42
042.
[〈متى سترحل؟〉]
لوحة زيتية على قماش. لوحة شخصية رسمها الرسام المغمور “غايشا”، وهي عمل مستقبلي لعظيم سيكتسح عالم الفن.
لكن للأسف، لا أحد حتى الآن يدرك القيمة الفنية لهذا العمل.
تُقدَّر قيمتها بحوالي 32,911,214 قطعة ذهبية.
“واو. ما هذا التقييم المجنون؟”
لكن السعر الحالي لها؟ 30 قطعة ذهبية فقط؟
وفقًا لنوافذ المعلومات، قد لا تكون هذه اللوحة مفيدة لإليزا، لكنها تبدو مثالية كهدية.
همست بيكسان لإكسارش الذي كان يتبعها عن كثب:
“إكسارش، لديك مال، أليس كذلك؟”
ضحك إكسارش بصوت عالٍ، و أدركت بيكسان أنها كلما تحدثت معه بجرأة غير رسمية، كلما ازداد استمتاعه.
“نعم، لدي ما يكفي لشراء عدة لوحات تثير اهتمامك.”
“مخيف كم هو صادق.”
“حسنًا، اشترِ جميع هذه اللوحات، وامنحني واحدة فقط. ليس الآن، لكنها ستكون مفيدة في المستقبل من الناحية المالية. اعتبرها تكلفة إقامتي.”
أمال إكسارش رأسه بخفة ورد مازحًا:
“ضمان السيدة الحكيمة؟”
“بالطبع، ضمان السيدة الحكيمة.”
“إذاً، عليّ أن أشتريها.”
وبالفعل، قام إكسارش بشراء جميع لوحات الرسام المغمور غايشا.
لكن الرسام المستقبلي العظيم، الذي كان يغفو بجانب لوحاته، لم يُبدِ أي سعادة تُذكر لبيعها جميعًا.
…شعرت بيكسان بالذنب لدرجة أنها دفعت ضعف السعر المحدد لكل لوحة.
“من 30 قطعة إلى 100 قطعة للوحة… كم ستكون أرباح هذا الاستثمار؟”
بينما كانت بيسان نحسب ذلك، أرسل إكسارش اللوحات إلى قصره باستخدام خدم، وابتسم بتسلية:
“أنت الوحيدة التي تقلق بشأن وضعي المالي.”
“بصراحة، هذا قلق غير ضروري تمامًا.”
“إكسارش، علينا التوغل أكثر في الأزقة. لن أجد ما أبحث عنه في مكان كهذا.”
كان البحث ممتعًا، لكن الهدف الرئيسي لهذا الاستكشاف هو إليزا.
“إذاً، هذا الطريق.”
بدا أن إكسارش فهم ما تريده بيكسام تمامًا، فتقدّم في المشي ليقود الطريق.
كلما توغلوا أعمق في الأزقة، أصبحت المتاجر أكثر قدماً والبضائع المعروضة أكثر غرابة.
ومع ذلك، لاحظت بيكسان أن اللوحات المعلقة في المتاجر ازدادت جمالًا وفخامة.
“أعتقد أنني سأجد ما أبحث عنه هنا.”
دخلت عدة متاجر وألقت نظرات متفحصة.
لكن معظم المعروضات ظهرت في نافذة المعلومات كالتالي:
– [〈مزهرية باربيريني〉 (مزيفة)]
– [〈موظف الكنيسة النائم〉 (مزيفة)]
– [〈سيد الوادي، بالتازار〉 (مزيفة)]
“يبدو أنني في المكان الصحيح.”
كان من المفاجئ أن إكسارش قادهاإلى مثل هذا المكان دون تعليق.
مع ذلك، بقي واقفًا عند المدخل يراقب بهدوء، وكأن المكان لم يكن على ذوقه.
بالرغم من ذلك، بذلت بيكسان جهدها في البحث داخل المحلات.
“لكنني لم أجد شيئًا يناسبني…”
بدأت تشعر بالملل حتى دخلت متجرًا قديمًا متداعيًا بلا أي توقعات.
وكما توقعت، لم تجد شيئًا يستحق الذكر… إلا أن شيئًا على أحد الأرفف لفت نظرها فجأة.
تألقت عينا بيكسان عندما رأته.
“عذرًا، هل هذا للبيع أيضًا؟”
رفع البائع ذو الابتسامة الماكرة كتفيه وقال:
“أوه، هذا؟ يُعتبر ‘عملًا فاشلًا’، لكنني لن أمنعك إذا كنت تريدينه.”
ناول البائع القطعة لبيكسان، التي أمسكت بها وابتسمت بثقة.
“عمل فاشل؟ يبدو أنك لا تدرك قيمته.”
—
حلَّ يوم مزاد “غاهشو”.
دخل بوبيدو، المسؤول عن قسم المزادات في نقابة “يوليسيس”، قاعة الانتظار مرتديًا بدلة بيضاء فاخرة وبحركة متعجرفة.
أخذ يتجول بنظراته بحثًا عن شخص معين، وهي إليزا باريت من مكتب تقييم “سوفوس”.
“كلما كانت المرأة أكثر نجاحًا في المجتمع، كان سحقها أكثر متعة.”
ثم رآها. كانت مع موظف يرتدي رداءً.
“يا ترى، ما الذي ستُظهره من تعبيرات هذه المرة؟”
اقترب بوبيدو منها بفرح وقال بصوت مرتفع:
“أوه! السيدة باريت! نلتقي مرة أخرى في مكان كهذا!”
استدارت إليزا لتواجهه، وظهرت على وجهها فورًا لمحة من الاحتقار الخفيف.
شعر بوبيدو بالرضا التام.
“هل فكرتِ في الأمر قليلاً؟”
“أي أمر تقصد؟” سألت إليز بنبرة باردة.
مع ذلك، كان بوبيدو يعلم نقطة ضعفها.
“أعني الانتقال إلى عمل آخر. أليس هذا هو نفس النقابة التي تخلى عنها رئيس النقابة فعلياً؟”
“رئيس النقابة لم يتخلَّ عن النقابة قط. أرجو أن تحترم كلامك.”
“أوه، حقاً؟ إذاً لماذا لم يظهر منذ سنوات؟”
“لقد كان مشغولاً بأمور خارج النقابة…”
“همم، يبدو أنكِ تثقين كثيراً بالناس. لو كنتُ مكانه، لكنتُ عدت فور وقوع مثل هذا الأمر.”
ضغطت إليز على شفتيها بشدة، وكأنها تحاول كبح غضبها.
‘كما توقعتُ.’
أخفى بوبيدو أفكاره الخبيثة وتحدث بنبرة مشفقة:
“ألا تعتقدين أن البدء من جديد سيكون أفضل لكِ أيضاً؟”
“هل تعتبر عرض مزيف نجاحاً؟!”
“ششش، لا نريد أن تنتشر شائعات عن أن نائبة النقابة أنفقت ثروة على عمل مزيف، أليس كذلك؟”
عضت إليز شفتيها بقوة.
‘رؤية هذا التعبير على وجهها ممتع دائماً.’
كان إدراج المزيف في المزاد خطة بوبيدو.
إذا اكتُشف الأمر، فلن تستطيع مؤسسة “غاهاشو” استضافة مزادات أخرى، لكن بوبيدو كان واثقاً من أن إليز لن تفضح الأمر.
فالنقابة التي تُعتبر الأفضل في القارة لن ترغب في الإعلان عن فشلها في كشف المزيفات.
كما أن نقابة “سوفوس” تعمل مع مؤسسة “غاهاشو” لتقييم القطع الفنية، ما يجعل فضح الأمر مستحيلاً.
‘لقد استقدمتُ حتى حرفياً من سوريك لصنع ذلك التزوير.’
فكر بوبيدو، بينما كان يلعب بلحيته.
بالرغم من الجهد الذي بذله، كان يشعر بالرضا؛ لأن الإشاعات تنتشر بطريقة أو بأخرى.
وقد تحقق هدف نقابة “يوليسيز” في زعزعة مكانة نقابة “سوفوس”، مما دفع بعض المثمنين الموهوبين للانتقال إليها.
‘كنتُ أتمنى لو كانت الهزة أقوى، لكن هذا يكفي الآن…’
حتى هذا القدر من التأثير كان يُرضيه.
لكن سرعان ما التقط بوبيدو اختلافاً في نظرات إليز.
“حسناً… سنرى قريباً.”
تفاجأ بوبيدو للحظة من نبرتها القوية.
‘
هذا ليس كالمعتاد… هل تخطط لشيء ما؟’
هز رأسه، متجاهلاً تلك الأفكار.
‘لا داعي للقلق. حتى لو كانت “سوفوس” قوية، ماذا يمكنها أن تفعل؟’
كانت إليز، بصفتها تاجرة، تعرف بعض الحيل، لكنها لم تكن تتخطى حدود الأخلاق التجارية، بخلاف بوبيدو.
تخلص من شكوكه عند سماعه إعلان دخول القاعة من موظف “غاهاشو”.
أثناء توجهه إلى القاعة، لمح شيئاً غريباً.
رأى خلف إليز امرأة ترتدي رداءً كثيفاً.
‘آه، لقد كانت هنا أيضاً في المرة السابقة.’
امرأة مغطاة بشكل مريب، مع خصلات شعر أرجوانية زرقاء تظهر من تحت الرداء.
‘مجرد موظفة عادية، لا شيء يثير الاهتمام.’
تجاهلها بوبيدو وتوجه إلى المزاد.
لكن، من بعيد، كانت عيون وردية شاحبة تتابعه بصمت.
—
بدأ مزاد “غاهاشو”.
جلس بوبيدو عمداً بجوار إليز، متحمساً لرؤية ملامح الغضب على وجهها.
“سنبدأ اليوم بفن أوركينا المعاصر، يليه الفن الأجنبي، ثم القطع الأثرية.”
ظهر كبير المزاد على المنصة، وكانت هناك حماسة ملحوظة في الجو.
استغرق كل عمل بين دقيقة وخمس دقائق للمزاد، بينما مرت عشرات القطع بسرعة.
“والآن، نقدم أخيراً العمل الذي كنتم تنتظرونه جميعاً.”
وسط توتر الجماهير، صعدت لوحة ضخمة مغطاة بقماش إلى المنصة.
كان بوبيدو متحمساً، بينما تعالت الهمسات بين الحاضرين.
‘أخيراً، هذا هو العمل!’
رفع كبير المزاد القماش بحركة درامية، كاشفاً عن اللوحة.
“لوحة *صعود الملاك* لأنجيلا موس!”
° . • .✦ . ◌ ⋆ ° ✬ • ✫ ⋆。 .° ◌ • .●
لا تنسو التعليقات على الفقرات وابداء أراكم في الرواية ~ دمتم سالمين إلى حين فصل جديد 💓