بعد قليل، امتلأت قاعة الحفل مجددًا بالسوين. كان الوقت متأخرًا من الليل.
ورغم أنّ الأشخاص أنفسهم اجتمعوا في المكان ذاته، فإنّ الوضع لم يكن كما كان من قبل؛ فلا موسيقى، ولا أضواء براقة، ولا ضحكات صاخبة.
بعض السوين كانوا في حيرة مما حدث، وبعضهم كان مرتعبًا خشية أن يُقتَل هو الآخر، وآخرون امتلأوا بالغضب من وقوع مثل هذه الحادثة.
لكن بما أنّ هذا المكان هو “غلادوين”، وأنّ إخوتي من غلادوين، وعلى رأسهم أخي تيغريس، كانوا يراقبون الجميع، ساد الصمت المكان مؤقتًا.
“يبدو أنّ الجميع قد اجتمع.”
كان صوت تيغريس دائمًا هادئًا كما هو.
“لقد حدث أمر مؤسف في حفلة عيد ميلاد سيستيا، وتسببنا بالقلق لضيوفنا الكرام. وبصفتي رئيس غلادوين المؤقت، أتقدّم إليكم بخالص الاعتذار.”
“أن يُقتل سوين داخل غلادوين، وفوق ذلك أثناء الحفل! ما الذي حدث بحقّ السماء؟”
وما إن فتح أحدهم فمه حتى توالت الأسئلة من كلّ جانب.
وكان من بينها بعض الأسئلة السخيفة للغاية:
“اليوم، جاء إلى غلادوين سوين مجهولو الهوية لم نرَ لهم مثيلًا في مجتمع السوين من فصيلة القطط. أليسوا هم من قتلوا السيّد يونِت؟”
“منذ أن سمحتم لأولئك الغرباء المجهولين بدخول الحفل، خفنا من أن يحدث أمر كهذا! كيف ستتحمّلون مسؤولية ما حدث؟!”
“هل تعلمون ما الشائعات الرهيبة التي تنتشر الآن؟! أرجو أن توضحوا الأمر فورًا!”
أما الشائعة التي يتحدثون عنها، فهي أنني أدخلت سوين مشبوهين إلى غلادوين خلسة لألتقي بهم سرًّا، لكنّ يونِت رآني، فقتلتُه لأتخلص من الشاهد.
مجرد أن يُقتل يونِت، ويزور غلادوين سوين غريب، ويتزامن ذلك مع وجودي هناك، صار كافيًا ليختلقوا كل تلك القصص.
‘من جهة، لا يسعني إلا أن أقول إنّ خيالهم واسع للغاية.’
“……سيستيا، ما الذي تفعلينه؟”
“آه.”
كنت على وشك التصفيق دون وعي، لكنني خفضت يدي بسرعة بعدما أوقفني أخي رازفان بنظرة صارمة.
أما أخي تافيان، فكان يعضّ على شفتيه غيظًا وهو يتمتم بشتم خافت موجّه إلى أولئك الذين يروّجون تلك الشائعات عني.
“تلك الـ♩♫ ♪♬، كيف يجرؤون على نطق مثل هذا الكلام؟ اللعنة! يجب أن يُغمسوا وهم أحياء في الماء المغلي ثم يُسلخ جلدهم وشعرهم!”
‘من حسن الحظ أنّني طلبت من تافيان ألّا يتدخّل أو يرفع صوته مهما حدث.’
انتظر تيغريس حتى خيّم الهدوء مجددًا، ثم تكلّم ببطء:
“أتفهّم أنّ لديكم الكثير من التساؤلات. وكما يعلم معظمكم، فقد قُتل السيّد يونِت في حديقة غلادوين.”
“نعلم ذلك!”
“المهم هو من الذي قتله!”
“لا بدّ أنّها لم تكن السيّدة سيستيا، أليس كذلك؟!”
“مستحيل أن تفعلها! من المؤكد أنّ أولئك الغرباء ذوو الشعر الشاحب هم الفاعلون!”
“ماذا؟ شعر شاحب؟ كيف تجرؤ على تشبيه اللون النقي الجميل للسوين الألبينو بأمرٍ حقير كهذا!”
وحين بدأ النقاش يتحوّل إلى شجار لفظي بلا معنى، رفع تيغريس يده بهدوء.
وانبعث من يده هالة قاتلة ثقيلة خيّمت على القاعة، وأرهبت الجميع حتى خيّم السكون التام.
ثم ألقى نظرة على الحاضرين وقال بصوت حازم:
“……سيستيا لم تقتل السيّد يونِت.”
“وكيف يمكنك أن تثق بهذا؟!”
“هناك أكثر من شاهد رأى السيّدة سيستيا من نافذة القاعة تطلق هالة قاتلة في الحديقة، وتهدّد السيّد يونِت!”
“صحيح أنّ سيستيا أطلقت هالة قاتلة تجاهه، لكنه كان لا يزال حيًّا آنذاك. وعندما عادت مجددًا إلى الحديقة، وجّهت هالتها إلى السيّدة جيلاتا، لا إلى يونِت.”
“إذًا، القاتل هو تلك التي تُدعى جيلاتا أو أيا يكن اسمها!”
وحين توجّهت أصابع الاتهام نحو جيلاتا، انتفض زوجها فولوفيا غاضبًا:
“هذا غير صحيح! زوجتي لم تفعل شيئًا كهذا! لقد خرجت إلى الحديقة فقط لتتحدث مع السيّدة سيستيا!”
“سخافات! لا يمكننا الوثوق بكلام سوين لا نعرف أصله!”
“نعم! اكشفوا عن هويتها!”
“……اللعنة، أهذه هي حقيقة غلادوين؟! يُقال إنكم رحماء مع الجميع، لكنكم، من دون دليل، تتهموننا بالجريمة فقط لأننا غرباء! لا فرق بينكم وبين إيفانويل الشريرة!”
“أبي، كان خطأنا أن جئنا إلى غلادوين. ظننت أنّ غلادوين ستكون مختلفة، لكنني كنت مخطئ! إلى الجحيم بغلادوين! أتمنى أن تنهاروا جميعًا!”
كان تافيان واقفًا عاقدًا ذراعيه بتبرّم، ثم تمتم بشتيمة غاضبة:
“♩♫، سيستيا، دعيني أفتك بهم جميعًا.”
“لا، انتظر، كن هادئًا، حسنًا؟”
“لا أريد أن أكون الأخ الهادئ! كيف أتحمّل هذا؟! ألا تسمعين ما يقولونه؟! نحن أيضًا ضحايا! لماذا يجب أن نُهان هكذا؟!”
“يا إلهي… قلت لك تجاهلهم، سيمرّ هذا كله بسرعة، أليس كذلك؟”
“آه، لا أعلم، لا أملك صبر تيغريس! هو رئيس مؤقت ويعرف كيف يضبط أعصابه، أما أنا فلا…!”
لكن تافيان صمت فجأة وهو ينظر إلى أخيه تيغريس، فقد بدأت الأرض تتصدّع بلطف تحت قدميه.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات