كان فيليكس يحدق بصمت في الرواق الهادئ، حيث تسللت أشعة القمر الفضيّة عبر النوافذ، تلقي بظلالها الباردة على الأرضية.
رفع رأسه ببطء، تطقطق رقبته المتصلبة مع الحركة، قبل أن يرفع بصره نحو القمر المتناقص، عيناه الخاويتان كأنهما تعكسان فراغ السماء.
“مينيرفينا، إذا عدتِ بسلام… هناك شيء أود قوله لك.”
لقد فكر في ذلك مرارًا، لكنه لم يتمكن في النهاية من البوح بالكلمات الأهم.
كيف له أن يفعل ذلك؟ هو، الذي لم يكن سوى ظلٍ باهت مقارنةً بمينيرفينا، التي عادت منهكة بعد أن تصدّت لذلك الطوفان من الجراد، بينما لم يكن هو سوى وجودٍ ضئيل بجانبها.
تلاشى الضوء في عينيه تدريجيًا.
“مينيرفينا… ما الجدوى من كل هذا في النهاية؟”
كانت بيكسان تشعر بتوتر متزايد مؤخرًا.
“ما هي الكارثة القادمة بحق السماء؟”
على عكس الطاعون، لم تكن هناك أي علامات تحذيرية. لا شيء كان معلومًا. لا موعد، لا نبوءة، لا أدنى خيط يقود إلى الإجابة.
وفي خضم هذا القلق، استمر انعقاد الحفلات الراقصة يومًا بعد يوم. كان الوقت أسوأ ما يمكن لمثل هذه الأجواء.
ومما زاد الأمر تعقيدًا، أن فيليكس بدأ بمرافقتها إلى هذه الحفلات.
“مينيرفينا، هل نذهب؟”
“آه… نعم.”
عظلت بيكسان ملامحها قبل أن تدخل وحدها إلى قاعة الحفل. سرعان ما غمرتها أصوات الأحاديث المليئة بالتكلف والتظاهر.
“كونتيسة، كيف كانت أحوالك مؤخرًا؟”
“أشعر ببعض التوعك، لذا كنت أبحث عن علاج للمعدة…”
“سمعتِ عن الفنان الصاعد غايسا؟ لقد ظهر كالشهاب في سماء الفن!”
“أوه، السيدة الحكيمة!”
بمجرد أن لاحظوا وجودها، تحولت نظراتهم إلى خليط من الترقب والطمع، كلٌّ ينتظر منه نبوءة أو إشارة سماوية.
“…مرهق.”
كانت بيكسان تملك دومًا ابتسامة دبلوماسية جاهزة لمثل هذه المناسبات، لكنها وجدت نفسها، دون قصد، تتجول بينهم بوجه جامد هذه المرة.
“إكسا… هل هو غائب اليوم أيضًا؟”
شعرها بذبول خفيف داخلها.
“الوضع في راجافوت يزداد اضطرابًا، وإكسا مسؤول عن وزارة الدفاع… لا بد أنه مشغول.”
لقد تفهّمت ذلك، لكن مع ذلك، شعرت بأن زاوية شفتيها تتجه للأسفل. زفرت بهدوء ثم التفت إلى فيليكس وهمست:
“صاحب السمو، أشعر ببعض الإرهاق. سأذهب لأستريح قليلًا في الحديقة الخلفية.”
كان فيليكس، الذي بدا متوترًا بنفس القدر، ينظر إليها بقلق.
“هل تريدين أن أرافقكِ؟”
“لا داعي، سموك.”
“…حسنًا.”
تركته بيكسان واتجهت نحو الحديقة الخلفية.
ما إن عبرت الباب وأحاط بها سكون الحديقة حتى شعرت وكأنها استعادت أنفاسها من جديد.
وبلا سبب واضح، تردد في ذهنها آخر ما قاله ل٦ه إكسا حين التقيا:
“أنا ببساطة… أستمتع بوجودي معكِ. وربما أيضًا…”
ضحكت بيكسان بسخرية، هامسة لنفسها:
“ربما، بدلًا من كونه ودودًا مع الجميع بدرجة تُثير سوء الفهم، فإن آليات التفكير لديه كدوق زاهيغ تتصدر أولوياته؟”
ثم ضحكت بصوت أعلى، ضحكة ساخرة تكاد توصف بالجنون، حتى لو رآها أحد الآن، لظنها فقدت عقلها تمامًا.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 80"