ما إن اتخذ رينات وضعية الوال تس وبدأ بالحركة، حتى بدأ الحذاء يرقص من تلقاء نفسه.
“…”
“ممتع، أليس كذلك؟”
تمتم رينات بنغمةٍ خفيفة، بدا سعيدًا حقًا.
كان المشهد مضحكًا لدرجة أن بيكسان لم تتمالك نفسه ا وانفجرت ضحكًا.
“هل أنت متحمسٌ لهذا الحد؟”
“بالطبع، لقد تغلبت على الأمير الكبير.”
“طباعك حقًا سيئة، أيها الساحر العظيم.”
“هل أضاهي الحكيمة؟”
ضحك الاثنان معًا.
بما أن قدميها كانتا تتحركان من تلقاء نفسيهما، تركت بيكسان نفسها للحركة العشوائية، لكنها كانت كافيةً لمواكبة الإيقاع الحيوي.
انتهت الرقصة وسط الضحكات.
ابتعد الجسدان، وأصبحت اليد الممسكة على وشك الانفلات.
في تلك اللحظة، قال رينات:
“أعدي التفكير، ميني.”
“…في ماذا؟”
كان المكان يزداد ظلامًا تدريجيًا. كان رينات يبتسم، لكن عينيه كانتا جادتين للغاية.
“في أي شيء. ولا تتجاهلي سبب قيامي بكل هذا.”
“…”
“جئتُ لأقول هذا.”
ما إن انتهى كلامه حتى أظلمت القاعة تمامًا، وانفلتت يدها أخيرًا.
عندما عادت الأنوار، لم يعد رينات موجودًا.
وقفت بيكسان في وسط القاعة مذهولة ترمش بعينيها فقط.
“لا يوجد أحدٌ كهذا.”
“ولا تتجاهلي سبب قيامي بكل هذا.”
بينما كانت تشعر باضطرابٍ داخلي، اقترب منها أحد خدم القصر.
“السيدة مينيرفينا لرتور.”
كان وجهه يعكس الارتباك.
عاد وجه بيكسان إلى هدوئه المعتاد على الفور.
“ما الذي يحدث؟”
همس الخادم بهدوء:
“هناك من تدّعي أنها البارونة لرتور، وقد جاءت تبحث عنك.”
—
عندما وصلت بيكسان إلى مدخل القصر، التقت بامرأةٍ في منتصف العمر ترتدي ملابس رثة.
كانت جميلةً ذات شعرٍ أسود وعينين ورديتين شاحبتين.
عرفتها على الفور.
“إنها والدة مينيرفينا.”
ما إن رأتها المرأة حتى نهضت فجأة، وصرخت بعينين مغرورقتين بالدموع:
“ميني! ابنتي الحبيبة!”
لكن بيكسان تراجعت بضع خطواتٍ دون وعي.
**[أليكسينا لرتور]**
*والدة مينيرفينا لرتور. البارونة لرتور السابقة. آمنت بشعوذةٍ محرمة لتحويل مينيرفينا إلى حكيمة، فطعنت قلبها. تسعى لاستعادة ثروتها السابقة عبر مينيرفينا لرتور بعد أن أصبحت حكيمة.*
تفحصت بيكسان أليكسينا بعينين خاليتين من التعبير.
عيناها متّقدتان بالجنون، وأظافرها وجلدها خشنان.
“هربت، لكن يبدو أنها لم تتمكن من الاستمرار طويلاً وعاشت كعامية.”
اتسعت عينا بيكسان متظاهرة بالمفاجأة.
“أمي؟”
“نعم، أنا! أنا والدتك!”
اقتربت أليكسينا بوجهٍ مشع، ثم قالت:
“أخيرًا التقينا، يا ابنتي…! هل تعلمين كم اشتقت إليكِ؟”
تبدو كأمٍ حنونة للوهلة الأولى، لكن يبدو أنها لم تستطع إخفاء الخبث الكامن في جيبها.
“كيف يمكنك ألا تبحثي عن أمك حتى بعد أن أصبحتِ حكيمة؟ لم أكن أعلم أن قلبكِ قاسٍ إلى هذا الحد.”
تحدثت أليكسينا بلهجةٍ محبطة وهي تكبح دموعها.
ثم فتحت ذراعيها كأنها تدعوها للخروج من القصر، إذ لم تتمكن من الدخول بسبب مظهرها الرث.
لم تنزل بيكسان إليها.
بل أطلقت ننهيدةً خافتةً وقالت بصوتٍ بارد:
“لكنك أنتِ من تخليتِ عني، أليس كذلك؟”
“…”
“هل نسيتِ كيف تركتني مريضة في العاصمة وغادرتِ دون رحمة؟”
حاولت أليكسينا أن تبتسم، لكن شفتيها ارتعشتا قليلاً من الارتباك.
“مي، ميني، هذا سوء فهم! كنت أحاول فقط جمع المال في الأراضي البعيدة. هل تعتقدين أنني سأتخلى عنكِ، أنتِ عائلتي الوحيدة؟”
“إذن، لماذا لم تبحثي عني حتى أصبحتُ حكيمةً واشتهر اسمي؟”
“كان ذلك لأن المال لم يكن كافيًا بعد…”
“والآن، ما السبب؟ آه، لأنني حكيمة ولديّ المال الآن، أليس كذلك؟”
“…”
بدأ الناس يتهامسون بنظراتٍ فضولية.
نظرت أليكسينا حولها، ثم اندفعت نحو بيكسان قبل أن يتمكن الفرسان من الإمساك بها.
“أوه، ميني!”
أمسكت المرأة بيد بيكسان بحركةٍ مسرحية مبالغ فيها.
تردد صوتها الماكر بهمسةٍ خافتة في أذن بيكسان:
“ميني، أصبحتِ حكيمةً بفضلي. ومع ذلك، تريدين تجاهلي؟”
ضغطت أليكسينا على يد بيكسان بقوة، حتى تركت أظافرها علاماتٍ على ظهر يده.
“ها.”
أمسك بيكسان يدها بقوةٍ مماثلة، كأنها تخدشها.
“أمي.”
ضغطت بقوةٍ أكبر.
“آه…!”
ابتسمت بيكسان بحزنٍ مصطنع، وهمست بهدوءٍ لا يسمعه سواها:
“أصبحتُ حكيمة بسبب ما حدث بعد ذلك. لماذا تخليتِ عني بعد أن متّ في الأساس؟”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 91"