلَّ جسدُها بالكاملِ، بدءًا من ساقيها، ثم ماتت.
كلماتُ ميريلدا تطابقت تمامًا مع تلك الوقائع.
‘ولكن… كيف؟ كيف تعرفُ جدتي كلَّ هذا؟’
نظرتْ أديليا إلى ميريلدا باضطرابٍ، ثم تحدثت بحذرٍ.
“جدتي، مَن أنا؟”
“مَن تكونين؟ ألستِ صغيرتي العزيزة؟”
“هل تعرفين اسمي؟”
“بالطبع! كان اسمُكِ مكتوبًا في جميعِ الرسائل.”
الرسائل…؟
تحدثت ميريلدا بابتسامةٍ حالمةٍ، وكأنها تعيشُ في ذكرياتها.
“أديليا.”
“……”
“أديل، صغيرتي. لم تَكُفَّ إيرينا أبدًا عن ذكركِ.”
اهتزّت عينا أديليا، مُرتبِكةً.
كانت تعتقِدُ أن ميريلدا ترى أُمها، إيرِينا، مِن خلالِها.
ولكن… لا.
‘آه …… لقد كانت تعرفني منذُ البداية.’
سقطت دمعةٌ من عين أديليا.
وضعت ميريلدا يديها على ساقَي أديليا وهي تُتمتمُ بصوتٍ مكتوم.
“لا تبكي يا صغيرتي. لن تؤلِمَكِ ساقاكِ بعد الآن. هذه المرة ستكونُ مُختلِفةً. فنحنُ معكِ.”
“أجل، لن أبكي. لن أبكي، جدتي.”
“أنتِ فتاةٌ طيبةٌ وجميلةٌ، يا صغيرتي أديل.”
“جدتي ….”
عانقتْ ميريلدا أديليا بإحكامٍ.
في هذه الأثناء، عادَ كارسيس برفقةِ أوبريل والفرسان.
“ميريلدا!”
اندفعَ أوبريل إلى داخل الكهفِ، ودموعُه تكاد تنهمِرُ.
“لِمَ أنتِ هنا؟! لقد كِدتُ أموتُ مِن الخوف عليكِ!”
ارتمى أوبريل، بجسدِه الضخمِ، في أحضان ميرِيلدا وهو يبكي.
وهكذا أُغلقت قضية اختفاء الكونتيسة ميريلدا.
بعد ذلك، بدأَ أديليا وكارسيس التحضيرَ للعودةِ إلى العاصمة.
كانَت سماءُ الليلِ المظلِمة قد بدأَت تُضاءُ بوميضِ الفجرِ.
“أنا آسفٌ لأنني لم أستطع تحضيرَ وجبةٍ دافئةٍ لكم.”
خرَجَ أوبريل وميريلدا ليُودِّعوهما. نَظرَت أديليا إلى أوبريل، الذي كان مُستاءً، فهزَّت رأسَها.
“لا، جَدي، ليس الأمرُ كذلك. الوقت ضيّقٌ وحسب. في المرة القادمة، سنُطيلُ البقاء.”
ابتسمَ أوبريل ابتسامةً مُرَّةً. لم يكن سهلًا عليه توديعُ حفيدتِه التي التقَى بها للتو. لم تكُن الكلماتُ قادرةً على وصفِ إحساسِه بالخيبةِ والأسى.
“أجل… هذا مؤسفٌ، ولكن علينا أن ننتظرَ اللّقاءَ القادم.”
حينها، مدّت ميريلدا يدَها نحوَ أديليا.
“يا صغيرتي…”
“جدتي.”
اقتربت أديليا منها وعدَّلَت الغطاءَ على رُكبتَيها.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 43"