بعد الإفطار، جاء كايا، صاحب المتجر العام، مرتديًا درعًا وسأل مستفسرًا.
“هل جاء رجل قصير ذو كرش كبير بالأمس؟”
“أممم، لقد مر حوالي عشرة منهم بهذه المواصفات”
بعبارة أخرى، لا يوجد رجل أو رجلان فقط يبدوان بهذا الشكل في هذا الحي.
ثم أضاف بعض التفاصيل الإضافية.
“اممم… شعر بني ، لا يوجد ش هنا.”
لقد أشار إلى قمة رأسه، وأدركت على الفور من كان يشير إليه.
كان هذا الرجل هو الذي اختفى بين يدي إيديل الليلة الماضية.
ابتلعت ريقي بقوة وأومأت برأسي.
واصل كايا حديثه وهو ينقر على الطاولة بأصابعه.
“جاء الرجال الذين أقرضوا ذلك الرجل المال بحثًا عني، وسألوني عن مكانه. قالوا إنه اختفى في الشوارع، ولم يترك خلفه سوى ملابسه. يبدو أن هذا من عمل القاتل الذي يظهر كل ليلة، لذا عليكِ أن تكوني حذرة أيضًا.”
يا إلهي، أليس من المفترض أن يكون ذالك حلمًا؟ أليس من المفترض أنها كانت قصة؟ وتطور الأمر من كونه رجلًا مشبوهًا إلى قاتل؟!.
على الرغم من اضطرابي الداخلي، كنت جيدًا في الحفاظ على وجهي مستقيمًا.
“نعم، لقد سمعت الشائعات. يقولون إن هناك رجلاً مشبوهًا يتجول ويكسر أذرع وأرجل الناس. لا بد أنه رجل طويل وخطير بالتأكيد.”
قررت أن أبقي فمي مغلقا بشأن ما رأيته بالأمس.
“ربما يكون هذا مجرد إستعراضٍ عادي لدور “البطل”هذا المكان مليء بالحثالة، بعد كل شيء.”
خلع خوذته، و مرر يده خلال شعره البني الداكن وضيق عينيه الخضراء.
إليكم مقدمة متأخرة. هذا الرجل الوسيم القوي الذي يتحدث بصلابة كجندي هو كايا جيجز.
التقينا صدفة في مسقط رأسنا السابق وأصبحنا أصدقاء مقربين.
لقد ساعدني عندما تم نفيي وجئت إلى هنا.
لولا هذا المرتزق، لكنت قد واجهت صعوبة في البقاء على قيد الحياة في هذا المكان المظلم.
في المقابل، توليت وظيفة موظفة في المتجر العام.
“يجب عليكِ أن تكوني أكثر حذراً ، لأنك لم *تستيقظي* بعد…”
“ليس الأمر أنني لم أفعل ذلك، بل إنني عاجزة عن فعل ذلك. عادة ما يحدث الاستيقاظ عند بلوغ سن الرشد، لكنني لم أفعل ذلك بعد، كما ترى.”
ولهذا السبب طردوني ظلماً من عائلتي أيضاً.
لقد قمت بإظهار تعبير حزين عمدًا.
عندما رأى كايا ذلك، بدى وكأنه متأسف للحظة، ثم ابتسمت بسخرية.
“لا بأس.”
“لماذا ،ألست قلقاً علي؟”
“لأنكِ تملكينني”
و ماذا لو كنت معي؟ هل ستمهد طريق حياتي الذي دمر بالإسفلت الذهبي؟
بينما كنت أحدق فيه بتلك النظرة، اقترب إيديل مني وضرب كتفي.
قفزت ونظرت إليه.
“اربطيه…”
كان إيديل يمد يده لي لأربط أكمام قميصه.
كان عادة ما يتعامل مع الأمر بسهولة، فلماذا يتصرف فجأة بهذه الطريقة الطفولية؟
بعد أن زررت أكمام إيديل، كنت على وشك استئناف محادثتنا ولكن إيديل ضرب كتفي مرة أخرى.
“هناك خيط في شعري، قومي بإزالته.”
لماذا يطلب مني أن أفعل شيء كهذا؟ أليس لديك أيدٍ أو أرجل!
إذا قلت شيئًا كهذا، فقد يستدعي شيطانًا ظليًا ويقول:
“الآن، ستختفي أنتِ أيضًا”، لذا حدقت على مضض لأبحث عن الخيط العالق في شعر إيديل الأسود الداكن.
“أين الخيط؟ لا أراه.”
“إنه هناك”
“حقًا؟”
لقد قام بتجعيد شعره لفترة طويلة، ثم طلب مني أن أربط ربطة عنقه في عقدة مثالية.
لقد استمر في طرح العديد من المطالب، مما أدى إلى مقاطعة محادثتي مع كايا.
هل كان يحاول تصريف الإنتباه لإخفاء حقيقة إرتكابه لجريمة؟
“إيديل يعتدم عليكِ كثيرًا.”
لم يستطع كايا أن يمنع نفسه من الكلام وهو يراقبني منهكة من تلبية طلبات إيديل التي لا تنتهي.
فتح إيديل الصغير، عينيه ببطء وغضب من كايا.
ثم سحب كُم قميصي وأشار إلى كايا.
“تخلصي من هذا أيضًا، فهو مزعج.”
“ما زلت مدللًا كما كنت دائمًا. إذا لم تغادر قريبًا، فسوف تغرق بالمشاكل هنا.”
كايا، الذي نهض من مقعده، تحدث وهو ينظر إلي.
“كن حذراً، فأنت موهبتي الثمينة في النهاية.”
في الواقع، سيكون الأمر مزعجًا إذا لم يكن لديه شخص يراقب المتجر العام.
“أسرع وأرحل من هنا.”
لوح إيديل بيده بنظرة إزدراء.
أوه! ما هذا السلوك! بدأت القيم *الكونفوشيوسية* بداخلي تثير ضجة بسبب كلمات إيديل الوقحة، لكنني وبخته بحذر شديد.
[الكونفوشيوسية فلسفه قائمة عن السلوك الإجتماعي والأخلاقي]
“إيديل، لا ينبغي لك استخدام هذا الأسلوب الوقح مع الآخرين. علاوة على ذلك، فإن كايا هو شخص بالغ.”
“حسناً”
أجاب إيديل بغير صدق وأدار رأسه بعيدًا.
وبما أنه ادعى بالفهم، فإن قول المزيد كان بلا فائدة.
“نعم، عليك أن تكون طفلاً مهذباً يستمع جيداً.”
ضحك كايا وهو يغادر الغرفة.
“طفل جيد؟…كم هو مسلي.”
انحنت زوايا شفتي إيديل إلى الأعلى بينما كان يجلس وذراعيه متقاطعتين، مما كشف عن ابتسامة ساخرة تُرى عادةً على الأشرار.
إذا فكرت في الأمر، فإن طريقة كلامه وسلوكه كانتا أشبه بسلوك الأشرار.
سواء كانت نظراته الساخرة، أو رفع زاوية فمه، أو تغطية فمه أثناء الضحك.
ربما على الرغم من أنه فقد ذاكرته، فإن العادات المترسخة في جسده لن تختفي؟
فقط لا يجب علي أن اتعامل مع هذا الطفل ابداً. لقد اتخذت قرارًا آخر مرة أخرى.
❈❈❈
ارتديت ملابسي للذهاب إلى العمل بينما كان إيديل جالسًا وظهره إليّ، ينظر من النافذة كعادته.
عبست وأنا أنظر إلى مؤخرة رأسه السوداء المستديرة.
ماذا علي أن أفعل معه؟ كان موقفي أشبه برواية على شبكة الإنترنت بعنوان “لقد التقطت طفلاً شريرًا فقد ذاكرته”
كان الشرير يوري سينكلير ذئبًا منفردًا ووفقًا للقصة الأصلية، لم يكن لديه أي عائلة يمكنني البحث عنها.
‘ماذا لو استمر على هذا النمط من الحياة واستعاد ذكرياته؟’
لقد حاولت التوصل إلى بعض الحلول.
1. اتركه في مكان بعيد أو أن اقوم بإبعاده قبل أن يستعيد ذكرياته.
ألاً تكون هذه أسرع طريقة لموتي…؟ لا أريد أن أكون ضحية لتعويذة لا تترك ورائي سوى ملابسي.
وإذا تخليت عن طفل هكذا، ضميري سيؤلمني حقاً.
2. أهرب قبل أن يستعيد ذكرياته.
باعتباري منفية، لا يوجد مكان آخر أهرب إليه.
وذلك لأن المنفيين لا يستطيعون الإقامة في أي مكان آخر غير العالم السفلي.
3. تربيته في بيئة صالحة مليئة بالحب ومنعه من السواد.
بدا هذا الخيار الأفضل.
حتى لو استعاد ذاكرته، فقد يتوب عن خطاياه الماضية ويعيش حياة صالحة… حسنًا، ليس من المؤكد ما إذا كان سيفعل ذلك، لكنني سأكون آمنة على الأقل، أليس كذلك؟
في القصة الأصلية، كان رجلاً يرد الجميل دائمًا لأي مساعدة يتلقاها.
على سبيل المثال، “إذا نجح الهجوم على القصر الإمبراطوري، فسوف يكافئك بالماس…”
حسنًا، سأعتمد على الخطة رقم 3.
ولكن منذ البداية لم أتمكن من العثور على “بيئة جيدة”.
لأننا في يوديس، وهو مكان قد يفقد فيه المرء شيئًا ما مع كل خطوة يخطوها، ويوجد به أسوأ تطبيق للقانون، لدرجة أن المرء يضطر إلى استخدام نعل حذائه كمحفظة.
هل ينبغي لي أن أبحث عن الأبطال الأصليين؟ ولكنني ارتجفت حين تخيلت ولي العهد، البطل الذكر، وهو يقول شيئًا من هذا القبيل:
“هل ما زال على قيد الحياة؟ ربما يكون بهيئة طفل، ولكن لابد من قتله بطريقة مروعة”.
كلا، هذا لن يكون نافعًا.
بينما كنت أسعى إلى إيجاد حلٍ متناغم بين العقل والعاطفة، ناداني إيديل.
“نونا سييلا.”
“هاه؟”
لقد شعرت بالدهشة من حديثه المفاجئة، فارتعشت كتفاي.
فلنتصرف كالمعتاد الآن. لقد اخفيت تعبير الدهشة الذي انتابني، وابتسمت إبتسامة متكفلة، ثم التفت إليه.
“ماذا؟ ماذا تريد مني أن أفعل الآن؟”
نظر إلي إيديل، الذي كان متكئًا على الكرسي ببطء.
“أفكر في تناول الفطائر على الغداء اليوم، مع كمية كبيرة من شراب القيقب.”
“هل تتحدث عن الفطائر على شكل دب تيدي التي صنعتها لك بالأمس؟ هل أعجبتك؟”
هل كان إيديل، الذي يحب الحلويات، يتقبل الطبق الذي أعددته أخيرًا؟
ربما لأنه يبدو طفلًا لطيفًا، لكنني وجدت نفسي أبتسم له ابتسامة أمومية قبل أن أدرك ذلك.
“لا بأس. و-“
رفع إيديل ذقنه بغطرسة وسأل بنبرة غير مبالية.
“هل خرجتِ ثم عدتِ الليلة الماضية؟”
“ماذا…؟”
فجأة، ارتفع التوتر في جسدي بالكامل، وشعرت قشعريرة تسري في جسدي عندما التقت عينا إيديل الأرجوانيتان وجهاً لوجه.
‘هل أدرك حقيقة أنني شهدت شيئًا ما؟ أولاً وقبل كل شيء، كان عليّ تنفيذ الجزء الأكثر أهمية من خطتي.’
“4. عليك البقاء على قيد الحياة أولاً.”
تظاهرت أنني لم أفعل ذلك، وكأن حياتي تعتمد على ذلك.
“لا؟ كيف يمكنني الخروج في الليل عندما يكون الأمر خطيرًا للغاية؟ مجرد التفكير في نوع المتاعب التي قد أتعرض لها هناك أمر مرعب. لا يجب عليك الخروج أيضًا.”
لا تخرج وتتسبب المشاكل. هذا كان مقصدي الحقيقي.
بالأمس، خرجت بلا خوف للبحث عن إيديل.
لا أعلم ما الذي حدث لي.
إيديل، الذي كان ينظر إلي بهدوء، أشار نحو الباب بعينين ضيقتين.
“لقد كان الباب مفتوحاً”
هل نسيت أن أقفله؟ عندما رأيت تعبير إيديل المريب، بدأ قلبي ينبض بسرعة.
عندما تذكرت المقابلات المرهقة التي خضتها في الماضي، ابتلعت ريقي بقوة.
كان هذا السؤال فخًا واضحًا.
لماذا؟ لأن إيديل كان أول من خرج من ذلك الباب الليلة الماضية، ولم يكن الباب مغلقًا أيضًا عندما خرجت.
♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪
حسابي على الإنستا:@empressamy_1213
حسابي على الواتباد: @Toro1312
ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 3"