للحظة، لم يعد الشخص الواقف أمام الرجل الضخم هو الشرير يوري سينكلير، بل الطفل، إيديل.
على الرغم من أن إيديل كان شريرًا مرعبًا في الماضي – لا، لا يزال كذلك… ومع ذلك، كان مجرد طفل بلا ذاكرة الآن. وتركت لي مسؤولية أن أكون وصيًا مؤقتًا عليه.
أنا، البالغة، يجب أن أحمي إيديل الصغير، وهذا لا يعني حمايته من الخطر الجسدي فحسب، بل وأيضًا من الاضطراب النفسيي.
ما زلت ممسوكةً من شعري، حدقت في الرجل وقلت، “مهلاً! أنت، ستضرب طفلاً؟ هل فقدت عقلك؟”
“هاه؟ كيف تجرؤين على قول “مهلاً”؟”
أمسك الرجل بشعري، قبل أن يدفعني بقوة. أمسكت بمعصمه بإحكام، ولفت فمي في ابتسامة شرسة.
-بام-!-
ركزت، قبل أن أضرب الرجل بقوة على العانة.
حتى فارق الوزن لم يستطع إيقاف هذا.
“اككك!”
تعثر الرجل نحو الخلف، واصدر أصواتًا متذمرة. نقرت بلساني وأنا أقوم بترتيب شعري الأشعث.
“إنه دفاع عن النفس، أيها الوغد. عليك فقط اختيار خصوم سهلين.”
غطيت فمي بسرعة، مذهولة من الألفاظ النابية التي خرجت دون علمي. لفتت عيني عين إيديل، الذي كان يقف خلف الرجل المتدحرج ذو الوجه الأزرق، وعيناه مفتوحتان على مصراعيهما.
آه، لقد كنت غاضبة جدًا لدرجة أنني قلت شيئًا قاسيًا أمام الطفل.
“يا إلهي، سيد هانز، ما الذي يحدث!”
جاء رجلان يبدو بأنهما خدم ذالك اللقيط يركضان من الخلف. نظر أحدهما ذهابًا وإيابًا بينه وبيني، وهو مستلقٍ على الأرض، يزفر الرغوة من فمه، قبل أن يدرك بسرعة ما كان يحدث، ويبدأ في الصراخ.
“كيف تجرؤين على استخدام العنف ضد رجلٍ نبيل؟ من تظنين نفسك؟ ، هل ستتحملين المسؤولية إذا لم يستطع أن يتزوج؟”
“تعال. إذا كنت قلقًا للغاية، يمكنني ركلك معه.”
أمسكت بحاشية تنورتي، واتخذت وضعية الاستعداد.
“لنذهب!”
أمسكت بيد إيديل، وبدأت في الركض.
“يا إلهي، لقد فرت!!؟”
“سوف نجدك لا محاله!”
صاح الرجال بأعلى أصواتهم، دون أي نية لمطاردتي. لابد أنهم يعتقدون أن الركض للإمساك بي من شأنه أن يهين كرامة “السيد”. علاوة على ذلك، لم تكن ملابسهم وأحذيتهم الفاخرة مناسبة على الإطلاق للركض.
بعد الركض لمسافة بعيدة بما فيه الكفاية وإلى زقاق مهجور، توقفت، واحتبست أنفاسي.
حدق إيديل فيّ، ثم غطى فمه، وضحك.
“لقد كان ممتعًا”.
…نعم، طالما أنك تستمتع.
نظرًا لعدم قدرتنا على البقاء هنا لفترة أطول، قررنا ركوب لينج، الذي ربطناه في الغابة.
لم أكن أخطط لهذا. كنت أرغب في تناول بارفيه لذيذ، ومشاهدة المسرحية، والتمتع بحياة ثقافية. وبدلاً من ذلك، ركبت على الحصان وأنا في حالة من الاكتئاب قليلاً.
“إيديل، انظر إلى هذا ، أليس هذا مذهلاً؟”
وأنا أشير إلى السفن الهوائية السحرية التي تحلق عبر السماء، حاولت أن أجعل الأمر مثيرًا للاهتمام، لكن إيديل نظر حولها ببساطة، غير منبهر.
“ليس مذهلة حقًا. أنا لست طفلاً.”
في الواقع، أنا أيضًا لا أتأثر بها، لأنني من حضارة حديثة في القرن الحادي والعشرين. شعرت بالحرج، ونظرت إلى الأمام مرة أخرى.
“أنا آسفة، إيديل.”
“لماذا؟”
“فقط… آسفة فقط.”
إذا كان قد جاء مع شخص آخر غيري، أنا المنفية، فأنا متأكد من أنه كان ليقضي وقتًا ممتعًا.
لقد أتيت لأريك أحلامك وآمالك، لكنني دمرت براءتك الطفولية من خلال إظهار الواقع القاسي لكوني منفية.
تنهدت وأضفت،
“لم تتمكن من الذهاب إلى المتحف، ولم تتمكن من مشاهدة المسرحية، ولم تتمكن من تناول البارفيه الذي أردته، ووعدتك بإهدائي لك ذكريات سعيدة”.
“لقد استمتعت”.
ثم شعرت به يميل برأسه على ظهري. أضاف إيديل بصوت مكتوم،
“أعتقد أن أي شيء أفعله مع نونا سيكون ممتعًا”.
أدرت رأسي ونظرت إلى إيديل. ابتسم بشكل جميل عند رؤية وجهي العابس.
“أنا نونا؟”
“ألستِ كذلك؟”
مع ظهور أشعة الشمس بعد الظهر والخضرة المورقة، كان إيديل يبدو عليه النضج.
هل نضج قبل أن أعرف ذلك؟
❈❈❈
الآن بعدما كانت خططنا لإيلان بلا جدوى، أليس من الأفضل أن نستغل ما تبقى من عطلة نهاية الأسبوع؟.
بعد العودة، قمت بإعادة صياغة خطط عطلة نهاية الأسبوع تمامًا. كنت أحاول أن أفعل شيئًا مشابهًا قدر الإمكان لما كان في يوديس.
“إيديل، هل نذهب إلى متجر مشابه لـمخبز هارت أتاك؟ ، سمعت أن هناك مخبزًا جديدًا قد افتتح مؤخرًا.”
عندما اقترحت ذلك، أومأ إيديل برأسه دون اعتراض كبير. وهكذا ذهبنا إلى هنا.
「فتحت مخبزًا بعد أن قضيت 19 عامًا في السجن بسبب سرقة الخبز.」
كانت هذه الجملة مكتوبة على لافتة المخبز.
ما الخطأ في اسمه؟ ، ربما…جان فالجان؟.
نظرت إلى إيديل بابتسامة إيجابية.
“أعلم أن الأمر غير عادل، لكن أليس هناك شبه بين المخبز الذي يدق القلب والمخبز الذي يضرب القلب؟”
أومأ إيديل برأسه بتعبير خالٍ من المشاعر وهو ينظر بهدوء إلى اللافتة ثم إليّ في حركة ذهاب وإياب.
كانت استجابة باردة، لكن ربما كانت جيدة بشكل مفاجئ عندما نصل. أمسكت بمقبض الباب، وعندما فعلت، صدر صوت رخوي.
كريييي—
“ها؟”
هل كان اليوم عطلة؟.
كانت هنالك ورقة ملتصقة على رف الباب تمايلت وسقطت.
「بسبب الظروف الشخصية للمالك (السجين)، المخبز مغلق مؤقتًا لمدة 20 سنة.」
هل سرق مرة أخرى ذلك الرجل؟ ، كان يبدو عليَّ الحيرة عندما رأيت التعليمات المكتوبة على الورقة. كم كان من الممكن أن يكون لذيذًا…
مضيت مع إيديل في الشوارع، والبائعون والمحلات التجارية تحيط بنا، نبحث عن بدائل.
“هل يمكن اعتبار هذا أيضًا متحفًا فنيًا؟”
في الاتجاه الذي أشار إليه إيديل، ظهرت أعمال فنية جدارية بأسلوب الجرافيتي، غالبًا ما تكون مرسومة في الأحياء الفقيرة والعوالم السفلية، على الجدران. كنت أدهش وأحدق فيها.
“أوووه، إنها مرسومة بشكل جيد. هنالك صور لطيفة و زهور و…شتائم؟”
「حتى لو شجعت غدك، ستكون فاشلًا على أي حال!」
غطيت عيني إيديل وابتعدت بسرعة بمجرد أن وجدت الألفاظ النابية المكتوبة فنيًا، انتقاد الحياة، ونظريات المؤامرة.
لنتظاهر أن هذه عبارات عاطفية!.
“لنذهب ونفعل شيئًا آخر”، قلت بشكل عاجل وأنا أنظر حولي.
كان هناك أشخاص يشربون في الشارع، وبعضهم يمسك بأعناقهم ويتشاجرون كلما التفتوا، وسارقو جيوب يهزّون الأرواح بأيدٍ سريعة لا يمكن رؤيتها من العين العادية إذا تركت الحذر قليلًا، ومتسوليين يبحثون عن نقود بسرعة.
كان كل شيء مليئًا بالأشياء التي تضر الأطفال، وليست الذكريات أو التجارب التي تعزز الحياة.
“هل نذهب إلى متجر الألعاب هناك؟”
سحبت إيديل بسرعة من يده إلى متجر الألعاب القديم. كان طفلًا في النهاية، فيجب أن يحب الألعاب، أليس كذلك؟.
“أهلًا وسهلًا.”
دخلت إلى المتجر، وألقيت نظرة حولي على المكان المغبر والمظلم والكئيب.
كان هناك رجل مكتئب جالس خلف العداد، وأصابعه المحروقة وفكه المشدود كانا بارزين.
راقبت الألعاب المغبرة، متسائلة إن كانت للبيع. معظمها كان قديمًا، كما لو تم جمعه من القمامة، وبعضها كان محترقًا. إيديل، الفتى الذي يهتم بالتفاصيل، وخاصة الأمور المتعلقة بالنظافة، بدا أنه لا يريد لمسها.
على الأقل، كانت دمية القطة سوداء هي الأكثر طبيعية ولطفًا من بينها.
حدقت في كتاب صور قديم بأطراف مهترئة؛ كان بعنوان< الذئب والقمر>.
تذكرت أنني قرأته عندما كنت طفلة. عندما حولت عيني بعيدًا دون تفكير كثير، لاحظت شيئًا.
“واو، هذا يبدو مخيفًا جدًا.”
عندما التقطت دمية بييروت التي ستسبب لا محالة صدمة للأطفال الذين سيتلقونها كهدية، سألني التاجر الكئيب:
“هل تبحثين عن شيء؟”
“نعم؟ ماذا في المتجر؟”
هل كان هذا يبدو كإشارة لصفقة غير قانونية وخطيرة؟.
كررررر—
تردد همسات غريبة في المتجر، وفجأة، التفت رأس دمية البييروت، ونظرت إليّ.
“أخرجني. لقد أحتجزوني هنا”
في الكلمات المفاجئة، شعرت بالدهشة لدرجة أنني صرخت بصوت عالٍ، قبل أن أسقط الدمية.
“ما هذا؟؟”
لففت رأسي بحثًا عن مصدر الصوت، ثم التقطت الدمية بتردد، وأزلت الغبار عنها، وأعدتها إلى مكانها، بينما لم يتوقف التاجر عن التحديق بي.
“تم بيع هذا كثيرًا.”
لم أكن أظن أن أحدًا سيشتريها، ولكن من باب المجاملة، ودعته وغادرت.
بعد ان مشيت بجانب شخصٍ سكير كان يتظاهر بأنه يقاتل بضرب الهواء، كنت في طريقي إلى المنزل أشعر بخيبة أمل.
“أعتقد أنني أظهرت لك الجانب المظلم من المجتمع، إيديل…”
كان يجب على الأطفال الذهاب إلى مقاهي الأطفال، والمتنزهات، وحدائق الألعاب. نظر إيديل إليّ بعينين جادّتين.
“لقد أفادني. كان مثالًا جيدًا لما يحدث للبشر الزائدين عديمي الفائدة.”
هذا الفتى…ألن يكون من الأفضل لو أُرسل إلى المدرسة؟.
♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪
حسابي على الإنستا:@empressamy_1213
حسابي على الواتباد: @Toro1312
ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 8"