بعد حلم كان فيه العالم بأكمله مغمورًا بالنور، استيقظت لأجد نفسي في قلعة الأرواح.

 

 لم أدرك أنني ما زلت أحلم إلا عندما رأيت مشهدًا من مسافة بعيدة.

 

 كانت ذكرى من زمن بعيد. 

حلم بمشاهدة عائلة تتجمع معًا وتتناول الشاي من بعيد.

 

 “لا أصدق أن ليراجي استيقظت بهذه السرعة. ابنتي، أنا فخور بك جدًا.” 

 

بعد وفاة والدتي بسبب مرض عقلي، أصبحت منعزلة تمامًا في عالمهم. 

 

كانو إخوتي غير الأشقاء، الذين ولدوا بشعر فضي مثل والدي واستيقظوا كمستحضرين للأرواح، مفضلين لدى والدي. 

 

كانت صورة الأب الحنون الذي اعتنى بإخوتي الأصغر سنًا مثالية، وشعرت بالحسد، وأردت أن أكون بينهم. 

 

“أبي، أنا أيضًا…”

 

 لذلك حاولت الدخول إلى فقاعة عائلتهم. 

 

درست بجد وحصلت على المركز الأول في صفي في الأكاديمية، محاولًا لفت انتباه والدي.

 

 “فاسيلي و ليراجي. “

 

لو كان بإمكاني أن أأخذ مكانهم.

 

كان والدي يتجنبني تمامًا ويستبعدني من المناسبات العائلية الكبرى.

 

 كانت فكرة الأسرة المتناغمة مجرد قصة. 

 

لأنني كنت غريبة عنهم.

 

 في اليوم الذي بلغت فيه سن الرشد، أقام لي والدي حفلة يوم ميلادي الأولى.

 

 أتذكر أنني نظرت إلى الطاولة المليئة بالطعام، والكعكة ذات الثلاث طبقات، وقاعة الولائم المزينة بشكل جميل بحماس وتوقع. 

 

إنه مثل الوهم بأنه إذا قمت بشيء جيد مرة واحدة بعد أن كنت سيئًا فيه تسع مرات، فإن فرحتك تزداد عدة مرات. 

 

“يوم ميلاد سعيد، مارسيلا.” 

 

كانت صريحة، لكنها بدت لطيفة للغاية لأنها كانت أول تهنئة أتلقاها على الإطلاق. 

 

‘ حتى لو لم أستطع ايقاظ قوتي، هل سيظلون يقبلونني كعائلة؟.’

 

ظلت كل هذه التوقعات مجرد أفكار. 

 

“أعتقد أنك لم تستيقظ في النهاية.”

 

 في نهاية يوم ميلادي وبلوغي  سن الرشد ، بعد أن دقت الساعة 12، بردت الأجواء في قاعة الولائم بشكل حاد.

 

 لقد نظر إلي والدي نظرة اشمئزاز مليئة بالخيانة.

 

 “والدي رجل طيب للغاية. لقد عاملك مثل طفله وانتظر حتى بلغتِ سن الرشد. حتى أنه أقام لك حفلة يوم ميلاد، منتظرًا حتى النهاية حتى تستيقظي.”

 

 قالت ليراجي ورفعت كأسها حتى يتمكن الجميع من سماعها. 

 

كان سبب إقامة والدي للمأدبة هو إظهار للجميع أنه كان محقًا في طردي.

 

 “هذا دليل على أنك لست ابنتي. فقط عندما تغادرين ستنتهي الكوارث في قلعة الأرواح.”

 

 ضحك فاسيلي، الذي كان يراقب، ورفع زوايا فمه.

 

 “ألن يغضب ملك الأرواح لأن طفلًا غير شرعي سيكون خليفته؟ ، اخرجي من هنا!”

 

 من الشخصية الرئيسية في الحفلة إلى الخاطئ في لحظة، كان علي أن أتحمل عيون الجميع التي تحكمت علي. 

 

‘ هل كان عليك أن تفعل ذلك في أول حفلة يوم ميلاد أقمتها لي؟ ‘

 

 كان الأمر قاسياً، لكنني لم أذرف دمعة. 

 

بدلاً من البكاء، قلت ما كنت أؤجله لفترة طويلة.

 

 “أبي، ماذا ستفعل إذا تبين أنني ابنتك حقًا؟”

 

 “لن يأتي ذلك اليوم أبدًا. لن أكون والدك أبدًا”.

 

 كان سوء فهمه راسخًا مثل اعتقاده. 

 

في موقف نموذجي

 

 “سيتم حل كل شيء بدونك.”

 

تخلصت من كل ذرة من الاستياء والندم. 

 

لم يكن هناك سبب للبقاء في هذا المكان القذر.

 

 كانت والدتي قد ماتت بالفعل، وخططت للاستقلال والانتقال بمجرد بلوغي سن الرشد، سواء استيقظت أم لا.

 

 لذلك أجبت بثقة.

 

 “نعم يا عم”.

 

 لا يزال بإمكاني رؤية النظرة الحية على وجه والدي السابق، ماركيز بيلمور.

 

هؤلاء الآباء….إنهم يأتون بحثًا عنك فقط عندما يكبرون ويضعفون، ثم يطلبون منك الإعتناء بهم. 

 

وكأنني سأستقبله يومًا ما!.

 

في ذلك اليوم، قررت ألا أتعامل مع هذا المنزل مرة أخرى. 

 

“لن أغير قراري حتى لو استيقظت وحصلت على فرصة للكشف عن حقيقة ولادتي. من الآن فصاعدًا، سأعاملهم كغرباء”. 

 

ربما كإنتقام من والدي لأنني ناديته “بالعم”، وصفني الماركيز بالمنفية ونفاني إلى الأحياء الفقيرة حيث أعيش الآن.

 

 عناده لا يعرف حدودًا.

 

 “هل تريدين الانتقام؟.”

 

 في الحلم، تحدث إلي شخص ما فجأة. 

 

“من هذا؟” 

 

كما سألت، غمرني الظلام مثل موجة المد السوداء.

 

 فجأة، غلفت هالة مظلمة يدي، وظهرت آذان مدببة في راحة يدي وانفتحت عيناي المستديرتان. 

 

كان الأمر أشبه بدمية القطة السوداء التي رأيتها في متجر الألعاب. 

 

ثم سمعت صوتًا صارمًا من مكان ما.

 

 “نحن الأرواح العظيمة”.

 

 “واو، هذا لطيف للغاية.” 

 

روح؟ لقد فوجئت عندما فهمت ما كانت تقوله الدمية. 

 

“من الوقاحة منك أن تقول إننا لطيفان”.

 

 ثم ظهر فرخ أصفر مستدير فجأة.

 

 لم تكن الدمية، بل الفرخ الذي تحدث.

 

 كان للفرخ، الذي بدا لطيفًا مثل حزمة من الفراء الأصفر، صوت رجل عجوز.

 

 “أنت ابنة عائلة روحية، أليس كذلك؟ أنا هنا لتوقيع عقد معك”.

 

 “حقا؟ بالنظر إلى مدى صغر حجمكم، أعتقد أنكم أرواح منخفضة المستوى؟” 

 

عبس الفرخ وأطلق همهمة ساخطة. 

 

“لن توقعي عقدًا إذا كنا من مستوى منخفض؟”

 

 “لا، أنا سعيدة فقط. وأنتم يا رفاق لطيفون للغاية”. 

 

رفعت الفرخ ودمية القطة إلى وجهي وفركتهما على خدي. 

 

“كيف تجرؤين على الاعتقاد بأن هذا الجسم لطيف؟ هل تعرفين من أنا؟” 

 

“لا أعرف. لكن أي روح مرحب بها”.

 

 كنت سعيدًا بغض النظر عن مستواه.

 

 لأنه كان دليلاً على أنني لم أولد من علاقة غرامية لوالدتي.

 

 في الواقع، لم يكن هناك دليل دقيق أو يقين بأن هذا غير صحيح، لذلك كان هناك دائمًا شعور بالقلق يسكن جزءًا من ذهني، متسائلًا،

 

 ‘ هل أنا حقًا والدتي اللطيفة كانت خائنة؟ ‘

 

“ما نوع القوة التي تمثلها دمية الفرخ والقطة؟”

 

 “تلك القطة تمتلك قوة الظلام، وأنا النار. سأريكِ سلطة النيران العظيمة التي يمكنها تفجير عاصمة بضربة واحدة.”

 

 تجعد وجه الفرخ ورفرف جسده. 

 

ثم، بتعبير منتصر رفع أجنحته وأظهر لهبًا صغيرًا مثل عود.

 

 “أوه، يمكنني توفير المال على الحطب.”

 

[يقصد بدال لاتشتري حطب عشان تولعه هو رح يسوي لها بدون ماتطر تشتري]

 

بمجرد أن يوقع المرء عقدًا مع روح، فإنه يفعل أي شيء لكسب لقمة العيش.

 

 حتى لو كان منخفض المستوى، فإن لديهم الكثير من المهارات المفيدة. 

 

فمثلاً ، يمكن استخدام النار بطرق مختلفة مثل الطهي ومعالجة المعادن والحرف اليدوية. 

 

“مواء.”

 

 أصدرت دمية القطة السوداء صوتًا غير مهتم للغاية، كما لو أنها فقدت قوتها.

 

 “القطة تسألكِ ، هل تنوين العودة إلى قلعة الأرواح؟ “

 

ترجم الفرخ كلمات دمية القطة لي. 

 

هززت رأسي ردًا على ذلك. 

 

“لن أعود إلى تلك العائلة، لكن يجب أن أتوقف عند قلعة الأرواح لإزالة وضعي كمنبوذ.”

 

 ضيقت الدمية عينيها، ورفرف الفرخ بجناحيه الرقيقين لترجمة كلام القطة.

 

 “ألا تريدين الانتقام من والدكِ ، الذي شوه سمعتك وسمع والدتك ، وأقام علاقة غرامية، وأعطى منصبك لأبنائه الغير شرعيين، واحتقركِ، وأهملك؟” 

 

يا له من شيء فظيع أن تقوله بوجه لطيف كهذا.

 

 أجبت بهز كتفي.

 

 “أفضل انتقام هو العيش بشكل جيد. إنه يسبب ألمًا بالنسبة لهم.” 

 

أصدر الفرخ صوت صفير وتنهدت.

 

 مما مررت به، إذا ركزت على حياتي وعشت جيدًا، يميل الكارهون إلى تدمير أنفسهم بأنفسهم.

 

 بالطبع، أردت أيضًا فرصة للانتقام بشكل طبيعي.

 

 إنه مضيعة للحياة أن تكون مهووسًا بالانتقام والاهتمام غير المجدي بشخص تكرهه. 

 

ما يهمني الآن هو حياتي وجعل إيديل شخصًا جيدًا. 

 

“بالمناسبة، أنت ستساعدني في جني الكثير من المال، أليس كذلك؟”

 

 “مواء.”

 

 “تجرؤ هذه الإنسانة الجشعة على استعبادنا!”

 

 كانوا متشائمين مقارنة بمظهرهم.

 

 دارت دمية القطة المظلمة، التي كانت ملفوفة حول معصمي، في دائرة.

 

 ثم تحول إلى شكل قطةٍ سوداء طويلة وهبطت بخفة. 

 

“العقد مكتمل. الطريقة الوحيدة لكسر العقد هي الموت.” 

 

بينما تحدثت الفرخ بصرامة، نظرت إلى القطة وهي تتمدد بمرونة وتمتمت.

 

 “أنا أحب القطط.”

 

 ” أعتقد بأنني وقعت عقدًا مع إنسان غريب.”

 

 __________________________________________

 

•فضلاً ضع نجمه واكتب تعليق يشجعني على الإستمرار!!⭐•

 

《لاتدع الرواية تشغلك عن العبادات》

 

ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧